كيف تعامل الرسول مع المنافقين؟
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
اختلف تعامل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مع المنافقين بحسب الموقف، وبحسب ما يراه رسول الله مناسباً مع مراعاة المصالح والأضرار، وفيما يأتي مجموعة من المواقف التي تبين تعامله -عليه السّلام.
ذكر السُدّيّ
مواجهتهم بأفعالهم عندما يتطلب الأمر وبيان معرفته بها ذكر السُدّيّ ومقاتل أنّ عبد الله بن نبتل كان أحد المنافقين في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان هذا الرجل يأتي إلى رسول الله يجلس معه، ثمّ يذهب إلى اليهود ويخبرهم بما قاله -صلى الله عليه وسلم-.
وفي ذات يوم كان رسول الله جالساً بين أصحابه فقال لهم: سيدخل الآن عليكم رجلٌ قلبه قلب جبّار، وعينيه عينيّ شيطان، وإذا بعبد الله بن أبيّ يدخل إلى المجلس، فأخبره رسول الله أنّه على علم بما يقوم به هو وأصحابه؛ من شتمٍ لرسول الله، فأنكر ذلك وحلف بالله أنّه ما فعل، لكنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذّبه وظلّ يقول له فعلت، فذهب إلى أصحابه وأتى بهم فحلفوا لرسول الله بأنّهم ما فعلوا، فأنزل الله في كتابه يقول: (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ).
وعقابهم عندما يتطلب الأمر لمّا أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بالتجهّز للخروج في غزوة تبوك، تراجع المنافقون وامتنعوا من الخروج، فخرج رسول الله بأصحابه إلى الغزو، فلما رجع إلى المدينة المنورة كان أوّل أمر قام به الذهاب إلى المسجد النبويّ ليصلّي فيه ركعتين.
ثم قَدم إليه المنافقون بعد ذلك يعتذرون، ويقدّم كلٌّ منهم عذره الذي منعه من الاستجابة لأمر الله ورسوله والخروج للجهاد في سبيل الله، فقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعذارهم الظاهرة واستغفر لهم دون أن ينظر إلى باطن كلّ واحد منهم ويعلم ما بداخله، لكنّ النبي الكريم اتّخذ موقفاً مباشراً من المنافقين جزاءً لهم على ما فعلوا، فرفض الصلاة في مسجد ضرار الذي بنوه في المدينة المنورة قبل الخروج للمعركة، بل وأمر بحرقه، ترك عقابهم في بعض الأحيان تحقيقًا لمصلحة أكبر كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يعلم بنفاق عبد الله بن أبيّ وغيره من المنافقين، لكنّه لم يقاتلهم ولم يفصح عن أسمائهم، فالناس من اليهود والنصارى ومَن كان يعيش في المدينة لم يكونوا على علمٍ بنفاق هؤلاء، وكان يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ قتال المنافقين مدعاة لقول الناس: إنّ محمداً يقتل أصحابه؛ لكونهم على غير علم بباطن المنافقين وما يخفون في صدورهم.
دعاء السفر كما ورد عن النبيويكون ذلك سبباً لامتناع الناس من الدخول في دين الله والنفور منه، فأراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يُحقّق المنفعة الأكبر؛ وهي إقبال الناس على الإسلام وهذا أولى من قتال المنافقين. ومن الجدير بالذكر أن رسول الله لم يخبر عن أسماء هذه الفئة إلّا لحذيفة بن اليمان -رضيَ الله عنه.
كما أنّ حذيفة لم يكن على علمٍ بجميع الأسماء، يقول -سبحانه-: (وَمِمَّن حَولَكُم مِنَ الأَعرابِ مُنافِقونَ وَمِن أَهلِ المَدينَةِ مَرَدوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعلَمُهُم نَحنُ نَعلَمُهُم سَنُعَذِّبُهُم مَرَّتَينِ ثُمَّ يُرَدّونَ إِلى عَذابٍ عَظيم)، ورسول الله كذلك لم يطلعه الله -سبحانه- عليهم جميعاً، قبول أعذارهم مع تفويض أمرهم إلى الله بعدما قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعذار المنافقين الذين تخلّفوا عن الخروج معه إلى غزوة تبوك، واستغفر لهم ووكّل أمرهم إلى الله، لم يقبل لهم عذراً بعد ذلك فيما امتنعوا عنه، فقال -تعالى-: (يَعتَذِرونَ إِلَيكُم إِذا رَجَعتُم إِلَيهِم قُل لا تَعتَذِروا لَن نُؤمِنَ لَكُم قَد نَبَّأَنَا اللَّـهُ مِن أَخبارِكُم وَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ ثُمَّ تُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ)،.
