لبنان ٢٤:
2025-01-20@14:49:40 GMT

في لبنان... حفلات الأطفال Show Off للكبار

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

في لبنان... حفلات الأطفال Show Off للكبار

هل تذكرون حين كان قالب الحلوى منزليّ الصنع فرحة منتظرة في كل أعياد الميلاد؟ ربما الجيل الأخير الذي تسنّت له فرصة عيش هذه البساطة السعيدة هو جيل التسعينيات، الذي يعدّ بالفعل، جيلاً فاصلاً. إذ يبدو أن واقع حفلات الأطفال على وجه التحديد، تطغى فيه ثقافة المنافسة بالإسراف والبهرجة المبالغ بها على المعنى الحقيقي للإحتفال.

فبدلاً من أن ينشغل الأهل بفرحتهم بأبنائهم، نراهم منهمكين بالتركيز الفائض على أدق التفاصيل المادية التي قد لا تكون ملزمة، خاصة في ظروفنا الإقتصادية الحالية.
ما هو الهدف؟
عيد ميلاد، العمادة، المناولة الأولى، التخرّج، ومناسبات أخرى ينتظرها جميع الأهل بفارغ الصبر لتوثيق أجمل اللحظات والذكريات السعيدة مع أطفالهم، تحوّلت في ظاهرة غريبة في بلدنا، إلى فرصة يقتنصها الكثيرون لإطلاق عجلة المنافسة الشرسة على تنظيم الحفل الأجمل والأغلى ثمناً.
حجّة الكثيرين في هذا الإطار، هي "على قد بساطك مدّ إجريك". إلا أن "بساط" العديد من اللبنانيين يبدو واسعاً وطويلاً بحيث يسمحون لأنفسهم بصرف مبالغ طائلة وخيالية بالنسبة للكثيرين. فيما عدد كبير لم يستفق بعد من هول الأزمة الإقتصادية التي ألمّت به، فيلجأ إمّا إلى التقاليد الإعتيادية للإحتفال، أو يجد نفسه أمام ضغوطات هائلة عليه تجاوزها للبقاء بالمستوى عينه مع الآخرين.
ويبقى السؤال هنا، هل فرحة الأطفال تعدّ ناقصة إذا لم تشبه حفلاتهم الأعراس المعروفة بضخامتها في أغلب الأحيان؟
بحسب ما تراه رولا وهي أم لولدين، فالمبالغة في تحضير حفلات الأطفال مهما كانت المناسبة تعدّ أمراً ثقيلاً اقتصادياً ولا فائدة منه.
وفي حديث لـ"لبنان 24"، اعتبرت رولا أن "أعياد الميلاد اليوم باتت مناسبة تخصّ الأهل والأصدقاء أكثر من الطفل صاحب العيد"، مشيرة إلى أن الطفل لا يحتاج سوى للحب والإحاطة من جانب أهله وأصدقائه، ولا يخلو الأمر من بعض الزينة والجمالية.
وأكدت أن ظاهرة تضخيم الإحتفالات باتت تشكّل عبئاً على الجزء غير الميسور من الأهالي، الذي وجد نفسه أمام "كابوسين"، الأوّل هو الأزمة الإقتصادية الخانقة، والآخر هو الضغط الهائل الذي يواجهه لتلبية مطالب المجتمع أولاّ ثم طفله.
كما لفتت إلى أنه حتى ولو كان الأهل يمتلكون مالاً وفيراً وأرادوا بالفعل إقامة احتفال لأولادهم، فليس هذا الأمر مبرراً للإسراف لأنهم بذلك سيعززون ثقافة النرجسية والفوقية لدى أبنائهم على سائر الأطفال.
وقالت: "من الناحية المادية، أستطيع تنظيم أكبر الحفلات لولديّ، ولكن هل هذا هو مفهوم السعادة الذي أريد أن أوصله لهما؟"، معتبرة أنه يجب تثقيف الأطفال على أهمية الترفع عن صغائر التفاصيل المادية التي تحجب النظر عن الأساس، وهو الإستمتاع مع الأقرب إلى قلوبنا بأجمل المناسبات.
كلفة خيالية
وبما أننا خارجون من موسم حافلٍ بالمناولة الأولى في لبنان، في ما يلي عينة تقريبية عن أسعار حفلة مرتفعة الثمن بهذه المناسبة تضمّ 80 شخصاً:
قالب الحلوى: 300$
زينة: 800$
كلفة المطعم: 5000$
هدايا تذكارية: 500$
تصوير: 300$
تنسيق موسيقى: 200$
زفّة أو Parade: 200- 400$
قرابة الـ8 آلاف دولار أميركي تبلغ كلفة حفلة باهظة الثمن في لبنان، بينما يمكن أن يتمّ الإحتفال بهذه المناسبة الدينية بشكل بسيط وبنفس عدد المدعوين بكلفة أقل مع حذف العديد من الأمور كالزفّة التي باتت ظاهرة غريبة تخطّت مكانها الطبيعي أي الأعراس، علاوة على التصوير الذي يمكن الإستعاضة عنه بكاميرا الهواتف الذكية عالية الدقة أو استعارة كاميرا احترافية من أحد الأصدقاء أو الأهل، فضلاً عن إمكانية الإستغناء عن التنسيق الموسيقي واستبداله بلائحة أغانٍ محضرة مسبقاً يمكن إعطاؤها للمطعم.، بالإضافة إلى تعديلات عدّة على التفاصيل بهدف خفض التكلفة.
عوامل عدّة
لحسن الحظ، يعدّ لبنان نقطة في بحر مما يحصل في العديد من الدول حين يتعلّق الأمر بالمبالغة في التحضير للإحتفالات، ويبدو أن عوامل محددة وصلت بالأهل إلى هذا الدرك من المغالاة في تجهيز مناسبات أطفالهم.
وعلى رأس هذه العوامل، التعرض الزائد لمواقع التواصل الإجتماعي التي باتت مساحة لا حدود لها للتباهي بما نفعله في يومياتنا، فكيف إذا تعلّق الأمر بمناسبة يمكن من خلالها أن نظهر أفضل ما لدينا؟ من هنا، زادت نزعة التقليد والمنافسة لدى الكثيرين لإثبات أنهم يمتلكون الأفضل في كل شيء.
إلا أنه على الأرض، يزيد هذا الأمر من توسع الفجوة الإجتماعية والممارسات الخاطئة على غرار الإستدانة لتنظيم حفل أكثر ضخامة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ة التی

