السرطان يستخدم آلية تعطيل المناعة كما يفعل الجسم مع المرأة الحامل
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
يتطلب الحمل تعديلات في جهاز المناعة لدى الأم لتجنب رفض الجسم للجنين النصف أجنبي وتجنب مضاعفات الحمل في وقت لاحق، وترتبط هذه التعديلات المعقدة بتفاعلات بين عوامل مناعية.
وبينما تُعد هذه التعديلات المناعية أمرا مفيدا لأنها تسمح للجنين بالنمو، فإن تفعيل آليات مشابهة في حالة السرطان يعني أن الورم قد ينمو دون رادع، وأن العلاجات التي تهدف إلى تحفيز استجابة مناعية قد لا تكون فعالة.
ونقل موقع يوريك أليرت عن ويبينغ زو الطبيب الحاصل على درجة الدكتوراه قوله: "في الحمل لا يرفض جهاز المناعة الجنين المتنامي، لذلك نعلم بوجود آليات نشطة في المشيمة. وفي السرطان يحدث الشيء نفسه، فالورم المتنامي لا يُرفض من قبل جهاز المناعة. وهذا يعني أن الخلايا السرطانية قد طورت إستراتيجيات لقمع الرفض المناعي، تماما كما يحدث في الحمل".
ولجأ الباحثون إلى دراسة الحمل لفهم السبب وراء قدرة بعض أنواع السرطان على تجاوز جهاز المناعة والنمو دون رادع، وتعاون زو مع باحثين آخرين من مركز روغل للسرطان بجامعة ميشيغان في الولايات المتحدة، جامعا خبرات فريدة في علم المناعة وعلم الوراثة السرطانية وعلم الأمراض النسائية والكيمياء الطبية.
الهرمون الأنثوي البروجسترون يؤثر في الاستجابة المناعية للسرطان (الألمانية) آلية قمع المناعةوجد الباحثون أن هناك آلية جزيئية تسمى "بي 7 إتش 4" تشترك في قمع جهاز المناعة في الحمل وفي السرطان، وعند تعطيل هذه الآلية ينشط جهاز المناعة لإبطاء نمو السرطان.
وبالنظر إلى نماذج الفئران وخلايا سرطانات الثدي والسرطانات النسائية في المختبر، حدد الباحثون هرمون البروجسترون كمنظم رئيسي لنقطة تفتيش "بي 7 إتش 4" المناعية.
وبينما رُبط هرمون الذكورة الأندروجين سابقا بقمع المناعة في سرطان البروستات، فإن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها تأثير الهرمون الأنثوي البروجسترون على الاستجابة المناعية في السرطان.
ما نجهله عن المناعةواستخدم الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة سيل في 4 يوليو/تموز الحالي مثبطا لتعطيل إشارات البروجسترون في الفئران المصابة بسرطان الثدي وفي عينات الأنسجة البشرية لسرطان الثدي، مما أدى إلى إبطاء نمو السرطان في الفئران وتنشيط الاستجابة المناعية، وكان التأثير واضحا لكنه ليس كبيرا.
قال زو: "بي 7 إتش 4 نقطة تفتيش مهمة لكنها معقدة، فتنظيم البروجسترون هو آلية واحدة، ولكننا نحتاج إلى المزيد من الدراسات لفهم إذا ما كانت هناك آليات أخرى متورطة أيضا في تنظيم بي 7 إتش 4. ليس لدينا طريقة مباشرة لتعطيل هذا المسار الإشاري، فالمستقبِلات لا تزال غير معروفة، وهناك شيء في علم الأحياء المناعي الأساسي لا نزال لا نفهمه".
ويخطط الباحثون لإجراء دراسات إضافية للنظر في الآليات التي تنظم استقرار بروتين "بي 7 إتش 4″، وكذلك دور العوامل الأخرى في علم المناعة السرطانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جهاز المناعة بی 7 إتش 4
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟.. عاجل
عندما دخل المؤرخ وعالم الآثار الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.
وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.
ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.
وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.
وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.
ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.
واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.
وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".
ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.
كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.