زيادة أسعار 3 آلاف دواء.. هل تنجح الخطة المضغوطة في توفير النواقص؟
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
كتب- أحمد جمعة:
سرّعت هيئة الدواء المصرية وتيرة مراجعة الطلبات التي قدمتها شركات الأدوية لمراجعة أسعار أصنافها المتداولة محلياً، على أمل أن يسهم ذلك في إنهاء أزمة النواقص التي يعاني منها القطاع خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد تفاقمها مؤخرًا.
وكشف ثلاثة مصادر بقطاع الأدوية، لمصراوي، أن الهيئة كانت تعتزم تحريك أسعار الأدوية تدريجياً حتى نهاية العام الحالي، قبل أن يتدخل رئيس الوزراء د.
وقدّرت شعبة الأدوية بالغرف التجارية، نقص قرابة ألف صنف دوائي في مصر على وقع "أزمة العملة" التي شهدتها مصر منذ العام الماضي، والتي أثرت على مستوى استيراد شركات الأدوية للمواد الخام ومستلزمات الإنتاج.
وقالت المصادر إن خطوة التعجيل في إقرار الزيادات الجديدة بأسعار الأدوية من شأنها أن تُسرع من وتيرة الإنتاج، إذ أن تلك الشركات "لن تُقدم على التوسع في إنتاج أدويتها الأكثر مبيعًا إلا بعد الحصول على إفادة بزيادة أسعارها؛ حتى لا تنتجها وتتكبد خسارة".
وسبق أن تحدث رئيس الوزراء تفصيلياً خلال مؤتمر صحفي عن خطة الحكومة لتحريك أسعار الأدوية وتوفير "النواقص"، موضحًا أنه جرى عقد اجتماعات ولقاءات مع مسئولي غرف صناعة الأدوية، ومجالس التصدير، للوصول إلى نقطة توازن فيما يتعلق بملف الدواء.
ووفق "مدبولي" فإن تلك الاجتماعات أسفرت عن إقرار خطة بالتعاون والتنسيق مع الغرفة والمجالس تتعلق بمجموعة من الأدوية يصل عددها إلى نحو 3000 صنف من الدواء تمثل 90% من حجم التداول بالسوق المصرية، في إشارة إلى الأدوية الأكثر مبيعًا.
ولفت إلى أنه كان من المفترض تطبيق هذه الخطة حتى نهاية العام الحالي، قبل أن يتم التوافق مع الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، والدكتور علي الغمراوي رئيس هيئة الدواء على تطبيقها سريعاً بحيث تنتهي أزمة الدواء في غضون الـ 3 شهور المقبلة.
ويصل عدد الأصناف الدوائية في مصر لنحو 17 ألف عقار، بيد أن ما ينتج حاليا يتراوح بين 7 إلى 8 آلاف صنف، بعد توقف عدد من الشركات عن إنتاج أصناف معينة، وفق المركز المصري للحق في الدواء.
وتراجع هيئة الدواء المصرية أسعار المستحضرات الدوائية المتداولة محلياً عبر آلية ثابتة من خلال لجنة يُطلق عليها "لجنة التسعيرة"، والتي تنتظر في الطلبات التي تقدمها الشركات لزيادة أسعار منتجاتها، بيد أنها في الوقت نفسه تتحقق من تكاليف إنتاج الأصناف الدوائية والفترة القانونية لـ"براءة الاختراع" ما قد يكون وسيلة لخفض أسعار بعض المنتجات في ذات الوقت.
ومع اتخاذ الحكومة قرار تحرير سعر الصرف في مارس الماضي، وما تبعه من تحريك لأسعار المشتقات البترولية، تزايدت طلبات شركات الأدوية لإعادة النظر في الأسعار، بما يُمكنها من مواصلة الإنتاج دون تعريضها لـ"خسائر".
كانت شركات الأدوية تحصل على الدولار بالسعر الرسمي (1 دولار = 30.85 جنيه)، لتوفير المواد الخام، في حين تلجأ إلى السوق السوداء لتدبير جزء من الاحتياجات اللازمة لشراء باقي مستلزمات الإنتاج، قبل أن يجري تحرير سعر الصرف ليصل اليوم إلى مستوى (1 دولار = 48.3 جنيه).
"طلبات منفردة"
واعتبر الدكتور محمد البهي، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات ومستشار غرفة صناعة الدواء، أن ملف الدواء وأسعاره "شديد التعقيد" ويمر بمراحل فنية وسياسية قبل اتخاذ أي قرار بشأنه.
وشدد "البهي" في تصريحات لمصراوي، على أنه "لا توجد زيادة ثابتة في أسعار الأدوية هذه المرة، إذ يُراجع كل ملف تقدمت به الشركات على حدة"، مضيفًا: "مفيش مسطرة ثابتة لزيادة الأسعار".
يتوافق ذلك مع تأكيد هيئة الدواء المصرية على أن "تسعير الدواء يخضع لآليات محددة، وأن كل صنف يتم تسعيره بشكل منفرد بناء على طلب مقدم من الشركة المنتجة".
وشددت في بيان سابق، على أن سياسات التسعيرة الجبرية الخاصة بالمستحضرات الدوائية تعتمد على ركيزتين أساسيتين، وهما: السعر العادل لمراعاة البعد الاجتماعي للمواطن، وضرورة توفير المستحضرات الدوائية.
كانت الحكومة قررت منتصف يناير 2017 زيادة أسعار الأدوية بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50% للأدوية المحلية، بينما تراوحت الزيادة في أسعار الأدوية المستوردة بين 40 و50% لتلافي آثار قرار تعويم الجنيه، وتطبيقها على 3010 أصناف دوائية دفعة واحدة، واعتبرت تلك الزيادة حينها لضمان استمرار الشركات في إنتاج الأدوية للسوق المحلية.
لكن لم تلجأ الحكومة المصرية خلال السنوات الأخيرة إلى الإقدام على زيادة واسعة في أسعار الأدوية دفعة واحدة على غرار ما جرى بعد تعويم الجنيه عام 2016، إذ تمت زيادة أسعار 3 آلاف و50 صنفًا دوائياً خلال الفترة من 2021 وحتى نهاية العام الماضي 2023، بحسب المركز المصري.
وأشار رئيس الوزراء إلى "الاتفاق أن تكون الزيادة في أسعار الأدوية المزمنة بنسب معقولة، في حين يتم تعويض ذلك في المنتجات الأخرى التي لن يشتكي منها المواطن (كالمكملات الغذائية والفيتامينات)".
وأوضح مصدر مسؤول بإحدى شركات الأدوية المحلية، لمصراوي، أنه جرى الاتفاق على تكون الزيادة في أسعار الأدوية المزمنة بحدود 25%، في حين ترتفع قليلًا لتصل إلى نحو 30% للأدوية الخاصة بالأمراض غير المزمنة أو ما هو متعارف عليه طبياً بـ(Acute disease)، وتصل إلى 50% لأدوية "OTC"، وهي تلك التي تُصرف بدون وصفة طبية مثل الفيتامينات والمكملات الغذائية.
من جانبه، قال الدكتور علي عوف رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إن تحريك أسعار الأدوية بدأ مطلع يونيو الماضي ولا يزال مستمرًا إلى الآن، لكنه أشار إلى أن وتيرة التسعير "كانت بطيئة إذ لم تزد الأعداد عن 200 مستحضر بين الأكثر تداولًا بالسوق"، وفق قوله.
وأوضح لـ"مصراوي" أن متوسط الزيادة يبلغ 25%، لكن بعض الأدوية شهدت زيادة بنسب أقل أو أكبر تصل إلى 40%، ومع ذلك اعتبر "هذه الزيادة غير عادلة بالنسبة لصناع الدواء لأن هناك فجوة كبيرة بين التكلفة والزيادة التي جرى إقرارها".
وعاد عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات للتأكيد على أن "هناك إرادة لدى مجلس الوزراء والجهات المتخصصة للنظر في أسعار الأدوية، عبر مراجعة الأسعار طبقا لتكلفة الإنتاج بالإضافة لتحقيق هامش ربح للشركات والموزعين والصيادلة".
وأضاف: "هناك بعض الأدوية تمثل خسارة للشركات ورغم ذلك كان يتم إنتاجها بعد ارتفاع سعر الدولار، لكن بات يستحيل أن يظل المصنع يخسر، والأمر احتاج إلى هذا التدخل".
