بعد قطيعة دامت ثماني سنوات عودة العلاقات الدبلوماسية بين السودان وإيران
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
يبدو أن السودان وإيران قلبتا صفحة ثماني سنوات من الهجران بتبادلها السفراء البارحة، يوم الأحد. فقد استقبل قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان السفير الإيراني حسن شاه حسيني في بورتسودان، في حين حل عبد العزيز حسن صالح ضيفًا دبلوماسيًا لدى طهران.
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، توافقت الدولتان على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، في وقت ظهرت فيه حاجة الحكومة الموالية للجيش لإيجاد حلفاء في حربها مع قوات الدعم السريع ملحة أكثر من أي وقت مضى.
يوم الأحد، تسلم قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الأحد، أوراق اعتماد حسن شاه، سفيرًا ومفوضًا لإيران، في السودان، بعد أكثر من 8 سنوات من القطيعة التامة بين البلدين، كان سببها الهجوم على السفارة السعودية في طهران سنة 2016.
وكيل وزارة الخارجية حسين الأمين علق على هذه الخطوة بالقول إنها ”إيذان ببدء مرحلة جديدة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين“.
ومن جهته، عبر السفير الإيراني عن سعادته بتقديم أوراق اعتماده مؤكدًا أنه سيبذل وسعه من أجل تقوية علاقات التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسودان.
بيان عودة العلاقات الثنائية بين إيران والسودان، نشر عبر منصة "إكس"وكان الجيش السوداني قد أصدر بيانًا يوم الأربعاء الماضي، نفى فيه صحة الأخبار المتداولة "من بعض المواقع الإخبارية "والوسائط بشأن رفضه رسو حاملة طائرات إيرانية في البحر الأحمر. في حين نقلت وسائل إعلام سودانية ما تداولته بعض وسائل الإعلام الغربية بأن إيران زوّدت الجيش السوداني بذخائر.
يذكر أن الحرب في السودان أدت إلى مقتل ما يزيد عن مئة ألف. وقد أشارت الأمم المتحدة في آخر تقرير لها أن الحرب أدت إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمرافق الحيوية، فضلاً عن النزوح على نطاق واسع، بحيث اضطر أكثر من 7.4 مليون شخص إلى مغادرة منازلهم بحثاً عن الأمان. وذكر التقرير أن السودان يواجه حالياً أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأكبر أزمة نزوح للأطفال، حيث يوجد أكثر من 3 ملايين طفل نازح داخل وخارج البلاد. فيما يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص تقريباً في السودان من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن موجة الحر في تكساس بسبب انقطاع الكهرباء 5 متّهمين و1000 نبتة ماريجوانا في قبضة الشرطة الإسبانية تصاعد التوتر بين أوكرانيا وروسيا: حرب الطائرات بدون طيار تستعر جمهورية السودان قوات الدعم السريع - السودان إيرانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل اليمن غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب جو بايدن إسرائيل اليمن غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب جو بايدن جمهورية السودان قوات الدعم السريع السودان إيران إسرائيل اليمن غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب جو بايدن الحوثيون روسيا تركيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 أوروبا تغير المناخ السياسة الأوروبية الجیش السودانی یعرض الآن Next فی السودان أکثر من
إقرأ أيضاً:
اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع
"إذ نؤمن بضرورة رفع المعاناة عن كاهل شعبنا والتوصل إلى حلول للأزمة السودانية، تنهي الحرب التي بدأت في الخامس عشر من إبريل 2023، والتي يستلزم وقفُها تكاتف أبناء الشعب السوداني بمختلف مكوناته وانتماءاته. وإذ نقرّ بأن الأزمة السودانية منذ الاستقلال هي أزمة سياسية، وأمنية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية شاملة يجب الاعتراف بها وحلّها حلاً جذرياً. وإذ ندرك أنّ الحرب الحالية قد سبّبت خسائر مروّعة في الأرواح ومعاناة إنسانية لم يسبق لها مثيل، من حيث اتّساع النطاق الجغرافي، وأنها دمّرت البنيات التحتية للبلاد، وأهدرت مواردها الاقتصادية، لا سيّما في الخرطوم ودارفور وكردفان. وإذ نؤكد رغبتنا الصادقة في تسوية النزاع المستمر على نحوٍ عادل ومستدام عبر حوار سوداني/ سوداني، يُنهي جميع الحروب والنزاعات في السودان بمعالجة أسبابها الجذرية، والاتفاق على إطار للحكم يضمن لكل المناطق اقتسام السلطة والثروة بعدالة، ويعزّز الحقوق الجماعية والفردية لكل السودانيين" ... بهذه الديباجة، وأكثر، تبدأ اتفاقية المنامة الموقّعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 20 يناير/ كانون الثاني 2024، وجاءت بعد خمسة أيام من رفض قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان لقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتأكيده أنه لا حاجة لأيّ تفاوض جديد، بل يجب تنفيذ نتائج قمة "الإيقاد"، التي عُقدت في جيبوتي في ديسمبر/ كانون الأول 2023، على نحوٍ طارئ لمناقشة حرب السودان. وخلصت إلى التزام من قائد الجيش وقائد "الدعم السريع" بالاجتماع الفوري ووقف الأعمال العدائية.
في خطابه إلى القمة العربية الطارئة، أكد البرهان أن أولوليات حل الأزمة (الحرب) هي الالتزام بإعلان جدّة للمبادئ الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وإزالة معوقات تقديم المعونات الإنسانية، وتعقب ذلك عملية سياسية شاملة للتوصل إلى توافق وطني لإدارة المرحلة الانتقالية ثم الانتخابات، لكن في 20 يناير 2024، وفي يوم توقيع اتفاق المنامة الذي وقّعه عن القوات المسلّحة الفريق أول شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش، وعن الدعم السريع "الفريق"(!) عبد الرحيم دقلو، شقيق حميدتي، الذي حصل مثله ومثل غيره من قادة المليشيات على رتب عسكرية من الجيش السوداني، في اليوم نفسه، جمّد السودان عضويته في منظمة الإيقاد! وتحوّلت المنظمة التي كانت قبل أيام "صاحبة دور مهم في الوصول إلى السّلام" إلى "منظمة الجراد" في الخطابات الشعبوية التي تطلقها السلطة العسكرية.
مرّ اتفاق المنامة من دون ضجيج. وربما لو لم يتسرّب خبر التفاوض الذي أكده بعد ذلك تصريح أميركي، لظلّ الأمر في دائرة الشائعات. رغم الحضور الدولي والمخابراتي في التفاوض.
اتفق الطرفان، في البند السابع من وثيقة المنامة، على "بناء وتأسيس جيش واحد مهني وقومي، يتكوّن من جميع القوات العسكرية (القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، وحركات الكفاح المسلح)، ولا يكون له انتماء سياسي أو أيديولوجيّ، يراعي التنوع والتعدّد، ويمثل جميع السودانيين في مستوياته كافّة بعدالة، وينأى عن السياسة والنشاط الاقتصادي"، واتفق الطرفان في البند 11 على "تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 في مؤسسات الدولة كافّة"، أما البند 19 فقد نصّ على "حوار وطني شامل للوصول إلى حل سياسي، بمشاركة جميع الفاعلين (مدنيين وعسكريين)، دون إقصاء لأحد، عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية التابعة له وواجهاته، بما يؤدي إلى انتقال سلمي ديمقراطي".
بمقارنة اتفاق المنامة بين الجيش و"الدعم السريع" مع إعلان أديس أبابا الموقّع بين تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية و"الدعم السريع" في 2 يناير 2024 (قبل 18 يوم من توقيع اتفاق المنامة) يصعب فهم إدانة الجيش إعلان أديس أبابا! فالإعلان نصّ على أن التفاهمات الواردة فيه "ستطرح بواسطة تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية لقيادة القوات المسلحة لتكون أساساً للوصول إلى حل سلمي ينهي الحرب"، وهو الحل السلمي نفسه الذي نصّت عليه اتفاقية المنامة قائلة: "نجدّد قناعتنا بأن التفاوض هو السبيل الأفضل والأوحد للتوصل إلى تسوية سياسية، سلمية شاملة للنزاعات والحروب في السودان"، وهو ما أكده قائد الجيش في خطابه إلى قمة "الإيقاد"، قبل أن ينقلب على المنظمة ويجمّد عضوية السودان فيها، مدّة قاربت العام.
... سيبقى ما حدث لغزاً للسودانيين فترة طويلة، ضمن ألغاز أخرى تحيط بهذه الحرب. كيف دار هذا التفاوض؟ لماذا لم يجرِ الإعلان عنه، لماذا وقّع عليه نائبا البرهان وحميدتي ثم تجاهله الجميع؟
نقلا عن العربي الجديد