أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف "COP28"، أن رؤية القيادة مكَّنت دولة الإمارات من استعادة ثقة العالم بمنظومة العمل الدولي متعدد الأطراف، لتعزيز كلٍ من الجهود المناخية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للجميع بشكل متزامن، بما يساهم في حماية البشرية وكوكب الأرض.

جاء ذلك في كلمته أمام الاجتماع الوزاري الثامن للعمل المناخي المقام في مدينة ووهان الصينية بحضور العديد من الوزراء المعنيين بالمناخ من مختلف أنحاء العالم.

ودعا معاليه إلى ضرورة مشاركة كافة الأطراف التي ساهمت في التوصل إلى "اتفاق الإمارات" التاريخي في تنفيذ الالتزامات التي نص عليها وتحويل المساهمات المحددة وطنياً إلى خطط عملية وشاملة تغطي جميع مجالات العمل المناخي، بما في ذلك خفض الانبعاثات ومنع إزالة الغابات لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للجميع.

وقال: إن منهجية التكاتف وتضافر الجهود كانت أساس نجاح رئاسة "COP28" في التوصل إلى "اتفاق الإمارات" التاريخي في ختام المؤتمر الذي استضافته دولة الإمارات في ديسمبر الماضي، وأنها تسهم حالياً في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة، مشيراً إلى إعلان شركة "بتروتشاينا"، التي تمثل نحو 3.5 في المائة من إنتاج النفط العالمي، انضمامها إلى "ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز" الذي تم إطلاقه خلال "COP28"لتسريع خفض انبعاثات القطاع.وتنضم شركة بتروتشاينا إلى 52 شركة أخرى ملتزمة بالميثاق تمثل حوالي 40 في المائة من إنتاج النفط العالمي، حيث يفوق عدد شركات النفط الوطنية 60 في المائة منها، وهو أكبر عدد على الإطلاق من تلك الشركات يلتزم بمبادرة لخفض الانبعاثات.

ويدعو الميثاق شركات النفط والغاز إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 وإزالة انبعاثات غاز الميثان ووقف عمليات حرق الغاز بحلول 2030، والالتزام بأفضل الممارسات العالمية لخفض الانبعاثات، بالتزامن مع الاستثمار في بناء منظومة الطاقة المستقبلية.وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر إن التزام "بتروتشاينا" بالميثاق يعدُّ خطوة مهمة تعزز الدور الريادي للصين في جهود خفض الانبعاثات عالمياً، وتشجع المزيد من المؤسسات العالمية على الانضمام إليه.ولفت معاليه إلى دور رئاسة المؤتمر في تحفيز الدول لتحويل مساهمتها المحددة وطنياً إلى خطط فعالة تدعم جهود التنفيذ وتشمل مجالات التخفيف والتكيّف بشكل متوازن.

وأضاف معاليه أن ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف تساهم في توحيد جهود 'COP28' مع رئاستَي و'COP29' الذي تستضيفه أذربيجان العام الجاري و'COP30' الذي تستضيفه البرازيل في العام القادم، وتقوم بدور مهم في بناء الزخم السياسي اللازم لتحقيق أهداف العمل المناخي.ولفت إلى ضرورة تركيز كافة القطاعات على تعزيز المرونة المناخية، وتبني استراتيجيات تضمن مواكبة نماذج أعمالها للمستقبل، وتضع الحفاظ على البشر وحماية بيئة كوكب الأرض ضمن أهم أولوياتها.

أخبار ذات صلة حسن عبدالله.. فارس العمل التطوعي خبراء: الذكاء الاصطناعي يرسم خريطة طريق لمستقبل الرعاية الصحية

وأكد معاليه على ضرورة تعزيز الاستثمار في منظومات الطاقة النظيفة بالتزامن مع خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية، وأشار إلى أن هدف زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات خلال العقد الحالي الذي نص عليه "اتفاق الإمارات" التاريخي سيساهم في رفع سقف الطموح المناخي العالمي.

ونوه إلى حاجة العالم لزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة بنسبة 16.4 في المائة سنوياً حتى عام 2030، بحسب أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، مشيراً إلى أنه على مدى التاريخ استطاعت البشرية تحقيق إنجازات عظيمة تفوق التوقعات رغم الشكوك والمخاوف، مؤكداً أن المجتمع الدولي أحرز تقدماً استثنائياً في هذا المجال خلال العقدين الماضيين حتى أصبح العالم يضيف إلى قدرته الإنتاجية من الطاقة الشمسية الآن 2 غيغاواط يومياً، وهو ضعف ما أضافه في عام 2004 بأكمله.


وأوضح معالي الدكتور سلطان الجابر أن الصين ساهمت بشكل كبير في هذا التقدم، حيث تُنتِجُ أكثر من نصف إجمالي القدرة الإنتاجية العالمية من الطاقة الشمسية، وما يزيد على 80 في المائة من الألواح الشمسية، مؤكداً على أهمية الاسترشاد بنموذج تجربتها.

وأشار معاليه في كلمته إلى الإمكانيات الكبيرة للذكاء الاصطناعي التي تتيح له المساهمة بشكل فعّال في خفض الانبعاثات وإحداث تأثير إيجابي ملموس في قطاعَي الطاقة والنقل، وأوضح أن تطوير تقنياته سيؤدي إلى زيادة الطلب العالمي على الطاقة، مما يستدعي تلبية هذا الطلب بأساليب ذكية للاستفادة من تطبيقاته.ولفت أيضاً إلى حاجة العالم للتوسّع في مصادر الطاقة النووية، وتسريع التصاريح لإقامة مشروعات الطاقة النظيفة، وتحديث البنية التحتية اللازمة لشبكات الكهرباء، وتعزيز الاعتماد على الغاز الطبيعي في توفير الطاقة.وجدد معاليه الدعوة إلى إعادة هيكلة الإطار العالمي للتمويل المناخي، بما يمكّنه من توفير مزيد من التمويل بشروط ميسّرة وتكلفة مناسبة، بالإضافة إلى تحفيز استثمارات القطاع الخاص.

