سودانايل:
2024-09-06@17:46:10 GMT

حرب السودان: ثلاثة مسارات مشجعة

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

د. الشفيع خضر سعيد

المسار الأول في جنيف، حيث توصل وفد الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص للأمين العام، رمضان لعمامره لاتفاق مع وفد قيادي من قوات الدعم السريع بشأن إيصال المساعدات الإنسانية الي المتضررين من الحرب في السودان وتعزيز حماية المدنيين.
ويشمل الاتفاق إقامة مراكز في كل من دارفور وكردفان، والخرطوم والجزيرة، على أن تلتزم قوات الدعم السريع بحماية القوافل والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية.

كما يشمل الاتفاق فتح المعابر الحدودية لمرور المساعدات الإنسانية من تشاد عبر معبر أدرى، ومن جنوب السودان عبر معبر أم دخن وفور برنقا وأويل، إلى جانب العمل على تأسيس مركز للأمم المتحدة في زالنجي لتوزيع المساعدات بالتعاون مع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، التابعة لـقوات الدعم السريع. وحتى لحظة كتابة هذا المقال، لا ندري نتائج المحادثات بين وفد الأمم المتحدة ووفد الحكومة السودانية، ونتمنى التوصل إلى اتفاق مماثل حتى يتم تأمين المساعدات الإنسانية للمتضررين ومواجهة خطر المجاعة والكارثة الصحية. محادثات جنيف تجري وفق منهج التفاوض غير المباشر مع طرفي الحرب في السودان، كل على حدة، عبر اقتراح آليات غير تقليدية تعتمد سيادة كل طرف في الأماكن المستهدفة. وهي آليات تعكس نوعا من أنواع التدخل الدولي الإنساني، والذي جرب من قبل في سوريا وأفغانستان وقبرص. وكنت في مقالي بتاريخ 24 يونيو/حزيران الماضي قد شددت على أن معالجة ملف الأزمة الإنسانية وضمان حماية المدنيين هو المدخل الصحيح، من وجهة نظري، لوقف الحرب في السودان، وأن هذا الملف لا يقبل التسييس ولا المساومة، وينبغي ألا تكون المساعدات الإنسانية رهينة لدى الأطراف المتحاربة تستخدمها ككروت ضغط وسلاح في معركتها.
وتقدمت في ذات المقال بعدد من المقترحات منها ضرورة أن تتفق الجهات الدولية والإقليمية المعنية على أساليب جديدة، خارج الصندوق، أكثر فعالية في تلبية احتياجات الناس، بما في ذلك ابتداع طرق جديدة للتسليم عبر الحدود، والتفتيش المشترك للمساعدات من قبل أطراف النزاع والداعمين الدوليين، ودعم أنشطة غرف الطوارئ، واستخدام التحويلات النقدية الإلكترونية، وغير ذلك من الطرائق. وتحديدا، اقترحت أن تعقد قيادات رفيعة المستوى وذات خبرة من المجتمع الدولي والإقليمي جلسات تفاوض مع قيادات عليا متنفذة في القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، كل على حدة والاتفاق بشكل ثنائي مع كل طرف بشأن خلق الممرات الآمنة وتوصيل المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين، وذلك على أساس الاعتراف بحق كل طرف في السيطرة واشتراط موافقته على ممرات توصيل المساعدات. وقلت إن جوهر هذا الاقتراح يتمثل في التفاوض على أعلى مستوى؛ ولا يشترط اتفاق مشترك بين الطرفين المتحاربين؛ مع كفالة حق السيطرة؛ والأخذ في الاعتبار الدروس المستفادة من التجارب السابقة في توصيل المعونات الإنسانية.

