قال موقع ميديا بارت، إن الطرق الإسرائيلية العملاقة في الضفة الغربية المحتلة، مهدت منذ فترة طويلة لضمها الفعلي وتشجيع الاستيطان فيها، وبالفعل بدأ المستوطنون منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول في بناء الطرق والبؤر الاستيطانية غير القانونية بمعدل غير مسبوق.

وانطلق الموقع الفرنسي -في تقرير بقلم أليس فروسارد- من قصة صالح محمود (69 عاما) من العيسوية والذي كان يذهب كل يوم إلى أرض عائلته، ولكنه لم يعد قادرا على ذلك منذ العام 2019، عندما افتتحت إسرائيل الطريق السريع رقم 4370 الذي يربط القدس بالمستوطنات الإسرائيلية في جنوب الضفة الغربية، ويقطع الوصول المباشر إلى أراضيه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شاهد.. 6 عثرات لبايدن تظهر أنه كان لا بد أن يتنحىlist 2 of 2ديفيد هيرست: ستارمر وحزب العمال أخلفا بتعهدهما تجاه فلسطينend of list

إلى جانب هذا الطريق السريع يقوم جدار طويل يطلق عليه صالح محمود اسم "طريق الفصل العنصري"، لأنه يبقي الإسرائيليين في جهة والفلسطينيين في جهة أخرى، واصفا عزلتهم، وكيف ناضلوا عبثا لتغيير مسار الطريق، مشيرا إلى الطرق الملتوية التي يضطرون الآن إلى سلوكها بالسيارة للوصول إلى حقولهم.

ويروي صالح محمود كيف أن قرية الزعيم حيث تقع أرضه، محاطة بالمستعمرات والمستوطنات غير القانونية الواقعة بين عدة جسور، لأن "منطق الإسرائيليين هو أخذ كل شيء، "وخاصة ما هو قريب من القدس".

صودرت أراضينا

وأشار الموقع إلى أن مسألة الطرق ظلت دائما حاسمة في تسريع وتيرة الاستيطان الإسرائيلي، وهي طرق "تربط المستوطنات فيما بينها وتقربها من المدن الإسرائيلية، وهي فوق ذلك حواجز تعمل على كسر الاستمرارية الإقليمية لإقامة دولة فلسطينية، كما يوضح الخبير في سياسة الاستيطان درور إتكس، مؤسس كيرم نافوت.

وهذه الطرق -كما يقول الموقع- تحد من أي إمكانية لتطوير الجيوب الفلسطينية إذ لم تتسبب في هدم البنية التحتية القائمة، كما يقول أشرف عودة، صاحب متنزه لونا بارك، "كنا نعلم أن الحكومة تعمل على إنشاء طريق حوارة الالتفافي للمستوطنين، لكنني لم أتوقع أن تقدم لي وزارة الدفاع الإسرائيلية إشعارا يطلب مني إخلاء حمام السباحة بالمنتزه وتدميره لأنه يقع على مسار الطريق".

"قيل لنا إن هذا الطريق لصالح السكان الفلسطينيين، ولكن هذا ليس صحيحا -كما يقول أشرف عودة- لأن معظم السكان صودرت أراضيهم من أجل بنائه، وقد خسرت الشركة العائلية الصغيرة 40% من دخلها السنوي بخسارة حوض السباحة هذا".

وإلى الشمال قليلا، تقترب منا سيارة جيب تابعة للجيش الإسرائيلي ويخرج منها جنديان شابان ببنادق هجومية، وأصابعهما على الزناد، وبمجرد أن يدركوا أننا صحفيان تتغير لهجتهم بشكل جذري، يقول أحدهما وهو يشير نحو حوارة "البقاء هنا خطير، هناك الكثير من الإرهابيين"، أما الآخر، فيقول إنه استقر مع أطفاله الخمسة في مستوطنة هار براخا القريبة، قبل أن يطفئ محرك السيارة ويشير إلى مسار الطريق الجديد الذي يمر عبر البلدة الفلسطينية.

يقول الجندي الشاب متحدثا عن الطريق "إنه لتجنب المواجهات. بالنسبة لنا نحن الإسرائيليين، الأمر مطمئن أكثر"، مشيرا إلى أنه من أجل بناء هذا الطريق استولى الإسرائيليون على 40 هكتارا من الأراضي الفلسطينية.

