السباق على ابواب الإمارات وتل ابيب والمعنى الخفي لدويلة الشر!
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
رشا عوض
” العصابة الكيزانية” طرقت الابواب الخلفية لدولة الامارات العربية المتحدة مرارا خلال هذه الحرب، عارضين صفقات كلها تدور حول انهم على اتم استعداد لان يلبوا للامارات اي طلب ( موانيء ، ذهب، اراضي) لو رفعت يدها عن الدعم السريع، ومجموعة البرهان الطامع في الانفراد بالسلطة ايضا تتزاحم معهم في تلك الابواب سرا وعلانية!
طبعا هناك دراويش مساكين في صفوف الكيزان يحسبون ان المعركة غايتها الانتصار للاسلام السياسي! و لا يعلمون ان تنظيمهم الاجرامي الآن هو مجرد مافيا غايتها السلطة السياسية لتحصين المال المنهوب ونهب المزيد والإفلات من اي عقوبة او مجرد مساءلة على جرائم الثلاثين عاما، وفي سبيل هذه المصالح الدنيوية الدنيئة هم على اتم استعداد للركوع سواء للامارات او غيرها.
كشف مقال منشور بصحيفة بلجيكية ترجمه الاستاذ عبد الرحمن الامين عن مشاركة مستشار للحكومة الحالية ودبلوماسي اسلاموي في عهد البشير وبتنسيق مع مدير جهاز الامن والمخابرات الحالي الفريق ابراهيم مفضل، في “منتدى حوار ” الذي يرعاه مركز موشي ديان، وكانت هذه مشاركته السادسة حسب الصحيفة! وهذا معناه ان المنظومة الأمنية لحكومة الامر الواقع في بورتسودان ماضية في اتجاه مواصلة العلاقات الايجابية مع اسرائيل بشرط ان تتضغط الاخيرة على الامارات لايقاف امدادات السلاح للدعم السريع، والكوادر الامنية والدبلوماسية التي تنفذ ذلك هي كوادر اسلاموية!
وستكشف الايام كثيرا من اوراق اللعبة الجارية حاليا ومن هو اللاعب الرئيس فيها من التيارات “العسكركيزانية” المتنافسة على السلطة.
والجدير بالذكر ان التسلل الى تل أبيب من الأبواب الخلفية ليس امرا استجد بسبب الحرب الدائرة حاليا بل هو قديم منذ عهد البشير، اذ كشفت الصحف الإسرائيلية عددا من زيارات برلمانيين كيزان الى الدولة العبرية. فضلا عن زيارات سرية لقيادات كبيرة في المؤمر الوطني لتل ابيب كشف عنها منشقون عن الحزب لبعض الصحفيين مع التشديد على عدم نشر المعلومة منسوبة اليهم.
كل هذا يدل على ان الصراع الدائر في السودان محض صراع سلطة ومصالح في سبيلها تطرق كل الابواب.
الباب الوحيد الذي لم يفكروا في طرقه حتى الآن -ونتمنى ان يفعلوا- هو “باب الحرية والسلام والعدالة للشعب السوداني، باب الانتقال التاريخي من الوضعية المأزومة للدولة السودانية التي انتجت الحروب الى وضعية تؤسس لسلام مستدام قوامه تعاقد سياسي اجتماعي يكفل حرية وكرامة ورفاه الشعب في ظل حكم مدني ديمقراطي صديق للأمن والسلم الاقليمي والدولي، بدلا من مطاردة الصفقات السرية في الخارج والمفصلة على مصالح ضيقة لافراد او عصابات اختزلت السودان كله في ذواتها الفانية”
هذه الحرب تافهة وقذرة ووارد جدا ان تنتهي على اساس صفقة تشبه تهافت مشعليها!
المواطن السوداني الواعي يجب ان يعلم ان الغاية النهائية لهذه الحرب هي قهره ونهب موارده الاقتصادية في خاتمة المطاف، ولذلك يجب ان يسحب المشروعية من كل الاطراف وعلى رأسهم الطرف الاطول لسانا والاكثر فجورا في الخصومة والمزايدات ممثلا في “العصابة الكيزانية”! فهذه العصابة ما زال لديها رصيدا تحسد عليه من الجرأة والبجاحة يجعلها لا تخجل من اعتلاء منصة القضاء الوطني لتوزيع احكام الادانة والبراءة وصكوك الغفران! واحكام الطرد النهائي لخصومها السياسيين من سودان المستقبل رغم انها مهزومة عسكريا هزيمة اقنعتها باستبدال هدف الحسم العسكري للدعم السريع بحسم القوى المدنية الديمقراطية واستئصال اجندة الثورة واهدافها والعودة الى احضان الشريك القديم ان رضي بذلك وان لم يرضى تتم محاصرته إقليميا بصفقات مع الإمارات واسرائيل !