كان الدكتور خالد عبدالغفار قال إن تغيير سعر الصرف كان من التحديات التي واجهت صناعة الدواء، وبالتالي جرى إعادة النظر في التسعير مرة أخرى بما يُمكن الشركات من مواصلة إنتاجها دون أزمات، متابعا: "لجان التسعير تنظر في أسعار المنتجات الدوائية لحماية هذه الصناعة... الدواء لو زاد سعره 5 أو 10 جنيهات مش مشكلة كبيرة، بس يتم توفيره للمريض".
وتوقع "البهي" و"عوف" حل أزمة النواقص خلال الـ 3 أشهر المقبلة بحد أقصى بعد تطبيق هذه الخطة.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: انسحاب بايدن إسرائيل واليمن نتيجة الثانوية العامة أحمد شوبير الطقس أسعار الذهب أحمد رفعت سعر الدولار هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان هيئة الدواء المصرية أسعار الادوية نواقص الأدوية مصطفى مدبولي فی أسعار الأدویة شرکات الأدویة هیئة الدواء زیادة أسعار على أن
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: مصر أول دولة بإفريقيا تحقق النضج الثالث في تنظيم الأدوية واللقاحات
أعلنت، اليوم، منظمة الصحة العالمية، اعتماد هيئة الدواء المصرية لمستوى النضج الثالث في السلطات التنظيمية. يأتي هذا الاعتماد في إطار دعم الحكومة المصرية للارتقاء بالقطاع الدوائي، وتعزيز قدرة المؤسسات الوطنية على الحصول على الاعتمادات الدولية، بما يعزز مكانة مصر التنافسية في صناعة الدواء على المستوى العالمي.
رواندا والصحة العالمية تعلنان انتهاء تفشي حمى ماربورج الشبيهة بالإيبولايسبب الوفاة.. ماذا تعرف عن فيروس ليسا بعد تحذير الصحة العالمية؟مفاجأة .. الصحة العالمية تعتبر كورونا طارئا عالمياالصحة العالمية تحذر من "ليسا".. فيروس قاتل ينتقل عبر الخفافيش«الصحة العالمية»: الأوضاع الصحية في سوريا تتطلب الكثير من الاحتياجاتالصحة العالمية: النظام الطبي في سوريا غير قادر على تلبية احتياجات المواطنينالصحة العالمية: مصر أصبحت مثالا يحتذى به في مجال التغطية الطبية الشاملةبعد تحذير الصحة العالمية منه.. ما هو الهربس التناسلي وكيفية اكتشافهخلي بالك .. الصحة العالمية تحذّر من انتشار متحور كورونا الجديدالصحة اليوم.. عبدالغفار يترأس اجتماع اللجنة العليا لزراعة الأعضاء ويبحث مع الصحة العالمية التعاون في مواجهة تداعيات الحروبوأعرب وفد منظمة الصحة العالمية عن تقديره للتطورات والتحديثات التي شهدها قطاع الدواء في مصر خلال الآونة الأخيرة، مشيدًا بالجهود الاستثنائية والتقدم الملحوظ الذي أُحرز على صعيد تطوير نظام الرقابة الدوائية بفضل جهود هيئة الدواء المصرية.
كما أكدت المنظمة على الأدوار المحورية التي تضطلع بها هيئة الدواء ومؤسسات الدولة في مواكبة المستجدات العالمية، بما يعكس التزام مصر بتطبيق أعلى المعايير الرقابية الدولية.
وتضمن إعلان المنظمة بأن اجتياز هيئة الدواء المصرية لمتطلبات الاعتماد الدولي، وحصولها على مستوى النضج الثالث للمستحضرات الدوائية، يعد إنجازاً يعكس كفاءة النظام الرقابي المصري، وقدرته على ضمان جودة وأمان المستحضرات الطبية وفقًا للمعايير العالمية. وان الهيئة قامت بعدد من الانجازات غير المسبوقة في المنطقة لتصل إلي هذا الاعتماد في وقت قياسي وبمجهودات متميزة لم تشهدها المنظمة من قبل في المنطقة.
وتؤكد هذه النتائج ثقة المجتمع الدولي في نظام الرقابة الدوائية المصري، الذي أثبت قوته وتكامله على المستوى الإقليمي والدولي.
