تونس.. هل انتهت أزمة الخبز؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
تونس.. هل انتهت أزمة الخبز؟
"إن موضوع ندرة الخبز مطروح منذ أكثر من سنة وقد تحدثنا حوله ونرغب في الوصول الى حل جذري الآن".
"التلاعب هو عندما نصنع خبزا أكثر سعرا"، و"التلاعب من الآخرين الذين يأخذون دقيقا بأسعار معينة ويرفعون السعر".
طوابير طويلة أمام المخابز لمواطنين يرغبون في الحصول ولو على رغيف، ما دفع منظمات نقابية للدعوة لتنظيم وقفات احتجاجية.
"الخبز مادة حساسة يهم كل العائلات التونسية وفي كل مرة هناك ضبابية حول أسباب النقص فيه والأسعار والمخابز المصنفة والأخرى غير المصنفة".
يعتزم نحو 1500 مخبز تابع لمجمع المخابز العصرية تنظيم وقفات احتجاجية أمام وزارة التجارة لتسوية وضعية المخابز من حيث التزود بالدقيق بعد قرار الدولة منعه.
"الأمر وصل حتى الأرياف من حيث الطوابير أمام المخابز وهناك من يقول إن البعض يقتني أكثر من حاجته من الخبز خوفا من فقدانه"و"المشهد يتضاعف في المناطق السياحية وأماكن الاصطياف".
* * *
تصاعدت في الآونة الأخيرة أزمة نقص الخبز في تونس، وشوهدت الطوابير الطويلة أمام المخابز لمواطنين يرغبون في الحصول ولو على رغيف، ما دفع منظمات نقابية للدعوة لتنظيم وقفات احتجاجية.
وفي الوقت الذي يقول فيه محمد بوعنان، رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، "إن الأزمة أصبحت من الماضي والخبز متوفر"، يعتزم نحو 1500 مخبز تابع للمجمع المهني للمخابز العصرية التابع لـ"كونفيدرالية المؤسسات المواطنة" تنظيم وقفات احتجاجية، الإثنين، أمام وزارة التجارة للمطالبة بتسوية وضعية المخابز التابعة له من حيث التزود بمادة الدقيق التي قرّرت الدولة منعه عنها.
الأزمة أصبحت من الماضي؟
قال محمد بوعنان حول نقص توفر الخبز: "إن هذا الموضوع انتهى وكان موجودا في الأسبوع الماضي".
وأضاف: "هذا الأسبوع عدنا للخبز العادي ولم يعمل الآخرون (المخابز العصرية) وبعملنا نحن انتهت ظاهرة الطوابير".
وتابع: "الدولة قالت لنا اعملوا وسنزودكم بأكثر فارينة (دقيق) مكانهم (مكان المخابز العصرية غير المصنفة)؛ فانتهى المشكل".
و نفى بوعنان ما يتردد من احتكار مادتي السميد والدقيق بالقول: "ليس هناك تلاعب؛ إذا أعطونا الفارينة والسميد نصنع خبزا".
واعتبر أن "التلاعب هو عندما نصنع خبزا أكثر سعرا"، و"التلاعب من الآخرين الذين يأخذون دقيقا بأسعار معينة ويرفعون السعر".
وأكد بوعنان أن المطاحن تعمل والخبز متوفر ولا وجود لأي مشكل".
وحول المخابز التي تم إغلاقها، قال بوعنان: “هذه المخابز المغلقة قد لا تكون لها رخص للعمل”، مشددا، “أن المخابز غير المصنفة (تسمية الدولة للمخابز العصرية التابعة لكونفيدرالية المؤسسات المواطنة) هي سبب المشكل ولم يعد لها الحق في إنتاج أي رغيف”.
وأوضح بوعنان أن "الدولة تريد أن يأخذ المواطنون خبزا مدعما".
صفاقس.. لا وجود لمشكل الخبز
عبودة البرشاني، عضو الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز، وصاحب مخبز، في مدينة صفاقس، قال: "في صفاقس ليس هناك طوابير والتزويد جيد من المطاحن وحتى المناطق السياحية بقرقنة والمحرس، الأوضاع جيدة والخبز متوفر إلى العاشرة ليلا".
وأضاف البرشاني: "الدولة تعطينا نصيبنا من الدقيق ويحصل تأخير أحيانا في المخابز التي تتزود من المطاحن في سوسة، أو قابس، ولكن ليس هناك صفوف في صفاقس".
الأزمة لها أكثر من سنة
من جانبه، قال عمار ضيّة، رئيس منظمة الدفاع المستهلك في تونس "إن موضوع ندرة الخبز مطروح منذ أكثر من سنة وقد تحدثنا حوله ونرغب في الوصول الى حل جذري الآن".
