أين أخفق الغرب وماذا طلبت السعودية وكيف تستعدّ صنعاء؟ أيّ «أنصار الله» تقاتلون؟
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
لا يقتصر الأمر على مهتمين بالمجالين السياسي والعسكري، بل يشمل أكاديميين يُصابون بالإحراج عندما يُسألون عن ماهية هذا التنظيم. الدعايات التي بثّها النظامان السعودي والإماراتي، خلال مرحلة العدوان على اليمن، جرفها «طوفان الأقصى».
وسؤال العالم عن «أنصار الله» اليوم يشبه، إلى حد بعيد، سؤال العالم نفسه عن حزب الله نهاية تسعينيات القرن الماضي.
انخراط اليمنيين في دعم المقاومة في غزة، واندلاع المواجهة المباشرة بين «أنصار الله» والجيشين الأميركي والبريطاني في البحر، أجبرا أعتى خصوم الحوثيين داخل اليمن على تعديل مواقفهم.
صحيح أن هؤلاء لم يغادروا بعد موقع الفريق المعادي للمقاومة، لكن، لم يعد من السهل إقناع قوى وقبائل وجماعات بعينها باستئناف الحرب ضد «أنصار الله».
وكل ما يُعمل عليه اليوم، هو محاولة تجديد القوة العسكرية لمجاميع من المرتزقة، بقيادة طارق صالح من جهة، وقيادات سلفية تديرها السعودية والإمارات من جهة ثانية.
حاجة أصحاب القرار في الغرب لا تقتصر على المعلومات الاستخباراتية التقليدية، بل يريدون التعرف إلى الخلفية الفكرية لهذا الفريق، ومحاولة تلمّس آليات التفكير لدى قيادته، وكيفية اتخاذ القرار.
وجاءت أولى الخلاصات من القادة العسكريين المتورطين في الحرب ممن باتوا يطلبون الإذن لاستخدام أسلحة معينة، أو أنهم يحثّون دوائر القرار السياسي في الغرب على سلوك الطريق الدبلوماسي لأن ما يجري الآن لا يعالج المشكلة!
ومع أن إسرائيل تعرف المنطقة أفضل بكثير من الأميركيين، وهي تعرّفت أكثر إلى أبناء اليمن من خلال برامج خاصة ساعد فيها يهود يمنيون ممن هاجروا إلى الكيان خلال العقود الماضية، إلا أنها لا تزال تتصرف على أساس أن «أنصار الله» مجرد تنظيم يعمل بإمرة إيران، وهو ما يناسب سردية العدو حول «التنظيم الوكيل»، وهي السردية نفسها تجاه حماس وحزب الله، وفي اعتقاد العدو أن هذه السردية من شأنها إقناع الغرب بأن العلاج الفعلي يكون بضرب المركز، أي إيران.
وهناك أيضاً حاجة إلى معرفة مواقف أطراف تعرّفت أكثر إلى «أنصار الله» خلال العقد الأخير. والمقصود، هنا، السعودية والإمارات العربية على وجه التحديد، لأن الحرب التي خاضتها الدولتان واستخدمتا فيها كل أنواع الأسلحة، بما في ذلك الحروب الأهلية والقبلية، لم تنتج إلا الخسائر. وهو ما جعل محمد بن سلمان يكلف شقيقه خالد بإدارة عملية التسوية الشاملة مع «أنصار الله».
لكن قادة السعودية والإمارات يقرون هذه الأيام بأنهم ليسوا أحراراً في أي خطوة يقدمون عليها تجاه اليمن.
وبعضهم يصرّح في جلسات تفاوض تجري في عواصم إقليمية بأن الولايات المتحدة لا تسمح لهم بعقد اتفاق لإعلان انتهاء الحرب في اليمن، ولا تقبل أن تنطلق عملية التطبيع في العلاقات بين اليمن ودول الخليج العربية، علماً أن الجانب السعودي هو أقل طرف فوجئ بفشل عمليات واشنطن ولندن تحت عنوان «حارس الازدهار» في البحرين الأحمر والعربي. ويتندّر أحد الوسطاء برواية تقول إنه «عندما قرّر الأميركيون إقامة حلف ضد «أنصار الله»، اجتمعوا مع قيادات سعودية لإقناعها بالدخول في التحالف.
