سودانايل:
2025-03-10@09:47:08 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب
يرويها الاستاذ محمد سيد احمد الحسن
حررها عادل سيد احمد
(الجزء الخامس)

وكان السوق مقسم الى زنوكة (جملونات)، وكما ذكرنا من قبل كانت تلك الزنوكة متخصصة، فزنك اللحمة مخصص للحوم، وزنك الخضار مخصص للخضروات وكذا زنك الفواكه، ومن يريد ان يشتري فانه يعرف بسهولة اين يجد ما يريد.


وكان للأوروبيين جزارات خاصة بهم، ولا يعرضون اللحوم مكشوفة، فانت لا ترى اللحوم لانها موضوعة في ثلاجات، ومن يريد ان يشترى لحمة فانه يطلب ما يريد بالاسم؛ كستليتة، دوش، بيت كلاوي وهكذا اما في الجزارات المخصصة للسودانيين فان اللحوم تكون معروضة مكشوفة ومعلقة في المحل ويشير من يريد الشراء الى القطعة التي يرغب فيها قائلا:
- اديني من دي!
ومن لا يعرف اسماء اللحوم لا يستطيع ان يشتري من جزارات السوق الافرنجي على عكس السوق العربي حيث تكفي الاشارة.
ودخلت اللحوم المصنعة الى السوق الافرنجي: السجوك والمارتديلا والبسطرمة، وهي لحوم تضاف اليها بهارت معينة وتتحضر بطريقة خاصة. واغلب السودانيين يعرفون السجوك (النقانق)، ولكنهم لا يعرفون المارتديلا والبسطرمة، والبسطرمة عبارة عن لحمة تفرم وتتبهر وتضاف لها كمية كبيرة من الحلبة وتعلق وتترك لمدة اربعة او خمسة ايام لتجف، وتصير مثل الشرموط ثم تقطع لشرائح بمناشير كهربائية وتؤكل بحالتها الراهنة (نيئة)، او تقلى في الزيت، وكان من عيوبها ان الشخص الذي يأكلها يعرق عرق برائحة الحلبة.
جنوب الخرطوم، في الديوم والاماكن التي ليست بها اسواق، كان الذبيح يسمى (كيري)، وهي ليست خاضعة للفحص والاشراف البيطري، ولا التسعيرة، وتذبح البهيمة ويوزع لحمها الى اكوام مشكلة (عشرون كوم مثلا)، وتجد في الكوام الواحد قطع مختلفة من اللحوم: الراس، الكرشة، الفخذ...
وكان جزارو الكيري متهمين بأنهم يختارون البهائم الهزيلة والمريضة، وبعض الناس قالوا انهم يبيعون الميتات واخرين قالوا انهم يعرضون لحوم القطط والكلاب.
وكان المقتدرين يتفادون اللحمة الكيري لانها كانت، على العموم، ذات سمعة سيئة.

وكان هناك ما يميز الناس في تلك الفترة، فقد كان يحتفلون بشكل مستمر، فقد كان هناك احتفال بالمولد النبوي الشريف، احتفال بسفرة رمضان، احتفال براس السنة احتفال بعيد ميلاد الملكة، بمعنى ان الفرح كان دائما ومقيم. والاحتفالات كانت ترعاها الدولة، كانت هناك مارشات وموسيقى وجيش، يسيرون في مسيرات تجوب الخرطوم، يتبعهم الاطفال والنساء الذين يتجمهرون في الشوارع للمشاهدة، وكان الجيشان المصري والسوداني يشاركان في تلك الاحتفالات. ويمتطي قائد الطابور (ويكون ضابطا في الغالب) حصانا ابيض خلفه مجموعة خلفها مجموعة وورائهم رجالات الطرق الصوفية ويعملوا (هيصة) يعني. وهذا النوع من الفرح غير موجود الان.
ايضا كانت هناك ميزة اخرى غير موجودة الان، وهي احترام الوقت وتقديسه، فالخرطوم كان فيها اماكن كالكنيسة الانجليزية فيها جرس شبيه بساعة (بق بن)، يقرع كل ربع ساعة والساعة نفسها كانت كبيرة وكانت شوكاتها مرئية من على البعد؟ وكانت هناك صافرة السكة حديد وتدق في السادسة والثانية عشر صباحا ومساء. وتدق في رمضان للإفطار، وكان هناك شيء يشبه الجرس (قطعة كبيرة من الحديد) تضرب بيد تشبه المدق وتصدر دويا هائلا، وكانت تضرب على راس الساعة. وكان هناك ساعات في الكنيسة الانجليزية والانجلكانية، والمديرية كان بها ساعة كبيرة، وفي كل مكتب حكومي (صغر ام كبر) كانت توجد ساعة حائط، وفي اي موقع في الخرطوم، عندما تريد معرفة الوقت، تلتفت لترى ساعة الكنيسة وغيرها.
وعلق الاستاذ حمد النيل عبد القادر على هذه الجزئية فقال:
- الساعات كانت على جدران الفصول في مدرستنا الريفية الوسطي التابعة لبخت الرضا... واذكر انه كانت هناك ساعة معدنية معلقة على الجدار الخارجي لمكتب الناظر كانت تسمى الساعة الشمسية لأنها تحسب الوقت بالظل فالمدرسة قديمة بنيت عام 1908م.

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کانت هناک کان هناک

إقرأ أيضاً:

ضربة غولف من ترامب بـ18 مليون دولار

ذكر موقع Huff Post أن ولع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلعب رياضة الغولف في فلوريدا قد كلف دافعي الضرائب الأمريكيين أكثر من 18 مليون دولار منذ توليه منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) 2025.

أفاد الموقع بأن إصرار ترامب على لعب الغولف في ملاعبه الخاصة بفلوريدا قد أدى إلى تكبد دافعي الضرائب تكاليف باهظة، مما يضعه على طريق تجاوز المبلغ الذي أنفقه خلال فترته الرئاسية الأولى، والذي بلغ 151.5 مليون دولار.

Trump’s Florida golf weekends are costing taxpayers $18m, report says – as he hits the links again https://t.co/GvmSTxekXb

— The Independent (@Independent) March 8, 2025

وأشار التقرير إلى أن تأمين محيط ملاعب الغولف يعد من أبرز التكاليف المرتفعة، خاصة بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها العام الماضي بالقرب من نادي الغولف الخاص به في فلوريدا.

ويعتبر الغولف الهواية المفضلة لترامب، حيث يقضي العديد من عطلات نهاية الأسبوع في ممارستها. وتمتلك شركة ترامب منتجعات وفنادق في جميع أنحاء العالم.

ويستخدم ترامب ومرافقوه الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" للتنقل، بينما تنقل القوات المسلحة مركبات موكبه العسكري عبر طائرات النقل العسكرية من طراز C-17.

وبما أن مقر إقامة "مار-أ-لاغو" في بالم بيتش يقع على جزيرة، تقوم قوارب شرطة مجهزة برشاشات بدوريات في المياه الداخلية (الإنتركوستال)، بينما ترابط سفينة تابعة لخفر السواحل قبالة الشاطئ في المحيط الأطلسي. وتشمل التكاليف الإضافية عناصر إنفاذ القانون وكلاب الكشف عن المتفجرات.

مقالات مشابهة

  • استعراض مستجدات مشروع تطوير قرية وكان
  • أرسنال يريد الانتقام من «اليونايتد» بعد «المعركة الأخيرة»!
  • ضربة غولف من ترامب بـ18 مليون دولار
  • وزارة المالية تكرم مصلحة الضرائب
  • والي الخرطوم يبشر باقتراب ساعة النصر وإكمال تطهير ولاية الخرطوم من المليشيا المتمردة
  • ضبط 4 آلاف قضية سرقة تيار كهربائى فى 24 ساعة
  • ترامب: بوتين يريد إنهاء الحرب مع أوكرانيا
  • ما يريد الشعب سماعه عن الترابي دوره في إشعال حرب دارفور
  • لمن يريد التوبة النصوح.. 3 شروط أساسية لابد من تحقيقها
  • وزير الخزانة الأمريكي: ترامب يريد الوصول إلى التجارة العادلة مع الصين