بوابة الفجر:
2025-01-30@19:04:26 GMT

رحيل من الباب الضيق.. نهاية بايدن المذلة

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

انسحب غير مأسوف عليه، ذلك العجوز الذي لم يردعه سنه ولا ضميره، عن المشاركة في الإبادة الجماعية التي ترتكب في فلسطين منذ 7 أكتوبر 2023، وتقترب من الشهر العاشر للعملية العسكرية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

بايدن الذي جاء إلى سدة الحكم واستبشر الناس به -وأنا واحد منهم- بأنه لن يسير على درب سلفه المتهور -دونالد ترامب- الذي اتضح بعدها أنه كان «نِسمة» مقارنة بما ارتكبه العجوز الحالي، من جرائم إنسانية يندى لها الجبين، شارك في قتل نحو 40 ألف فلسطيني، حتى هذه الساعة معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة نحو 100 ألف أو أكثر إذا ما أخذنا بالحسبان وجود آلاف الجثث أسفل أنقاض المنازل المدمرة في القطاع، التي تعجز عن الوصول إليها الأطقم الصحية في القطاع.

الرجل الذي يعيش «أرذل العمر» ببلوغه السنة الأولى بعد الثمانين، لم يترك فرصة في أن يصب العذاب صبَّا على المدنيين العزل في القطاع، إلا وأمسك بها، ولم يفلتها مرة واحدة مراعاة لإنسانية ولا لعمر ولا لضمير ولا إجماع عالمي مناهض للحرب، بل كان أسرع من الريح في التوقيع على صفقات أشد الأسلحة وأفتكها إلى الكيان المحتل، ليس ليقاتل بها جيشا نظاميا مدججا بأحدث الأسلحة والعتاد، ولكن ليقصف بها مربعات سكنية مكتظة بمئات العائلات التي تتوارى في شقق ضيقة خوفا من العمليات العسكرية.

لم يكن العجوز الذي انسحب من الانتخابات الرئاسية لأكبر دولة في العالم، غير مأسوف على انسحابه، كما كان وديعا في الدعاية الانتخابية قبل الفوز بمقعد الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، فقد اتضح القناع الدموي الذي أخفاه، واسبتداله بقناع القائد العالمي الذي يرفض العنف ويدعو إلى عالم متسامح.

رحيل الرجل الذي حرج من أضيق أبواب التاريخ، جاءت بسبب الصدع الذي بدأ يطفوا على السطح نتيجة الانقسام الجلي الواضح في الحزب الديمقراطي -ورمزه «الحمار»- على خلفية إخفاقه في المناظرة التي جمعته مع المرشح عن الحزب الجمهوري -ورمزه «الفيل»- دونالد ترامب منذ أيام، ما دعا شخصيات بارزة في الحزب ومنها نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، إلى مطالبة الرئيس الحالي بإعلان انسحابه، وترك الفرصة أمام نائبته كاميلا هاريس، لخوض السباق.


كما جاءت دعوات المطالبة بانسحابه، ليس لأنه «خَرَّف» أو لأن المنافس ترامب قوي أمامه، ولكن لما سببه من انقسام داخلي حاد في البلاد، فقد خرجت التظاهرات المناهضة لدوره المشين في أزمة غزة، ودعمه غير المسبوق للكيان في حربه على القطاع، وكان أبطال تلك التظاهرات الشباب الذين خرجوا بأرقام ضخمة في شوارع الولايات وميادينها الرئيسية، من مختلف الأيدلوجيات والعرقيات، فضلا عن افتراشهم ساحات الجامعات وتنظيمهم اعتصامات الأمر الذي لم يعجب السلطات فاستدعت الشرطة التي استخدمت العنف مع الطلاب.

بيد أن الرئيس الذي اشتهر بذلاته الغريبة وتصرفاته المريبة، التي شكلت حملات سخرية منه، تسبب في نفور داخلي من سياسته، فيرى الأمريكيون أن بلادهم تحت عباءة ذلك الرجل، وصلت لمرحلة سيئة السمعة أمام العالم، فإضافة لدورها في مد الكيان بالأسلحة الفتاكة لتدمير قطاع غزة، فقد عرقلت كل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، لوقف الحرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وكان من الفجاجة والقبح أن أصدر الكونجرس الأمريكي تشريعا يسمح للولايات المتحدة باعتقال أفراد المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية توصية المدعي العام لها كريم خان، بإصدار قرارات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يواف جالانت، ما اعتبرته واشنطن اعتداء على حلفائها.

أضف إلى ذلك الانخراط الأمريكي في الحرب الروسية الأمريكية، ذلك التدخل الذى بدا واضحا بشكل لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، ودعم بايدن صراحة لأوكرانيا ومدها بجميع أنواع الأسلحة والمال، لإلحاق الهزيمة -بعيدة المنال- بروسيا، وسماحه علانية باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب أهداف روسية، ما رآه البعض جر العالم إلى حرب عالمية ثالثة، ستأكل الأخضر واليابس بسبب سياسة «جو» المتهورة.

ناهيك عن تصاعد الأزمات الاقتصادية الداخلية، وعلى رأسها زيادة نسبة البطالة، فضلا عن ملفات المهاجرين وارتفاع مؤشرات الجريمة وغيرها من الأمور التي رآها المجتمع الداخلي سوء إدارة من رجل فقد السيطرة على عقله.

على كل فقد وضع بايدن نهاية لمسيرته في البيت الأبيض، بإعلانه عدم ترشحه أمام ترامب -الذي بالكاد لن يكون الحمل الوديع-، ليخرج من الباب الضيق للتاريخ البشري، يجر أذيال الخيبة والخذلان، وتلاحقه دماء الآلاف من القتلى ودعوات المكلومين والأمهات الثكالى، ليفسح المجال أمام رئيس آخر يأتي ليسير على النهج نفسه، في زيادة جراح الفلسطينيين الذين لم يعرف التاريخ أسوأ فترة احتلال من التي يعيشوها.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الإبادة الجماعية فلسطين الاحتلال الاسرائيلي الاحتلال غزة دونالد ترامب ترامب جرائم انسانية الأسلحة الكيان المحتل العمليات العسكرية الانتخابات الرئاسية الدعاية الانتخابية الحزب الديمقراطي الحزب الجمهوري نانسي بيلوسي مجلس النواب كاميلا هاريس الأمم المتحدة مجلس الأمن محكمة العدل الدولية المحكمة الجنائية الدولية الجنائية الدولية الكونجرس الامريكي المدعي العام كريم خان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو نتنياهو يواف جالانت جالانت الحرب الروسية الأمريكية الحرب العالمية الثانية الأسلحة الأمريكية حرب عالمية ثالثة البطالة المهاجرين

إقرأ أيضاً:

ترامب يهاجم بايدن وأوباما بعد كارثة الطائرة المنكوبة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، أنّ المروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة ركاب في سماء العاصمة واشنطن، ليل الأربعاء، كانت تحلق في مسار "سيئ بشكل يفوق التصوّر".

وأشار إلى أنّ المراقب الجوي في برج المراقبة قد نبه في اللحظة الأخيرة قائلاً "هل ترون.. هل ترونه؟"، ولكن لم يكن لديه وقت كافٍ للتحذير بشكل كامل قبل وقوع الحادث.
وفي مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، اتهم ترامب سلفيه الديمقراطيين باراك أوباما وجو بايدن بخفض معايير السلامة الجوية في البلاد، مشيرًا إلى أنّ هذه السياسات تسببت في "تدني معايير السلامة".

تحقيق فوري واستبعاد "العمل الإرهابي" في حادث تحطم الطائرتين بواشنطن - موقع 24أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إطلاق البنتاغون تحقيقات فورية في حادث اصطدام طائرة للركاب بمروحية عسكرية في واشنطن، ليل الأربعاء، فيما استبعد مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ارتباط الحادث بعمل إرهابي.

وأوضح ترامب أن سياسات التوظيف، التي ركزت على تعزيز التنوّع في وكالة الطيران الفيدرالية، كانت السبب وراء الحادث، حيث أشار إلى أن "التوظيف وفق مبدأ التنوّع على حساب الكفاءة"، ساهم في تدهور مستوى السلامة الجوية.
و أكد الرئيس الأمريكي أنّه لا يوجد أي ناجين من الكارثة الجوية، التي أسفرت عن مقتل 67 شخصًا، بما فيهم ركاب الطائرة وطاقم المروحية.
وأوضح قائلًا: "تحوّل العمل الآن إلى مهمة لانتشال الجثث. للأسف".

مقالات مشابهة

  • ترامب يهاجم بايدن وأوباما بعد كارثة الطائرة المنكوبة
  • كورتوا يفتح الباب أمام العودة إلى «الشياطين»!
  • ترامب يحمّل بايدن واوباما مسؤولية تصادم الطائرتين
  • نهاية مأساوية لـ سلوان موميكا العراقي الذي أشعل غضب المسلمين بحرق المصحف.. فيديو
  • الدولار يرتفع أمام الدينار في نهاية الأسبوع
  • الدولار يغلق على ارتفاع أمام الدينار العراقي في نهاية الأسبوع
  • لا بايدن ولا ترامب، وإنما المقاومة
  • مدبولي: الرئيس كلّف الحكومة بوضع حزمة اجتماعية جديدة يتم العمل عليها حاليًا.. والإعلان عنها قريبًا.. الكشف البترولي الجديد في خليج السويس يفتح الباب أمام المزيد من الاكتشافات في هذه المنطقة
  • تلاعبات في أراضي الأحباس بالحوز: غياب الرقابة يفتح الباب أمام الاستيلاء والاستغلال
  • إيران تفتح الباب لعروض ترامب: الظروف الحالية أكثر صعوبة