لكنّ خالد بن سلمان، بعدما أنهى المندوب الأميركي مداخلته، قال له: خذ مني هذه النصيحة، لا تتورطوا في معركة مع «أنصار الله»، فلن تقدروا عليهم». غير أن المندوب الأميركي ردّ بابتسامة صفراء فيها ما فيها من فوقية، على قاعدة أنه لا يمكن للسعودية أن تقارن نفسها بأميركا، وأن فشل السعودية في القضاء على «أنصار الله» سببه الإدارة السعودية للحرب وليس قدرة «أنصار الله» على الصمود.
والرواية لا تنتهي هنا، بل تتحدث عن اجتماع آخر عُقد بعد فترة، عندما كان الأميركيون يطالبون السعودية بأن تسمح لمدمراتهم بأن ترتاح قليلاً في مرافئها، وهو أمر ترفضه الرياض، بعدما تلقّت تحذيرات واضحة من «أنصار الله» بأن أي خطوة من هذا القبيل، ستواجه بقصف يمني لهذه الموانئ. وخلال هذا الاجتماع، سأل خالد بن سلمان المندوب الأميركي نفسه عن مجريات الحرب، من دون أن ينتظر منه الجواب.
في الواقع، يمكن مراجعة تعليقات صادرة عن القادة الأميركيين الميدانيين الذين يتولون إدارة الحرب ضد «أنصار الله»، وتوصيات قيادتهم المركزية إلى وزارة الدفاع أو البيت الأبيض، وهي كلها تقول باستحالة معالجة الأمر، وبضرورة بدء مساعٍ سياسية لاحتواء الموقف. لكن بين الأميركيين الداعمين لإسرائيل من يعتقد بأنه يجب رفع سقف الضربات الموجّهة إلى «أنصار الله»، ويحث هؤلاء إدارة الرئيس جو بايدن على الانتقال إلى مرحلة التصفيات الجسدية لقيادات «أنصار الله». وثمة معطيات جدية حول هذا الأمر، وهو ما دفع صنعاء إلى اتخاذ إجراءات احترازية، علماً أن الفريق الأميركي نفسه يطالب بإعطاء الجيش الإذن باستخدام أسلحة غير تقليدية لمواجهة ترسانة «أنصار الله»، بعدما أيقنت الاستخبارات العسكرية الأميركية والبريطانية بأن لدى «أنصار الله» تحصينات يصعب الوصول إليها من خلال الغارات الجوية. وهم يقصدون هنا المواقع التي حفرها الحوثيون في قلب جبال اليمن خلال السنوات الماضية.
الرياض وأبو ظبي للحوثي: مصلحتنا في وقف الحرب معكم لكنّ أميركا تمنعنا
وبينما ينشغل الغرب وإسرائيل في البحث عن وسائل عسكرية وأمنية لضرب «أنصار الله»، يعمل فريق آخر من داخل الإدارة الأميركية، بالتعاون مع السعودية والإمارات على خط الترغيب، إذ تلقّى «أنصار الله» خلال الأشهر القليلة الماضية الكثير من المغريات مقابل وقف حملتهم في البحر، ووقف إسناد غزة. وقال الأميركيون إنهم مستعدون لجعل اليمن كله تحت سلطة الحوثي، وإطلاق برنامج دعم اقتصادي كبير. وأكد السعوديون استعدادهم للسير باتفاقات كبيرة منذ الآن، وأبلغوا «أنصار الله» ما مفاده: قوموا بما ترغبون القيام به، واستخدموا المطار كما تريدون، وسافروا إلى أي وجهة ترغبون، ولن تسمح الرياض بإجراءات تضر المؤسسات المالية والمصرفية اليمنية... قبل أن تبادر الإمارات، بالأمس، إلى زيادة المغريات، وتعرض إعادة إعمار ميناء الحديدة وكثير من المواقع اليمنية إذا وافق «أنصار الله» على وقف الحرب.
ولكون كل هؤلاء يعرفون الجواب، فإن الولايات المتحدة كانت الطرف الأكثر وضوحا بالتهديد: إذا رفضتم العروض، فسنمنع السعودية والإمارات من السير في أي اتفاق معكم، وسنعيد إشعال الحرب الأهلية ضدكم، وسنضربكم بعنف أكبر، وسنقتل قياداتكم!.
لم تتورط السعودية والإمارات في تهديدات مماثلة، لكن الرياض أشارت بوضوح إلى أنها لن تكون قادرة على السير في اتفاق من دون موافقة أميركية، فيما تبرر الإمارات سلوكها في بعض المراكز الحيوية في اليمن بأنه استجابة لضغوط أميركية كبيرة. ويصر الجانبان على إبلاغ الوسطاء في إيران وسلطنة عمان بأنهما ليسا منخرطين في الحرب القائمة الآن، ولكن ليس باليد حيلة، علماً أن الجميع يعرف أن السعودية والإمارات، تخشيان الجدية من أن توجّه صنعاء ضربات عسكرية قاسية ضد منشآت في البلدين إذا ثبت تورطهما في أي عمل تقوم به الولايات المتحدة، أو حتى في حال قام مرتزقة يمنيون بإشعال الحرب الأهلية من جديد.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتجاوزه إلى ما هو أخطر بالنسبة إلى الجانبين الأميركي والبريطاني، وحتى الأوروبي، إذ تبيّن أن واشنطن بعثت برسائل عاجلة إلى روسيا ،من خلال جهات إقليمية، تحذرها من مغبة تسليم «أنصار الله» أسلحة «كاسرة للتوازن». وهو تحذير يستند إلى معلومات استخباراتية غربية تفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يدرس هذا الخيار كجزء من رده على قرار الولايات المتحدة وأوروبا تزويد أوكرانيا بأسلحة لاستهداف قلب روسيا. ويبدو أن الاستخبارات الغربية تلقّت معطيات عن اتصالات روسية - يمنية قد يكون هذا هو الهدف منها.
وفي هذه النقطة، يعود القلق من جديد، ليس إلى الأميركيين فقط، بل إلى الإسرائيليين انفسهم، حيال القدرات العسكرية الموجودة لدى «أنصار الله». فإعلان جيش الاحتلال أن المُسيّرة التي انفجرت في أحد أحياء تل أبيب صناعة إيرانية، يبقى إعلاناً في الفضاء الإعلامي. فيما الجهات الفاعلة باتت على يقين بأن الأمر ليس على هذه الصورة، وأكد قائد «أنصار الله» السيد عبد الملك الحوثي أمس أن المُسيّرة صناعة يمنية. مع ذلك، فإن استعلاء الغرب وعجز حلفائه في المنطقة، يجعلانهم لا يصدقون بأن صنعاء باتت تملك القدرات اللازمة لإنتاج هذا النوع من المُسيّرات والصواريخ، بل باتت لديها القدرات الإنتاجية لتطوير كل النماذج المعمول بها عالمياً، سواء الموجودة لدى إيران وحزب الله، أو الموجودة لدى جيوش غربية. والقدرة الإنتاجية هي ثمرة الاستراتيجية الفعّالة التي قادها الشهيد اللواء قاسم سليماني، عندما قال إن إيران ستقدّم الخبرات العلمية والتقنية، وستساعد قوى محور المقاومة على إقامة المصانع الخاصة بها للإنتاج، وهو أمر تحقق في أكثر من منطقة من مناطق عمل قوى محور المقاومة، علماً أن اليمنيين أظهروا قدرة عالية جداً على التعلم السريع، حتى إن مدربين شاركوا في تقديم دروس علمية لكوادر من «أنصار الله» عبّروا عن دهشتهم من قدرتهم على ابتداع الحلول بما يتلاءم مع الوقائع الميدانية والجغرافية واللوجستية والبشرية في اليمن. كما يعمل خبراء «أنصار الله» وفق قواعد خاصة بهم، ولا يقفون عند أي اعتبار، عندما يعملون على تطوير سلاح معين، سواء بما خصّ المديات أو القوة التدميرية أو هامش المناورة التقني المطلوب.
قلق أمريكي من دعم روسي لأنصار الله
ومجريات المعارك القائمة بين «أنصار الله» والجيشين الأميركي والبريطاني تظهر قدرة يمنية كبيرة على المناورة، وإيقاع الأعداء في كمائن لا يمكنهم الهروب منها، وتصيبهم بالتوتر، مثل حال قوات الرصد التابعة للبحرية الأميركية التي لا تعرف الإجابة عن سؤال حول مكان تموضع منظومات الرادار الخاصة باليمنيين. ففيما يفترض أن الغارات المكثّفة أجهزت عليها، إلا أنها سرعان ما تعود للظهور في مكان آخر، علماً أن الجانب السعودي كان قد اكتشف في العام الثالث للحرب أن مقاتلي «أنصار الله» نجحوا في إعادة تدوير أسلحة خاصة ضربها العدوان في الأيام الأولى للحرب، وأظهروا قدرة على جعلها أسلحة فعّالة، في الجو والبر والبحر أيضاً.
عملياً، أوقعت إسرائيل نفسها في مأزق جديد، والعدوان الذي أراده العدو «درساً» لكل من يساند غزة، سيكون له ما بعده. والمشهد الذي دعا وزير الحرب يؤاف غالانت إلى أن «ينظر إليه في كل الشرق الأوسط»، هو مشهد من زاوية واحدة. أما بقيته، فهي رهن ما سيقوم به محور المقاومة، بالتنسيق والتعاون، وبمعزل عن الجهة المنفّذة، وستعرف إسرائيل قريباً معنى أن ينتقل «أنصار الله» من مرحلة رفع شعار الموت لإسرائيل إلى مرحلة تحويله إلى أمر عمليات.
*نقلا عن موقع صحيفة "الأخبار" اللبنانية
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
العاصمة صنعاء تشهد حشداً مليونياً تضامنا مع غزة ولبنان
الثورة نت../
شهدت العاصمة صنعاء اليوم، حشدا مليونيا في مسيرة “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”.
وأكدت الجماهير التي خرجت تحت الأمطار استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن دماء وتضحيات الشهداء هي مصدر قوة الشعب اليمني وهي من صنعت المجد والنصر لليمنيين وعززت صمودهم في مواجهة أعداء الأمة الإسلامية.
وأدانت استمرار أمريكا في استخدام حق النقض “الفيتو” لعرقلة قرار إيقاف الحرب على غزة والشعب الفلسطيني.. مؤكدة أن هذا الفيتو يكشف مجدداً أن أمريكا هي الشريك والداعم الأساسي لاستمرار حرب الإبادة الصهيونية في غزة.
ودعت الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك الفاعل واتخاذ موقف قوي لإيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني المجرم، والتنديد بموقف وعرقلة الإدارة الأمريكية لأي قرار أو جهود دولية لإيقاف العدوان الصهيوني على غزة.
وجددت الحشود المليونية، التأكيد على استمرار موقف اليمن القوي والثابت المناصر لغزة والشعبين الفلسطيني واللبناني ومقاومتهم الباسلة، ومواصلة المضي على خطى الشهداء في العطاء والبذل والتضحية لردع كل طواغيت العصر.
ورددت الهتافات المؤكدة على أن دماء الشهداء الأبرار هزمت دول الاستكبار، وأن مشروع شهيد القرآن أفشل مشروع الشيطان.. مؤكدة أن أمريكا سبب الحروب ورأس العدوان على غزة ولبنان، وعدوة كل الشعوب.
وهتفت بالشعارات المناهضة لقوى العدوان والاستكبار العالمي، والمؤكدة على أن يمن العزة والإسلام أسقط هيبة إبراهام، مجددة التأكيد على جهوزية الشعب اليمني لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، نصرة لفلسطين ولبنان.
