سودانايل:
2024-09-06@17:35:52 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب
يرويها الاستاذ محمد سيد احمد الحسن
حررها عادل سيد احمد
(الجزء الخامس)

وكان السوق مقسم الى زنوكة (جملونات)، وكما ذكرنا من قبل كانت تلك الزنوكة متخصصة، فزنك اللحمة مخصص للحوم، وزنك الخضار مخصص للخضروات وكذا زنك الفواكه، ومن يريد ان يشتري فانه يعرف بسهولة اين يجد ما يريد.


وكان للأوروبيين جزارات خاصة بهم، ولا يعرضون اللحوم مكشوفة، فانت لا ترى اللحوم لانها موضوعة في ثلاجات، ومن يريد ان يشترى لحمة فانه يطلب ما يريد بالاسم؛ كستليتة، دوش، بيت كلاوي وهكذا اما في الجزارات المخصصة للسودانيين فان اللحوم تكون معروضة مكشوفة ومعلقة في المحل ويشير من يريد الشراء الى القطعة التي يرغب فيها قائلا:
- اديني من دي!
ومن لا يعرف اسماء اللحوم لا يستطيع ان يشتري من جزارات السوق الافرنجي على عكس السوق العربي حيث تكفي الاشارة.
ودخلت اللحوم المصنعة الى السوق الافرنجي: السجوك والمارتديلا والبسطرمة، وهي لحوم تضاف اليها بهارت معينة وتتحضر بطريقة خاصة. واغلب السودانيين يعرفون السجوك (النقانق)، ولكنهم لا يعرفون المارتديلا والبسطرمة، والبسطرمة عبارة عن لحمة تفرم وتتبهر وتضاف لها كمية كبيرة من الحلبة وتعلق وتترك لمدة اربعة او خمسة ايام لتجف، وتصير مثل الشرموط ثم تقطع لشرائح بمناشير كهربائية وتؤكل بحالتها الراهنة (نيئة)، او تقلى في الزيت، وكان من عيوبها ان الشخص الذي يأكلها يعرق عرق برائحة الحلبة.
جنوب الخرطوم، في الديوم والاماكن التي ليست بها اسواق، كان الذبيح يسمى (كيري)، وهي ليست خاضعة للفحص والاشراف البيطري، ولا التسعيرة، وتذبح البهيمة ويوزع لحمها الى اكوام مشكلة (عشرون كوم مثلا)، وتجد في الكوام الواحد قطع مختلفة من اللحوم: الراس، الكرشة، الفخذ...
وكان جزارو الكيري متهمين بأنهم يختارون البهائم الهزيلة والمريضة، وبعض الناس قالوا انهم يبيعون الميتات واخرين قالوا انهم يعرضون لحوم القطط والكلاب.
وكان المقتدرين يتفادون اللحمة الكيري لانها كانت، على العموم، ذات سمعة سيئة.

وكان هناك ما يميز الناس في تلك الفترة، فقد كان يحتفلون بشكل مستمر، فقد كان هناك احتفال بالمولد النبوي الشريف، احتفال بسفرة رمضان، احتفال براس السنة احتفال بعيد ميلاد الملكة، بمعنى ان الفرح كان دائما ومقيم. والاحتفالات كانت ترعاها الدولة، كانت هناك مارشات وموسيقى وجيش، يسيرون في مسيرات تجوب الخرطوم، يتبعهم الاطفال والنساء الذين يتجمهرون في الشوارع للمشاهدة، وكان الجيشان المصري والسوداني يشاركان في تلك الاحتفالات. ويمتطي قائد الطابور (ويكون ضابطا في الغالب) حصانا ابيض خلفه مجموعة خلفها مجموعة وورائهم رجالات الطرق الصوفية ويعملوا (هيصة) يعني. وهذا النوع من الفرح غير موجود الان.
ايضا كانت هناك ميزة اخرى غير موجودة الان، وهي احترام الوقت وتقديسه، فالخرطوم كان فيها اماكن كالكنيسة الانجليزية فيها جرس شبيه بساعة (بق بن)، يقرع كل ربع ساعة والساعة نفسها كانت كبيرة وكانت شوكاتها مرئية من على البعد؟ وكانت هناك صافرة السكة حديد وتدق في السادسة والثانية عشر صباحا ومساء. وتدق في رمضان للإفطار، وكان هناك شيء يشبه الجرس (قطعة كبيرة من الحديد) تضرب بيد تشبه المدق وتصدر دويا هائلا، وكانت تضرب على راس الساعة. وكان هناك ساعات في الكنيسة الانجليزية والانجلكانية، والمديرية كان بها ساعة كبيرة، وفي كل مكتب حكومي (صغر ام كبر) كانت توجد ساعة حائط، وفي اي موقع في الخرطوم، عندما تريد معرفة الوقت، تلتفت لترى ساعة الكنيسة وغيرها.
وعلق الاستاذ حمد النيل عبد القادر على هذه الجزئية فقال:
- الساعات كانت على جدران الفصول في مدرستنا الريفية الوسطي التابعة لبخت الرضا... واذكر انه كانت هناك ساعة معدنية معلقة على الجدار الخارجي لمكتب الناظر كانت تسمى الساعة الشمسية لأنها تحسب الوقت بالظل فالمدرسة قديمة بنيت عام 1908م.