وأضاف ضيّة: "أولا الخبز مادة حساسة يهم كل العائلات التونسية وفي كل مرة هناك ضبابية حول أسباب النقص فيه والأسعار والمخابز المصنفة والأخرى غير المصنفة".
وتابع: "المواطن البسيط لا يعرف ما يحدث. مخابز تبيع الرغيف الصغير بـ250 مليم (0.081 دولارا) وأخرى بسعر أغلى".
وزاد ضيّة: "اليوم وصلنا إلى وضعية طوابير أمام المخابز وممارسات مبالغ فيها في استغلال الظرف، خاصة ما حدث خلال عيد الأضحى حيث بيع الرغيف بـ500 مليم (0.166 دولارا)".
وفيما يخص أزمة الطوابير، قال ضيّة: "من قبل كان التجار الصغار يبيعون الخبز، أما اليوم لا يبيعون. لذلك يضطر كثير من الناس الى التجمع أمام المخابز".
وأضاف أن "الأمر وصل حتى الأرياف من حيث وجود الطوابير أمام المخابز وهناك من يقول إن البعض يقتني أكثر من حاجته من الخبز خوفا من فقدانه".
ووفق ضيّة: "المشهد يتضاعف في المناطق السياحية وأماكن الاصطياف".
على الدولة ايجاد حلول..
وبالنسبة لمنظمته، يقول ضيّة: “إنهم اتصلوا بوزارة التجارة التي قالت إنها ستجد حلولا منها تشديد الرقابة على المخابز للحد من التلاعب بهذه المادة الحيوية وإجبار من يتلقى الفرينة (الطحين) المدعمة على إنتاج الكميات اللازمة من الخبز كامل اليوم وهذا يقلل من ظاهرة الطوابير”.
وحول علاقة الأزمة بالنقص الحاد في التزود بالحبوب من قبل الدولة، قال ضيّة: “الجميع في العالم له مشكل تزود بالحبوب بفعل حرب أوكرانيا وروسيا”.
وأكد ضية أن “كثيرا من البلدان في إفريقيا ستجوع”.
ماذا ينتظر عمال المخابز العصرية؟
مراد حفيظ يشتغل محاسبا في مخبز عصري بمنطقة برج الطويل (ولاية أريانة – شمال العاصمة) وجد نفسه في حالة إحباط بعد قرار الدولة منع الطحين عن هذا الصنف من المخابز، قال: “نحن 13 عاملا في هذ المخبز. سنصبح عاطلين عن العمل، نحن نعمل في مخبز غير مصنف ومنذ أيام لا نعلم ما هو مصيرنا”.
وأضاف حفيظ وعلامات الحيرة بادية عليه “1500 مخبز وآلاف العمال ماذا سيفعلون؟”.
وأوضح حفيظ: “أنا لست مع أصحاب المخابز العصرية ولا ضد المخابز المدعمة (المصنفة) ولكن ما هو مصيرنا نحن؟”.
طارق حلاق في برج الطويل، كان في رحلة البحث عن الخبز قال: “عندما أذهب صباحا لأشتري الخبز أجد أن جميع المخابز مغلقة وانتظر ساعة ونصف لأحصل على الخبز”.
وأضاف طارق: “المخبز بجانبنا في الحي مغلق ونحن نعمل أصلا من أجل توفير الخبز لأبنائنا، ونحن في منطقة بعيدة عن مركز الولاية. ماذا سنفعل؟”.
وتابع طارق: “نحن نحبذ ألا تقع هذه الأزمة ونريد عندما نصل إلى المخبز نأخذ خبزنا ونعود إلى عملنا إلا أن الطوابير تضاعفت”.
والأربعاء، قرر المجمع المهني للمخابز العصرية التابع لـ"كونفيدرالية المؤسسات المواطنة" في تونس، تنظيم وقفات احتجاجية متتالية انطلاقا من الإثنين المقبل، ولمدة 15 يوما أمام مقر وزارة التجارة وتنمية الصادرات.
وذكر المجمع المهني، في بيان، أن "قرار تنظيم تحركات احتجاجية جاء على خلفية تعليق وزارة التجارة وتنمية الصادرات في تونس، بيع الفارينة الرفيعة (الطحين) والسميد لفائدة محلات صنع الخبز غير المصنفة والمعروفة بالمخابز العصرية".
واعتبر أن قرار الوزارة له تداعيات على "المخابز العصرية" التي يتجاوز عددها 1500، وعلى العاملين فيها الذين يراوح عددهم بين 18 ألف و20 ألف عامل.
المصدر | الأناضولالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تونس الخبز الدقيق صفاقس أزمة الخبز المخابز العصرية وقفات احتجاجية المخابز العصریة وزارة التجارة فی تونس ة الخبز أکثر من من حیث
إقرأ أيضاً:
أزمة الطلاب السودانيين في تشاد تثير جدلا بمنصات التواصل
تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي السودانية مع إعلان مسؤول سوداني أن سلطات تشاد رفضت السماح لآلاف الطلاب السودانيين هناك بأداء الامتحانات، حيث حمّل البعض الحكومة السودانية المسؤولية عن ذلك.