وهنا يتضح أن مصطلح ” دويلة الشر” الذي تردده الابواق العسكركيزانية له معنى باطني! فدويلة الشر التي يعاديها الكيزان والعسكر هي الدولة المدنية الديمقراطية! هي الدولة التي تجسد قيم الثورة! هي دولة الحكم الراشد القائم على المشاركة الشعبية الحقيقية وعلى المساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون، هي الدولة التي يكون شعبها رقيبا على موارده عبر برلمان يمثله تمثيلا حقيقيا، باختصار دويلة الشر من وجهة نظر الكيزان هي “الدولة الحلم” المرسومة بفكر وابداع الوطنيين و الممهورة بدماء الثوار ونضالات الشرفاء.
مهما يكن من أمر سنظل نبذر بذور الوعي الديمقراطي ولن ننكس راية “الدولة الحلم” ابدا ! هذه الدولة سوف تأتي نساؤها ورجالها ذات يوم يرونه بعيدا ونراه قريبا.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
كنوز وأسرار تحت الأمواج.. مغامرات العالم الخفي في أعماق البحر الأحمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعماق البحر الأحمر يعد عالماً آخر، عالمًا يزخر بالحياة والجمال، حيث تتراقص الأسماك الملونة برشاقة وسط الشعاب المرجانية، عالمًا تسبح السلاحف ببطء شديد وكأنها تحلق في الهواء، هذا العالم ليس خيالًا، بل هو واقع مدهش يعيشه البحر الأحمر، الذي يعتبر واحداً من أغنى البحار في العالم بالتنوع البيولوجي.
البحر الأحمر، هذا الشريط المائي الذي يفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، هو موطن لأكثر من 1000 نوع من الأسماك، و200 نوع من الشعاب المرجانية، وعدد لا يحصى من الكائنات البحرية الأخرى.
تنفرد بيئة البحر الأحمر بخصائص فريدة تجعله ملاذاً آمناً للحياة البحرية، حيث تتميز مياهه بالدفء والوضوح، وتوفر الشعاب المرجانية مأوى وغذاءً للكثير من الكائنات البحرية.
وللحفاظ على هذا الكنز الطبيعي، تم تطوير نظام ربياني متكامل يعمل على إدارة موارد البحر الأحمر بشكل مستدام، يعتمد هذا النظام على مجموعة من القوانين واللوائح التي تحظر الصيد الجائر، وتحدد مناطق محمية للحياة البحرية، وتشجع على ممارسات الصيد المستدامة.
عند الغوص في أعماق البحر الأحمر، تشعر وكأنك قد دخلت إلى عالم آخر، تتفتح أمامك لوحة فنية خلابة من الألوان والأشكال، حيث تتنافس الشعاب المرجانية بألوانها الزاهية، وتسبح الأسماك بأسرابها الملونة، يمكنك أن تشاهد السلاحف البحرية وهي تسبح ببطء، وأشعة الشمس تتسلل عبر المياه الصافية لتضيء على عالم تحت الماء.
يعتبر البحر الأحمر مصدراً هاماً للسياحة، حيث يأتي إليه الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجمال الحياة البحرية.
كما أنه يوفر فرص عمل للصيادين والغواصين، لذلك فإن الحفاظ على البحر الأحمر ليس مجرد واجب بيئي، بل هو أمر حيوي للاقتصاد والسياحة في المنطقة.
البحر الأحمر هو كنز طبيعي يجب علينا حمايته وحفظه للأجيال القادمة، من خلال تطبيق نظام ربياني فعال، والوعي بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية، يمكننا أن نضمن استمرار هذا العالم الساحر تحت الماء للأبد.
ندعو الجميع إلى المساهمة في الحفاظ على البحر الأحمر من خلال:
الالتزام بالقوانين واللوائح التي تحمي البيئة البحرية - ممارسة الصيد المستدام.- تجنب التلوث البحري - التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية.