حول كتاب “مصر في السودان 1820 -1881م”
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
حول كتاب "مصر في السودان 1820 -1881م"
هارولد ماكمايكل Harold MacMichael
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذه ترجمة عرض موجز بقلم هارولد ماكمايكل لكتاب " Egypt in the Sudan 1820 -1881مصر في السودان 1820 -1881م" للمؤرخ البريطاني ريتشارد هِلْ Richard Hill. نُشِرَ العرض في العدد الثاني من المجلد رقم 32 لمجلة International Affair الشؤون الدولية" الصادرة في أبريل من عام 1959م، ص 206.
أما هارولد ماكمايكل (1882 – 1969م) فقد عمل في القسم السياسي لحكومة السودان في مديريتي كردفان والنيل الأزرق حتى عام 1915م، حين عاد للخرطوم للعمل في وظيفة باشمفتش مديرية الخرطوم، ثم شغل منصب السكرتير الإداري لمديرية الخرطوم. ونقل في عام 1933م إلى تنجانيقا كحاكم لها. وفي عام 1938م نقل إلى فلسطين للعمل في وظيفة المندوب السامي البريطاني (حيث تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة)، ونقل بعدها للملايو. ألف الرجل عددا من الكتب والمقالات عن السودان وتاريخه، لعل من أهمها "تاريخ العرب في السودان" (الذي ترجمه للعربية الأستاذ سيد محمد علي ديدان).
من الواضح أن هذا الاستعراض لا يشابه الاستعراضات التي يكتبها المؤرخون الأكاديميون المعاصرون، فهو استعرض انطباعي ومتحامل وموجز بصورة مخلة. ومن شبه المؤكد أنه لم يكن ليُنشر في دورية أكاديمية محكمة لو كان قد كُتِبَ في العقود الأخيرة.
المترجم
************* ************ ***********
أتقدم في البدء بالتهنئة للمعهد الدولي للعلاقات الدولية (تشاتام هاوس Chatham House) لتبنيه هذا البحث التاريخي الرفيع، ولدار نشر جامعة أكسفورد على إخراج هذا البحث في طبعة أنيقة.
ويسد المؤلف في كتابه هذا فراغاً كبيراً في تاريخ الحكم التركي – المصري في السودان الذي امتد لستين عاماً، إذ أن طلاب التاريخ لم يكن يجدون في تاريخ ذلك العهد بالسودان قبل صدور هذا الكتاب سوى تلخيصات لبعض الملاحظات البالية والتعميمات التي لا معنى لها. غير أن هذا الكتاب يقدم لنا ملخصاً أكاديميا (علميا) حقيقياً لتاريخ الحكم التركي – المصري في السودان، ويخلوا من التحيز بصورة جديرة بالثناء، ومدعوماً بجميع الوثائق المتوفرة من العديد من المحفوظات وأوراق الدولة والمجلات والتقارير القنصلية والمسوحات العلمية والمذكرات والرسائل وما شابه ذلك، باللغات العربية والإنجليزية والتركية والفرنسية والإيطالية.
لقد اتخذ السيد هِلْ موقفاً وسطياً بين "المحافظين"، وقدم في كتابه هذا تقويماً للأحداث اتسم بالاعتدال والتوازن. وأنجز كل ذلك بعدالة حصيفة وحياد حكيم. وعلى الرغم من كل ذلك، إلا أن الحقيقة تبقى وهي أن قصة ذلك الحكم قصة صادمة بالفعل، مهما اِلْتَمَسَنا له الأعذار، مثل الصعوبات العديدة التي واجهها ذلك الحكم، ورغماً عن كل محاولاته المتفرقة والمتقطعة للإصلاح الإداري بالبلاد، والتي لم تتم إلا تحت الضغط. وليس بإمكان أي قدر من الحياد أن يخفي صحة كلمات وُصِفَ بها ذلك العهد وحكامه (إن كان في الخرطوم أو القاهرة أو المديريات)، مثل "القسوة" و"عدم الكفاءة" و"الفساد". ويصعب إدراك أن حكاية ذلك العهد لا يزيد عمرها عن نحو مائة عام، ولم تقع في العصور المظلمة.
ومن العدل أن نضيف أن شعب مصر نفسه، مهما كان مستعداً الآن للمطالبة بنصيب في النتائج، لم يكن له رأي يُذكر في الأمر بطريقة أو بأخرى، وأن "سادتهم overlords" الأتراك هم الذين يجب أن يتحملوا معظم مسؤولية المقت (الذي خلفه ذلك الحكم في نفوس السودانيين).
alibadreldin@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مصر فی السودان
إقرأ أيضاً:
خريطة طريق لإيقاف حرب السودان.. وشرط “محدد” من البرهان
عادت الأنظارُ لتتجهَ إلى السودان الذي يعاني الأمرَّين.. نزاع مسلح لا يعرف طريق التهدئة، وكارثة إنسانية تتفاقم مع مرور الوقت، فللمرة الأولى منذ بدء النزاع يزور المبعوثُ الأميركي للسودان توم بيرييلو البلاد ويلتقي في بورتسودان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان.
وناقش الجانبان، خريطة الطريق لإيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، كما بحثا العملية السياسية كمَخرج نهائي لما بعد الحرب.
هذا ودعا بيريلو، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار بين طرفي الأزمة. كما دعا إلى زيادة تدفق المساعدات للمتضررين من القتال في أعقاب زيارته للسودان ولقائه بالمسؤولين هناك.
تأتي زيارة المبعوث الأميركي تزامنا مع استخدام روسيا حقّ النقض، الفيتو، لإسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار بشكل عاجل في السودان وحماية المدنيين من النزاع.
وكان مشروع القرار يطالب الأطراف بالوقف الفوري للأعمال العدائية والالتزام بحسن النيّة، وفتح حوار من شأنه أن يسمح بالمُضي قدما نحو خفض التصعيد.
حراك دولي لوقف النزاع في السودان
"رادار" على سكاي نيوز عربية، ناقش مع الكاتب والباحث السياسي السوداني، خالد التيجاني، أسباب رفض السودان للمشروع الدولي والموقف العسكري للحكومة السودانية في مواجهة النزاع المستمر.
رفض مشروع القرار الدولي
رئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان، من جانبه أكد أن بلاده لم توافق على مشروع القرار البريطاني في مجلس الأمن مبينا أن مشروع القرار لم يستجب لمتطلبات السودانيين.
العملية العسكرية السودانية.. هل يمكن تحقيق أهدافها دون تسوية سياسية؟
ناقش التيجاني الموقف العسكري للحكومة السودانية، مؤكدًا أن الجيش السوداني يعتقد أن الدعم السريع هو تمرد من قوة مسلحة تابعة للجيش، وأنه يجب الفصل بين المفاوضات العسكرية والحل السياسي.
وأضاف التيجاني أن السودان شهد العديد من اتفاقات السلام التي فشلت، مشيرًا إلى أن البرهان يرفض منح امتيازات سياسية لأي جهة تستخدم العنف. وأن الحكومة السودانية ترى أن الحل السياسي يجب أن يشمل جميع أطياف الشعب السوداني.
النزاع الإنساني في السودان
في النقاش حول الأزمة الإنسانية، لفت التيجاني إلى أن الحكومة السودانية تعتقد أن هناك مبالغة في تقدير حجم الأزمة الإنسانية في البلاد. ووفقًا له، بينما كانت الأمم المتحدة قد أعلنت عن تمويلات للمساعدات الإنسانية، إلا أن السودان يرى أن هذه المساعدات لا تفي بالاحتياجات المطلوبة.
كما أشار إلى أن هناك تركيزا مفرطا من المجتمع الدولي على معبر أدري مع تشاد بينما يتم تجاهل المعابر الأخرى التي تمت الموافقة عليها من قبل الحكومة السودانية، ما يعزز الاعتقاد بوجود تسييس للعمل الإنساني في السودان.
هل يمكن الوصول إلى تسوية في ظل هذه الظروف؟
وبشأن احتمال الوصول إلى تسوية سياسية في السودان في ظل استمرار الحرب، أكد التيجاني أن الجيش السوداني يرى أن المفاوضات مع الأطراف المسلحة المتمردة ليست الخيار الأمثل في ظل استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية.
وأوضح أن البرهان يرفض تسوية تتضمن مكافأة استخدام العنف، مشيرًا إلى أنه من الضروري إيجاد عملية سياسية شاملة تأخذ في اعتبارها مصالح جميع السودانيين.
التحديات المستقبلية
أشار التيجاني إلى أن الوضع العسكري في السودان يظل معقدًا، مع استمرار الهجمات في مختلف أنحاء البلاد. ورغم أن الحل العسكري يظل ضروريًا لتأمين الحدود، إلا أن الحل السياسي هو الطريق الأهم لإنهاء النزاع.
ولكن، وفقا للتيجاني، فإن الوصول إلى حل شامل يتطلب وقتًا طويلاً ومزيدًا من الجهود من جميع الأطراف الداخلية والداعمة الدولية.
العودة إلى اتفاق جدة
يتضح من النقاش أن السودان يواجه تحديات كبيرة في التوصل إلى تسوية للقتال المستمر. بينما ترفض الحكومة السودانية التدخلات الخارجية، فإن أي خطوة نحو الحل يجب أن تشمل عملية شاملة تضم جميع الأطراف السودانية.
سكاي نيوز عربية - أبوظبي