السفير الإيرانى فى بورتسودان – هل يعيد التاريخ نفسه؟*
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
الرأى اليوم
✍️صلاح جلال
(١)
???? بالأمس قدم السفير الإيرانى حسن شاة حسينى أوراق إعتماده للفريق البرهان وقد نقل التلفزيون مراسم الإعتماد من مدينة بورتسودان الساحلية فى ظرف يشهد تعقيدات محلية كبيرة حرب أهلية متسعة وصراع إقليمى ودولى على البحر الأحمر حيث تهدد *جماعة الحوثى اليمنية المسنودة من إيران* الملاحة فى البحر الأحمر وتلعب إيران دور نشط فى نزاع الشرق الأوسط قطاع غزة حيث أمطرت دولة إسرائيل بالمسيرات المقاتلة فى الأشهر القليلة الماضية ، كما لعبت قيادة القوات المسلحة كرت البحر الأحمر فى سوق المساومة الدولية بدعوتها لدولة روسيا الإتحادية للمياه الدافئة فى ظل هذه التقاطعات الحادة الإقليمية والدولية إتسعت وتيرة تحسن العلاقات السودانية الإيرانية التى وصلت مرحلة إعادة العلاقات وقرار تبادل البعثات الدبلوماسية بعد قطيعة كاملة دامت ثمانية أعوام منذ العام ٢٠١٥م عقب إحتلال السفارة السعودية فى طهران وإنفجار حرب اليمن فى عاصفة الحزم ، فقد قرر الرئيس المخلوع عمر البشير ومدير مكتبه طة الحسين دون إستشارة وزارة الخارجية فى ذلك العهد الغيهب قطع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية ، قد حكى مقربون أن وزير الخارجية سمع بالقرار عبر الإذاعة والتلفاز قطع العلاقات بشكل كامل بين البلدين وطرد البعثة وإنهاء كل أشكال الوجود الإيرانى فى السودان، وقد تزامن مع القرار إعلان قبول السودان المشاركة العسكرية فى عاصفة الحزم ضد جماعة الحوثى فى اليمن الذى تم بموجبه إرسال القوات المسلحة وتشكيلاتها المساعدة لمساندة عودة الحكومة الشرعية بقيادة منصور هادى ودحر جماعة الحوثى المسنودة من إيران، *فى تناقض لافت ما زالت القوات المسلحة السودانية تحارب فى اليمن لذات المهمة المعلنة ولم يتم سحبها*.
(٢)
???? تطورت علاقة السودان والجمهورية الإيرانية بوتيرة متسارعة وإزدهرت بعد إنقلاب الإنقاذ فى العام ١٩٨٩م فقد أرسلت الإنقاذ شخصيات نافذة من الإسلاميين المتشددين لتولى منصب السفير فى طهران من بينهم د.قطبى المهدى رئيس جهاز المخابرات الأسبق ، وقد إتسعت المشتركات بين النظامين فى الخرطوم وطهران كالعداء للولايات المتحدة الأمريكية والمصالح الغربية والخصومات الحادة مع دول الخليج ومصر ودعم المجموعات الإسلامية المتطرفة على مستوى المنطقة والعالم ، بدأت العلاقات بإرسال إيران ٢٠٠٠ فرد من الحرس الثورى الإيراني لتدريب قوات الدفاع الشعبى السودانية التى تأسست على نسق قوات (الباسيج) الإيرانية وبدأ التعاون العسكرى بإنشاء مصنع اليرموك لإنتاج الأسلحة والذخائر والصواريخ البلاستية ومصانع جياد للمصفحات وناقلات الجنود وقد شهدت هذه المرحلة وصول أعداد كبيرة من الخبراء العسكريين الإيرانيين للخرطوم وقد تأسست منطقة مخصصة لإقامتهم فى منطقة كافوري ملحقة بنادى وملاعب رياضية لا تزال قائمة كانت منطقة مغلقة على عامة السودانيين وبها مطار لإقلاع وهبوط الهيلكوبترات أشرف عليها رجل الإنقاذ القوى فى الظلام (جمال زمقان) الذى قُتل فى منزله فى الحرب الراهنة ، وصل الإنتاج العسكرى مراحل متقدمة وتم تدريب أعداد كبيرة من الإسلاميين المتطرفين من مختلف أنحاء العالم تحت إشراف الحرس الثورى الإيرانى ، وتم تنفيذ عمليات إرهابية مشتركة بين الخرطوم وطهران فى اليمن المدمرة كول وأحداث السفارات فى شرق أفريقيا كينيا ودار السلام ، كما تم إحضار أسامة بن لادن المعارض السعودى للسودان وكان ذروة تعاون البلدين محاولة إغتيال الرئيس المصرى حسنى مبارك فى أديس أبابا التى وثق تفاصيلها المرحوم دكتور الترابى فى شهادته على العصر بتلفزيون الجزيرة مؤكداً تورط إيران فيها ، مما إستمطر العداء والعقوبات الدولية على السودان .
