سودانايل:
2024-12-25@05:02:41 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب
يرويها الاستاذ محمد سيد احمد الحسن
حررها عادل سيد احمد
(الجزء الخامس)

وكان السوق مقسم الى زنوكة (جملونات)، وكما ذكرنا من قبل كانت تلك الزنوكة متخصصة، فزنك اللحمة مخصص للحوم، وزنك الخضار مخصص للخضروات وكذا زنك الفواكه، ومن يريد ان يشتري فانه يعرف بسهولة اين يجد ما يريد.


وكان للأوروبيين جزارات خاصة بهم، ولا يعرضون اللحوم مكشوفة، فانت لا ترى اللحوم لانها موضوعة في ثلاجات، ومن يريد ان يشترى لحمة فانه يطلب ما يريد بالاسم؛ كستليتة، دوش، بيت كلاوي وهكذا اما في الجزارات المخصصة للسودانيين فان اللحوم تكون معروضة مكشوفة ومعلقة في المحل ويشير من يريد الشراء الى القطعة التي يرغب فيها قائلا:
- اديني من دي!
ومن لا يعرف اسماء اللحوم لا يستطيع ان يشتري من جزارات السوق الافرنجي على عكس السوق العربي حيث تكفي الاشارة.
ودخلت اللحوم المصنعة الى السوق الافرنجي: السجوك والمارتديلا والبسطرمة، وهي لحوم تضاف اليها بهارت معينة وتتحضر بطريقة خاصة. واغلب السودانيين يعرفون السجوك (النقانق)، ولكنهم لا يعرفون المارتديلا والبسطرمة، والبسطرمة عبارة عن لحمة تفرم وتتبهر وتضاف لها كمية كبيرة من الحلبة وتعلق وتترك لمدة اربعة او خمسة ايام لتجف، وتصير مثل الشرموط ثم تقطع لشرائح بمناشير كهربائية وتؤكل بحالتها الراهنة (نيئة)، او تقلى في الزيت، وكان من عيوبها ان الشخص الذي يأكلها يعرق عرق برائحة الحلبة.
جنوب الخرطوم، في الديوم والاماكن التي ليست بها اسواق، كان الذبيح يسمى (كيري)، وهي ليست خاضعة للفحص والاشراف البيطري، ولا التسعيرة، وتذبح البهيمة ويوزع لحمها الى اكوام مشكلة (عشرون كوم مثلا)، وتجد في الكوام الواحد قطع مختلفة من اللحوم: الراس، الكرشة، الفخذ...
وكان جزارو الكيري متهمين بأنهم يختارون البهائم الهزيلة والمريضة، وبعض الناس قالوا انهم يبيعون الميتات واخرين قالوا انهم يعرضون لحوم القطط والكلاب.
وكان المقتدرين يتفادون اللحمة الكيري لانها كانت، على العموم، ذات سمعة سيئة.