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کانت هناک کان هناک

إقرأ أيضاً:

دفاع النواب: نتنياهو النازي الجديد يريد إحراق المنطقه والعالم وفيلادلفيا خط أحمر

أشاد إبراهيم المصري وكيل لجنة الدفاع والأمن والقومي بمجلس النواب بموقف القيادة المصريه الصلب الرافض للتعنت الإسرائيلي الرامي لإجهاض المفاوضاوت وجهود السلام ، مؤكداً بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو النازي الجديد مخادع ومجرم يريد إحراق المنطقة والعالم في محاولة للتغطية علي فشلة في الحرب علي غزة دون تحقيق اهدافه .

 

واضاف وكيل دفاع النواب بأن حكومة نتنياهو تصدر الوهم لشعبها ولاتريد إنهاء الحرب ولاتعبأ بحياة المحتجزين الإسرائيلين وهدفها البقاء في الحكم بأي ثمن حتي لو كان حياة الابرياء في غزة وجثث المحتجزين الإسرائيلين ، وان الفشل العسكري والسياسي واضح لكل العالم ومازال يصدر الأكاذيب لشعبه وللعالم .

 

واضاف ابراهيم المصري بان محور فيلاديلفيا خط احمر للدولة المصرية ، ولاتراجع للقاهرة عن موقفها  طبقا للاتفاقيات الدولية الموقعه بهذا الشأن ، وبغض النظر عن الأكاذيب والذرائع التي يسوقها مجرم الحرب نتنياهو ضد مصر فإن موقفنا ثابت ولن يتغير ، بالرغم من محاولاته للهروب من توقيع اتفاقية الهدنة .

 

وبعث وكيل دفاع النواب برسالة دعم الي القيادة السياسية من 120 مليون مواطن مصري خلف القيادة السياسية في إتخاذ ماتراه مناسباً للحفاظ على الامن القومي المصري.

مقالات مشابهة

  • دفاع النواب: نتنياهو النازي الجديد يريد إحراق المنطقه والعالم وفيلادلفيا خط أحمر
  • إسقاط التهم عن سيدة كانت بين المتهمين في قضية تزوير عقارات بطلها بودريقة
  • لا يهتم لمظاهرات أهالي الأسرى.. لماذا لا يريد نتنياهو اتفاقا في غزة؟
  • كتشنر التي كانت تعاكسنا أغرقه الله في بحر الشمال يا خينا: كيف اساء كتشنر إعداد معركة سومي (1916) (1-2)
  • نجم برشلونة يريد التعاقد مع هالاند
  • محامٍ : العقود الشفوية عند البيع والشراء لا يعمل بها إذا كانت فوق الـ 100 ألف .. فيديو
  • 8 ملفات حرجة كانت على طاولة مباحثات السيسي وأردوغان
  • مصدر بالائتلاف الحكومي الإسرائيلي: نتنياهو لا يريد التوصل لاتفاق
  • هل كانت تستحق سيارة EX90 SUV الكهربائية الانتظار
  • يريد إلتفاتة من ديشامب.. عدلي يدير ظهره للخُضر مجددا