ومن جانبه، أعرب الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، عن سعادته الغامرة بهذا الاستحقاق العظيم، وأهدى هذا الإنجاز التاريخي إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وإلى شعب مصر العظيم، وتقدم بالشكر لكافة العاملين بهيئة الدواء المصرية الذين عملوا بجد وإخلاص وكانوا جنوداً مخلصين أثبتوا للعالم أجمع قوة النظام الرقابي الدوائي المصري، وقدرته على التطور والحصول على أرفع الاعتمادات الدولية.
فتح المجال أمام تدفق الاستثمارات لسوق الدواء المصريوأكد رئيس الهيئة أن هذا الاعتماد سيفتح المجال أمام تدفق الاستثمارات لسوق الدواء المصري، ويعزز من سمعة الأدوية المصرية والثقة العالية بجودتها وفاعليتها، وهو ما سوف يخلق طلبا كبيرا عليها، ويعزز من فرص التصدير، وفتح المجال أمام تدفق المستحضرات الطبية المصرية إلى كافة ربوع القارة الإفريقية والوطن العربي وإقليم الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن هيئة الدواء المصرية استطاعت خلال أربع سنوات فقط الحصول على أكبر اعتمادين دوليين من منظمة الصحة العالمية في مجالي اللقاحات والمستحضرات الدوائية، وأن هيئة الدواء المصرية بهذه الاعتمادات أصبحت هيئة عالمية على أرض مصرية، وهيئة ذات هيبة ومكانة دولية في مجال التنظيم والرقابة على المستحضرات الدوائية واللقاحات، وأنها ستقوم بمعاونة الدول الإفريقية الشقيقة الراغبة في الاستفادة من التجربة المصرية.
ومن جانبه، هنأ الدكتور هيتي سيلو، رئيس وحدة التنظيم والسلامة، بقسم التنظيم والتأهيل المسبق، والدكتور روجيرو جاسبر، مديرعام ادارة التنظيم والاعتماد بمنظمة الصحة العالمية، هيئة الدواء المصرية على تحقيق هذا الإنجاز الكبير.
وقالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: " يعكس هذا الإنجاز التزام مصر الراسخ بتعزيز نظامها الصحي لضمان وصول منتجات طبية آمنة وفعالة وعالية الجودة لسكانها، ومن خلال تحقيق مستوى النضج الثالث لمنظمة الصحة العالمية لكل من تنظيم اللقاحات والأدوية، وضعت مصر مثالاً قوياً للمنطقة وخارجها، ويؤكد هذا الإنجاز على الدور الحاسم للأنظمة التنظيمية القوية في تحقيق التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي".
وقالت الدكتورة يوكيكو ناكاتاني، مساعد الرئيس العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون الوصول إلى الأدوية والمنتجات الصحية: "إن تحقيق مستوى النضج الثالث لمنظمة الصحة العالمية لتنظيم الأدوية في مصر، إلى جانب إنجاز سابق لتنظيم اللقاحات، هو اعتراف بالاستثمار المستدام للبلاد في تعزيز نظامها الصحي والتزامها بضمان تطبيق أعلى معايير السلامة والفعالية والجودة على الأدوية والمنتجات الطبية الأخرى، ويجلب هذا الاعتراف المزدوج قيمة كبيرة لشعب مصر ويؤسس سابقة قوية للتميز التنظيمي في القارة الأفريقية، وتفخر منظمة الصحة العالمية بدعم مثل هذا التقدم الذي يؤكد على الدور الحيوي للأنظمة التنظيمية القوية في تحقيق التغطية الصحية الشاملة وتعزيز المساواة الصحية العالمية".
وتواصل هيئة الدواء المصرية دورها الريادي في تعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في مجال الرقابة على الأدوية، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتوفير منتجات دوائية آمنة وعالية الجودة تلبي احتياجات الأسواق المحلية والدولية.
يأتي ذلك في إطار حرص الهيئة على الاستفادة من الخبرات العالمية وتجارب المؤسسات الرقابية ذات الشأن ومواكبة التطورات العالمية والحصول على الاعتمادات الدولية في مجال اللقاحات والدواء.