(٣)
???? تمدد النفوذ الإيرانى فى تلك الحقبة فى السودان على المستوى الدينى والثقافى لنشر التشيع بين المواطنين فقد إنتشرت المكتبات الشيعية وتم تأسيس المركز الثقافي الايرانى فى الخرطوم ومكتبة الإمام جعفر الصادق فى منطقة العمارات وتم إنشاء عدة مؤسسات تعليمية شيعية لنشر المذهب الشيعى منها مؤسسة الإمام على إبن أبى طالب التعليمية ومدرسة فاطمة الزهراء وعدد كبير من الحسينيات فى العاصمة والأقاليم وكذلك تشكلت جمعيات خيرية لإستقطاب الفقراء وذوى الحاجات للتشيع وبدأت هذه الأنشطة المدعومة من الحكومة الإيرانية تأخذ منحى شعبى وأهلى بين السودانيين فقد أعلن أعيان مجتمع ومثقفين ووزراء فى حكومة الإنقاذ تشيعهم على الملأ مما أقلق جماعة أنصار السنة والجماعة المحمدية وقاد إلى مخاشنات كلامية ومواجهات إرهابية منها حادثة الخليفى الليبى ضد جماعة أنصار السنة ومقتل إثنين سودانيين فى منطقة الثورة ١٩٩٤م وتم الحكم بإعدام الإرهابيين بعد القبض عليهم لتهدئة الأوضاع .
(٤)
???? تطور العلاقات السودانية الإيرانية فى تلك الحقبة قاد للكثير من المواجهات مع الجيران فى الإقليم ودول العالم ، فقد كانت أبرزها ضرب إسرائيل للسودان أكثر من ثلاثة مرات بالطيران كانت الأولى ضرب الطيران الإسرائيلى قافلة من بورتسودان فى إتجاه حلايب وشلاتين
فى ١٧/٤/٢٠١١ حسب مصادر إعلامية إسرائيلية كانت القافلة تحمل أسلحة ومتفجرات ليتم تسريبها عبر الأنفاق فى سيناء إلى حركة حماس فى غزة مما وتر العلاقات مع الجارة مصر فى تلك المرحلة ، والحادثة الثانية كانت أيضاً على ساحل البحر الأحمر فى داخل مدينة بورتسودان ضربت صواريخ إسرائيلية عربة سوناتا وتم إغتيال من بداخلها فى ٢٢ مايو ٢٠١٢م بتهمة أن المتهم هو الخبير الذى ينقل الأسلحة والمتفجرات لقطاع غزة ، وكانت خاتمة أزمات العلاقات الدبلوماسية السودانية الإيرانية قبل قطعها ضرب الطيران الحربى الإسرائيلي لمصنع اليرموك لصناعة الأسلحة فى العاصمة الخرطوم بتاريخ ٢٣إكتوبر ٢٠١٢م ، كان وصول العلاقات الدبلوماسية الإيرانيةمع الخرطوم قمتها فى العمل المشترك وإستقطاب العداء للسودان زيارة الرئيس المخلوع عمر البشير لإيران التى أعادته فيها المملكة العربية السعودية فى المرة الأولى للبلاد وعدم السماح له بعبور الأجواء رجع الرئيس إلى الخرطوم وتم تغيير خط السير والعودة مرة أخرى فى اليوم الثانى بعد الحصول على الموافقات الضرورية للوصول إلى طهران فى تحدى لدول الخليج العربى .
