واشنطن- لم يستغرق الأمر إلا دقائق معدودات حتى سارع عدد قليل من نجوم الحزب الديمقراطي الصاعدين، مثل حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، لدعم كامالا هاريس لتخلف الرئيس جو بايدن على بطاقة الحزب الديمقراطي لانتخابات 2024، بينما لا يزال آخرون يلتزمون الصمت بشأن خطتهم ومواقفهم حتى الآن.

ورغم توقع سيناريو انسحاب بايدن من السباق الانتخابي، وذلك عقب أدائه الكارثي في المناظرة الرئاسية التي جمعته يوم 27 يونيو/حزيران الماضي بمنافسه الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن عددا كبيرا من قادة الديمقراطيين فضلوا أن يتريثوا في إعلان موقفهم من اختيار وترشيح بايدن لنائبته كامالا هاريس لتحل محله.

ورغم تأييد بايدن الكامل لهاريس، فإن فوزها ببطاقة الحزب الديمقراطي ليس أمرًا محسوما حتى الآن.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تداولت الكثير من الدوائر الديمقراطية عددا من البدائل لبايدن، وكانت هاريس دائما ما تكون على رأس هذه التوقعات، إلا أن هناك بدائل أخرى، فعدد من نجوم الحزب لم يعلنوا بعد دعمهم لهاريس، وقد يختارون منافستها.

وسيصوت المندوبون الشهر المقبل في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، المزمع عقده في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، للتأكيد رسميا على هوية المرشح الديمقراطي الذي سيحل محل بايدن.

وفيما يلي أهم هؤلاء المرشحين:

ويتمير حوّلت الإجهاض إلى قضية رئيسية للناخبين الأميركيين (رويترز) غريتشن ويتمير حاكمة ميشيغان

سيدة ديمقراطية ذات شعبية متزايدة في ولايات الغرب الأوسط، ويتكهن العديد من المراقبين بأنها كانت تنوي الترشح للرئاسة في عام 2028. ودعمت ويتمير بايدن حتى آخر لحظة، في الوقت الذي لم تخجل فيه من أن تخفي تطلعاتها السياسية.

وخلال سنوات حكمها، قادت ويتمير حملات واسعة داخل ميشيغان نتج عنها سيطرة الديمقراطيين على المجلس التشريعي للولاية، الأمر الذي مكّنها من سن عدد من السياسات بما في ذلك منع حظر الإجهاض في ميشيغان، وتمرير مشروع قانون لتعزيز السلامة والأمن من الأسلحة.

وسرعان ما صرحت ويتمير بعد انسحاب بايدن بأن وظيفتها "ستبقى كما هي.. أفعل كل ما بوسعي لانتخاب الديمقراطيين ووقف دونالد ترامب".

نيوسوم أشاد ببايدن ووصفه بأنه رئيس "نكران الذات" (رويترز) غافن نيوسوم حاكم كاليفورنيا

على نطاق واسع، وخلال السنوات الأخيرة، تم إدراج نيوسوم كمرشح رئاسي محتمل لسباق 2028، لكن العديد من المراقبين الديمقراطيين يقولون الآن إنه يمكن أن يحل محل بايدن بعدما أثبت نجاحات واسعة في حكم أكبر الولايات الأميركية.

وارتفعت أسهم نيوسوم وبرز بعدما أصبح أحد أهم الوجوه الديمقراطية التي تقبل الظهور في وسائل الإعلام المحافظة القريبة من الحزب الجمهوري. وخاض نيوسوم قبل شهور مناظرة، غير رئاسية، ضد رون ديسنتيس حاكم ولاية فلوريدا استضافتها شبكة فوكس الإخبارية، واعتبرها المراقبون بروفة لانتخابات 2028.

وحتى إعلان بايدن انسحابه من السباق، وقف نيوسوم إلى جانب الرئيس السابق، وسافر إلى واشنطن لحضور اجتماعات في يوليو/تموز مع بايدن وغيره من كبار حكام الولايات الديمقراطيين، وتحدث في فعالية انتخابية مؤيدة لبايدن في ولاية ميشيغان يوم الرابع من الشهر الجاري.