إقرأ أيضاً:

حفلات الكشف عن جنس المولود.. لحظات سعيدة تتحول إلى كارثة

في عام 2008، انطلقت أولى حفلات الكشف عن جنس المولود وكان أمرا غريبا. واليوم، أصبحت تلك الحفلات شائعة للغاية، حيث يؤدي البحث السريع على موقع يوتيوب إلى ظهور مئات مقاطع الفيديو لأزواج يكشفون عن جنس طفلهم في احتفال يضم أحد اللونين، الأزرق للصبي والوردي للفتاة.

ورغم بساطة الفكرة، فإن الإفراط في استخدامها وتكلفتها وما يترتب عليها جعلها محلا للجدل.

"خارجة عن السيطرة"

قبل 17 عاما، احتفلت جينا كارفونيديس بحملها، ونشرت على مدونتها "هاي غلوس آند صوص"، قبل ظهور إنستغرام، مقطع فيديو يكشف عن جنس الطفل من خلال تقطيع كعكة مليئة بالكريمة الوردية. وانتشر الحدث وسرعان ما أصبحت "حفلات الكشف عن جنس المولود" اتجاها شائعا، ونسب الفضل إلى كارفونيديس في إطلاق ذلك الاحتفال.

وبعد 8 سنوات من ذلك الحدث، وصفت كارفونيديس حفلات الكشف عن جنس المولود المتزايدة، لشبكة "إن بي آر"، بأنها "كابوس".

واعتبرت كارفونيديس تلك الحفلات، التي يتشارك فيها الوالدان مع أفراد العائلة والأصدقاء خبر معرفة نوع الجنين للمرة الأولى، بأنها أصبحت "خارجة عن السيطرة"، ويرجع ذلك جزئيا إلى تكلفتها المرتفعة وإلى الأضرار الناجمة عنها.

وأشارت إلى أن تلك الحفلات قد تسبب أضرارا لأشخاص آخرين، بعدما شاهدت مقطع فيديو لحفل الكشف عن جنس المولود الذي تسبب عن غير قصد في اندلاع حريق هائل أتى على ما يقرب من 47 ألف فدان. وقالت كارفونيديس "لا نحتاج إلى الحصول على سعادتنا من خلال التسبب في الألم للآخرين. أعتقد أن هناك طريقة جديدة لإقامة هذه الحفلات وهذه الفكرة بسيطة مثل تناول الكعكة فقط".

إعلان

قد تكون الأميركية كارفونيديس هي من ابتكر فكرة حفلات الكشف عن جنس المولود، لكن هذه الظاهرة تجاوزت حدود الولايات المتحدة وانتشرت عالميا. ومع انتشارها، يتعرض الآباء لضغوط متزايدة لإقامة هذه الحفلات بمجرد معرفة جنس الجنين، وغالبا ما يكون ذلك بين الأسبوع 18 والأسبوع 24 من الحمل.

لكن الضغوط لا تقتصر على إقامة الحفل فحسب، بل تشمل أيضا التباهي والمزايدة في تنظيم حفلات مكلفة تصل تكاليفها إلى آلاف الدولارات.

بعض حفلات الكشف عن نوع المولود تجاوزت حدود السلامة لتصبح مأساوية أحيانا (شترستوك)

وأشارت الكاتبة والناقدة الأميركية جانيس هاريدا، في تقرير على موقع "ميديوم"، إلى أن العصر الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي يلعبان دورا كبيرا في تعزيز هذا الاتجاه. إذ تسهم منصات مثل "إنستغرام" و"تيك توك" و"بنترست" في عرض أفكار مبتكرة ومشاهد احتفالية متقنة، مما يضع الآباء تحت ضغط اجتماعي غير مباشر للإبداع والتميز لجذب الانتباه.

ويؤدي هذا السعي لتحقيق لحظة استثنائية وجذابة على وسائل التواصل الاجتماعي غالبا إلى تضخم التكاليف بشكل غير متوقع. وتشمل هذه التكاليف الديكورات الفاخرة، والمؤثرات الخاصة، والتصوير الاحترافي، وأحيانا الاستعانة بمخططي حفلات متخصصين.

في حين تتراوح تكلفة الحفلات البسيطة ما بين 250 إلى ألف دولار، أوضحت هاريدا أن بعض الحفلات قد تتجاوز تلك الحدود لتصل إلى مبالغ طائلة قد تصل إلى ملايين الدولارات، خاصة عندما يكون الهدف هو خلق لحظة استثنائية تنتشر عبر الإنترنت.

واستخدام مطور العقارات المليونير البريطاني، ستيفن هاميلتون، سيارة لامبورغيني أوروس جزءا من حفل الكشف عن جنس مولوده، مما جعلها واحدة من أبرز الأمثلة على حفلات الكشف الباهظة عالميا. ووفقا لموقع "أوتوفوليشن"، تم تغليف السيارة باللون الأزرق، وبلغت التكلفة الإجمالية للحفل، بما في ذلك تخصيص السيارة واستئجار الموقع، نحو 500 ألف دولار.

إعلان

وأسهم هذا النوع من المبالغة في ازدهار سوق تجاري مخصص لتلبية احتياجات هذه الاحتفالات، حيث يتم تشجيع الاستهلاك من خلال سهولة الحصول على المنتجات عبر الإنترنت أو من المتاجر الكبرى. ببضع نقرات فقط، يمكن للوالدين اختيار مجموعة واسعة من المنتجات المصممة خصيصا لهذه المناسبات، مثل الهدايا التذكارية، ودفاتر الضيوف، وأغلفة الحلوى، والملابس المميزة التي تحمل عبارات طريفة مثل "أنا هنا فقط من أجل الكعكة" أو "فريق صبي/ بنت".

ولم يعد الأمر يقتصر على المنتجات الأساسية، بل تطورت الصناعة لتشمل زينة باللونين الوردي والأزرق، وبالونات تكشف عن جنس المولود عند انفجارها، وعروضا ضوئية، وألعابا نارية مخصصة. كما انتشرت خدمات متخصصة في تخطيط وتنظيم هذه الحفلات، مما يضيف مزيدا من التعقيد والكلفة لهذه المناسبات.

ولا تقتصر هذه السوق على تلبية الطلب فقط، بل تعكس تحول حفلات الكشف عن جنس المولود إلى صناعة مزدهرة بحد ذاتها، مدفوعة برغبة الأهل في تقديم حدث استثنائي يلفت الأنظار، سواء في الواقع أو عبر منصات التواصل الاجتماعي.

السعي لتحقيق لحظة استثنائية على وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي غالبا إلى تضخم التكاليف بشكل غير متوقع (شترستوك) أكثر "الحفلات" كارثية

تحولت المنافسة الشديدة في تنظيم حفلات الكشف عن جنس المولود إلى ظاهرة معقدة ومكلفة، لكن بعض هذه الحفلات تجاوزت حدود السلامة لتصبح خطيرة، بل مأساوية في بعض الأحيان. من أبرز الحوادث:

1- حريق هائل

في يوليو/تموز 2021، ذكرت صحيفة الغارديان أن زوجين من كاليفورنيا وُجهت إليهما 30 تهمة جنائية لدورهما في إشعال حريق هائل بمنطقة إلدورادو عام 2020. والحريق اندلع بسبب استخدام جهاز ألعاب نارية خلال حفل للكشف عن جنس المولود، مما أسفر عن تدمير نحو 23 ألف فدان، و5 منازل، و15 مبنى آخر. كما تسبب الحريق في وفاة رجل إطفاء أثناء محاولته السيطرة عليه.

إعلان 2- تحطم طائرة

في أبريل/نيسان 2021، نقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" حادث تحطم طائرة كانت متجهة إلى المكسيك، ويخرج منها دخان وردي للإعلان عن جنس المولود. والطائرة تحطمت وسقطت في المحيط، مما أدى إلى وفاة شخصين كانا على متنها.

3- خسائر في الأرواح

في عام 2019، شهدت ولاية أيوا الأميركية حادثة مأساوية خلال حفل للكشف عن جنس المولود، عندما استخدمت العائلة جهازا يدوي الصنع لإنتاج دخان ملون. وكان الجهاز مصمما بشكل غير آمن، فتحول إلى قنبلة انفجرت بعنف، وأدت الشظايا إلى مقتل جدة الطفل المنتظر على الفور.

وفي حادثة مماثلة بعد عامين، توفي رجل يبلغ من العمر (28 عاما) في نيويورك أثناء صنع جهاز للكشف عن جنس مولوده، حيث انفجر الجهاز بشكل مفاجئ وتسبب في إصابته القاتلة.

4- كارثة بيئية وتعويضات مالية

في أريزونا الأميركية عام 2017، قام الضيوف بإطلاق النار على هدف مملوء بمادة "تانيرايت"، وهي مادة شديدة الانفجار. وبحسب سي إن إن، كان الهدف يحمل كلمتي "ولد" و"فتاة"، وعند انفجاره تصاعدت سحابة زرقاء، معلنة أن الجنين ذكر.

لكن الاحتفال سرعان ما تحول إلى كارثة بيئية، حيث تسببت شدة الانفجار في إشعال الشجيرات الجافة المحيطة، مما أدى إلى اندلاع حريق غابات هائل امتد إلى 47 ألف فدان، محدثا أضرارا بملايين الدولارات.

انتهى الحفل بشكل مأساوي، حيث تم تحميل المسؤولين عن الحفل تكاليف التعويضات التي تجاوزت 8 ملايين دولار نتيجة للدمار الذي لحق بالبيئة والممتلكات.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: هذا حجم الدمار الذي أحدثته إسرائيل بلبنان بعد الهدنة
  • 53 عنوانا جديدا لـ«المصرية اللبنانية» في معرض الكتاب للكبار والأطفال
  • نهضة مصر تطلق "صغار ديزني" لتشجيع القراءة للأطفال تحت سن 3 سنوات
  • حدود التعارف بين الرجل والمرأة قبل الخِطبة.. الإفتاء توضح
  • فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
  • حفلات الكشف عن جنس المولود.. لحظات سعيدة تتحول إلى كارثة
  • "النواب اللبناني" يؤكد ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي لا تزال تحتلها
  • سعيد ونيس: لا بد من ضرورة التصدي للمحاصصة التي أرهقت المؤسسات السيادية
  • مفاضلة الأهل بين الأبناء.. دراسة تكشف الحقيقة المفاجئة!
  • قرار قضائي جديد يقيد العمل بالمادة 9 التي تمنع الحجز على ممتلكات الدولة في حال عدم احترام شروط تطبيقها