(٥)
???? السودان يقع فى دائرة الرغبة الإيرانية على الدوام ، خاصة أن إيران لها خبرات كبيرة فى بناء العلاقات على الرمال المتحركة والدول تحت الحصار والصراعات الداخلية التى إكتسبتها من تعاملها مع الدول المضطربة فى العراق وسوريا واليمن ولبنان وتجيد إيران الإستثمار والمساومة فى حالات الأزمات القطرية ، إيران تنظر للسودان كدولة مركزية ومفتاحية للتأثير الإقليمى خاصة على البحر الأحمر ومنصة لتأسيس النفوذ فى القارة الأفريقية حيث تتقاطع دبلوماسيتها على التماس مع النفوذ السعودى والمصرى والروسى والتركى والأمريكي الأوربى خاصة على ساحل البحر الأحمر وفى أفريقيا بالتزامن مع التوسع الروسى ، *السودان الآن يمثل فرصة وأرض خصبة للمشروع الإيرانى* للتأثير والسيطرة على البحر الأحمر بمداخله ومخارجه الحاكمة فى باب المندب وقناة السويس ويعتبر مكمل لأمن الخليج العربى الذى تسيطر عليه إيران والعراق ، *عودة العلاقات السودانية الإيرانية تعتبر إضافة للسيولة والتدهور الأمنى على البحر الأحمر* سيضع بورتسودان فى تقاطع مصالح مع كل الدول الغربية والخليج والصين والهند وجمهورية مصر العربية ومكان لردود أفعال محتملة من شاكلة [ضربتنا طائرة جات طافية النور ] ونحتفظ بحق الرد .
(٦)
????????ختامة
عودة العلاقات الدبلوماسية السودانية الإيرانية مخاطر التوقيت حيث الاضطراب فى أمن البحر الأحمر وتنشيط الوجود العسكرى الأجنبى فيه وتهديدات الحوثى الحليف الإيرانى على التجارة العالمية فيه والتعبئة الأمريكية وحلف النيتو لتأمين الممر المائي الهام مما أضطرهم لتوجيه ضربات وقائية لليمن وضربات أخرى لأهداف إيرانية بلغت ٢١٠ هدف فى الدولتين العراق وسوريا ومازال حبل التوتر فى البحر الاحمر على الجرار ، فى هذا التوقيت إعادة العلاقات قد يسحب بورتسودان لدائرة المواجهة الدولية مرة أخرى ، لكن أعتقد قيادة القوات المسلحة والإسلاميين المتشددين مضطرون لقبول هذه المساومة فى إطار البحث عن ظهير لإستمرار الحرب يدعم بالسلاح فى وقت عز فيه النصير من دول الإقليم والعالم أجمع فى حربهم ضد الدعم السريع من أجل الحصول على أسلحة إستراتيجية تغير موازين الصراع المسلح الذى لايميل إلى صالح القوات المسلحة الآن ، فإنهم مجبرين تحت ضغط المازق والبحث عن سلاح لتغيير المعادلة العسكرية Game Changer فى الحرب مثل حصول المجاهدين الأفغان فى الثمانينات على صواريخ إستنجر الأمريكية التى ساهمت فى تغيير الوضع الميدانى أمام الجيش الروسى ، *لكن السؤال هل إيران الآن فى ظرف يسمح لها بذلك وهى مشغولة فى عدة جبهات نشطه ؟؟*
وماهى كُلفة الإقتراب الحميم من إيران على بورتسودان فى اللحظة الدولية الراهنة؟ أخشى أن تكون فاتورة الخسائر أكبر من المكاسب فى هذه المقاربة الدبلوماسية العشوائية وإعتماد عودة العلاقات بين البلدين لتكون إضافة للفشل المتكرر للدبلوماسية السودانية ، الحلول التفاوضية لوقف الحرب أقصر الطرق للسلامة و أقل التكاليف وأفضلها للوطن والمواطن ، إن عودة العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإيرانية الإسلامية .
*كالمستجير من الرمضاء بالنار* لو كنتم تعلمون.
#لاللحرب
#لازم_تقيف
#منبر_جدة_هو_الحل
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العلاقات الدبلوماسیة السودانیة الإیرانیة على البحر الأحمر القوات المسلحة عودة العلاقات
إقرأ أيضاً:
حوار .. فضل الله برمة لـ «التغيير» : الحكومة المدنية تسعى لوقف الحرب ولا شرعية لحكومة بورتسودان
حكومة بورتسودان ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية
التغيير: نيروبي ــ أمل محمد الحسن
قطع رئيس حزب الأمة المكلف فضل الله برمة بأن حكومة بورتسودان لا تمتلك أي شرعية منذ انقلابها على الوثيقة الدستورية في 25 أكتوبر 2021 قائلا إن الحكومة المدنية المزمع تشكيلها في مناطق سيطرة الدعم السريع تسعى لوقف الحرب.
واتهم برمة في حوار مع «التغيير» حكومة بورتسودان بسعيها لتقسيم البلاد عبر تغيير العملة ومنع طلاب مناطق معينة من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية إلى جانب القتل على أساس اثني.
الحكومة هي التي أشعلت الحرب متمثلة في القوات المسلحة اسما والفاعل الحقيقي هو الحركة الإسلامية وواجهاتها
وأكد برمة أن الفاعل الرئيس حول إشعال الحرب هو الحركة الإسلامية التي قال إنها تسيطر على قرار القوات المسلحة مشيراً إلى أن جميع المنتسبين للجيش من الدفعة 40 للدفعة 46 تم اختيارهم من قبل الإسلاميين.
ما هي رؤيتكم حول الحكومة المدنية المزمع تكوينها؟كل الجهود المبذولة الآن همها الأول والأخير إيقاف الحرب وتحقيق السلام، ولتحقيق ذلك لابد من العودة لحرب 15 أبريل ٢٠٢٣م التي تختلف عن جميع الحروب السابقة والاختلاف الرئيسي هو أن الحكومة هي التي أشعلتها متمثلة في القوات المسلحة اسما والفاعل الحقيقي هو الحركة الإسلامية وواجهاتها.
ولقد صدق إبراهيم غندور عندما قال إن القوات المسلحة والدعم السريع لم يشعلا هذه الحرب و إن الحركة الإسلامية هي التي أشعلتها، فشهد شاهد من أهلها كما يقولون.
إن الدمار الذي عم البلاد يفوق كل الدمار الذي خلفته جميع الحروب السابقة التي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود، وحيث كانت الحروب السابقة تنطلق من الهامش كانت الحكومة المركزية تتصدي لها لكن هذه الحرب فجرتها الحكومة وانطلقت من العاصمة القومية وهذا ما عقد معالجتها وأطال من عمرها.
ومن هذا المنطلق لابد من تشكيل حكومة مدنية من كفاءات وطنية تعمل على إيقاف الحرب وتحقيق السلام.
حكومة بورتسودان ليست لديها شرعية، لأن الشرعية انتهت بانقلاب الإسلامين على حكومة ثورة ديسمبر المجيدة في انقلاب 25 اكتوبر 2021.
ما هي آليات إيقاف الحرب التي يمكن أن تمتلكها الحكومة الجديدة؟من خلال تجارب الماضي على مستوانا أو على المستوى الإقليمي والعالمي تقف الحروب دائما بمجهودين عسكري وسياسي، ومن هنا يأتي اصرارنا على تشكيل الحكومة المدنية، بما أن المدنين لا يمكلون سلاحا ويحاربون بالمنطق والسياسة وهو المجهود الوطني المطلوب لمخاطبة العالم على مستواه الإقليمي والدولي لوقف الحرب.
حسب خبرتي وخلفيتي العسكرية فإن القائد عندما يقيم سير المعركة وأنها تسير في غير صالحه يحرص على إيقافها والمحافظة على أرواح جنوده
هل تتوقعون أن تجلس حكومة بورتسودان مع هذه الحكومة المقترحة للتفاوض؟كل الجهود التي بذلت لإيقاف الحرب منذ المبادرة السعودية الأمريكية التي انطلقت في شهر مايو 2023 مرورا بمبادرة القاهرة لجمع الأطراف والإيقاد والاتحاد الإفريقي والمنامة وأخيرا جنيف حكومة بورتسودان دائما كانت هي الرافضة لهذه الجهود الإقليمية والدولية.
