أصبحت الآن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل شات "جي بي تي" و"جيميناي" و"كوبيلوت"، جزءا أساسيا من التطبيقات الشخصية والتجارية المنتشرة في الأجهزة الاستهلاكية كافة. ومع ذلك، قد يغفل العديد من المستخدمين عن التداعيات الواضحة للخصوصية التي تصاحب استخدام مثل تلك الأدوات.

 

لذا، إليك هذا الدليل لمساعدتك في حماية خصوصيتك في عصر الذكاء الاصطناعي، وفقا لما ذكره بعض خبراء مجال الأمن والخصوصية لشبكة "سي إن بي سي" (CNBC).

 

فهم سياسات الخصوصية

 

إن قراءة سياسات الخصوصية أمر بالغ الأهمية، إذ توفر بعض الأدوات سياسات استخدام بيانات واضحة، تسهل عليك فهم كيفية التحكم في بياناتك، وفقا لما ذكره الخبراء.

 

وتوجد بعض الأسئلة الأساسية التي يجب عليك طرحها أولا، مثل: هل تجمع أداة الذكاء الاصطناعي بيانات شخصية؟ وإن كان الأمر كذلك، ما نوع تلك البيانات التي تجمعها؟ وهل تُستخدم البيانات لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي أو تُشارك مع أطراف خارجية؟

 

وكذلك: هل توفر الأداة ميزة لإلغاء الاشتراك في مشاركة البيانات؟ وهل عملية إلغاء الاشتراك بسيطة أم تتطلب التنقل عبر قوائم معقدة؟

 

وهل يمكنك التحكم في مدة احتفاظ أداة الذكاء الاصطناعي ببياناتك؟ وما الخيارات المتاحة لتحديد أنواع البيانات التي تجمعها الأداة؟

 

وفي النهاية، هل توفر الأداة آلية لحذف بياناتك؟ وهل يكون الحذف دائما أم تُخزن البيانات بشكل ما؟

 

وفي هذا السياق، يشير الخبراء إلى بعض النصائح المهمة، مثل التأكد دائما من سياسات الخصوصية لكل أداة تستخدمها من أدوات الذكاء الاصطناعي، عبر البحث عن تفسيرات واضحة حول استخدام البيانات ومدة الاحتفاظ بها، بجانب اختيار الأدوات التي توفر معلومات شفافة ويسهل الوصول إلى الممارسات الخاصة بالبيانات داخلها.

 

تجنب مشاركة البيانات الحساسة

 

يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تخزين البيانات الحساسة التي يشاركها المستخدمون وقد تستغلها بصورة أو بأخرى، وهو ما ينطبق على البيانات الشخصية والمعلومات المتعلقة بالعمل. لذا، ينصح خبراء الخصوصية بعدم مشاركة أي بيانات حساسة مع نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لأن نهج استخدام النماذج لتلك البيانات في المستقبل غير واضح.

 

لا ينبغي أن تشارك أي بيانات سرية، مثل الوثائق القانونية الشخصية أو المعلومات الخاصة بعملك، مع أدوات الذكاء الاصطناعي، فمثلا لا تستخدم هذه الأدوات لمعالجة المعلومات المالية الحساسة أو السجلات الطبية.

 

كذلك يشير الخبراء إلى حاجة الشركات لاستخدام أدوات ذكاء اصطناعي مخصصة تضمن وجود جدار حماية بين المعلومات الخاصة ونموذج الذكاء الاصطناعي. ولذلك تطور العديد من الشركات أدوات خاصة بها لتجنب استخدام بياناتها الحساسة داخل نماذج الذكاء الاصطناعي العامة.

 

ويشير الخبراء أيضا إلى أن عليك تجنب حتى مشاركة البيانات الشخصية التي تبدو عادية، مثل العناوين أو أرقام الهواتف، مع أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة حاليا.

 

يؤكد الخبراء أنه بينما يمكن للمستخدم حذف بياناته الشخصية المتاحة على مواقع الإنترنت، فإن خيار إلغاء الاشتراك من تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على هذه البيانات هو خيار أصعب وأكثر تعقيدا.

 

وغالبا لا توجد فائدة مباشرة من السماح لأدوات الذكاء الاصطناعي بالتدرب على بياناتك، لهذا عند إلغاء الاشتراك قد تقلل من خطر استخدام بياناتك في أمور لا تعرفها.

 

فمثلا في روبوت المحادثة "شات جي بي تي"، يمكنك إلغاء الاشتراك بالضغط على أيقونة الملف الشخصي، ثم اختيار "الإعدادات" (Settings)، ومنها اختيار "عناصر التحكم في البيانات" (Data Controls)، ومنها إلغاء تفعيل "تحسين النموذج للجميع" (Improve the model for everyone). وبهذا ستمنع استخدام أي محادثة جديدة لتدريب الروبوت على البيانات التي تشاركها معه.

 

أما روبوت المحادثة "جيميناي" فيتيح للمستخدمين تحديد فترة زمنية للاحتفاظ ببعض البيانات ثم حذفها، ويمكنك الوصول إلى هذه الميزة بالضغط على "النشاط" (Activity)، ومنها اختيار المدة التي ترغب في حذف نشاطك بعدها.

 

حذف المحادثات

 

حتى عمليات البحث البسيطة عن المعلومات التي تبدو غير ضارة قد تؤثر على خصوصيتك، لكن حذف المحادثات داخل أدوات الذكاء الاصطناعي قد يقلل من هذه المخاطر، كما يشير الخبراء.

 

ومن ثم فعليك تحديد أقصر مدة ممكنة لأدوات الذكاء الاصطناعي للاحتفاظ بالبيانات، كما يمكنك حذف سجلات المحادثات بانتظام بعد حصولك على المعلومات المطلوبة. قد تحتفظ بعض الشركات بسجلات للمحادثات في خوادمها، لكن هذه الخطوة تقلل من مخاطر وصول طرف خارجي إلى محادثاتك وبياناتك.

 

وباتباع هذه الخطوات والنصائح، يمكنك الاستمتاع بفوائد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي وميزاتها مع تقليل المخاطر المحتملة على خصوصيتك.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التولیدی أدوات الذکاء الاصطناعی إلغاء الاشتراک

إقرأ أيضاً:

الاستثمار في صناديق الذكاء الاصطناعي.. دروس قاسية

في الوقت الذي أصبحت فيه التقنيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي محورا رئيسيا للاستثمار في العالم، فإن بعض المستثمرين قد واجهوا خيبات أمل كبيرة رغم تحديدهم للموضوع الصحيح للاستثمار في السوق.

هذا الأمر يشير إلى تعقيدات الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) التي تركز على موضوعات معينة، خاصة في مجال سريع التغير مثل الذكاء الاصطناعي.

صناديق الذكاء الاصطناعي

وفي مقاله المنشور في وول ستريت جورنال، قال جيمس ماكنتوش إنه في عام 2023، شهدنا ارتفاعا كبيرا في قيمة أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، خاصة شركة إنفيديا التي حققت نجاحات ضخمة.

لكن رغم ذلك، لم تتمكن جميع صناديق الاستثمار المتداولة التي تركز على الذكاء الاصطناعي من تحقيق الأداء المتوقع. بل على العكس، منيت 3 من هذه الصناديق بخسائر فادحة، مما يشير إلى مدى تعقيد الاستثمار في هذا النوع من الصناديق.

أحد الأسباب الرئيسية لهذه الخسائر وفقا لماكنتوش هو أن بعض هذه الصناديق قد قللت من تعرضها لأسهم إنفيديا، التي ارتفعت بشكل كبير، لصالح توزيع الاستثمارات على أسهم أخرى في القطاع نفسه.

على سبيل المثال، صندوق "فيرست ترست إيه آي آند روبوتيكس" الذي تبلغ قيمته 457 مليون دولار كان لديه تعرض بنسبة 0.8% فقط لشركة إنفيديا، وهي نسبة أقل بكثير من التعرض لسهم شركة الأمن السيبراني بلاكبيري. هذا التوزيع وفقا للكاتب أثر سلبا على أداء الصندوق مقارنة بالصناديق التي كانت أكثر تركيزا على أسهم إنفيديا.

3 من الصناديق التي تركز على الذكاء الاصطناعي منيت بخسائر فادحة (شترستوك) إستراتيجيات مختلفة

وبينما تقوم بعض الصناديق بتنويع استثماراتها بشكل واسع، تركز صناديق أخرى على أسهم معينة بشكل أكبر.

فعلى سبيل المثال، قام صندوق "آي شيرز فيوتشر إيه آي آند تيك" التابع لشركة "بلاك روك" مؤخرا بتغيير إستراتيجيته لزيادة تعرضه لإنفيديا. ومع ذلك، فإن نتائج هذه الإستراتيجيات المختلفة قد تكون متباينة جدا.

جاي جاكوبس، رئيس صناديق الاستثمار المواضيعية والنشطة في بلاك روك، يشير إلى أن الاعتماد على القيمة السوقية يمكن أن يكون أكثر فاعلية عندما يكون للموضوع خصائص "الفائز يأخذ كل شيء"، كما هو الحال مع الذكاء الاصطناعي التوليدي.

من ناحية أخرى، تتبع بعض الصناديق مثل صندوق "غلوبال إكس إيك" إستراتيجية أوسع، مما أدى إلى أداء أفضل من غيره.

دروس مستفادة

ويشير ماكنتوش إلى أن تجربة صناديق الذكاء الاصطناعي في 2023 تقدم عدة دروس للمستثمرين أهمها:

فهم مكونات الصندوق: من الضروري أن يقوم المستثمرون بدراسة مكونات الصندوق وفهم إستراتيجيته قبل اتخاذ قرار الاستثمار. لا ينبغي الاعتماد فقط على الاسم، بل يجب النظر بعمق في المكونات وكيفية إدارة الصندوق. التوقيت مهم: الدخول في الوقت المناسب يمكن أن يكون الفرق بين الربح والخسارة. تشير دراسة أجراها البروفيسور إيتزاك بن-ديفيد إلى أن صناديق الاستثمار المتخصصة تميل إلى فقدان 6% سنويا في المتوسط خلال سنواتها الخمس الأولى، مما يبرز أهمية التوقيت في هذا النوع من الاستثمارات. الاستثمار على المدى الطويل: رغم أن الاستثمار الموضوعي يتم الترويج له كإستراتيجية طويلة الأجل، فإن الواقع يظهر أن العديد من الصناديق تتعرض للإغلاق أو التغيير عندما يصبح الموضوع أقل جذبا للسوق. لذلك، يجب أن يكون المستثمرون على استعداد للبقاء مع الاستثمار لفترة طويلة. الصناديق التي قللت من تعرضها لأسهم إنفيديا منيت بخسائر بسبب استحواذ الشركة على النسبة الكبرى من أرباح القطاع (شترستوك) تحديات إضافية

في الوقت الذي قد تبدو فيه صناديق الاستثمار المواضيعية جذابة بسبب ارتباطها بموضوعات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، فإن المستثمرين يجب أن يكونوا على دراية بالتحديات الإضافية التي قد تواجههم.

ويسرد جيمس ماكنتوش بعض هذه التحديات بالتالي:

تعريف الموضوع: تحديد الموضوع بشكل صحيح قد يكون صعبا. فرغم أن إنفيديا قد تكون مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، فإنها أيضا جزء من صناديق استثمارية ترتبط بألعاب الفيديو والعملات الرقمية، مما يزيد من تعقيد الاختيار الصحيح. التقلبات السوقية: السوق قد يعاقب الاستثمارات التي تعتمد على توزيعات متساوية للأسهم، خاصة عندما تكون هناك أسهم معينة مثل إنفيديا تحقق أداء كبيرا وتستحوذ على جزء كبير من السوق. الرسوم والتكاليف: الرسوم التي تفرضها صناديق الاستثمار المواضيعية قد تكون أعلى بكثير من تلك التي تفرضها صناديق الاستثمار العادية، مما يؤثر على العوائد النهائية للمستثمرين.

وبينما قد يبدو الذكاء الاصطناعي كموضوع استثماري واعد، فإن تجربة صناديق الاستثمار المتداولة في هذا المجال تؤكد على أهمية البحث الدقيق وفهم مكونات الصندوق وتوقيته.

في النهاية، الاستثمار المواضيعي -القائم على الموضوع- يأتي مع مخاطر كبيرة، ويجب على المستثمرين أن يكونوا على دراية كاملة بهذه المخاطر وأن يتخذوا قراراتهم بحذر.

ويؤكد الكاتب أنه من الضروري أيضا أن يكون المستثمرون على دراية بأن الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة الموضوعية ليس دائما هو الحل الأمثل، وقد يكون من الأفضل التفكير في إستراتيجيات استثمارية أكثر تقليدية ومستدامة على المدى الطويل.

مقالات مشابهة

  • «لو شغلك كله على الموبايل».. كيف تحمي ابنك من تقليدك حتى لا يدمن الهاتف؟
  • سوء استخدام الذكاء الاصطناعي سيكلّف العالم 10 تريليونات دولار
  • هل NVIDIA متهمة بمكافحة الاحتكار في مجال الذكاء الاصطناعي
  • سامسونج تعرض أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي في IFA 2024
  • الاستثمار في صناديق الذكاء الاصطناعي.. دروس قاسية
  • تعرف على قائمة الدول التي أوقفت تصدير الأسلحة لإسرائيل
  • قوانين جمة لتقويض الذكاء الاصطناعي.. ما أثرها؟
  • قائمة الدول التي علقت أو قيّدت تصدير الأسلحة لإسرائيل
  • تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ.. أبرزها زيادة استخدام الطاقة
  • معلومات الوزراء يوضح فوائد وتحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة التغيرات المناخية