و بعد إعلان انسحابه، أشاد نيوسوم مرة أخرى ببايدن ووصفه بأنه رئيس "نكران الذات". لكن بيانه على موقع إكس كان موجزا، ولم يذكر شيئا عن نياته الخاصة ولم يذكر أي تأييد لترشح هاريس.

بوتيجيج مثلي الجنس ومحارب سابق (رويترز) وزير النقل بيت بوتيجيج

ليس سرا أن وزير النقل بوتيجيج لديه تطلعات رئاسية، إذ ترشح للرئاسة في عام 2020 وخسر أمام بايدن، ونافس هاريس.

أدار بوتيجيج، وهو مثلي الجنس ومحارب سابق، عددا من الأزمات العامة خلال فترة توليه منصب وزير النقل، فقد ساعد في الإشراف على استجابة الحكومة لانحراف قطار عن مساره في منطقة شرق فلسطين في أوهايو، وحادثة انهيار جسر بالتيمور، وارتباك الملاحة البحرية، وأزمة جدولة ديون شركة ساوث ويست إيرلاينز في عام 2022.

ومدح بوتيجيج على منصة إكس الرئيس بايدن بعد إعلانه قرار الانسحاب، وقال إن بايدن "حصل على مكانه بين أفضل الرؤساء وأكثرهم أهمية في التاريخ الأميركي". واختار بوتيجيج ألا يذكر موقفا من تزكية بايدن لترشح هاريس.

شابيرو شغل سابقا منصب المدعي العام لولاية بنسلفانيا (رويترز) جوش شابيرو حاكم بنسلفانيا

شهد جوش شابيرو معدلات تأييد عالية منذ انتخابه في عام 2022 في ولاية متأرجحة فاز بها ترامب بفارق ضئيل في عام 2016، في حين صوتت لبايدن عام 2020 بفارق بسيط أيضا.

وسبق وشغل شابيرو، وهو يهودي ملتزم دينيا، سابقا منصب المدعي العام للولاية، ويعد وجها محبوبا في إحدى أكبر الولايات المتأرجحة.

وتصدر عناوين الصحف الوطنية العام الماضي بعد أن أعاد بسرعة بناء جسر منهار على طريق سريع مهم في فيلادلفيا، وهو انتصار سياسي كبير لحاكم في ولايته الأولى. أشاد الكثيرون بالإصلاح السريع للبنية التحتية باعتباره نقطة الحديث لمرشح رئاسي محتمل لعام 2028.

وقال شابيرو إن بايدن كان أحد "أكثر الرؤساء أهمية في التاريخ الحديث" بعد أن أعلن الرئيس انسحابه من السباق الانتخابي.

بريتزكر عرف بانتقاده لترامب والدفاع عن بايدن (رويترز) جي بي بريتزكر حاكم إلينوي

رفع جي بي بريتزكر مكانته في السنوات الأخيرة من خلال ملاحقة ترامب والدفاع عن بايدن. ويسارع رجل الأعمال الملياردير، وريث سلسلة فنادق حياة (Hyatt)، إلى نشر انتقادات لترامب على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبعد المناظرة الرئاسية، وصف ترامب بأنه "كاذب" وقال إنه "مجرم مدان بـ34 تهمة ولا يهتم إلا بنفسه".

ومثل ويتمر، يتمتع بريتزكر بسجل حافل في استكمال بنود جدول الأعمال على قوائم مهام الديمقراطيين التقدميين بشأن قضايا مثل حقوق الإجهاض والسيطرة على الأسلحة. ولم يعلق على الفور على قرار بايدن الانسحاب من السباق الانتخابي.

مرشحون محتملون آخرون

تمتد قائمة المرشحين المحتملين إلى ما هو أبعد من هؤلاء الديمقراطيين البارزين، ويمتلئ الجيل التالي في قيادات الحزب بعدد من المرشحين الرئاسيين المحتملين في المستقبل على النحو التالي:

آندي بيشير حاكم ولاية كنتاكي، وهو حاكم ديمقراطي لفترتين في ولاية محافظة للغاية مما دفعه ليصبح محل اهتمام وطني متزايد منذ إعادة انتخابه العام الماضي. ويس مور حاكم ولاية ماريلاند، الذي وجد نفسه في دائرة الضوء في الأشهر الأخيرة بعد انهيار جسر فرانسيس في بالتيمور، وظهوره المتكرر على وسائل الإعلام المؤثرة. ولا يمكن استبعاد ترشح عضوي مجلس الشيوخ إيمي كلوبوشار من ولاية مينيسوتا، وكوري بوكر من ولاية نيوجيرسي، إذ ترشحا للرئاسة في الماضي وخسرا سباق 2020 لصالح بايدن، ولديهما شعبية كبيرة وسط قطاعات مختلفة من تيارات الحزب الديمقراطي.

وأشار استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز بالتعاون مع شركة إيبسوس يوم الثلاثاء الماضي، إلى أن الشخص الوحيد الذي يمكنه هزيمة ترامب في نوفمبر هو سيدة أميركا الأولى السابقة ميشيل أوباما، وهي التي ترفض وتكرر عدم تطلعها لمنصب رئيس أميركا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحزب الدیمقراطی حاکم ولایة من السباق فی عام

إقرأ أيضاً:

الزنايدي: هيئة الانتخابات تعبث بمستقبل تونس.. ولن نتسامح مع هؤلاء (شاهد)

أكد مرشح الرئاسيات التونسية منذر الزنايدي مجددا رفضه لقرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات القاضي بإقصائه من المنافسة في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، واعتبر أن ما جرى كان جريمة في حق تونس ونظامها الجمهوري.

وقال الزنايدي في كلمة مصورة نشرها في صفحته على منصة "فيسبوك" في ساعة متأخرة يوم أمس الأربعاء: "ما جرى هذه الأيام كان جريمة خطيرة في حق بلادنا وفي حق النظام الجمهوري.. جريمة يمكن أن تكون من صنف جرائم محاولات تبديل هيئة الدولة.. نعم الأمر خطير جدا لأننا في فترة انتخابات، والانتخابات هي التي ستحدد مستقبل البلاد.. والذي يقصي مرشحين بطريقة غير قانونية يتلاعب بمستقبل البلاد وباستقرارها وبالسلم الأهلية".

وأضاف: "إن إقصاء منذر الزنايدي هو إقصاء لإرادة جزء من الشعب الذي منحه ثقته.. وهنا أؤكد بقوة القانون وبالثقة بالله أنني اليوم مترشح للانتخابات الرئاسية  وتم التصريح بترشحي من المحكمة الإدارية، وهي أعلى سلطة مؤتمنة على المسار الانتخابي بالقانون وبالدستور".

وجدد الزنايدي رفضه لقرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات واتهمها بعدم النزاهة، وقال: "أؤكد من جديد عدم اعترافي بقرار هيئة غير مستقلة للانتخابات وغير نزيهة، معتبرا قرارها باطلا ومعدوما، لأنه ببساطة ليس دستوريا وليس قانونيا علاوة على أنه ليس أخلاقيا وليس ديمقراطيا".

وأضاف: "أنبه هنا كل السلطات الشرعية والمؤسسات الرسمية إلى أن عدم تنفيذ قرار المحكمة الإدارية قد يفتح على بلادنا بابا خطيرا للتشكيك في شرعية الانتخابات وشرعية نتائجها وشرعية من نظم عملية الانفراد بالحكم، وأنبه في نفس الوقت كل شخص شارك في هذه الجريمة بأن يد القانون ستطاله عاجلا أم آجلا، والتونسيون لن يتسامحوا في جريمة تزوير إرادتهم  والتلاعب بمستقبل بلادهم وتقويض نظامها الجمهوري".






وخاطب الزنايدي أنصاره خاصة والتونسيين عامة قائلا: "لن نسلم في مصير بلادنا ولن نسلم كغيرنا من التونسيين الذين عاد لهم الأمل بإمكانية إنقاذ بلادهم من الانهيار والتخلص من كابوس الشعبوية، ولن نخون ثقة أبناء الشعب الذين فوضوني عبر التزكيات الشعبية والنيابية لأقود الانتخابات الرئاسية".

