الأوبرا تودع محمد سالم رائد النشاط الثقافى

هو رائد النشاط الثقافى بالأوبرا بلا منازع، المخرج الراحل محمد سالم الذى غاب عن دنيانا تاركًا ارثا ثقافيًا كبيرًا، هو اسم له تاريخ فى دارالأوبرا المصرية، شغل العديد من المناصب بدار الأوبرا وتدرج فيها ليصبح أحد أعمدتها ومؤسسيها.

منذ يومه الأول آمن أن دار الأوبرا المصرية هى صرح ثقافى وفنى كبيرويلعب دورا هاما  لتعزيز الإبداع ونشر الرسالة الثقافة، ولذلك اقام العديد من الانشطة الثقافية، بينها تاسيس صالون ثقافى بدار الأوبرا المصرية، استضاف خلاله العديد من الندوات للمثقفين والمبدعين، وغيرها من المهرجانات والاحتفالات الثقافية.

أسس الصالون الثقافى للأوبرا

ولايمانه بتنوع فروع الثقافة طرح ندوات علمية وسياسية، حيث قدم من بينها العالم الجليل احمد زويل فى سلسلة ندوان بعنوان "صالون زويل" قبل ان يحصد جائزة نوبل.

كما اقام ندوات تثقيفية لقيادات حرب اكتوبر المجيد ناقش خلالها جهود رجال مصر فى الحرب، وغيرها من فروع التثقيف المختلفة.

صاحب فكرة “ليالى عربية واسلامية”

ولم يغفل الدور العربى والأوروبى لدار الأوبرا المصرية وأهميتها وسط المنطقة، فاستضاف معظم السفراء العرب والمفكرين والعلماء والادباء داخل "ليالى عربية واسلامية" اقامها فى شهر رمضان ، ليؤكد ان مصر حاضنة العرب، ولأهتمامه الشديد بالترحيب بالأخوة العرب كان يقدم الصالون بنفسه، ويهتم باعداد كل نفاصيله وكان يحتوى على سهرات فنية وأمسيات روحانية وغيرها. 

وبجانب دوره الثقافى كان سببا فى اكتشاف العديد من الفرق الغنائية بدار الاوبرا المصرية على مدار 30 عاما ، وصاحب فكرة اقامة مهرجان صيفى للمسرح المكشوف الى قدم فيه العديد من المواهب الجديدة.

ويعتبر دوره فى تأسيس مهرجان الموسيقى العربية مؤثرا للغاية، وهو صاحب فكر رائد فى التطوير فى المهرجان ليصبح على مدار 30 عاما، أحد أهم وأعرق مهرجانات الموسيقى على مستوى العالم.

وتولى الراحل عضوية لجنة التحكيم الدولية لبينالى الأسكندرية الدورة الثامنة عشر 1993 – 1994، كما كان عضو لجنة التفرغ للإنتاج الفنى بالمجلس الأعلى للثقافة منذ 1993 ، وعضو لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة منذ 1995 .

وقد شارك الفنان الراحل فى عدة مؤتمرات دولية لفنانى الفسيفساء فى مدينة ترير بألمانيا 1984 وسان بطرسبرج فى روسيا 1992 وكماكورا فى اليابان 1994 واختير رئيساً للمؤتمر الذى نظمتة الجمعية الدولية لفنانى الفسيفساء المعاصرين بالإشتراك مع وزارة الثقافة المصرية فى الإسكندرية 1996.

 وخلال مشواره الفنى الكبيرترك ثروة قومية لمكتبة دار الاوبرا المصرية مليئة بالعديد من السهرات، والحفلات والندوات.

تشييع جنازة المخرج محمد سالم 

شيعت جنازة الفنان الراحل الراحل محمد سالم، من مسجد فاطمة الشربتلى، وسط اهله ومحبيه واصدقاؤه فى دار الاوبرا المصرية ، ليودوعا تاريخ من الابداع الفنى.

 رحم الله المخرج القدير الى اثرى الدور الثقافى والابداعى لدار الاوبرا المصرية وترك ارثا لايستهان به فى التاريخ الفنى لمصر.

نعى نقابة السينمائيين والتشكيلين والفنان فاروق حسنى     

نعته نقابة الفنانين التشكيليين حيث ذكرت فى بيان "تنعى نقابة الفنانين التشكيليين نقيبا ومجلس إدارة الأستاذ الجليل الفنان الدكتور / محمد سالم أستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويتقبله فى رحمته فى هذه الأيام الكريمة ويلهم أهله ومحبيه وتلاميذه الصبر والسلوان"، كما نعته نقابة السينمائيين ووصفته بالخسارة الكبرى التى فقدها الفن المصرى.

كما نعاه الفنان فاروق حسنى عبر صفحته على موقع فيس بوك حيث قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون أنعى بمشاعر الحزن والأسى الصديق العزيز والفنان الكبير الدكتور محمد سالم رفيق مشوار الحياة الذى عرفته زميلاً عزيزاً وفناناً قيماً نبيل المشاعر دمث الخُلق سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويؤنسه برحابه ويلهم زوجته الفاضلة الفنانة عزيزة فهمي وأسرته وأصدقائه وتلامذته ومحبيه الصبر والسلوان".

المصدر: بوابة الوفد