لغة إنجليزية باللهجة المصرية وأخطاء بالجملة والقطاعي في النطق وأسلوب التلقين واضح في السرد مع كثرة ترديد الجمل والمقاطع علي طريقة ( الحكواتي ) !!..
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
العنوان أعلاه يلخص لنا بجلاء حصة ادب انجليزي تناول فيها الاستاذ ... ( نمسك عن ذكر اسمه ) لأن الغرض ليس التشهير بل النقد البناء عن محبة كما يقول عبقري الرواية العربية الراحل الطيب صالح ( اللهم اغفر له وارحمه واجعل الجنة متقلبه ومثواه ) .
كان مسرح الحصة استديو تلفزيون الولاية الشمالية وقد تناول فيها الاستاذ مقاطع من كتاب ( جزيرة الكنز ) المقرر علي طلاب الشهادة السودانية.
وحتي نكون منصفين فإن الاستاذ ويبدو أنه مخضرم قد واصل في سرده للقصة لطلابه المتعطشين لسبر أغوار هذه الرواية المشوقة المحتشدة بالمغامرات في أعالي البحار مع نسج المؤامرات المتبادلة بين فريقين كل يريد الكنز في نهاية المطاف ولو علي اسنة الرماح وسفك الدماء نعم لقد واصل السرد بانجليزية صرفة ولم يدخل أي كلمات عربية وهذا يحسب له لأن بعض الأساتذة درجوا علي القراءة من الكتاب مباشرة مع الترجمة الفورية باللغة العربية ناسين أن مادة الادب الانجليزي أضيفت لمقرر الانجليزي حتي يصبح الطالب مستمعا جيدا ومتذوقا حاذقا لهذه اللغة الأجنبية التي تصدرت جميع اللغات باستعمالاتها المتعددة في السياسة والاقتصاد والعلوم والآداب والفنون وعلوم الكمبيوتر والانترنت والذكاء الاصطناعي وفي المنظمات الدولية والبحوث العلمية والاستراتيجية والتجارة الدولية وفي النهاية يراد للطالب أن يجيد المخاطبة بها ويكون ذرب اللسان عنده الحذق والطلاقة والثقة بالنفس والشجاعة الأدبية حتي إذا ابتعث للخارج لايحتاج لتضييع عام من وقته الثمين يلقنونه اللغة وكأنه تلميذ مبتديء وحتي لايتعثر في بحوثه وتطول به سنين البعثة لضعفه في اللغة وتهيبه من المراجع الضخمة والبروفسيرات من الحجم الكبير في دنيا المحاضرات والمدرجات والمكتبات والسنمارات بكامل الجدية والصرامة العلمية وبكامل الأمانة في البحث والاستقصاء .
لكن الاستاذ ( ارجو ان يسمح لنا لإبداء بعض الملاحظات عن العرض الذي قدمه من كتاب جزيرة الكنز لطلابه المتحرقين للسرد الرصين بنطق سليم وصوت رخيم كأنه صادر من خواجة اصلي من قلب لندن أو من داخل استديوهات ال ( BBC ) ومالنا نذهب بعيدا فعندنا عبدالرحمن علي طه ، مكاوي سليمان اكرت ومحمد احمد محجوب وكان الراحل البروف حمد النيل الفاضل يصول ويجول في حنتوب يسرد الروايات الطويلة بطريقته الهادئة الرزينة وكنا نعرف أنه من زبائن لندن يزورها كل عام ليتزود بالجديد في دنيا لسانهم الذي فتن به وقد نبغ فيه ايما نبوغ .
وفي بخت الرضا التي استبط فيها ( J.A.Bright ) خطه الجميل المسمي باسمه ليدرس للمتدربين من معلمي المرحلة الوسطي حتي ينقلوه بدورهم للمدارس وهو خط مقروء يربط بين الحروف وتكون حروفه مقروءة وان الحرف الكبير أو الاستهلالي يكون ضعف الحرف الصغير . في هذا الصرح العلمي التربوي والتعليمي الهام كان استاذ تاج الدين ينطق اللغة باحسن من أهلها وبتطريب عال وموسيقي وجرس رنان ونطق سليم يسير فيه علي خطي استاذ التلب الذي صار ملكا متوجا تفوق علي الجميع في النطق السليم بصورة صارمة لا مجاملة فيها لكبير أو صغير !!..
نعود للأستاذ في استديو تلفزيون الولاية الشمالية وكان للاسف بينه وبين النطق السليم بعد المشرقين وسرده كان صحيحا وقد حكي القصة بأمانة وكما قلنا لم يستعمل أي ترجمة علي الشريط ولو كلمة واحدة ولكن ناخذ عليه تناوله للغة الانجليزية بلهجة مصرية وكان يردد ويعيد الجمل والمقاطع بصورة تلقينية كاملة ونهج تخفيظي ولم يترك لطلابه فرصة لارهاف السمع وتذوق الكلمات وحلاوة اللغة ومثل هذا العرض نتيجته النعاس من جانب الطلاب فيخرجون بعد الجرس وقد تركوا كل الدرس وراءهم لأنهم لم يسمعوا شيئا غير الزعيق وخمة النفس خاصة وأن الاستاذ كان مصاب بنزلة برد وكان يكثر من إمساك أنفه الملتهب ويسعل بين الفينة والاخري.
شكرا للاستاذ ولتلفزيون الشمالية الذي قدم لنا حصة بها الجوانب المشرقة التي يمكن البناء عليها أما أوجه القصور فيمكن معالجتها بالعودة الي تقاليد بخت الرضا والمدارس الثانوية القديمة والجامعات ومعهد المعلمين العالي والابتعاث الي جامعات بريطانيا لتحصيل اللغة من مظانها.
وياحليل جامعة ليدز كم كم خرجت من معلمي المرحلة الوسطي القديمة ومعلمي الثانويات صاروا فيما بعد اسماء في حياتنا !!..
شكراً لكم مقدما علي متابعة وقراءة هذا المقال الذي نرجو أن ينال حظه من النقاش .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم خريج حنتوب ١٩٦٤ وبخت الرضا ١٩٧٤.
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
المطلوب واضح.. شروط ترامب للتراجع عن رسومه
ما هو المطلوب من كل دولة؟أمضى مسؤولون في مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض والممثل التجاري الأميركي، أسابيع في دراسة السياسات التي يعتقدون أنها تُغذي عجزاً تجارياً كبيراً، مع عدد من الدول والفرص المحتملة لتعزيز الصادرات الأميركية إلى تلك الوجهات.
اقرأ ايضاًومن المرجح أن تكون الصفقات التي يتم الإعداد لها في أميركا محددة لكل دولة، فمثلاً سيتطلّب من دول مثل فيتنام والمكسيك، أن تتوقف عن كونها محطات وسيطة للشركات والمنتجات الصينية، التي تسعى للتهرب من الرسوم الجمركية الأميركية.
في حين سيتم تشجيع اليابان على الالتزام بشراء كميات أكبر من الغاز الطبيعي المُنتج في الولايات المتحدة، كما ستطلب أميركا من الدول تخفيض الضرائب، وتقليل اللوائح التنظيمية على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة، إضافة إلى تخفيف القيود على صادرات لحوم البقر الأميركية.
كما أنه من المنتظر أن تضمن الصفقات المُزمع إقرارها، تخفيف القيود المفروضة على بعض الصادرات الزراعية الأميركية إلى دول العالم.
لا لبضائع الصين عبر دول أخرىويرى مسؤولون وخبراء أن الخطوط العريضة الأساسية لما يسعى إليه فريق ترامب، قد ظهرت في محادثاتهم الأولية، حيث يقول دانيال كيشي، مستشار السياسات في مركز أبحاث "أميركان كومباس"، أن الولايات المتحدة ستركز على ضمان أن تكون "البضائع القادمة من فيتنام، بضائع فيتنامية فعلية وليست صينية"، مرجحاً أن يقوم فريق ترامب بالضغط على الدول، لرفع رسومها الجمركية على الصين، لتصبح مشابهة للرسوم التي تفرضها الولايات المتحدة على السلع الصينية.
أما ريتشارد موخيكا، المحامي التجاري في شركة ميلر وشيفالييه، والذي عمل سابقاً في إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية، فيرى أن الصين هي محور الاهتمام الرئيسي لأميركا، متوقعاً أن تتوصل المكسيك إلى اتفاق جزئي مع الولايات المتحدة، بعد موافقتها على الحد من واردات المنتجات الصينية إليها، حيث يتم إدخال هذه المنتجات لاحقاً إلى أميركا.
إعادة التوازن التجاري العالميويقول المحلل الاقتصادي إيلي الخوري، إن ما تقوم به إدارة ترامب اليوم، هو إعادة تصحيح لمسار تجاري ظالم بحق أميركا امتد لعقود، فالولايات المتحدة تكبّدت عجزاً تجارياً ضخماً لأنها سمحت للأسواق بالانفتاح، بينما دول كالصين وفيتنام والمكسيك استغلت القوانين الأميركية والثغرات الجمركية، لتستخدم أساليب إلتفافية لدخول السوق الأميركية، ولذلك فإن المطالب الأميركية اليوم من زيادة مشتريات الغاز، إلى تقليل الرسوم على الصادرات الأميركية، ليست إلا محاولة من الرئيس ترامب لوضع حدّ للخلل البنيوي الحاصل في علاقة الدول مع أميركا.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن