أزاحت OPPO الستار عن أحدث هواتفها الذكية، Reno12 F 5G في مصر، حيث تهدف إلى إعادة تعريف إمكانيات الذكاء الاصطناعي للمستخدمين المصريين.

وكان حفل الإطلاق رائعاُ بفضل سماته المُميزة المستوحاة من الذكاء الاصطناعي وأفاق المستقبل، مع عرض رؤية OPPO لتقديم الهواتف الذكية التي توفر تجارب استثنائية للمستخدمين بالاستفادة من الإمكانيات المتطورة للذكاء الاصطناعي.

وحضر الحدث العديد من الصحفيين والإعلاميين والشخصيات ذات التأثير الذين اهتموا بمعرفة المزيد حول أخر إصدارات OPPO من الهواتف الذكية في مصر.

ويُعتبر OPPO Reno12 F 5G إضافة استثنائية لسلسلة Reno المعروفة، مع الجمع بين التصميم المُميز وسهولة الوصول لإمكانيات الذكاء الاصطناعي. ويتميز الهاتف بأسلوب تصميم Cosmos Ring Design مع هالة الضوء الجديدة التي تخطف الأنظار، فضلاً عن شاشة ذكية بقدرة 120 هرتز، وكل هذا محمي عن طريق All-Round Armour الذي يحمي الهاتف بالكامل، ولذلك فإن Reno12 F 5G يتفوق في الجماليات وفي المتانة كذلك.

وكخبير في تصوير البورتريه، يقود الهاتف الجديد Reno12 F 5G الطريق في ابتكارات التصوير المتطورة بما في ذلك AI Eraser 2.0 و Smart Image Matting مما يثري من الإمكانيات الابتكارية للمستخدمين. ويحسن هذا من الإنتاجية والأداء كذلك من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي المُتقدمة التي تتضمن AI Recording Summary.

الهاتف الجديد مزود أيضاً بمنصة MediaTek Dimensity 6300 و AI LinkBoost للحصول على أفضل مستوى من الاتصال. ويُعد OPPO Reno12 F 5G هو الاختيار الأمثل لمن يبحثون عن هواتف الذكاء الاصطناعي الاستثنائية.

الجمع بين القوة والتصميم الجديد المُبهر

يُحدث الهاتف OPPO Reno12 F 5G ثورة في عالم التصميمات في سلسلة هواتف Reno من خلال اتباع أسلوب التصميم Cosmos Ring Design والمستوحى من ساعات اليد، هذا بجانب الوحدة الدائرية للكاميرا المصممة بدقة على الغطاء الخلفي على نحو أنيق وفاخر. وفي نفس الوقت، تدور هالات الضوء حول الكاميرات لإضافة مؤثرات ضوئية لا مثيل لها والتي تتناغم مع الموسيقى لتقديم تجارب غامرة للمستخدمين. ولا تقوم هالات الضوء بتقديم سيناريوهات مُختلفة ومتعددة للإضاءة فقط، ولكنها تعمل كذلك كنظام إشعارات دقيق لتنبيه المستخدمين حول للشحن والمكالمات والرسائل بأقل قدر من الإزعاج أثناء المواقف المُختلفة مثل الاجتماعات وحضور الفصول الدراسية.

بالإضافة إلى أسلوب تصميم Cosmos Ring Design الفريد، يأتي الهاتف الجديد OPPO Reno12 F 5G بلونين مُميزين يجمعان ما بين الكلاسيكية والتصميمات المعاصرة، وهما البرتقالي Amber Orange مع ملمس يشبه رقص النيران الخافتة، واللون الأخضر Olive Green، والذي يتميز بالضوء المُنحني والديناميكية. ويبلغ طول الهاتف باللون الأخضر 7.69 مليمتر، واللون البرتقالي بطول 7.76 مليمتر، ويبلغ وزن الهاتف 187 جرام، ويجمع بين التصميم المتألقة والراحة في الاستخدام في مختلف المناسبات والمواقف.

ويتميز هاتف OPPO Reno12 F 5G بشاشة Smart Adaptive Screen 120 هرتز مع سطوع يصل إلى 2100 شمعة لتجربة بصرية مريحة وغامرة، مع ضمان الاستجابة السريعة لكل التفاعلات. وتقضي سمة Splash Touch المتوافرة في الشاشة على الصعوبات الناجمة عن تبلل الشاشة أو الأيدي خلال تحسين الدقة في النقر والتمرير على الشاشة حتى في حالة هطول الأمطار. علاوة على ذلك، يُقدم الهاتف أعلى مستوى من الحماية الذكية للعين، بالاستفادة من حلول الهاردوير والبرامج لخفض انبعاثات الضوء الأزرق وعرض درجة حرارة الشاشة المثالية طوال اليوم.

بجانب أناقة وجمال الهاتف الجديد OPPO Reno12 F 5G، فهو يتمتع بأعلى دراجات المتانة والقوة بفضل All-Round Armour، والذي يحمي الهاتف من كافة الخدوشات والضغوط والتعرض للمياه. هذا الدرع القوي يتضمن شاشة زجاجية متطورة، فضلاً عن High-strength Alloy Framework التي طورتها شركة OPPO. أما بالنسبة للعناصر الداخلية، فيتم حمايتها على النحو الأفضل على الإطلاق عن طريق بطانة Sponge Bionic Cushioning. وبفضل هذه الحماية الداخلية والخارجية للهاتف، حصل OPPO Reno12 F 5G على تقييم IP64 في مقاومة المياه والغبار، بالإضافة إلى 5 نجوم في اختبار الأداء الذي أجرته شركة اس جي اس.

طفرة في الأداء والابداع عن طريق الذكاء الاصطناعي التوليدي

يعكس الهاتف الجديد Reno12 F 5G التزام OPPO بجعل تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي متاحة للجميع من خلال سمات الذكاء الاصطناعي التوليدي الفريدة التي تطلق العنان للإبداع في التصوير بجانب الارتقاء بكافة جوانب أداء الهاتف. عندما يتعلق الأمر بالتصوير المُدعم بالذكاء الاصطناعي، تقدم تكنولوجيا AI Eraser 2.0 أسلوب سهل وبسيط لإزالة أي عناصر غير مرغوب فيها من الصورة عن طريق نقرة واحدة وتدعم هذه التكنولوجيا مسح مجموعة واسعة ومتنوعة من الأشياء والعناصر مع ملء تلك الفراغات بخلفيات على نحو أكثر سرعة ودقة. أما بالنسبة لتقنية AI Smart Image Matting 2.0، فتم تحديثها للارتقاء بالدقة، مما يسمح بالقطع المُتعدد للصور وحفظها كملصقات أو صور مستقلة بذاتها لاستخدامها في المستقبل. وهناك كذلك تقنية AI Studio والتي تقدم تجارب تصوير مُخصصة لكل مستخدم، والتي يُمكنها تحويل صور البورتريه العادية إلى أفاتر رقمي مميز.

بجانب التصوير المُدعم بالذكاء الاصطناعي، يُقدم OPPO Reno12 F 5G مجموعة واسعة من أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة مثل AI Recording Summary، والتي يُمكنها معالجة التسجيلات الصوتية وتخليص أهم النقاط الموجودة فيها في شكل مُلخصات سهلة القراءة. يُمكن للمستخدمين الاستفادة من هذه المُميزات للارتقاء بالأداء والإنتاجية في العديد من المواقف والسيناريوهات المختلفة.

صور واضحة وطبيعية مع AI Portrait Expert

OPPO Reno12 F 5G يرتقي بتجربة التصوير إلى ما هو أبعد من مجموعة مميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي فقط من خلال نظام الكاميرا شديدة الوضوح والتي صُممت لالتقاط صور بورتريه واضحة وطبيعية. ويتضمن هذا النظام كاميرا متقدمة بدقة 50 ميجا بكسل وهي الكاميرا الرئيسية بالهاتف، وماكرو كاميرا بدقة 2 ميجا بكسل للحصول على صور بورتريه مقربة رائعة، فضلاً عن كاميرا فائقة الاتساع 112 درجة بدقة 8 ميجا بكسل، ويُكمل هذا النظام الرائع في التصوير كاميرا السيلفي والتي تتمتع بدقة تبلغ 32 ميجا بكسل مع بأطوال بؤرية متعددة.

على رأس هذه المجموعة الفريدة من الكاميرات، تستفيد وضعية Pro Portrait Mode من الكاميرا الرئيسية والكاميرا الماكرو مما بقدم تأثيرات بوكيه احترافية للحصول على أروع الصور البورتريه، أما بالنسبة لتقنية AI Portrait Retouching، فهي تعمل على تعديل الصور لتصبح أكثر طبيعية وجمالاً. ويضمن الهاردوير والبرامج من خلال عملهما معاً أن كل صورة بورتريه يلتقطها الهاتف الجديد Reno12 F 5G تتسم بالروعة مع ظهور التفاصيل الاستثنائية للصور والتي تزيد من جمالها وجاذبيها.

أسرع شبكة على الإطلاق في كل مكان

يرتقي الهاتف الجديد Reno12 F 5G بتجارب المستخدمين من خلال أفضل أداء للشبكات في كل هواتف سلسلة Reno حتى الآن. ويحتوي الهاتف على تكنولوجيا AI LinkBoost المتطورة من OPPO، وهي تعمل على تحسين استقبال الإشارة ويحسن الاتصال بالشبكة كذلك.

تضمن تكنولوجيا AI LinkBoost من خلال التأقلم الذكي مع ظروف الشبكات الصعبة، حصول المستخدمين على أفضل اتصال مُمكن بالشبكات. فعلى سبيل المثال، تعمل هذه التكنولوجيا على زيادة سرعة نقل أو نشر الفيديوهات مع خفض التخزين المؤقت لمكالمات الفيديو عند الاتصال بشبكة تشهد ضغوط من المستخدمين بالإضافة إلى الشبكات ذات الإشارة الضعيفة. عند الخروج من المصعد، تساعد تكنولوجيا AI LinkBoost الهاتف Reno12 F 5G على إعادة الاتصال بالشبكة على نحو أسرع بنسبة 36% مقارنة بالأجيال السابقة، وتُحسن من دقة الموقع عند التنقل باستخدام خرائط جوجل، وفي أقصى الظروف عندما لا يكون هناك تغطية للشبكة على الإطلاق، تدعم تكنولوجيا BeaconLink المكالمات من هاتف إلى هاتف من خلال البلوتوث بناء على بروتوكول ذاتي التطوير، مما يجعل الاتصال بالشبكة المخصصة ممكنًا حتى في حالة عدم وجود تغطية للشبكة.

أداء قوي وسهولة متناهية

يتميز الهاتف الجديد OPPO Reno12 F 5G باحتوائه على منصة MediaTek Dimensity 6300 والتي تحسن من كفاءة استهلاك الطاقة بنسبة 10% بالمقارنة بالأجيال السابقة من الهواتف. وهو متوافر بذاكرة كبيرة تبلغ 8\12 جيجا من ذاكرة الوصول العشوائي RAM، أما بالنسبة لذاكرة القراءة فقط ROM، فتصل إلى 256\5212 جيجا، فضلاً عن توافر 12 جيجا من ذاكرة الوصول العشوائي الافتراضية من خلال تكنولوجيا OPPO لزيادة سعة ذاكرة الوصول العشوائي، أو OPPO RAM Expansion لضمان القيام بالعديد من المهام في نفس الوقت بمُنتهى السلاسة والسهولة. ويستفيد الهاتف كذلك من تكنولوجيا OPPO الحصرية Trinity Engine، والتي تضمن السلاسة على المدى الطويل من خلال التخصيص الدقيق لموارد الحوسبة المتوافرة. وهذا يتضمن ROM-Vita والذي يمكنه ضغط مساحة التخزين وتنظيفها بذكاء لتوفير مساحة أكبر لملفات المستخدم. وبفضل كل هذه التحسينات والتحديثات، فقد نجح الهاتف Reno12 F 5G في اختبار OPPO للأداء لمدة 50 شهر، مما يضمن سلاسة وسهولة الاستخدام لمدة تزيد عن أربعة أعوام.

بفضل البطارية ذات الساعة الكبيرة 5000 مللي أمبير، يُمكن للهاتف OPPO Reno12 F 5G توفير أكثر من 1.94 يوم من الاستخدام العادي بدون الحاجة لإعادة الشحن، أو 13.95 ساعة من البث المباشر لتيك توك بدون توقف. وبفضل تكنولوجيات OPPO المتطورة، تتمكن تلك البطارية من الحفاظ على أعلى مستويات الأداء لأكثر من أربعة سنوات من الاستخدام العادي. وهذه البطارية الرائعة التي تعمل لفترة طويلة، يدعمها كذلك تكنولوجيا الشحن فائق السرعة SUPERVOOC TM Flash Charge والتي تشحن البطارية بالكامل في 71 دقيقة. ويُمكن كذلك للشحن لفترة قصيرة من 1% أن توفر 7 ساعات من الاستماع للموسيقى أو 6 ساعات من الاتصال، لضمان حصول المستخدمين على أفضل تجارب على الإطلاق.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی أما بالنسبة تکنولوجیا AI على الإطلاق میجا بکسل عن طریق من خلال

إقرأ أيضاً:

قوانين جمة لتقويض الذكاء الاصطناعي.. ما أثرها؟

قام الاتحاد الأوروبي بالتصديق على قانون الذكاء الاصطناعي الأول من نوعه في العالم كما وصفه بيان الاتحاد الرسمي، وهو قانون يهدف لتنظيم العمليات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي سواء كانت في التطوير أو الاستخدام داخل دول الاتحاد الأوروبي أو خارجها طالما كانت الشركة تمتلك عمليات داخل الدول التي تخضع للقانون.

ربما كان الاتحاد الأوروبي أول جهة تنظيمية تصدر قانونا مباشرا وصريحا متعلقا بإدارة الذكاء الاصطناعي وتنظيمه، ولكن من المؤكد أن مختلف الدول الكبرى في العالم تتبعه في المستقبل، وفي مقدمتها أميركا التي تخضع الذكاء الاصطناعي حاليا لمجموعة من القوانين المتعلقة بمكونات هذه التقنية وطرق تدريبها وبنائها.

ورغم كون الهدف من هذه القوانين تنظيم وحماية المستخدمين من مخاطر الذكاء الاصطناعي المستقبلية، فإن طرحها وتنفيذها أثار استياء بعض العاملين في قطاع الذكاء الاصطناعي، خوفا من تقويض نمو التقنية بشكل يمنع من تطورها.

لكن هل يمكن القول إن هذه القوانين سيكون لها أثر سلبي فعلا على تقنيات الذكاء الاصطناعي، أم إن الشركات العاملة في هذا القطاع تحاول إزاحة القيود من أمامها حتى تتصرف كما تشاء؟

قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي

أقر الاتحاد الأوروبي هذا القانون في مايو/أيار الماضي، أي بعد طرحه بأكثر من 4 أعوام تمت خلالها مناقشته بشكل موسع وتطويعه ليتناسب مع هذه التقنية الناشئة التي قد لا تملك قيودا واضحة، وأما عن السلطة القضائية لهذا القانون، فإنها تخضع جميع الشركات التي تملك أعمالا داخل حدود دول الاتحاد الأوروبي حتى لو كان مقرها خارج القارة الأوروبية تماما، أي أن "مايكروسوفت" و"غوغل" و"أوبن إيه آي" و"بايدو" تخضع لهذا القانون مثل أي شركة ذكاء اصطناعي أوروبية.

في جوهره، يقسم القانون تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى عدة مستويات وأقسام، لكل منها قانونه التنظيمي الخاص بشكل لا يتعارض بعضها مع بعض، ويأخذ في الاعتبار المخاطر المتوقعة لكل تقنية ومعدل تطبيقها وانتشارها.

يعتمد القانون الأوروبي على مستوى خطورة الذكاء الاصطناعي في عملية التقسيم هذه، بدءا من المستوى الأخطر، وهو الذي يتدخل بشكل واضح على حياة البشر أو أسلوب معيشتهم ويهدد أمنهم واستقرارهم، مثل تقنيات السيارات ذاتية القيادة، فضلا عن تقنيات المسح السكاني وتصنيف السكان أو حتى قراءة المشاعر وبناء التوقعات والتوصيات بناء عليها.

وعلى هذا التقسيم، فإن القانون يحظر تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تشكل خطرا واسعا من المستوى الأعلى دون محاولة تنظيمها، مثل تقنيات القيادة الذاتية التي تشكل خطرا على المستخدمين أو تقنيات توقع الجرائم والقبض على مرتكبيها قبل وقوعها.

في حالة مخالفة القانون الأوروبي للذكاء الاصطناعي، فإن مفوضية الاتحاد الأوروبي تخضع المخالفين لغرامات متنوعة تتناسب مع مستوى خطر الذكاء الاصطناعي الذي تم تقييمه سابقا، وتبدأ هذه الغرامات من 7.5 ملايين يورو أو 1.5% من إجمالي أرباح الشركة حتى 35 مليون يورو أو 7% من إجمالي أرباح الشركة، أيهما كان أعلى وأكثر قيمة.