وأشار بيان صادر عن المسيرة ألقاه قائد كتائب الوهبي اللواء بكيل الوهبي، إلى أن العدو الصهيوني يواصل حرب الإبادة الجماعية بحق إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة للشهر الثاني من السنة الثانية، بمشاركة ودعم أمريكي كامل ومساندة من بعض الدول الأوروبية والغربية، ومازال يمارس إجرامه كذلك في الضفة الغربية ولبنان، في ظل تخاذل وصمت عربي وإسلامي وأممي مخزٍ ومهين.
وأكد استمرار الخروج الأسبوعي بمسيرة مليونية، استجابةً لله سبحانه وتعالى، وجهاداً في سبيله، وابتغاءً لمرضاته، ومساندين للشعبين الفلسطيني واللبناني بلا كلل ولا ملل، ولا تراجع ولا فتور، حتى النصر بإذن الله.
وأوضح البيان، أنه في ختام الذكرى السنوية للشهيد، وبكل إيمانٍ وثباتٍ على المبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء، نؤكد استمرارانا في رفع رايةِ الجهاد في سبيل الله، والتمسك بكتابه العظيم، وإعلاء كلمته، تحت راية الأعلام الهداةِ إلى دينه، دون تردد أو تراجع.
وأضاف “وبكل ما أوتينا من قوة حتى لو اجتمع علينا كل أشرار العالم، متأسين بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾”.
وتوجه بالحمد والشكر لله والثناء عليه سبحانه وتعالى على ما منّ به علينا من انتصارات متواصلة، والتي كان آخرها إجبار حاملة الطائرات الأمريكية (إبراهام لينكولن) على الفرار بعد أن ضربها الله على أيدي مجاهدي قواتنا المسلحة.
ودعا البيان، مجاهدي القوات المسلحة إلى مواصلة ضرباتهم للمجرمين بكل قوة، حتى النصر بإذن الله.. وأضاف “أمام الانكشاف والسقوط المتواصل الذي أظهر الوجه الأشنع والإجرامي لأمريكا باستخدامها (الفيتو) أمام مشروع قرار مجلس الأمن الذي يدعو للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وأمام فشل وعجز مجلس الأمن مجدداً في إيقاف الإبادة الجماعية في غزة لأكثر من عام وشهر نؤكد استمرار الجهاد في سبيل الله في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس حتى وقف العدوان على غزة ولبنان؛ كون ذلك هو الخيار الوحيد والسليم للدفاع عن أنفسنا وعن أمتنا.
كما دعا شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك في هذا الخيار الذي أثبت الواقع أن لا خيار لنا سواه.
وأدان واستنكر الاساءات المتكررة والمستمرة لمقدساتنا من قبل النظام السعودي، والتي كان آخرها استخدام أشكال مشابهة للكعبة المشرفة خلال تنظيمه لحفلات المجون والتعري فيما يسمى بموسم الترفيه، في خطوة مستفزة لمشاعر كل المسلمين، بهدف ضرب قدسيتها في عيون أبناء الأمة، تمهيداً لاستهدافها من قبل اليهود الذين لا يخفون نواياهم ومخططاتهم للسيطرة عليها من خلال ما يسمونه بمشروع “إسرائيل الكبرى”.
وجدد البيان، الدعوة لأبناء شعبنا ولكل شعوب أمتنا وكل الشعوب الحرة والكريمة لمواصلة مقاطعة البضائع والسلع والمنتجات الصهيونية والأمريكية وتكثيف فعاليات المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني والاحتجاج على الإجرام الصهيوني والأمريكي بحقهما.
إلى ذلك تلى المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع بيانا أعلن فيه عن تنفيذ القوات المسلحة عملية عسكرية استهدفت قاعدة “نيفاتيم” الجوية التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة.
وأوضح أن القوة الصاروخية نفذت العملية بصاروخ باليستي فرط صوتي “فلسطين 2″، وأن العملية حققت هدفها بنجاح.. مؤكدا أنه ورداً على جرائم العدو الصهيوني في غزة ولبنان ستواصل القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية، وأن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان على لبنان.