نحن في حزب الأمة القومي وكل القوى السياسية الوطنية منذ بداية اندلاع هذه الحرب قررنا الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين المتقاتلين، على أمل أن نعمل على وقف هذه الحرب اللعينة، وشكلنا جبهة وطنية عريضة لنلقي بثقلنا على المتحاربين، ومعنا الرئيس الشرعي عبد الله حمدوك الذي كتب خطابين، أحدهما لقائد الجيش والثاني لقائد الدعم السريع وطالبهم بالجلوس معا لوقف الحرب وبعد ثلاثة أيام فقط استجاب حميدتي الذي التقانا في أديس أبابا ووقعنا معه وثيقة تعمل على ايقاف الحرب، وطلبنا منه لإبداء حسن النوايا إطلاق سراح جميع أسرى القوات المسلحة، وقد فعل بإشراف المنظمات الدولية وفي مقدمتها الصليب الأحمر الدولي، ولكن للأسف رفضت القوات المسلحة استلام أسراها. ووضح لنا أن هناك طرف رغم أنه يقاتل لكنه يمد يده للسلام بالرغم من تقدمه في ميدان القتال، وأنا حسب خبرتي وخلفيتي العسكرية فإن القائد عندما يقيم سير المعركة و أنها تسير في غير صالحه يحرص على إيقاف الحرب والمحافظه على أرواح جنوده.
إن حكومة بورتسودان وطوال المبادرات التي ذكرتها سابقا؛ منذ مبادرة جدة، والمنامة، ودول الجوار، إلى أن وصلنا مبادرة جنيف الدولية، كان الدعم السريع هو الذي يستجيب ويمد يده لكل هذه المبادرات ويشكل حضورا، بينما حكومة بورتسودان كانت دائمة الرفض واضح بأن ذلك بإيعاز من الحركة الإسلامية.
الموقف بالنسبة لنا واضح وضوح الشمس؛ هناك جهة تلبي كل الدعوات للجلوس والتفاوض، وأخرى كان ديدنها دائما الرفض.
أنا أرى أن القوات المسلحة مغلوبة على أمرها! وهي وظيفتها الأساسية أن تكون قوات مسلحة قومية مهنية ليس لديها حزب، حزبها السودان وليس لديها قبيلة، قبيلتها السودان ولكن اتضح تأثير الحركة الإسلامية عليها ونحن على علم بأن الدُفع في الكلية الحربية من 40 حتي 46 كلهم تم اختيارهم بواسطة الحركة الإسلامية، وذلك يوضح بجلاء سيطرة الحركة الإسلامية على قيادة القوات المسلحة.
و أتمنى أن تعود القوات المسلحة لقوميتها ومهنيتها وتدافع عن شعبها ووطنها وتحافظ على خياراته.
هذه كلمة حق أريد بها باطل! حكومة بورتسودان غيرت العملة، وحرمت بقية أبناء الوطن منها، أجلست 200 ألف طالب لأداء إمتحانات الشهادة السودانية وحرمت أكثر من 400 ألف من مختلف ولايات السودان، وأصدرت قانون الوجوه الغربية الذي بموجبه حاكمت المواطنين على أسس عنصرية واثنية، وحرمت المواطنين من حقوقهم المدنية من الوثائق الثبوتية، وضرب المواطنين بالطيران وممتلكاتهم حتي مصادر المياة والثروه الحيوانية وفي الأسواق العامه باعتبارهم حواضن للدعم السريع، اليس هذا انقسام فعلي جغرافي ووجداني؟
إن حكومة بورتسودان هي التي ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية، لديها قبائل معينة إذا كنت منها تقتل! والأمر المؤسف الآخر أن أبناء غرب السودان المغتربين الذين كانوا يحضروا عبر بورتسودان يتعرضوا للاعتقال والسجن وباتوا يضطرون للحضور للبلاد عبر دولة جنوب السودان عبر جوبا للوصول لولايات غرب السودان، هذا ما يحدث على أرض الواقع وهو أمر مؤسف للغاية!
في المقابل نحن نضع وحدة السودان هدفا أساسيا لا نفرط فيه؛ السودان لكل أبناءه والحكومة يجب أن تكون لكل أهل السودان بكل ولاياته، الأمر الثاني نريد أن نحارب خطاب الكراهية المدمر لوحدة الوجدان السوداني وندعو لعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، ونسعي لإغاثة الجوعى ومسح دموع المغلوبين على أمرهم، ننادي بحكومة مدنية تلبي تطلعات أبناء الشعب السوداني.
بالتأكيد سيحدث! وليس هذا فقط قتل الناس على أساس اثني وعرقي، كلنا نعرف أن قبائل معينة تقتل على أرض الواقع! الحكومة المدنية التي ننشدها ضد كل هذا الكلام ننشد حكومة تحافظ على وحدة السودان في المقام الأول، ويعيش جميع أبناء الوطن تحت كنفها تحت قدم المساواة والعدالة وتحارب خطاب الكراهية، وتوفر المعيشة الكريمة للجميع.
عسكريا، هل هناك مخاوف من أن يتم استهداف مناطق الحكومة الجديدة بالطيران؟هذا ما يحدث بالفعل! قبل يومين كان هناك قصف في مناطق الكومة وكبكابية أم روابه وقتل للأبرياء، لو كانوا يقتلون بالقصف الدعم السريع الذي يقاتلهم فليفعلوا لكنهم يضربون الأبرياء وموارد مياههم التي يشربونها في الدوانكي وقتل مواشيهم من جمال وأبقار، وأنا اتساءل ما هو السبب خلف هذا القصف؟ لديك عدو تقاتل فيه لماذا لا تقتله وتضربه هو؟ هذا تجسيد للتقسيم وجعل الناس يكرهون الوحدة.
ما يحدث من حكومة بورتسودان خطأ وخطأ وخطأ وعلى حكومة بورتسودان إعادة النظر في هذا السلوك العنصري ونحن لن نعامله بالمثل بل نمد أيادينا لكل أبناء الوطن وقناعتنا أن السودان بكل أهله وأبناءه وولاياته ضد ما يجري، وحتى الدعم السريع اذا دعا لتقسيم في مناطقه نحن سنكون ضده، نحن نقف مع وحدة السودان ونحارب خطاب الكراهية ونجنب بلدنا الحرب القبلية التي بدأت الآن لأنها مدمرة.
الناس القائمين على أمر هذه الحكومة هم المعنيين بالإجابة على هذا السؤال
حزب الأمة منقسم في موقفه من الحكومة، والأمين العام أصدر بيانا رافضا لها، هل تعتقد أن الموقف من هذه الحكومة يمكن أن يقسم الحزب ويقوم بانشقاق حتى داخل كتلة أبناء دارفور وكردفان؟لا يوجد انقسام في حزب الأمة القومي، حزب الأمه حزب مؤسسي ممكن أن تكون فيه خلافات في وجهات النظر ولكن في نهاية الأمر هو يخضع لقرار المؤسسات و رغبات جماهيرة العريضة.
هل لديك رسائل لكوادر حزب الأمة ولقائدي الجيش والدعم السريع؟إلى قواعد حزب الأمة؛ أقول لكم بكل أمانة: تذكروا تاريخكم انتم أحفاد الثورة المهدية، وأنتم الذين رفعتم شعار السودان للسودانيين عند النضال في معركة الاستقلال، وأنتم من حاربتم جميع الديكتاتوريات العسكرية، الآن جاء دوركم لأن السودان يمر بظروف غير مسبوقة، كرسوا جهودكم ووحدوا كلمتكم واعملوا جميعا على إيقاف الحرب التي أنهكت الوطن ودمرته وقد تؤدي إلى تقسيم السودان إلى دويلات، وهذا يختلف تمام الاختلاف عما فعله الآباء والأجداد.
أما رسالتي للقادة المتحاربين الاثنين؛ الحرب هي الخراب والآن نحن نعرف من أشعلها، كما قال إبراهيم غندور لم تشعلها القوات المسلحة ولم تشعلها قوات الدعم السريع، سنتين إلا قليل ولم نصل إلى أي حل بخلاف الدمار والخراب في الأرواح والأموال والتدمير، هل وعيتم الدرس؟ وأن ترجعوا إلى صوابكم وأن نعمل جميعا على إيقاف هذه الحرب؟ وقف الحرب هو الهدف الأساسي وإن لم تقف الحرب لن نستطيع أن نصلح أي شيء، أنتم كأبناء السودان نقدر تضحياتكم والأرواح الكثيرة التي دفعتم بها في هذه الحرب، أرجو منكم الآن أن تمدوا أياديكم للسلام، ونعمل جميعا على إيقاف هذه الحرب اللعينة، ولكل بداية نهاية، وأرجو أن تكون بدايتكم لبناء السودان بايقاف الحرب وتجنبوا السودان مزيدا من الخراب والدمار.