في حالة مخالفة القانون الأوروبي للذكاء الاصطناعي، فإن مفوضية الاتحاد الأوروبي تخضع المخالفين لغرامات متنوعة (شترستوك) تحديات تنظيمية جمة

جاء قرار الاتحاد الأوروبي بتصنيف الذكاء الاصطناعي بحسب مخاطره، وهو قرار ملائم للضرر المتوقع حدوثه من الذكاء الاصطناعي وبالتالي محاولة منع وقوع هذا الضرر من الأساس، ورغم ذلك، فإن مظلة القانون تظل قاصرة بفضل التنوع الواسع في تقنيات الذكاء الاصطناعي ودخول العديد من الجوانب في تكوينها وبالتالي الحاجة لتنظيمها بشكل كامل.

وذلك لأن بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تمثل خطرا في سياق بعينه، مثل استخدام تقنيات التشغيل الذاتي في الأدوات الجراحية حيث تهدد مثل هذه التقنيات حياة وصحة الإنسان بشكل مباشر، ولكن تقنيات القيادة الذاتية في السيارات لا تملك الخطر ذاته، مما يتعارض بشكل مباشر مع تقييم مستوى الخطر لتقنيات التشغيل الذاتي بشكل عام.

تنوع استخدامات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته يجعل من الصعب وضع قانون واحد يضم كل التنظيمات المتعلقة به، ومن ضمن الأمثلة الواضحة على هذا الأمر تقديم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحروب العسكرية، إذ تعد وظيفة هذه التقنية الأساسية تيسير الفوز في الحروب ومقاومة الأعداء دون النظر إلى الحياة البشرية ومقدار الضرر الحادث، ولكن في الوقت نفسه، فإن هذه التقنية تمثل خطرا كبيرا على حياة البشر.

كما يمثل سياق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عاملا مهما في تحديد القانون الذي تخضع له، فبينما يحظر الاتحاد الأوروبي استخدام تقنيات التصنيف الاجتماعي العشوائي للمواطنين ضمن الشركات والاستخدامات المعتادة، فإن مثل هذه التقنية قد تكون مفيدة في الاستخدامات القضائية ومحاولة كبح أعمال الشغب واكتشاف المجرمين المختبئين وسط المستخدمين.

من المتوقع بالطبع أن يتم تعزيز قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي بالعديد من المواد بحسب ما يستجد في عالم الذكاء الاصطناعي، ولكن هل تكون عملية التحديث هذه بسرعة الإصدار ذاتها؟ إذ إن شركات الذكاء الاصطناعي تعمل بوتيرة متسارعة لتقديم تقنيات جديدة للبقاء في المنافسة، فهل تستطيع الجهات القانونية الأوروبية مواكبة هذه الوتيرة؟

تعارض متعدد المستويات

تأخرت حكومة الولايات المتحدة في طرح قانونها لتنظيم عمليات وتقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر، ورغم هذا، فإنها لم تترك هذه الساحة دون قوانين تنظيمية، إذ قامت بفصل تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوزيعها على القوانين والهيئات الموجودة حاليا، كأن تخضع تقنيات القيادة الذاتية لقوانين هيئات المركبات الفدرالية وتخضع الأسلحة الذكية للقوانين المتعلقة بالأسلحة بشكل عام وتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي للقوانين الإبداعية.

فضلا عن ترك مهمة تحديد القوانين المخصصة للذكاء الاصطناعي على عاتق الإدارات الفدرالية في كل ولاية بمفردها، لذا قد توجد تقنية ذكاء اصطناعي محظورة في ولاية ما لكنها مسموحة في ولاية أخرى، وبينما يوفر هذا الأسلوب على الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة وقتا وجهدا في الاجتماع والتشاور، فإنه يخلق مستوى أعمق من التعارض بين القوانين.

فإن كان القانون الأوروبي يواجه هذا التعارض بين الاستخدامات المختلفة، فإن الحكومة الأميركية تواجه هذا التعارض بين الولايات والهيئات المختلفة داخل الحكومة ذاتها، وقد ينظر البعض لهذا التعارض على أنه فرصة لاستغلال الثغرات القانونية المتاحة في كل ولاية أو هيئة بمفردها، إلا أنه في الحقيقة يعرقل نمو الشركات وتطوير التقنيات بشكل صحيح، إذ يجب على الشركة تحديد أي قانون ترغب في اتباعه ثم التضحية بالولايات أو الدول التي تتعارض مع هذا القانون.

وبينما تشكل الشركات الأميركية الآن السواد الأعظم للشركات المطورة في قطاع الذكاء الاصطناعي، فإن هذا لا يعني وجود منافسين من خارج الحدود، وفي هذه الحالة، لماذا يجب أن تخضع الشركات الأوروبية أو العربية للقوانين الأميركية لتنظيم الذكاء الاصطناعي؟ والعكس صحيح كذلك، لذا من الأنسب بناء هيئة عالمية موحدة على غرار مجلس الأمن والأمم المتحدة لتنظيم هذه التقنيات، وذلك حتى تخضع الشركات لقانون موحد دوليا.

الهيئات التنظيمية والقانونية الدولية تنظر لشركات تطوير الذكاء الاصطناعي بعين الهيمنة (رويترز) الهرب بدلا من الخضوع للغرامات

تنظر الهيئات التنظيمية والقانونية الدولية لشركات تطوير الذكاء الاصطناعي بعين الهيمنة، إذ تعتقد بأنها قد توافق وتخضع لأي قانون صادر تجاهها، وفي حين كان هذا الأمر صحيحا في الماضي مع وجود حدود فيزيائية تمنع الشركات من العمل في أماكن بعيدة عن مقارها، فإن هذا الأمر اختلف تماما منذ مطلع القرن العشرين.

تستطيع الشركات الآن التخلي عن أسواق وقطاعات بأكملها هربا من الغرامات والقوانين المنظمة التي لا يمكن التماشي معها، وربما كان ما فعلته "ميتا" (Meta) في نهاية يونيو/حزيران الماضي مثالا حيا لذلك، إذ فضلت الشركة تأجيل طرحها لتقنيات الذكاء الاصطناعي داخل دول الاتحاد الأوروبي حتى الانتهاء من تطويعها بشكل يتماشى مع القانون، وقد تتخلى الشركة تماما عن طرح هذه التقنية في تلك البلاد هربا من العقوبات والغرامات.

في الوقت الحالي لم تعلن أي شركة غير "ميتا" عن هذا الأسلوب، ولكن قد نراه مستقبلا مع الشركات الأخرى إذا ما أثبت نجاحه مع "ميتا" وحماها من الوقوع تحت طائلة القانون الأوروبي، وفي هذه الحالة، فإن أسواق الذكاء الاصطناعي ستتحول من أسواق عالمية لا مركزية يمكن للجميع المشاركة فيها إلى أسواق محلية تركز على التماشي مع القوانين المطبقة محليا على كل منها.

الحاجة إلى فهم عميق

يتمتع الذكاء الاصطناعي بخصوصية تجعله مختلفا عن التقنيات الأخرى، إذ تتنوع استخدامات هذه التقنية وطرق تطويرها ويتدخل في الأمر العديد من المفاهيم التقنية المعقدة في مختلف نماذج واستخدامات الذكاء الاصطناعي، بدءا من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي وحتى الروبوتات البشرية المعززة بالذكاء الاصطناعي أو حتى السيارات الذاتية القيادة.

لهذا السبب تحديدا، طالب الكونغرس شركات الذكاء الاصطناعي في مطلع هذا العام بالتكفل بعملية تدريب أعضائه وتثقيفهم حول تقنيات الذكاء الاصطناعي أملا في صك قوانين أكثر تفهما لطبيعة هذا القطاع الفريدة ومحاولة تنظيمه بما لا يتعارض مع نموه بشكل واسع.

وفي حين يبدو هذا المطلب غير واقعي، فإنه يمثل الطريق الأنسب لمحاولة الوصول إلى تقنيات وتشريعات عادلة بحق الذكاء الاصطناعي والشركات التابعة له، ويظل الحل البديل هو تشريع القوانين دون النظر إلى خصوصية التقنية، مما يولد أسوارا تمنع التقنية من النمو بشكل واقعي.

مقالات مشابهة

  • «العدل»: تنمية القدرات وتطوير المهارات واعتماد الذكاء الاصطناعي بمنظومة التقاضي
  • حاسبات ومعلومات أسيوط تقدم برنامج الذكاء الاصطناعي العام الجامعى الجديد   
  • “الطاقة والبنية التحتية” تطلق الدردشة الفورية “اسألنا” باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي للتفاعل المباشر مع المتعاملين
  • سامسونج تعرض أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي في IFA 2024
  • قوانين جمة لتقويض الذكاء الاصطناعي.. ما أثرها؟
  • سعر ومواصفات هاتف Realme GT5 الجديد
  • كيف يتم توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتكيف مع التغير المناخي؟
  • معلومات الوزراء يوضح فوائد وتحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة التغيرات المناخية
  • غوتيريش: الذكاء الاصطناعي فرصة تاريخية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • جوتيريش: الذكاء الاصطناعي فرصة تاريخية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة