عربي21:
2024-12-22@07:28:19 GMT

كيف تسيطر الإمارات على الذهب الأفريقي المهرب؟

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

كيف تسيطر الإمارات على الذهب الأفريقي المهرب؟

تعد القارة السمراء، محط أنظار العالم في الثروات الطبيعية، وبالأخص الذهب فأرض قارة أفريقيا تمتلئ بالكنوز والطبيعية تجعلها مطمع للعديد من الدول.

وتحتل باريس المرتبة الرابعة عالميا ضمن قائمة الدول التي تملك أكبر احتياطي من الذهب في العالم، إذ تحتفظ ب 2436 طنا من الذهب الخالص رغم أنها لا تملك أي منجم، لكنها تعتمد في كثير من مواردها المعدنية على القارة السمراء التي هيمنت عليها سياسيا واقتصاديا وثقافيا.



وكشفت منظمة سويسايد السويسرية العاملة في مجالات التنمية أنه الهيمنة تحولت من دول أوروبا إلى دولي اخرى وأصبحت أفريقيا تحت سيطرة نفوذها، حيث أعلنت في دراسة لها عن خسارة القارة الأفريقية لمليارات الدولارات بسبب عمليات تبييض ذهبها المهرب إلى الإمارات.

وأكد معدو الدراسة التي تحمل عنوان "مسارات الذهب الأفريقي: قياس كمية الإنتاج والتدقيق في تجارته سبيلاً إلى مكافحة التدفقات غير المشروعة" المركزة على تتبع مسارات الذهب المنتج عبر التنقيب الأهلي الحرفي في مجاهر القارة الأفريقية "أن 474 طنًا من الذهب يجري سنويا تهريبها من أفريقيا وتبييضها، بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار، وهو ما يمثل ثروة مالية تنتزع من القارة عبر التهريب.


وأضافت الدراسة أن الذهب المنتج من مناطق التنقيب الأهلي يجري بشكل غير قانوني تهريبه عبر طريقين: إما أن يُهرب إلى دولة مجاورة، وفي هذه الحالة يتم نقله في الغالب عن طريق البر، خاصة مع اتساع الحدود بين دول الأفريقية، وضعف الرقابة الحدودية، أو يُهرب الذهب مباشرة إلى الإمارات، عن طريق الجو مباشرة.

الدارسة كشفت أن في حالة تهريب البري للذهب تكون مالي أو أوغندا هما دول "نقطة العبور"، وقد يكون وجود نظام ضريبي مفضل في بلد مجاور، يسهل من تمرير الذهب.

وقال الباحث المشارك في الدراسة مارك أوميل، إن هناك عوامل أخري تقوي من عملية التهريب وهي مكاتب شراء الذهب المؤثرة التي تقوم بتمويل كامل السلسلة من المنجم إلى استلام الكميات المهربة.

واعتمدت الامارات لوائح جديدة في عام 2023 خاصة بدخول الذهب إلى أراضيها، حيث تؤكد منظمة "سويسايد" في دراستها «أن الإمارات استوردت ما بين عامي 2012 و2022 من عدة دول أفريقية، 2569 طنًا من الذهب غير المعلن عنه عند التصدير، بقيمة تزيد عن 115.3 مليار دولار، ووفقًا لبيانات مكتب Comtrade التابع للأمم المتحدة، فقد لوحظ فرق قدره 3.9 مليار دولار بين ما تعلن عنه الإمارات أنها استوردته من 21 دولة أفريقية، وما تصدره هذه الدول رسميًا نحو الإمارات نفسها.


وتؤكد الدارسة أن الذهب المهرب يأتي من قطاع التنقيب الأهلي والمنجم الصغير في أفريقيا، وأن ما بين 80 إلى 85 في المئة من إنتاج هذا القطاع يمر عبر الإمارات، بينما يُصدّر الذهب الصناعي الأفريقي غالبًا إلى جنوب أفريقيا وسويسرا والهند.

وفي عام 2022 وحده، قدرت الدراسة أن 66.5 في المئة (405 أطنان) من الذهب المستورد إلى الإمارات من أفريقيا يتم تهريبه من الدول الأفريقية، حيث تشهد مالي وغانا وزيمبابوي، أكبر عمليات تهريب للذهب.

