الاقتصاد نيوز - متابعة

فنّدت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" ما يروّجه كثيرون من دعاة تغير المناخ، من أن السيارات الكهربائية ستخفض الطلب العالمي على النفط، وأن ذلك سيسهم في خفض الانبعاثات الكربونية.

وقال الخبير في مجال استكشاف النفط والغاز في المنظمة المهندس تركي حسن حمش، إن تصنيع بطارية واحدة لسيارة كهربائية من إنتاج شركة تيسلا، بسعة 80 كيلوواط مثلًا، يمكن أن ينتج عنه ما يتراوح بين 2.

4 و16 طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.

جاء ذلك خلال مشاركة خبير أوابك، في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "السيارات الكهربائية بين الواقع والمأمول وأثرها في الطلب على النفط".

وأوضح حمش أنه في حالة ضرب كميات الانبعاثات الناتجة عن تصنيع بطارية تيسلا، في عدد السيارات التي أنتجتها الشركة عام 2023، البالغ 1.775 مليون سيارة، يتّضح أنها أصدرت انبعاثات تعادل استهلاك نحو 58 مليون برميل من النفط، وذلك لطراز واحد فقط من البطاريات.

السيارات الكهربائية

قال خبير أوابك المهندس تركي حسن حمش، إن الحديث عن تأثير السيارات الكهربائية في الطلب العالمي على النفط، يستدعي الاقتباس من مقال كتبه أمين عام منظمة أوبك هيثم الغيص، قال فيه، إن صناعة النفط وصناعة الطاقة المتجددة وصناعة المركبات الكهربائية ليست منفصلة عن بعضها بعضًا.

وأضاف: "أوضح أمين عام أوبك أن هذه الصناعات مرتبطة ببعضها بعضًا، لأن الوقود الأحفوري يُستَعمَل في تكرير المعادن التي تنتج منها هذه السيارات"، لافتًا إلى أن منظمة أوابك سبق أن ذكرت في عام 2021 أن استبدال السيارات الكهربائية في أميركا بسيارات عادية، يعني الحاجة إلى 7 أضعاف إنتاج العالم من "النيوديميوم".

وأوضح خبير أوابك أن هذا المعدن يُستعمل في المغناطيسات والمحركات، ومن ثم فإن الوصول إلى 5 أضعاف إنتاج العالم من النيوديميوم، وكذلك الوصول إلى 3 أضعاف إنتاج العالم من النحاس، يعني أرقامًا فلكية.

وتابع: "الآن ننظر إلى الصورة العامة، ففيما يخصّ النفط في عام 2023، أصدر المنتدى الاقتصادي الدولي تحليلًا نظر فيه بمستقبل الطلب على النفط في ضوء كهربة قطاع النقل، واعتمد التقرير على أن كل سيارة تقليدية في الولايات المتحدة تستهلك نحو 11 برميلًا من النفط المكافئ سنويًا".

ولفت إلى أن التقرير بيّن أن المركبات ذات العجلتين والـ3 عجلات مسؤولة عن معظم النفط الذي توفّر، وأن اعتمادها في آسيا على وجه التحديد تسبَّب في إزاحة نحو 675 ألف برميل يوميًا من الطلب على النفط عام 2015، كما قال التقرير، إن هذا الرقم ارتفع في عام 2021 إلى مليون برميل يوميًا.

وأردف: "إذا افترضنا دقة هذه الأرقام، بمعنى أنه خلال 6 سنوات الماضية، أسهم التوسع في استعمال المركبات والسيارات الكهربائية بتخفيض الطلب على النفط بنحو 325 ألف برميل يوميًا".

وأشار خبير أوابك إلى أنه إذا استمرت الأمور بالتوسع بالوتيرة نفسها، فإن الحجم الإضافي من إزاحة الطلب الذي سينتج عن ذلك في عام 2030، مثلًا، لن يزيد نظريًا عن 487 ألف برميل، لو أضفناها للمليون، فنحن نتحدث عن أقل من 1.5 مليون برميل، وهذا أقصى ما تستطيع السيارات الكهربائية خفضه من الطلب حتى عن 2030.

استهلاك قطاع النقل من إجمالي الطاقة عالميًا

يقول المهندس تركي حسن حمش، إن قطاع النقل -بحسب بيانات أوابك- يستهلك نحو 30% من إجمالي الطاقة المستهلكة في العالم، والحديث هنا عن مجمل الطاقة، وليس النفط فقط، وهناك فرق بين الاستهلاك والطلب، فالطلب هو كل ما يُشتَرى، بينما الاستهلاك هو ما يُستعمَل فعلًا.

وأضاف: "بالنظر فقط إلى دور النمو السكاني في زيادة الطلب على الطاقة، يتضح وجود تزامن بين النمو السكاني والطلب، بحسب تقديرات منظمة أوابك، وبناءً على هذا العامل فقط سوف يحتاج العالم إلى ما يعادل 336 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا".

وتوقّع خبير أوابك أن يمثّل النفط في عام 2045 نحو 27% على الأقل من مزيج الطاقة العالمي، ومن ثم فإن الاستهلاك المتوقع للنفط سيكون بحدود 91 مليون برميل، وذلك اعتمادًا على عدد السكان فقط.

لكن، وفق حمش، في حالة وضع العوامل الأخرى بالحسبان، مثل النمو الاقتصادي الذي يعدّ أحد أهم العناصر، بجانب تغير السياسات، يمكن القول بثقة، إن الطلب على النفط لن يقلّ عن 115 مليون برميل يوميًا في عام 2045، سواء انتشرت السيارات الكهربائية أم لا.

وتابع: "في المجمل، الطلب على النفط في مجال النقل البري تحديدًا هو 55% من إجمالي الطلب في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، و47% في أوروبا، و40% في الصين، وعلى مستوى العالم يمثّل الطلب نحو 46% من إجمالي الطلب في عامي 2012 و2022".

بمعنى آخر، بحسب خبير أوابك، فإن نحو نصف العالم لا يستعمل النفط لأغراض النقل البري، وهذا تستهدفه السيارات الكهربائية، ففي حال افتراض أن كل المركبات البرية في العالم تحولت إلى الكهرباء، فإن الطلب على النفط قد ينخفض جزئيًا، لكنه لن يتوقف في مجالات أخرى.

أرقام وبيانات وكالة الطاقة الدولية

قال خبير أوابك المهندس تركي حسن حمش، إنه بالعودة إلى قاعدة بيانات وكالة الطاقة الدولية، التي تعدّ المبشّر الأول بالسيارات الكهربائية، نجد أن مبيعات المركبات الكهربائية والهجينة والعاملة بخلايا الوقود في عام 2023 كانت نحو 13.8 مليون سيارة.

وأضاف: "بحسب قاعدة البيانات نفسها، فإن مجمل السيارات الكهربائية الموجودة في العالم، البالغ عددها 22 مليون سيارة، أسهمت في خفض الطلب على النفط بمقدار 710 آلاف برميل يوميًا، أي إن كل سيارة- عمليًا- أسهمت في خفض الطلب بمقدار 0.03 برميل يوميًا".

وأوضح خبير أوابك أنه في حالة التسليم بأرقام وكالة الطاقة الدولية، التي تقول، إن عدد السيارات الكهربائية في العالم سيبلغ نحو 62 مليون سيارة في عام 2035، فإن هذا يعني أن التخفيض في الطلب على النفط سيكون في حدود 1.5 مليون برميل يوميًا.

وأردف: "هذه الأرقام تعيدني إلى تصريح أمين عام أوابك المهندس جمال اللوغاني، الذي تحدَّث فيه عن أن مصادر الطاقة المتجددة لا تسهم حتى اليوم بما يكفي لتأمين الطلب اللازم، إذ سيتحمّل الوقود الأحفوري عبء توليد الطاقة، ولا ننسى أن حصة النفط بمزيج الطاقة العالمي في 2023 كانت 32%".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار السیارات الکهربائیة الطلب على النفط برمیل یومی ا ملیون برمیل ملیون سیارة من إجمالی فی العالم النفط فی فی عام

إقرأ أيضاً:

لبحث التعاون المشترك.. وزير البترول يستقبل الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية أوابك

استقبل المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية،  المهندس جمال عيسى اللوغاني، الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، الذي يزور القاهرة حالياً.

 وذلك بحضور الدكتور سمير رسلان، وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية للاتفاقيات والاستكشاف وعضو المجلس التنفيذي للمنظمة عن جمهورية مصر العربية.

وخلال اللقاء، تم تبادل الرؤى حول سبل تعزيز أوجه التكامل العربي في مجالات البترول والغاز والطاقة، إلى جانب استعراض الجهود المبذولة لإعادة هيكلة منظمة "أوابك"، وإطلاق حزمة من المبادرات الفاعلة لتطوير مهامها، وذلك في إطار ما أقره المجلس الوزاري للمنظمة في ديسمبر الماضي، بهدف الارتقاء بدورها في مواجهة التحديات التي تواجه اقتصادات الدول الأعضاء وصناعة الطاقة إقليمياً ودولياً.

انخفاض ملحوظ في أسعار الذهب اليوم الثلاثاء.. وعيار 21 يتراجع 60 جنيهًاأسعار الدواجن والبيض اليوم الإثنين


ورحب الوزير بالأمين العام على أرض مصر، مؤكداً دعم مصر الكامل لمبادرات التطوير وإعادة الهيكلة داخل المنظمة، والتي تمثل نقطة انطلاق جديدة.

وشدد على أهمية استثمار تلك الجهود في دعم التعاون والتكامل الإقليمي بين الدول العربية في مجال الطاقة، وتشجيع الشراكات بين المؤسسات والشركات بما يحقق المنفعة المتبادلة لجميع الأطراف، ويسهم في تعظيم الاستفادة من الخبرات والمقومات الكبيرة لدى الدول الأعضاء، وتسريع وتيرة العمل والتنمية وإنجاز المشروعات فى قطاعات الطاقة بالدول العربية.

كما استعرض الوزير خلال اللقاء المحاور الرئيسية لاستراتيجية عمل وزارة البترول والثروة المعدنية، والتي تشمل زيادة الإنتاج، وتعظيم الاستفادة من البنية التحتية، وتطوير قطاع التعدين، وتنويع مصادر الطاقة لتحقيق المزيج الأمثل، إلى جانب تعزيز السلامة وكفاءة استخدام الطاقة وخفض الانبعاثات، وتعميق التعاون الإقليمى.

وأكد أن هذه المحاور تمثل ركائز أساسية يمكن البناء عليها لتعزيز التعاون وخلق فرص شراكة عربية جديدة في مجالات الطاقة المختلفة.

وأشار الوزير، إلى امكانية إنشاء "مركز تميز" تحت مظلة المنظمة في شكلها الجديد، ليكون منصة تجمع خبرات الدول الأعضاء، بما يعزز الاستفادة من القدرات والإمكانات المتاحة لدى كل دولة، ويسهم في تحقيق أعلى عائد اقتصادي وقيمة مضافة مشتركة.

كما لفت الوزير ، إلى اهمية تنفيذ رؤية عربية مشتركة للتعاون في تسويق ونقل فائض الطاقة الخضراء مستقبلاً إلى الأسواق الأوروبية، استغلالاً للموقع الجغرافي المتميز لمصر كبوابة للأسواق الأوروبية، خاصة في ظل توجه الدول العربية نحو تنفيذ مشروعات طموحة في مجال الطاقة الخضراء.

وأكد أن مشروع "سوميد" يُعد نموذجاً ناجحاً يُحتذى به للتكامل العربي في مجال الطاقة، لنقل الخام العربي عبر مصر إلى أوروبا، وكذلك في مجال التخزين الاستراتيجى، كما أشار إلى نموذج العمل التكاملـى الناجح بين مصر والمملكة العربية السعودية في مشروع الربط الكهربائي.

من جانبه، أعرب الأمين العام لمنظمة أوابك، المهندس جمال عيسى اللوغاني، عن سعادته بزيارة مصر، موجهاً الشكر والتقدير للمهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، على دعم ومساندة مصر لجهود المنظمة في إعادة الهيكلة والتطوير. 

كما أثنى على الرؤية الواضحة والاستراتيجية المتكاملة لوزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، مؤكداً الاستفادة منها فى دعم أهداف إعادة هيكلة المنظمة.

واستعرض الأمين العام الجهود الحالية التي تقوم بها الأمانة العامة للمنظمة، بالتعاون مع فريق عمل مشترك من خبراء الدول الأعضاء، من أجل إنجاز خطوات عملية في رحلة إعادة الهيكلة، بما يواكب التحديات والتحولات المتسارعة، وإطلاق مجموعة واسعة من المبادرات التي تسهم فى مواجهة التحديات المختلفة.

كما أكد على أهمية استغلال القدرات والمقومات والإمكانات المتاحة بالدول العربية، وتعزيز التعاون من خلال مشروعات مستقبلية، تدعم الاستخدام الأمثل لموارد الطاقة، إلى جانب توسيع مجالات نقل المعرفة وتبادل الخبرات، واجراء البحوث والدراسات بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية العربية.

ويواصل الأمين العام لمنظمة "أوابك" لقاءاته في القاهرة، للوقوف على فرص تنمية التعاون بين المنظمة وكيانات قطاع البترول المصرى، سواء في مجال الغاز الطبيعى مع الشركة القابضة للغازات الطبيعية، أو في صناعة البتروكيماويات مع الشركة القابضة للبتروكيماويات، بالإضافة إلى التعاون مع شركة "إنبي" في مجال التدريب وتطوير الكوادر البشرية، حيث تنفذ "إنبي" حالياً برامج تدريبية متخصصة بالتعاون مع منظمة "أوابك “، كما يزور الشركة العربية لأنابيب البترول " سوميد " .
 

مقالات مشابهة

  • جهود لحل أزمة محطات الشحن الصينية استجابة لمطالب أصحاب السيارات الكهربائية
  • المالية النيابية تحذر من عدم تعديل سعر برميل النفط في الموازنة
  • استقرار أسعار النفط العالمية اليوم الأربعاء 16 إبريل 2025
  • انخفاض أسعار النفط بعد تقرير وكالة الطاقة الدولية
  • انخفاض أسعار النفط بعد تقرير للطاقة الدولية
  • الطاقة الدولية تقلّص توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2025
  • لبحث التعاون المشترك.. وزير البترول يستقبل الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية أوابك
  • وزير البترول يبحث مع رئيس «أوابك» تعزيز التعاون الإقليمي في مجالات الطاقة
  • أوبك تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2026 إلى 1.28 مليون برميل يومياً
  • أوبك تخفض توقعاتها لنمو النفط في 2025 إلى 1.3 مليون برميل يومياً