خبراء إسرائيليون: الهجوم على اليمن ينذر بحرب متعددة الجبهات
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
بينما يترقب المستويان السياسي والعسكري الإسرائيليان رد فعل جماعة أنصار الله "الحوثيين" على الهجمات التي شنتها طائرات جيش الاحتلال على منشآت مدنية في ميناء مدينة الحديدة باليمن، أجمعت التحليلات العسكرية بأن قوة الردع الإسرائيلية على المحك، حيث تسعى تل أبيب من وراء هذه الغارات إلى صياغة معادلة جديدة في الشرق الأوسط.
وبعد 9 أشهر ونصف من العدوان على غزة، انتقلت الحرب خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى مرحلة جديدة وربما أكثر خطورة، حيث ضربت مسيرة أطلقها الحوثيون من اليمن تل أبيب وقتلت جنديا إسرائيليا، بينما هاجمت أكثر من 20 طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي الحديدة، وهي المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل اليمن، ردا على هجمات الحوثيين.
بدأت إسرائيل العمل لهذا الهجوم، صباح الجمعة، عقب حادثة المسيرة المتفجرة في تل أبيب والتي تبنتها جماعة الحوثي، وذلك بعد موافقة وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث استنفر الجيش الإسرائيلي قواته تحضيرا للهجوم الذي شنه السبت.
وسعيا من تل أبيب للحصول على دعم دولي لغاراتها على اليمن، أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تعليماته إلى سفراء تل أبيب حول العالم "بالمطالبة بزيادة العقوبات على إيران، وتعريف الحوثيين بأنهم إرهابيون، ودعم طلب أميركا وبريطانيا وفرنسا لعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي".
وتوافقت التحليلات الإسرائيلية بأن تنفيذ الهجوم على مسافة نحو 1700 كيلومتر من تل أبيب، يبعث برسالة إلى المنطقة، وخاصة إلى إيران، حيال القدرات الهجومية الإسرائيلية بعيدة المدى.
ورجحت القراءات العسكرية، أن يؤدي ذلك إلى محاولات من قبل الحوثيين لمهاجمة أهداف إسرائيلية، وقدرت أن تبادل الضربات يزيد أيضا من خطر اندلاع حرب متعددة الجبهات، وبكثافة أكبر.
معادلة جديدة
من وجهة نظر المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، آفي أشكنازي، فإن مهاجمة سلاح الجو أهدافا في الحديدة باليمن، هي محاولة من تل أبيب لصياغة معادلة جديدة في الشرق الأوسط، ورسالة إلى إيران مفادها بأن إسرائيل مستعدة لمهاجمة مواقع بعيدة جدا، على مسافة 1700 كيلومتر.
وفي قراءة لاعتبارات الهجوم الذي أطلق عليه اسم "اليد الطويلة"، أوضح المحلل العسكري أن الاعتبارات والدوافع لم تكن فقط الرد على الحوثيين وتعزيز الردع ضدهم، بل نقل رسالة إلى "كافة مكونات المحور الإيراني".
ويرى أشكنازي أن الغارات الإسرائيلية على اليمن، تحمل أيضا رسالة تحذير لهجمات حزب الله المستمرة ضد إسرائيل، لافتا إلى أن الهدف أيضا هو توجيه ضربة للطرف الذي يلحق الضرر بالشحن الدولي في البحر الأحمر والمنطقة برمتها، وبالتالي تعزيز التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي.
وفي هذا الإطار، يقول المحلل العسكري "تحدث غالانت مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وأبلغه أنه لا يمكن تجاوز الهجوم على تل أبيب بصمت، وأن إسرائيل أعدت منذ زمن حزمة من الردود ضد الحوثيين، وستنفذ هجمات على مواقع في اليمن".
قوة الردع
من ناحيته، يقول يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه يجب ألا يتم الاستهانة والاستخفاف بتهديدات الحوثيين، حيث تأخذ القيادة السياسية والعسكرية في عين الاعتبار أنه سيكون هناك رد فعل من اليمن، وهو ما يضع قوة الردع الإسرائيلية على المحك، لذلك يستعد الجيش الإسرائيلي أيضا لتوجيه "ضربة أقوى" للحوثيين.
وتحسبا لأي هجمات قد تشنها جماعة الحوثي في العمق الإسرائيلي، يضيف المراسل العسكري أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في أعلى جهوزية، عبر تكثيف التشكيلات الدفاعية، وإجراء تقييم استثنائي بوزارة المواصلات والسكك الحديدية والموانئ والطيران، وذلك استعدادا لاحتمال أن يحاول الحوثيون إلحاق الضرر واستهداف مشاريع البنية التحتية الحيوية.
وكشف المحلل العسكري النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي أجرى قبل نحو شهر ونصف في سماء اليونان وبالتعاون مع جيشها، مناورة تحاكي مهاجمة مواقع في اليمن. وجرت المناورة في ظل القصف على غزة ولبنان، وذلك من أجل ضمان قدرة إسرائيل على توجيه ضربات طويلة ومهاجمة مواقع بعيدة جدا، وفي حالة اضطرت للعمل العسكري فيما يسمى "دول الدائرة الثالثة".
حرب استنزاف
يقول يوآف ليمور المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، إن إسرائيل كانت ترغب في إبقاء ساحة الحوثيين مشتعلة بأقل قدر ممكن، كون أن الأميركيين يقودون تحالفا دوليا في هذا القطاع، وهو ما وفر على إسرائيل الحاجة إلى الانتشار في ساحات قتال جديدة، بيد أنها "اضطرت" للرد عقب المسيرة المتفجرة بتل أبيب.
وبحسب المحلل العسكري، أجبرت ضربة الطائرات المسيّرة في تل أبيب إسرائيل على "تغيير المعادلة"، وكما حدث بعد الهجوم الإيراني بطائرات مسيرة في 14 أبريل/نيسان الماضي، "كان من الواضح أن تجنب الرد من شأنه أن يؤدي إلى تآكل الردع الإسرائيلي بشكل كبير".
وتحدث ليمور عن 3 أسئلة على جدول أعمال المؤسسة الإسرائيلية:
أوّلها ما إذا كان يجب الرد، وكان هناك إجماع سياسي وأمني على ذلك.
ومتى يجب الرد، وأيضا كان الإجماع على ضرورة الرد بسرعة.
والسؤال الثالث هو كيفية الرد، عندها اقترح الجيش الإسرائيلي عدة خطوات وطرق الرد الممكنة.
وبعد الهجمات الإسرائيلية، يقول المحلل العسكري إن "الافتراض العملي هو أن الحوثيين سيحاولون الرد على الهجوم. وعلى عكس إيران التي امتنعت عن الرد على الهجوم الإسرائيلي لتجنب تصعيد واسع، فإن نهج الحوثيين مختلف، وهم على استعداد لخوض حرب استنزاف مع إسرائيل التي عليها التأكد من عدم الوقوع في هذا الفخ الذي سيحرفها عن أهدافها الأساسية للحرب".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المحلل العسکری من تل أبیب
إقرأ أيضاً:
عاجل- طوارئ في إسرائيل: حرائق هائلة تندلع قرب الطريق الرابط بين تل أبيب والقدس
لا تزال فرق الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية عاجزة عن السيطرة على الحريق الهائل الذي اندلع في جبال القدس حتى مساء اليوم الأربعاء، وسط اتساع رقعته واقترابه من بلدات سكنية، ما دفع إلى تنفيذ عمليات إخلاء شاملة وإغلاق عدد من الطرق الرئيسية.
وفي المقابل، ذكرت التقارير أن حريقًا آخر اندلع جنوب تل أبيب بات تحت "سيطرة نسبية"، مع استمرار عمليات الإخماد الجوي والبري.
طوارئ في إسرائيل: حرائق هائلة تندلع قرب الطريق الرابط بين تل أبيب والقدسحرائق هائلة تندلع قرب الطريق الرابط بين تل أبيب والقدسشهدت منطقتا جبال القدس والسهل الداخلي اندلاع حرائق كبيرة في وقتٍ مبكر من اليوم، تسببت في إجلاء سكان بلدات بأكملها، ووقف حركة القطارات بعدة محطات رئيسية.