معالجة ملف الأزمة الإنسانية وضمان حماية المدنيين هو المدخل الصحيح لوقف الحرب في السودان

المسار المشجع الثاني يتمثل في المحادثة الهاتفية بين الفريق البرهان والشيخ محمد بن زايد، وهي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب، وتأتي في خضم الاتهامات الموجه من السودان إلى الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، والتي وصلت حد تقديم السودان شكوى ضد الإمارات في مجلس الأمن. لن أخوض مع الخائضين في التكهن بتفاصيل ما دار في المحادثة، وأعتقد أن هذا ليس مهما في هذه المرحلة بقدر ما أن المهم هو فعل الاتصال الهاتفي نفسه. فليس من المتوقع أن تكون المحادثة الهاتفية قد تعمقت في التفاصيل أو اقتربت من التوافق على محطات رئيسية، ولكنها بالتأكيد، وبغض النظر عن محتواها، ترسل إشارات إيجابية ومشجعة، ولكن بالطبع ليست حاسمة، بالنسبة لقضية وقف الحرب في السودان. وفي ذات السياق تأتي زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لبورتسودان.
المسار الثالث الذي يرسل إشارات مشجعة، يتمثل في حوارات القوى المدنية والسياسية السودانية في مؤتمر القاهرة وفي مؤتمر أديس أبابا، رغم سلبيات وقصور التحضير بالنسبة لمؤتمر أديس أبابا والتي أدت إلى مقاطعته من قبل قوى مدنية وسياسية مؤثرة، ورغم اعتراضات بعض القوى على البيان الختامي لمؤتمر القاهرة. فالتطورات الأخيرة في المؤتمرين، وما سبقهما من لقاءات مشتركة ضمت الأطراف والكتل المدنية والسياسية في العديد من الورش والسمنارات، تنبئ في إمكانية الاقتراب من انتظام هذه القوى في حوارات جادة للتوافق حول رؤية لإنهاء الحرب وإستعادة المسار المدني الديمقراطي.
تقريبا، كل لقاءات القوى المدنية والسياسية المشار إليها هنا، أكدت على المبادئ العامة حول وقف الحرب عبر التفاوض، وعلى أولوية مخاطبة الأزمة الإنسانية، وعلى الحفاظ على وحدة السودان، وعلى عملية سياسية تؤسس لفترة إنتقال تأسيسية، وفي مؤتمر القاهرة تم التوافق على لجنة للمتابعة والتحضير السياسي والذهني والتنظيمي للقاءات تالية مكملة. وبالنظر إلى الإشارتين الأولى والثانية أعلاه، وبإعتبار ما ظللنا نكرره كثيرا من أن الطرفين المتقاتلين قد يتفقان على وقف إطلاق النار والقتال، ولكن ليس باستطاعتهما وحدهما وقف الحرب أو تقرير مستقبل السودان، فإن حوارات القوى المدنية والسياسية السودانية تكتسب أهمية قصوى، ونحتاج أن نزيد من وتيرة تسارع عجلتها، لأن المسؤولية الأكبر والرئيسية في إنهاء الحرب تقع على عاتق هذه القوى، لأنها هي المناط بها تصميم وقيادة العملية السياسية التي بدونها لن تضع الحرب أوزارها.
وجوهر العملية السياسية يبدأ بصياغة الرؤية لوقف الحرب، والتي في قمة أولوياتها مخاطبة المأساة الإنسانية الراهنة والمتفاقمة في البلاد، بالإضافة إلى الإجابة على العديد من الأسئلة الجوهرية الأخرى كأسئلة مستقبل القيادات العسكرية ومستقبل الدعم السريع والمجموعات المسلحة الأخرى، وأسئلة العدالة والمساءلة والمحاسبة بالنسبة لجريمة اندلاع الحرب وما صاحبها وما سبقها من انتهاكات، وكذلك أسئلة إرساء ملامح فترة انتقال بقيادة مدنية تخاطب جذور الأزمة السودانية والأسباب الجوهرية لاندلاع الصراعات والحروب في البلاد، ومنها هذه الحرب المدمرة، وتعيد بناء الدولة السودانية وفق مشروع وطني متوافق عليه.

