أزمة العقل السوداني: التكبيل بالمفاهيم البالية وتحديات الإصغاء للمتعلمين
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
زهير عثمان حمد
مر عام على اندلاع الحرب في السودان، وهي حرب تميزت بتعقيداتها وتحولاتها المتعددة. وللنظر في الأسباب الجذرية للأزمة السودانية، يجب علينا أن نفحص العقل السوداني والعوائق التي تكبله، خاصة المفاهيم البالية وتعظيم القبلية، بالإضافة إلى ضعف الإصغاء للمتعلمين من العامة.
التصاعد العسكري وتحديات القيادة
اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
التحديات السياسية
تباينت رؤى الجيش وقوات الدعم السريع حول دمج الأخيرة في الجيش السوداني، وهو ما أدى إلى تعثر الوساطات الإقليمية والدولية في تحقيق تقارب بين الأطراف المتنازعة. هذه التحديات السياسية تعكس عمق الأزمة في الذهنية السودانية التي تعاني من التكبيل بالمفاهيم البالية وتعظيم القبلية.
التأثيرات الإنسانية
أدى تصاعد القتال في المدن إلى نزوح العديد من السودانيين إلى دول الجوار، وتضررت الحياة اليومية للمدنيين بشكل كبير. هذه التأثيرات تظهر الحاجة الملحة لإعادة النظر في الذهنية السودانية وتعزيز الحوار البناء والمصالحة الوطنية.
المثقفون السودانيون: الدور والأداء
يلعب المثقفون السودانيون دورًا حيويًا في تشكيل الفكر والمجتمع. ولكن، هناك تحديات كبيرة تواجههم في ظل الأزمة الحالية:
التوعية والتثقيف:يعمل المثقفون على نشر الوعي والمعرفة بقضايا السودان، من خلال كتابة المقالات وتنظيم الندوات لتوجيه النقاش.
ومع ذلك، يواجهون مقاومة من المجتمع المكبل بالمفاهيم البالية والقبلية.
الإبداع والفنون: يساهم المثقفون في الإبداع الأدبي والفني، من خلال الشعر والرواية والمسرح والفنون البصرية.
تعكس أعمالهم تجاربهم ومشاعرهم، ولكنها قد لا تصل إلى جمهور واسع بسبب ضعف الاهتمام من العامة.
النقد والتحليل:يقوم المثقفون بتحليل الأحداث والتطورات السياسية والاجتماعية، وتقديم وجهات نظر نقدية.
بالرغم من ذلك، غالبًا ما يتم تجاهل آرائهم من قبل النظام والجمهور على حد سواء.
المحافظة على الهوية الثقافية:
يعملون على الحفاظ على التراث الثقافي واللغة السودانية، ويروجون للقيم والتقاليد.
لكن التحديات التي يواجهونها في مجتمع لا يقدر تعليمهم تعيق جهودهم.
أزمة العقل السوداني: التحليل والانتقادات
أزمة العقل السوداني تتجلى في عدة مظاهر، من أبرزها:
التكبيل بالمفاهيم البالية: تعتمد العديد من العقول على مفاهيم قديمة لم تعد تتناسب مع تطورات العصر.
تعظيم القبلية يساهم في تقسيم المجتمع ويضعف من وحدته وتقدمه.
ضعف الإصغاء للمتعلمين:
يعاني المجتمع السوداني من ضعف الاهتمام بآراء المتعلمين والمثقفين.
هذا الضعف يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها، حيث يتم تجاهل الحلول المقترحة من قبل الخبراء.
نحو حوار بناء ومستقبل أفضل
المثقفون السودانيون لهم تاريخ طويل من المساهمة في الفكر والثقافة السودانية. يجب علينا أن نتعامل مع جميع قطاعات وقبائل المثقفين بمختلف توجهاتهم الفكرية بنظر الاختلاف التحليلي لا التجريم، وجعل الأمر حوارًا لا واقعًا تقريرياً، خاصة في هذه الظروف التي نسعى فيها للوحدة الفكرية بيننا.
الحرب في السودان ليست مجرد صراع على السلطة، بل هي أزمة عميقة في العقل والذهنية السودانية. نحن بحاجة إلى إعادة النظر في مفاهيمنا وتقدير آراء المتعلمين من أجل بناء مستقبل أفضل. من خلال تعزيز الحوار البناء واحترام التنوع الفكري، يمكننا تجاوز هذه الأزمة وبناء سودان جديد ومزدهر.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العقل السودانی
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن مقتل 47 مدنيا في قصف للدعم السريع استهدف الفاشر
أعلن الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، مقتل 47 مدنياً وإصابة عشرات في قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع استهدف مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد.
الخرطوم ـــ التغيير
وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني بالفاشر في بيان، إن قوات الدعم السريع “مستمرة في استهداف المدنيين بشكل ممنهج، حيث استخدمت حوالي 250 قذيفة مدفعية خلال قصفها على أحياء الفاشر أمس الاثنين”، بحسب وكالة السودان للأنباء.
وأضافت: “أسفر هذا القصف المدفعي المكثف عن مقتل 47 مدنياً، بينهم 10 نساء، وإصابة عشرات من المدنيين تم نقلهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية”.
وأشارت إلى أن قوات الجيش دمرت منصة لإطلاق المدافع للدعم السريع شمال مدينة الفاشر.
ومنذ أيام تواصل قوات الدعم السريع قصفها المدفعي على مدينة الفاشر، الأمر الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى، بحسب السلطات السودانية.
و الأسبوع الماضي هاجمت قوات الدعم السريع مخيم زمزم للنازحين شمال دارفور وأعلنت سيطرتها عليه، بعد اشتباكات مع الجيش والقوات المساندة له، ما أدى لمقتل 400 شخص ونزوح عشرات الآلاف، وفق الأمم المتحدة.
وتشهد الفاشر منذ 10 مايو 2024، اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ومنذ أبريل 2023، يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
وبدأت في الفترة الأخيرة تتناقص مساحات سيطرة قوات الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتسارعت انتصارات الأخير في ولاية الخرطوم، بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي ومقار رسمية أخرى.
وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد قوات الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات في إقليم دارفور غربي السودان.
الوسومالجيش الدعم السريع الفاشر ضحايا مدنيين