عزلة عن العالم

ومع أن منظمة "ييش دين" الإسرائيلية تقول إن عنف المستوطنين كان الأسوأ عام 2023، فإن هذا الجندي يبدو مقتنعا بحقه في الإقامة في الأراضي الفلسطينية، غير مصدق "هذه مجرد قصص مختلقة. اذكر لي مستوطنا عنيفا واحدا. العرب العنيفون لا يحصون. هناك قتلوا شابين".

ويعود تاريخ الهجوم الذي يشير إليه الجندي إلى فبراير/شباط 2023، عندما أطلق فلسطيني النار على سيارة، مما أسفر عن مقتل شقيقين، علما أن الأعمال الانتقامية لم تستغرق وقتا طويلا، إذ دخل مستوطنون مدججون بالسلاح وأحرقوا السيارات والشركات والمنازل، وقتلوا فلسطينيا وجرحوا حوالي 100 آخرين.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وبناء الطرق الحكومية في الضفة الغربية يتسارع، كما يتم بناء الطرق غير القانونية التي تربط البؤر الاستيطانية فيما بينها بسرعة غير مسبوقة، يقول يوناتان مزراحي، من منظمة السلام الآن "نعلم أنه في أوقات الحرب يغتنم المستوطنون الفرصة لبناء المزيد"، مضيفا "في الفترة ما بين 7 أكتوبر/تشرين الأول وأوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، تم تسجيل 18 هجوما.. ومنذ ذلك الحين توقفت عن العد".

"الفصل العنصري" و"الانطواء" و"الضم الفعلي" مصطلحات استخدمها الفلسطينيون منذ فترة طويلة لوصف محنتهم، يقول جمال سعيد الذي يعيش في خلة سكاريا المحاطة بـ16 مستوطنة وتقع فعليا داخل مستوطنتين، إن "جميع المنازل وهي 34 منزلا تلقت أوامر هدم، في حين تنمو مباني المستوطنات مثل الفطر".

وخلص الموقع إلى أن المجتمع الفلسطيني بأكمله شعر بالعزلة عن العالم منذ عام 2015، ولم تعد لديه أي وسائل نقل عام، ولا يسمح لسياراتهم بسلوك الطريق المخصص للمستوطنين، "كما لو كان ذلك لتشجيعنا على الرحيل بشكل هادئ"، كما تقول غادة، زوجة جمال وهي تقدم القهوة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة عبوين شمال غرب رام الله بالضفة الغربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم السبت، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بلدة عبوين شمال غرب رام الله بالضفة الغربية.

كما استهدفت زوارق الاحتلال الإسرائيلي منطقة المواصي غرب مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فلسطينيا من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، عقب استدعائه لحاجز مستعمرة "حومش".

ومساء أمس الجمعة، استشهد 10 مواطنين فلسطينيين بينهم 7 أطفال، وإصابة آخرين، جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلًا في جباليا النزلة، شمال قطاع غزة. 

ويستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على المدنيين في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45،206 مواطنين، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107،512 آخرين، في حصيلة غير نهائية.

مقالات مشابهة

  • أدعية تريح القلب وتفتح الطريق لتحقيق الأمنيات
  • سرايا القدس: استهدفنا قوة إسرائيلية في طمون بالضفة
  • وزنك هيقل بسرعة | 4 خطوات لتحقيق حلم الرشاقة
  • غزة.. قصف إسرائيلي عنيف على «مستشفى كمال عدوان» وتصعيد متواصل بالضفة الغربية
  • خبير اقتصادي: خطوات الدولة مدروسة لتحقيق طفرة في قطاع الصناعة
  • الفصائل الفلسطينية تستهدف تجمعا لجيش الاحتلال على جبل جرزيم بالضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة عبوين شمال غرب رام الله بالضفة الغربية
  • مستوطنون صهاينة يحرقون مسجدا شمال سلفيت بالضفة الغربية المحتلة
  • مستعمرون يحرقون مسجدا بالضفة الغربية
  • مستوطنون يحرقون مسجدا بالضفة الغربية