نقلا عن القدس العربي  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة المدنیة والسیاسیة الحرب فی السودان الدعم السریع وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

وزيرة الشباب السودانية: مصر تبذل جهودا كبيرة من أجل تحقيق السلام ووقف الحرب في السودان

أشادت وزيرة الشباب والرياضة السودانية هزار عبد الرسول بالعلاقات الوطيدة والمميزة التي تربط بين مصر والسودان عبر التاريخ.. موجهة الشكر لمصر - قيادة وحكومة وشعبا - على استضافة الرياضيين والفعاليات الرياضية السودانية، وتقديم يد العون لأبناء الشعب السوداني الذين قدموا إلى القاهرة بسبب الحرب الدائرة في السودان.

وقالت هزار عبد الرسول، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن مصر تعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان عبر التفاوض بين الأطراف السودانية، وإنها تبذل جهودا كبيرة من أجل تحقيق السلام ووقف الحرب، وتحقيق التوافق بين الأطراف عبر ما يطرحه السودان وليس من الخارج.

وأكدت أن الجميع يوافق ويقبل أن تكون مصر هي ساحة المفاوضات بين الأطراف السودانية، إيمانا بأن الموقف المصري يتسم دائما بالتوازن والعمل على تحقيق التوافق بين السودانيين أنفسهم، مشيرة إلى أن اتفاق جدة ومبادرة مايو يمثلان أساس أي مفاوضات بين السودانيين ومصر تعمل على ذلك دائما.

ووجهت عبد الرسول الشكر إلى مصر قيادة وحكومة وشعبا على موقفها من الحرب في السودان والعمل الدؤوب من أجل وقفها وتحقيق الأمن والاستقرار في السودان، مؤكدة أن مصر تقدم دائما يد العون إلى الشعب السوداني في الحرب والسلم وهو موقف تاريخي لمصر الشقيقة.

وبشأن النازحين السودانيين إلى مصر، قالت وزيرة الشباب والرياضة السودانية، إنه ومنذ الساعات الأولى للحرب كانت مصر حريصة على أن تقدم يد العون للشعب السوداني في أزمته، وإنه نتيجة للحرب ذهب الكثير من أبناء الشعب السوداني إلى مصر وتم تقديم العون لهم من كافة الجهات الرسمية والشعبية.

وشددت على أن هناك تنسيقا رسميا وشعبيا من أجل العمل على معرفة أوضاع السودانيين المقيمين في مصر منذ الحرب، معربة عن أملها أن يعود الأمن والاستقرار إلى السودان ويعود معه كل النازحين الموجودين في مصر الشقيقة.

وحول التعاون بين وزارة الشباب والرياضة السودانية ونظيرتها المصرية، قالت وزيرة الشباب والرياضة السودانية، إنها على تواصل مستمر مع وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، وإن هناك تعاونا مستمرا بين البلدين في العديد من القطاعات ومنها الرياضة والشباب.

وأشارت إلى أن مصر، وكعادتها في تقديم يد العون، فتحت أبوابها لاستضافة الفعاليات الرياضة السودانية خلال الوضع الحالي للحرب، مشيرة إلى أن الرياضيين السودانيين يتدربون ويتواجدون في القاهرة من أجل استمرار جاهزيتهم للمحافل الرياضية العربية والدولية وهذا أيضا جهد مصري كبير ونشكر مصر على هذا الاستقبال والاستضافة للرياضيين السودانيين.

ونوهت إلى أن مصر تتمتع بمكانة خاصة لدى الشعب السوداني، والسودان حريص على تعزيز علاقاته مع مصر في المجالات الشبابية والرياضية على كافة المستويات، معتبرة أن العلاقات المصرية السودانية تمثل نموذجا للبناء والتعاون بين دول حوض النيل.

ولفتت عبد الرسول إلى أن وزارة الشباب والرياضة السودانية لديها حرص شديد دائما على زيادة التبادل الشبابي بين القاهرة والخرطوم لخدمة العلاقات والارتقاء بها للمستويات عدة، مؤكدة أن هذا التعاون والتكامل بين مصر والسودان يخدم مستقبل الشباب والرياضة من خلال الخبرات المتراكمة لدى البلدين.

وبشأن الاستراتيجية العربية حول الشباب والسلام والأمن التي تم إعلانها في المنتدى الدولي رفيع المستوى حول الشباب بالأردن مؤخرا، قالت وزيرة الشباب والرياضة السودانية، إن أي استراتيجية يتم وضعها تحتاج في المقام الأول لتنفيذها مجموعة من العوامل وأهمها تحقيق الأمن والاستقرار في السودان، مشيرة إلى أن الأوضاع الراهنة في السودان غير مناسبة لتطبيق مثل هذه الاستراتيجيات.

وأوضحت أنه ورغم عدم وجود حالة الأمن والاستقرار في السودان نظرا للحرب الحالية إلا أن الحكومة السودانية عازمة دائما على مشاركة الشباب من أجل تحقيق الأمن والسلام في البلاد، مشيرة إلى أن وزارة الشباب والرياضة السودانية لديها استراتيجيات من أجل مشاركة الشباب في العمل على إنهاء الحرب وتحقيق السلام والاستقرار.

ولفتت إلى أن المشاركة الشبابية في مثل هذه الاستراتيجيات تأتي بنتائج إيجابية للغاية وفعالة، ومن هنا تحرص الحكومة السودانية على أن يكون الشباب السوداني رقما حقيقيا وفاعلا في معادلة تحقيق الأمن والاستقرار والوصول إلى مفاوضات لإنهاء الحرب، مؤكدة أن وزارة الشباب والرياضة السودانية تحتضن الشباب وتعمل معهم من أجل الأمن والسلم والسلام.

وحول مساهمة الشباب السوداني في تقديم العون والمساعدة للشعب السوداني في ظل هذه الأوضاع الإنسانية الصعبة، قالت هزار عبد الرسول إنه في ظل أي أوضاع غير مستقرة وإنسانية يكون للشباب دور محوري في تنفيذ أي مبادرات إنسانية تطرح سواء من الداخل السوداني أو خارجه، مؤكدة أن الشباب السوداني حاضر بقوة في العمل التطوعي وتنفيذ الحملات من أجل رفع معاناة السودانيين.

وتابعت أن المجال الصحي والغذائي والبيئي يعد من المجالات التي يساهم فيها الشباب السوداني من أجل تقديم يد العون للنازحين نتيجة للحرب الدائرة، مؤكدة أن العمل الإنساني والتطوعي موجود في الأماكن الأمنة أو معسكرات النازحين في الأراضي المستقرة أوضاعها والشباب هم أصحاب تلك المبادرات وبالتعاون مع الحكومة.

اقرأ أيضاًأبرزها السودان ضد النيجر.. مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 4-9-2024

متحدث الصليب الأحمر: نعمل على تخفيف معاناة متضررى السيول في السودان

مقالات مشابهة

  • ???? مليشيا الدعم السريع في السودان انتهجت حربا غير مسبوقة في العالم
  • مقتل 3 سودانيين في قصف مدفعي للدعم السريع على أم درمان
  • أمام حشد دولي في الصين .. البرهان يطالب بتصنيف قوات الدعم السريع مجموعة إرهابية
  • البرهان: نطالب بتصنيف الدعم السريع "مجموعة إرهابية"  
  • المنتدى الصيني: البرهان يطالب بتصنيف الدعم السريع مجموعة إرهابية
  • اشتعال الحرب في السودان من جديد وتصاعد القصف الجوي والمدفعي بين الجيش السوداني والدعم السريع
  • السودان يحتج على استخدام الدعم السريع لمواد منظمة أممية ويطلب توضيحات
  • اتهام الدعم السريع بنهب متحف السودان القومي.. كيف علق مغردون؟
  • تفاقم الأزمة الإنسانية في الفاشر مع استمرار حصار قوات الدعم السريع
  • وزيرة الشباب السودانية: مصر تبذل جهودا كبيرة من أجل تحقيق السلام ووقف الحرب في السودان