الدارسة كشفت أيضا أن هنا أن هناك 15 من أصل 54 دولة أفريقية تنتج الذهب بشكل حرفي وصغير النطاق، ولا تعلن رسميًا عن أي إنتاج؛ أما التي تعلن عن تقديرات رسمية، فإن أرقامها بعيدة جداً عن الواقع.

ففي حالة مالي، على سبيل المثال، تعلن الدولة سنويًا منذ عام 2016 عن إنتاج حرفي للذهب بحوالي 6 أطنان، بينما تشير تحليلات منظمة "سويسايد" إلى نطاق يتراوح بين 30 إلى 57 طنًا من الذهب.
ويشهد لذلك أنه في عام واحد أي خلال الفترة من 2012 إلى 2022 استوردت الإمارات 50 طنًا من الذهب المهرب من دول مالي، وغينيا، وغانا، والنيجر، وليبيا، والسودان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الذهب الإمارات الإمارات الذهب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طن ا من الذهب

إقرأ أيضاً:

كيف تفوقت تركيا على مصر والولايات المتحدة في منطقة القرن الأفريقي؟

نشرت مجلة "ناشونال إنترست" تقريرًا يناقش الدور المتزايد لتركيا في منطقة القرن الأفريقي؛ حيث نجحت وساطتها بين إثيوبيا والصومال في إنهاء صراع طويل بينهما، بينما يسلط النفوذ التركي المتزايد الضوء على ضعف تأثير كل من مصر الولايات المتحدة في المنطقة مؤخرًا.

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن إنهاء تركيا للخصومة التي دامت قرابة عقد من الزمن بين إثيوبيا والصومال يعد تطورًا مرحبًا به من أجل الاستقرار الإقليمي، لكنه يعقد استراتيجية مصر الإقليمية، التي لا تزال منخرطة بفاعلية في هذا النزاع.

وقد أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالاتفاق ووصفه بأنه "اتفاق تاريخي"، وينص الاتفاق على موافقة إثيوبيا والصومال على "ترك الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية وراء ظهورهما"؛ حيث يمنح الاتفاق إثيوبيا منفذًا بحريًا "موثوقًا وآمنًا ومستدامًا" تحت السيادة الصومالية، في إشارة ضمنية إلى أن أديس أبابا ستلغي اعترافها بدولة أرض الصومال.


وبلغت التوترات بن البلدين ذروتها في كانون الثاني/يناير الماضي عندما أفادت تقارير أن إثيوبيا غير الساحلية أبرمت صفقة مع أرض الصومال لاستئجار ميناء وقاعدة عسكرية مقابل الاعتراف بها، وقد اعتبرت الصومال الصفقة انتهاكًا لسيادتها. أما مصر، المتورطة في نزاعها الخاص مع إثيوبيا حول موارد مياه النيل، فقد دعمت الصومال كجزء من استراتيجيتها الأوسع نطاقًا للضغط على إثيوبيا.

وبحلول شهر آب/ أغسطس الماضي، أفادت التقارير أن مصر نشرت 10 آلاف جندي وأرسلت شحنتين من الأسلحة إلى مقديشو، وأعربت أديس أبابا عن قلقها من وصول القوات والأسلحة، قائلة إن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في الصومال، وأن الأسلحة قد تقع في أيدي الجماعات المسلحة مثل حركة الشباب.

وفي مقابلة مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أكد التزام القاهرة بأمن الصومال بعد استكمال إثيوبيا للمرحلة الخامسة من ملء سد النهضة الإثيوبي، كما كشف عبد العاطي عن أنه كرر اعتراضه على الإجراء الأحادي الجانب الذي اتخذته إثيوبيا في رسالة إلى مجلس الأمن القومي الموحد، وقد ردت أديس أبابا برسالتها الخاصة إلى مجلس الأمن الدولي، متهمةً مصر بتوجيه تهديدات متكررة باستخدام القوة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أرسلت مصر شحنة أسلحة ثالثة إلى الصومال.


وأضافت المجلة أن العلاقات بين مصر وتركيا شهدت تقاربًا حذرًا في الوقت نفسه؛ حيث استقبل أردوغان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنقرة في أيلول/سبتمبر الماضي، في أول زيارة للسيسي إلى تركيا، وكانت العلاقات بين البلدين متوترة منذ سنة 2013 عندما أدان أردوغان الانقلاب العسكري الذي قام به السيسي ضد الرئيس المصري آنذاك محمد مرسي.

وقد بدأت هذه الديناميكية في التحول سنة 2020 عندما أعاد أردوغان تقييم إستراتيجيته؛ فإصلاح العلاقات مع تركيا قد يساعد على تحييد التهديدات الإقليمية لمصر وتعزيز اقتصادها المتعثر، وبالنسبة لأردوغان، توفر إعادة بناء العلاقات مع القاهرة فرصة لإعادة تأكيد دور تركيا الإقليمي، والسعي إلى الاندماج في منتدى غاز شرق المتوسط.

ومن خلال وساطته مع الصومال وإثيوبيا، وجّه أردوغان ضربة للنفوذ المصري في المنطقة، مما يضطر مصر إلى إعادة تقييم إستراتيجيتها، وبينما قد يوفر دفء العلاقات بين القاهرة وأنقرة بعض البدائل، إلا أن نجاح تركيا في هذه الحالة يؤكد قدرتها على التفوق على مصر على الساحة الإقليمية.


إن هذه الصفقة تُظهر تنامي نفوذ أنقرة على الساحة العالمية؛ فقد أوضح أردوغان أنه يرغب في توسيع بصمة تركيا في أفريقيا وخارجها، حتى في مناطق النفوذ الأمريكي التقليدي، في تذكير بأن تركيا تتحدى بنشاط ديناميكيات القوى التقليدية، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب الولايات المتحدة وحلفائها.

وهذه ليست الحالة الوحيدة التي تهيمن فيها تركيا على العناوين الرئيسية، فقد أصبحت تركيا أكثر قوة في الشرق الأوسط الأوسع، وخاصة في سوريا؛ حيث دعمت انتفاضة الثوار الأخيرة التي أسقطت نظام الأسد وفاجأت العالم بأسره، وأظهرت عجز روسيا وإيران عن دعم حليفهما، مما يشير إلى اهتمام تركيا بتأكيد إرادتها في جميع المجالات التي تبدو فيها واشنطن غائبة أو مشتتة للغاية بسبب العملية الانتقالية بين إدارتي بايدن وترامب.

وقالت المجلة إن المناورة التركية يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار للولايات المتحدة، فبينما يتم تهميش منطقة القرن الأفريقي في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإن المنطقة تبقى ذات أهمية إستراتيجية لمواجهة عدم الاستقرار، وكبح التطرف، وتأمين الطرق البحرية الرئيسية في القارة الأسرع نموًا في العالم.
 
وبدون وجود إقليمي؛ تخاطر واشنطن بالتنازل عن نفوذها لقوى أخرى، ويمكن للوساطة الفعالة في النزاع على النيل بين مصر وإثيوبيا أن تعيد المصداقية الأمريكية وتحقق الاستقرار في القرن الأفريقي، وقد يؤدي الفشل في القيام بذلك إلى تعميق التصدعات بين حلفاء الولايات المتحدة، وإضعاف نفوذها في مشهد عالمي يزداد تنافسية ومنح أنقرة فرصة أخرى لتعزيز مكانتها.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
  • إشكال وقطع طرقات.. هذا ما يحصل في بلدة الشيخ عياش في عكار
  • أسعار الذهب في الإمارات اليوم السبت 21-12-2024
  • رئيس الدولة يمنح وزيرة النقل في جنوب أفريقيا «وسام زايد الثاني من الطبقة الأولى»
  • أسعار الذهب في الإمارات اليوم الجمعة 20-12-2024
  • قيادات الكونغرس تطالب بعقوبات أمريكية على الإمارات لتورطها في حرب السودان
  • لتعويض “خسارتها”.. روسيا تتحرك باتجاه ليبيا “الساحل الأفريقي والصحراء غرب ووسط أفريقيا”
  • تغير المناخ يفاقم الخسائر الاقتصادية في أفريقيا
  • كيف تفوقت تركيا على مصر والولايات المتحدة في منطقة القرن الأفريقي؟
  • في الإمارات.. سعر الذهب اليوم الخميس 19 ديسمبر 2024