22 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث

تترقب الأوساط السياسية والشعبية في إقليم كردستان الانتخابات المقبلة بترقب كبير، حيث ستتم هذه الانتخابات في موعدها المحدد بفضل جهود حكومة بغداد التي أصرت على إجراء الانتخابات وفق الجدول الزمني المعلن. وتأتي هذه الانتخابات في ظل رغبة شعبية ملحة بالتغيير، تعكسها الشوارع الكردية والمطالب المتزايدة بإصلاح النظام السياسي وإنهاء الفساد المستشري.

تتمثل هذه الانتخابات بفرصة تاريخية لإقليم كردستان لتحقيق تحول سياسي جذري، حيث تشير الاستطلاعات والمراقبون إلى أن الانتخابات قد تطيح بأحزاب كبيرة حاكمة كانت تسيطر على المشهد السياسي لعقود. هذه الأحزاب، التي كانت تتمتع بنفوذ واسع في كل من أربيل والسليمانية، قد تجد نفسها خارج دائرة الحكم لصالح أحزاب ناشئة وشخصيات جديدة قد تغير شكل الحكم في الإقليم بالكامل.

هذا التغير المحتمل يقلق الأحزاب الكردية المتنفذة في السليمانية وأربيل، والتي تخشى فقدان امتيازاتها وسلطتها. فقد عانى المواطن الكردي في السنوات الأخيرة من تدهور في مستوى الحريات وقمع للمعارضة، وهو ما زاد من حالة الاحتقان الشعبي والمطالبة بالتغيير.

ومع اقتراب موعد الانتخابات، تتزايد المخاوف من فوضى أمنية في الإقليم، حيث تحاول بعض الجهات اللعب بنتائج الانتخابات لصالحها. هناك تقارير تشير إلى إمكانية حدوث اضطرابات تهدف إلى التأثير على سير الانتخابات ونتائجها، مما يستدعي تدخلاً حازماً من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التي أكدت أنها وصلت إلى مراحل متقدمة في الاستعداد لإجراء الانتخابات وضمان نزاهتها.

وتزيد التوترات الأمنية تعقيداً بسبب التوغل التركي المستمر في شمال العراق، والاغتيالات التي تستهدف شخصيات بارزة في الإقليم. هذه التطورات تزعزع نظام الحكم وتضيف تحديات جديدة أمام السلطات المحلية التي تحاول تأمين بيئة انتخابية مستقرة.

و الانتخابات قد تشكل نقطة تحول في تاريخ إقليم كردستان، حيث يمكن أن تؤدي إلى إعادة رسم الخارطة السياسية في المنطقة.

والصعود المحتمل للأحزاب الناشئة قد يعكس رغبة المواطنين في تغيير جذري وإصلاح شامل.

ولكن هذا التحول لن يكون سهلاً، حيث ستواجه القوى الجديدة تحديات هائلة من الأحزاب التقليدية التي لن تتخلى عن نفوذها بسهولة.

بالإضافة إلى التحديات الداخلية، ستظل التدخلات الخارجية مثل التوغل التركي عاملاً مزعزعاً للاستقرار، مما يتطلب استراتيجية واضحة من الحكومة المركزية في بغداد والحكومة المحلية في الإقليم للتعامل معها بحزم.

وحددت رئاسة إقليم كردستان العراق العاشر من حزيران موعدا جديدا للانتخابات البرلمانية في الإقليم، التي كانت مقررة في فبراير/شباط، وذلك بعد إرجائها مرارا نتيجة خلافات سياسية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: فی الإقلیم

إقرأ أيضاً:

معركة النفوذ تشتعل.. من يسيطر على هيئة الحشد قبل الانتخابات؟

22 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: تصاعد الصراع على رئاسة هيئة الحشد الشعبي بين قوى الإطار التنسيقي، وسط تحركات سياسية تهدف إلى إعادة ترتيب قيادات الهيئة قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة.

ودفع هذا التنافس بعض الأطراف إلى السعي لإقرار قانون الخدمة والتقاعد للهيئة، ما يتيح إمكانية استبدال بعض القيادات الحالية بوجوه جديدة مدعومة من جهات سياسية متنفذة.

وتزايدت حدة الخلافات داخل الإطار التنسيقي مع اقتراب موعد الانتخابات، حيث تحاول كل كتلة ضمان سيطرتها على المناصب الحساسة داخل هيئة الحشد الشعبي، ما يهدد وحدة الإطار نفسه.

واعتُبر هذا الصراع بمثابة اختبار لقوة التحالفات السياسية، خاصة أن بعض القوى ترى في هيئة الحشد أداة لتعزيز نفوذها في مناطق معينة، الأمر الذي يزيد من حدة الانقسامات.

وأوضح الباحث في الشأن السياسي والأمني مصطفى الطائي أن “هناك صراعًا واضحًا على هيئة الحشد الشعبي بين قوى الإطار التنسيقي، خاصة مع اقتراب الانتخابات، حيث تحاول بعض الأطراف ضمان ولاء قيادات الهيئة لضمان نتائج انتخابية أفضل في مناطق نفوذها”. أكد الطائي أن هذه التحركات قد تؤثر على الاستقرار الأمني والسياسي في العراق، نظرًا لدور الهيئة في حفظ الأمن ومحاربة الإرهاب.

وشهدت الفترة الماضية محاولات من بعض الفصائل للسيطرة على القرار داخل الهيئة، في وقت تستمر فيه الحكومة بمحاولات ضبط التوازن بين القوى السياسية المتنافسة.

يُذكر أن هيئة الحشد الشعبي تعد إحدى المؤسسات الأمنية المهمة في العراق، حيث لعبت دورًا محوريًا في الحرب ضد تنظيم داعش، ما جعلها محورًا للتنافس بين القوى السياسية.

و تعمّقت الانقسامات داخل الإطار التنسيقي نتيجة تضارب المصالح بعد أن باتت هيئة الحشد ورقة سياسية مؤثرة في الانتخابات المقبلة.

وتسعى بعض الأطراف إلى إقرار قانون الخدمة والتقاعد لضمان إزاحة بعض القيادات التي قد تكون محسوبة على منافسيها، بينما تحاول أطراف أخرى الحفاظ على الوضع الراهن تفاديًا لأي تغييرات غير محسوبة.

تسببت هذه الخلافات في خلق حالة من التوتر داخل الإطار، حيث باتت بعض مكوناته تفكر في خيارات سياسية جديدة خارج هذا التحالف. سوف يؤدي هذا الوضع إلى تشرذم الإطار التنسيقي بشكل غير مسبوق، خاصة إذا لم يتم التوصل إلى توافقات تُرضي الأطراف المتنازعة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • محتجو كردستان يقطعون الطريق امام صهاريج النفط المهرب من الإقليم إلى ايران (صور)
  • الكشف عن سبب عودة الاحزاب الكردية لاستخدام الخطاب القومي مع جماهيرها - عاجل
  • الانتخابات الألمانية من منظور دولي: كيف ترى كل من الولايات المتحدة، روسيا والصين الحدث؟
  • مستشار حكومي ينفي وجود عقوبات أميركية بحال عدم استئناف تصدير نفط الإقليم
  • الأهم في تاريخ ألمانيا.. نظرة على الانتخابات البرلمانية
  • معركة النفوذ تشتعل.. من يسيطر على هيئة الحشد قبل الانتخابات؟
  • واشنطن تخيّر بغداد: استئناف صادرات نفط الإقليم أو العقوبات
  • استطلاع رأي: أقل من 16% فقط من الأوكرانيين قد يصوتون لصالح زيلينسكي
  • اقتراب استئناف التصدير .. بغداد تهدّد بخصم الكميات المهرّبة من حصة الإقليم
  • المحافظون الأوفر حظا في الانتخابات الألمانية.. واليمين المتطرف يأمل تحقيق مفاجأة