دعاء الأم للأبناء في الامتحاناتوأمر الله -سبحانه- بتكذيبهم، وأنزل الآيات التي تنصّ على وصفهم بأنّهم رجس، فقال -تعالى-: (سَيَحلِفونَ بِاللَّـهِ لَكُم إِذَا انقَلَبتُم إِلَيهِم لِتُعرِضوا عَنهُم فَأَعرِضوا عَنهُم إِنَّهُم رِجسٌ وَمَأواهُم جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانوا يَكسِبونَ*يَحلِفونَ لَكُم لِتَرضَوا عَنهُم فَإِن تَرضَوا عَنهُم فَإِنَّ اللَّـهَ لا يَرضى عَنِ القَومِ الفاسِقينَ)، ترك الصلاة على موتاهم أمر الله -تعالى- رسوله -عليه السلام- بالامتناع عن الصلاة على المنافقين بعد موتهم، وعدم الوقوف عند قبورهم والدعاء لهم بالرّحمة والمغفرة؛ وذلك لأنّهم كانوا من الذين لم يصدّقوا الله ورسوله، وماتوا وهم على هذا الحال، بالإضافة إلى عصيانهم وتمردهم على أمر الله ورسوله، ومن كان ديدنه ذلك فلا يستحق الصلاة عليه والدعاء له، ذلك عملاً بقوله -تعالى-: (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَدًا وَلا تَقُم عَلى قَبرِهِ إِنَّهُم كَفَروا بِاللَّـهِ وَرَسولِهِ وَماتوا وَهُم فاسِقونَ).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رسول الله المنافقين ذكر الس د ي رجس صلى الله علیه وسلم رسول الله أمر الله
إقرأ أيضاً:
12 ساعة فقط .. أقصر مدة صيام في السنة انتهز الفرصة
قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :{ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ }، لأن الصائم ينال أجر الصوم دون تعب فهو لن يعطش عطشا شديدا لوجود البرد، ولن يجوع كثيرا لقصر نهار الشتاء، فشبه الأجر هنا بالغنيمة التي يغتنمها المجاهد لقلة مشقة الصوم شتاء.
وقال عمر بن الخطاب:« الشِّتاءُ غَنِيمَةُ العَابدِينَ »، وعَن أبي هُرَيرةَ قال: ألَا أدلُّكُم على غَنيمَةٍ بَارِدَة؟ قالوا: ماذا يا أبا هريرة؟ قَال: الصَّومُ فِي الشِّتَاء، وكان التَّابعي عُبَيد بن عُمَير رحمه الله يقول إذا جاء الشتاء: طال الليل لصلاتكم وقصر النهار لصيامكم فاغتنموا.
فمن عليه صيام من رمضان؛ فلينتهز الفرصة، فنحن في أقصر أيام في السنة، فيأذن للفجر فى تمام ٤:٤٢ ص ويأتي آذان المغرب فى تمام الساعة ٥:٠٦ م ، أي 12 ساعة فقط، أقصر مدة للصيام في السنة.
غنيمة المؤمن الباردةأوصت دار الإفتاء المصرية، بالإكثار من الصيام في الشتاء، منوهة بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شبه الصيام في الشتاء بالغنيمة الباردة، وذلك خلال منشور لها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
واستشهدت الإفتاء عبر صفحتها بـ«فيسبوك»، بما رواه الترمذي في سننه عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ» وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: «ألا أدلكم على الغنيمة الباردة، قالوا: بلى، فيقول: الصيام في الشتاء».
وأوضحت أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شبه الصيام في الشتاء بالغنيمة الباردة، لأن فيه ثوابًا بلا مشقة، ومعنى الغنيمة الباردة: أي السهلة ولأن حرارة العطش لا تنال الصائم فيه.
فضل الصيام في الشتاءوخصَّ الله- عز وجل- عبادة، الصيام، من بين العبادات، بفضائل وخصائص عديدة، منها: أولًا: أن الصوم لله- عز وجل- وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي»
ثانيًا: إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري ( 1904 ) ، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».
ثالثًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
رابعًا: إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
خامسًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا»
سادسًا: إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22) ، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».
سابعًا: إن الصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند البخاري (525)، ومسلم ( 144 ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
ثامنًا: إن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد (6589) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».