وأفادت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") بأن أحد مواقع الحريق يُرجّح أن يكون نتيجة "إهمال"، ما زاد من تعقيد الوضع الميداني.
النيران تهدد منازل غرب القدس والإخلاء يتم تحت ضغط "خطر على الحياة"اندلع الحريق الأعنف في الأحراش الواقعة غرب مدينة القدس، وامتد بسرعة إلى بلدات يهودية مجاورة، مما دفع الشرطة إلى إعلان حالة طوارئ وتنفيذ إخلاء عاجل للسكان، تحسبًا للخطر المباشر على حياتهم.
وتم استقبال عدد من السكان في قاعة رياضية بإحدى البلدات القريبة كموقع مؤقت للإيواء.
النيران تخترق الطرق السريعة وتصل إلى أطراف المنازلوفي تصريحات إعلامية، أكد مسؤول الإطفاء بمنطقة القدس أن ألسنة اللهب لا تزال مشتعلة في عدة محاور، وأنها تجاوزت الطريق السريع رقم 1.
وأشار إلى أن الجهود متواصلة للسيطرة على الحريق باستخدام فرق على الأرض وطائرات من الجو، وأن بلدة "مسيلات تسيون" هي الأكثر تضررًا حتى الآن بعد أن وصلت النيران إلى منازلها.
نتنياهو وقائد الشرطة يتابعان التطورات ميدانيًاوصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقائد الشرطة داني ليفي، إلى مركز القيادة والطوارئ المشترك في منطقة بيت شيمش.
وتم عقد جلسة تقييم للوضع بمشاركة كبار المسؤولين من أجهزة الطوارئ والإغاثة، وذلك لمتابعة تداعيات الحريق ووضع خطط الاستجابة الفورية.
عاجل - احتجاجات حاشدة في تل أبيب ضد نتنياهو بسبب استمرار الحرب على غزة وتجاهل اتفاقيات تبادل الأسرى القناة 12 الإسرائيلية: تل أبيب تدرس إعادة اعتقال الأسرى المحرّرين في صفقات سابقة وخصوصًا الذين أُطلق سراحهم إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية سيطرة جزئية على حريق السهل الداخلي وتعليق حركة المرور والقطاراتأما في منطقة السهل الداخلي جنوب شرقي مدينة "رحوفوت"، فقد اندلع حريق واسع النطاق منذ ساعات الصباح، وتمكنت الطائرات من تحقيق سيطرة جزئية عليه.
وأدى ذلك إلى وقف حركة القطارات مؤقتًا في ست محطات، وإغلاق شارع 6 الحيوي الذي أُعيد فتحه لاحقًا بعد أربع ساعات.
إصابة شرطية بسبب استنشاق الدخان في بيت شيمشأعلنت السلطات عن إصابة شرطية بجروح متوسطة نتيجة استنشاق الدخان الكثيف قرب بيت شيمش، حيث تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما أُفيد بأن إحدى مركبات الشرطة اشتعلت أثناء وجودها قرب بؤرة الحريق، دون تسجيل إصابات في صفوف الطاقم.
الرياح تعزز انتشار الحريق نحو محميات طبيعية وبلدات مجاورةوفقًا لتصريحات سلطة الإطفاء والإنقاذ، فإن حريق السهل الداخلي بدأ في الساعة 11 صباحًا، وساعدت الرياح القوية على انتشاره نحو بلدات قريبة ومحمية طبيعية، ما استدعى توسيع عمليات التدخل لتجنب كارثة بيئية وإنسانية.
تحويل مسارات المرور بعد احتجاز سائقين داخل سياراتهموفي سياق متصل، أعلنت شرطة المرور أنها تعمل على توجيه المركبات إلى طرق بديلة في ظل إغلاق عدد من المحاور، وذلك بعد احتجاز عدد من السائقين داخل سياراتهم بسبب اقتراب النيران، وتمت السيطرة على الحريق الذي طال إحدى مركبات الشرطة، دون وقوع إصابات.