وأضاف: "صحيح أننا نشاهد مستوى غير مسبوق من العبثية واللامسوؤلية في أعلى مستوى، ووصلت الأوضاع أعلى مستوى من الخطورة، ولكن أريد طمأنتكم في نفس الوقت أن قطار الإنقاذ انطلق وبحول الله لن يتوقف بحكم تجربتي في خدمة الدولة ومعايشتي لكثير من الأزمات.. تونس هي هي لن تتغير تمرض وتتعب لكنها لا تموت.. وتتحمل وتصبر ثم تسترجع إرادتها وتقول كلمتها الأخيرة، تونس هي هي قوية وصامدة على مدى التاريخ وستظل أرضا طيبة منيعة تقوم على سواعد أبنائها وبناتها، وأنا واثق أننا مع بعضنا البعض سنقود تونس إلى بر الأمان، وبحول الله نعيدها أفضل مما هي عليه.. اليوم إنقاذ وغدا إصلاح".

ومن بين 17 ملف ترشح لانتخابات الرئاسة، قررت هيئة الانتخابات، في أغسطس/ آب، قبول ملفات ثلاثة مرشحين بصورة أولية، هم الرئيس الحالي قيس سعيد، وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي، ورئيس حركة "عازمون" عياشي زمال؛ الأمر الذي دفع 6 من المرفوض ملفات ترشحهم للطعن أمام الدوائر الاستئنافية بالمحكمة الإدارية (أولى درجات التقاضي)، والتي بدورها أيدت قرار الهيئة.




ولاحقا طعن المرفوض ملفات ترشحهم على تلك الأحكام أمام الجلسة العامة للمحكمة ذاتها، والتي قضت في أحكام نهائية بقبول طعون ثلاثة مرشحين؛ ما يعني إعادتهم إلى السباق الانتخابي، وهم عبد اللطيف المكي وعماد الدايمي ومنذر الزنايدي.

ورغم أحكام الجلسة العامة للمحكمة الإدارية، فقد صادقت هيئة الانتخابات على القائمة الأولية للمترشحين كمرشحين نهائيين دون إضافة الثلاثة المحكوم لهم قضائيا بالعودة إلى السباق، الاثنين، مبررة قرارها بعدم إعلامها من قبل المحكمة بهذه الأحكام -طبقا للقانون- في أجل 48 ساعة من تاريخ صدروها.

ويوم الاثنين، ألقت الشرطة القبض قبيل ساعات من إعلان هيئة الانتخابات القائمة النهائية للمرشحين المقبولين لخوض الانتخابات المقررة الشهر المقبل.

وقاطعت المعارضة كل الاستحقاقات التي تضمنتها إجراءات استثنائية بدأها سعيد في 25 يوليو/ تموز 2021، وشملت: حلّ مجلسي القضاء والنواب، وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء شعبي، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

وتعتبر قوى تونسية هذه الإجراءات "انقلابا على دستور الثورة (دستور 2014) وتكريسا لحكم فردي مطلق"، بينما تراها قوى أخرى مؤيدة لسعيد "تصحيحا لمسار ثورة 2011"، التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987- 2011).

اقرأ أيضا: القضاء التونسي يقضي بسجن المرشح الرئاسي العياشي الزمال

مقالات مشابهة

  • دكتور مصطفي ثابت يكتب.. الاختلافات الفقهية حول الاحتفال بالمولد النبوي
  • صحف عالمية: عمليات إسرائيل بالضفة عبثية وعلى هاريس الابتعاد عن بايدن
  • هاريس تصفع ترامب وتغادر نهج بايدن
  • شبكات خطيرة تستهدف الشباب في لبنان.. احذروا الوقوع في فخّها!
  • تير شتيجن يعلق على إمكانية خلافة نوير في بايرن ميونخ
  • تعليق مفاجيء من تير شتيجن بعد خلافة نوير في حراسة ألمانيا
  • الزنايدي: هيئة الانتخابات تعبث بمستقبل تونس.. ولن نتسامح مع هؤلاء (شاهد)
  • كامالا هاريس تقوم بجولة في ولاية بنسلفانيا
  • هاريس وسياسات بايدن الاقتصادية والخارجية
  • مليار دولار سنوياً: هؤلاء هم أكبر موردي الأسلحة لإسرائيل