وأعلن مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم بالسودان، أن السلطات التشادية رفضت السماح لـ13 ألف طالب سوداني بأداء امتحانات الشهادة الثانوية السودانية -المقررة نهاية الشهر الجاري- على أراضيها، ما يضع مستقبل هؤلاء الطلاب في مهب الريح.
وأظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي عقار وهو يوضح أن عملية الترتيب لعقد امتحانات الشهادة الثانوية تمضي بصورة جيدة، لكنها تواجه مشكلة واحدة وهي أن "حكومة تشاد رفضت امتحان الطلاب في مدينة أبشي"، معتبرا ذلك "جزءا من الحرب الرامية إلى تدمير السودان"، على حد قوله.
وبذل الطلاب السودانيون اللاجئون بتشاد خلال الشهور الماضية جهودا مضنية لتجهيز أنفسهم للجلوس للامتحانات المقررة في نهاية الشهر الحالي، رغم النقص الحاد الذي يواجهونه في الموارد الأساسية للعملية التعليمية، المتمثلة في الفصول والكتب الدراسية والطباشير والمياه وغيرها من المستلزمات الأخرى.
وأظهرت مقاطع مصورة سابقة جانبا من معاناة الطلبة اللاجئين في تشاد، خلال حصولهم على التعليم، ومنهم من طالب آنذاك بمساعدتهم لإتمام دراستهم الثانوية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها بلادهم باستمرار الحرب.
إعلانوبحسب المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين، فإن شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحده شهد لجوء نحو 60 ألف سوداني إلى تشاد في أعقاب تصاعد حدة القتال في إقليم دارفور، حيث تجاوز إجمالي عدد اللاجئين 1.1 مليون شخص، كـ"أكبر تدفق للاجئين تشهده تشاد في تاريخها".
وأثارت تصريحات المسؤول السوداني ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بين مهاجم ومشكك بشأن ما أثير حول قرار الرفض، إذ اعتبرها مدونون فرصة للتساؤل عن الخدمات التي قدمتها الحكومة السودانية للطلاب داخل البلاد في ظل الحرب، في حين اعتبره البعض "نتاجا طبيعيا لهجوم قيادات الحكومة السودانية على تشاد، واتهامها بالتورط ونقل أسلحة إلى الدعم السريع عبر المعابر الحدودية"، وفق تعبيرهم.
وكتب المدون عماد الجيلي عبر إكس "نتمنى أن تكون الامتحانات في موعدها، مع توفر حلول لاحقا للطلبة والطالبات الذين لم يجلسوا في الزمن المحدد، ولن تفشل الدولة -بإذن الله- في عقد الامتحانات في مواعيدها داخل السودان وخارجه". بينما قالت المدونة أحلام الفيل "عدد الطلاب كبير جدا، لازم الدولة يكون عندها حل لهم".
حقد حسد منعا للامتحان، نتمنى أن تكون الامتحانات في موعدها، وحلول في وقتها للطلبة والطالبات من لم يجلس في هذا الزمان. ولن تفشل الدولة بإذن الله في تغير العملة وعقد الامتحانات في مواعيدها في السودان وخارجه، وتفشل جميع خطط الجنجويد وتقدم الإرهابيتين. #سودنا????????فوق رغم أنف الحاقدين
— Emad Aljalli (@EmadAljalli) December 15, 2024
حديث نائب رئيس مجلس السيادة بأن تشاد رفضت جلوس 13 الف طالب سوداني لامتحانات الشهادة السودانية في تشاد ده مستوي عدواني جدا مقيت جدا من دولة تشاد.
هؤلاء مجرد طلبة ما عندهم ذنب في حرمانهم من الجلوس للامتحانات ومن المفترض يكونوا خارج اي مشكلة بين الحكومتين
دولة تشاد شوية شوية… pic.twitter.com/rbkXNuKzTm
— Shukri (@shukrisudani) December 14, 2024
دا عدد كبير جدا، لازم الدولة يكون عندها حل ليهم.
متوقع جدا ترفض تشاد وهي بتعادينا
— Elham Elfeel (@ElfeelElham) December 15, 2024
دا عدد كبير جدا، لازم الدولة يكون عندها حل ليهم.
متوقع جدا ترفض تشاد وهي بتعادينا
— Elham Elfeel (@ElfeelElham) December 15, 2024
من أنتم تسبون وتشتمون تشاد في كل منابركم ثم تطالبون منه الخدمات، علما بأن آلاف من السودانين امتحنوا في تشاد ومع ذلك لا تعترفون بالجميل.
اذهبوا إلى مصر
— Souleyman (@Souleymh) December 14, 2024
إعلان