وأوضح معاليه أن هذه المهمة تشكّل تحدياً في ضوء تزايد أعباء الديون على العديد من الدول ومحدودية خيارات السياسات المالية لديها، مشيراً إلى ضرورة خفض المخاطر التي تتعرض لها استثمارات القطاع الخاص لضمان مشاركته إلى جانب الحكومات في توفير تريليونات الدولارات اللازمة لتمويل العمل المناخي. وأشار معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر إلى إمكانية تطوير آليات العمل المناخي العالمي بشكل ملموس من خلال المبادرات الجديدة التي شهدها 'COP28' مثل "ألتيرَّا"، الذي أطلقته دولة الإمارات كأكبر صندوق استثماري خاص يركز على مواجهة تغير المناخ برأس مال أولي قدره 30 مليار دولار.وأكد معاليه أن "اتفاق الإمارات" ساهم في تعزيز الطموح المناخي العالمي، وشدد على ضرورة التزام الأطراف برفع سقف الطموح إلى مستوى أعلى في النسخة القادمة من المساهمات المحددة وطنياً، واتِّخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تحويل هذه المساهمات إلى إجراءات عملية ملموسة.جدير بالذكر أن ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف تستضيف، خلال الأسبوع الجاري ضمن فعاليات "المؤتمر الوزاري المعني بالعمل المناخي"، اجتماعاً وفق أسلوب المجلس الإماراتي يركز على حماية واستعادة وتعزيز مخازن الكربون الطبيعية كالغابات والأراضي الرطبة والمسطحات المائية، بما في ذلك من خلال الاستفادة من الروابط العديدة بين مجالَي التنوع البيولوجي والمناخ.

وتأتي هذه الجلسة ضمن سلسلة "مجالس العمل الطَموح"، التي أطلقتها الترويكا العام الجاري خلال فعاليات "حوار بيترسبرغ للمناخ" في العاصمة الألمانية برلين، في إطار جهودها لمساعدة الأطراف على رفع سقف الطموح في الجولة القادمة من المساهمات المحددة وطنياً.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سلطان الجابر الإمارات التنمية المستدامة معالی الدکتور سلطان اتفاق الإمارات خفض الانبعاثات العمل المناخی المحددة وطنیا فی المائة من

إقرأ أيضاً:

المؤتمر الوزاري العالمي للسلامة الطرقية يدعو لإعتماد قرار أممي لتفعيل إعلان مراكش

زنقة 20. مراكش

دعا المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول السلامة الطرقية، اليوم الخميس، الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اعتماد قرار أممي يكرس تفعيل إعلان مراكش.

وأكد الوزراء ورؤساء الوفود وممثلو المنظمات الدولية والقطاع الخاص الدور المحوري لهذا الإعلان في تعزيز السلامة الطرقية على الصعيد العالمي، ودعم تنفيذ الالتزامات المنبثقة عن أشغال المؤتمر.

واقترحوا، في هذا الصدد، عقد اجتماع إقليمي بالمغرب مخصص لإفريقيا في منتصف المدة، يعهد بتنظيمه إلى وزارة النقل واللوجستيك، لضمان تتبع تفعيل توصيات هذا الإعلان.

وفي هذا الإطار، أوصى الوزراء بإحداث لجنة خاصة برئاسة الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا)، وذلك بهدف ملاءمة السياسات والممارسات الإفريقية في هذا المجال، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة (أجندة 2030).

ودعوا، من جهة أخرى، منظمة الصحة العالمية إلى الإشراف على تتبع تنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها الدول الأعضاء خلال مؤتمر مراكش، وإحالة تقارير دورية بهذا الشأن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي السياق ذاته، نوهت الوفود المشاركة باعتماد القرار رقم 78-290 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي تقدم به المغرب في 24 يونيو 2024، وذلك بهدف تعزيز السلامة الطرقية عبر العالم.

يشار إلى أن المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول السلامة الطرقية، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار “الالتزام من أجل الحياة”، يعقد لأول مرة في بلد إفريقي، بمشاركة وفود رسمية يترأسها أزيد من 100 وزير يشرفون على قطاعات النقل والداخلية والبنية التحتية والصحة، في إطار مقاربة شاملة تهدف إلى تعزيز السلامة الطرقية على المستوى العالمي.

مقالات مشابهة

  • مشاركون: التسامح والتعايش السبيل الأمثل لتحقيق السلام العالمي
  • انطلاق فعالية "رواء ظفار" لتسليط الضوء على التنمية المستدامة في عمان
  • وزيرة التخطيط تلتقي الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية بالبحرين
  • المشاط تلتقي وزيرة التنمية المستدامة الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية بالبحرين
  • برلماني: دعم ريادة الأعمال جزء من الاستراتيجية الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة
  • التعليم العالي: دمج المياه العذبة في الاقتصاد الأزرق ودعم التنمية المستدامة
  • خلال لقائه رئيس الاقليم.. السوداني يدعو للإسراع في استئناف إنتاج وتصدير نفط كوردستان
  • التعليم العالي: صندوق رعاية المبتكرين يدعم المشروعات التي تحقق التنمية المستدامة
  • رئيس وزراء باكستان يدعو إلى تبني إستراتيجية فعالة لتعزيز الصادرات
  • المؤتمر الوزاري العالمي للسلامة الطرقية يدعو لإعتماد قرار أممي لتفعيل إعلان مراكش