وكان هناك ما يميز الناس في تلك الفترة، فقد كان يحتفلون بشكل مستمر، فقد كان هناك احتفال بالمولد النبوي الشريف، احتفال بسفرة رمضان، احتفال براس السنة احتفال بعيد ميلاد الملكة، بمعنى ان الفرح كان دائما ومقيم. والاحتفالات كانت ترعاها الدولة، كانت هناك مارشات وموسيقى وجيش، يسيرون في مسيرات تجوب الخرطوم، يتبعهم الاطفال والنساء الذين يتجمهرون في الشوارع للمشاهدة، وكان الجيشان المصري والسوداني يشاركان في تلك الاحتفالات. ويمتطي قائد الطابور (ويكون ضابطا في الغالب) حصانا ابيض خلفه مجموعة خلفها مجموعة وورائهم رجالات الطرق الصوفية ويعملوا (هيصة) يعني. وهذا النوع من الفرح غير موجود الان.
ايضا كانت هناك ميزة اخرى غير موجودة الان، وهي احترام الوقت وتقديسه، فالخرطوم كان فيها اماكن كالكنيسة الانجليزية فيها جرس شبيه بساعة (بق بن)، يقرع كل ربع ساعة والساعة نفسها كانت كبيرة وكانت شوكاتها مرئية من على البعد؟ وكانت هناك صافرة السكة حديد وتدق في السادسة والثانية عشر صباحا ومساء. وتدق في رمضان للإفطار، وكان هناك شيء يشبه الجرس (قطعة كبيرة من الحديد) تضرب بيد تشبه المدق وتصدر دويا هائلا، وكانت تضرب على راس الساعة. وكان هناك ساعات في الكنيسة الانجليزية والانجلكانية، والمديرية كان بها ساعة كبيرة، وفي كل مكتب حكومي (صغر ام كبر) كانت توجد ساعة حائط، وفي اي موقع في الخرطوم، عندما تريد معرفة الوقت، تلتفت لترى ساعة الكنيسة وغيرها.
وعلق الاستاذ حمد النيل عبد القادر على هذه الجزئية فقال:
- الساعات كانت على جدران الفصول في مدرستنا الريفية الوسطي التابعة لبخت الرضا... واذكر انه كانت هناك ساعة معدنية معلقة على الجدار الخارجي لمكتب الناظر كانت تسمى الساعة الشمسية لأنها تحسب الوقت بالظل فالمدرسة قديمة بنيت عام 1908م.

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کانت هناک کان هناک

إقرأ أيضاً:

هل ستشهد أسعار الوقود في تركيا زيادة جديدة عام 2025؟

تركيا الآن

أعلن وزير الخزانة والمالية، محمد شيمشك، أنه بدءًا من عام 2025 سيتم تطبيق زيادة أقل على أسعار الوقود. وفي سياق حديثه، أكد شيمشك على أن هناك زيادات منخفضة في بعض الضرائب، موضحًا: “لا نفكر في جميع الضرائب، لكننا نراجع ما إذا كانت بعض الأسعار (المدارة) المهمة، مثل أسعار الوقود، ستُحدث وفقًا لمعدلات التضخم”.

تحدث شيمشك، خلال مؤتمر نظمته جامعة سابانجي في إسطنبول، حيث ذكر أن هناك انخفاضًا بنحو 20 نقطة في معدلات التضخم هذا العام، معربًا عن توقعاته بأن هذا الانخفاض سيستمر.

وأضاف الوزير أن برنامج الاستقرار والإصلاح يعمل بشكل جيد، مؤكدًا: “هناك مشكلة تضخم خطيرة في تركيا. فمشكلة تكلفة المعيشة واضحة جدًا. ومن الأهداف الأساسية لهذا البرنامج ضمان استقرار الأسعار. إذا نظرتم إلى الصورة الكبيرة، ستجدون أن سياسة تخفيض التضخم قد بدأت وستستمر”.

اقرأ أيضا

أول تعليق من أردوغان بشأن زيادة الحد الأدنى للأجور لعام 2025

الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

زيادة الضرائب والتحكم في الأسعار

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد ومصر يتوصلان لاتفاق بشأن المراجعة الرابعة
  • هل ستشهد أسعار الوقود في تركيا زيادة جديدة عام 2025؟
  • الضرائب: دعم المستثمرين أولوية لدورهم المحوري في دعم الاقتصاد الوطني
  • الضرائب: دعم المستثمرين وتعزيز الثقة مع الممولين على رأس أولويات المصلحة
  • السفير عبدالله الرحبي: اللغة العربية كانت دائمًا حاضرة بقوة في تاريخ عمان (صور)
  • نبيلة عبيد تبكي مفيد فوزي في ذكرى وفاته: "ملوش زي وكان يعشق أعمالي"
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو لا يريد صفقة في غزة
  • ترامب يريد منع الحرب العالمية الثالثة وحماية سماء أمريكا بـقبة حديدية
  • شرطة الضرائب تضبط 461 قضية في 24 ساعة
  • ضبط 3548 قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة