قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن قرار محكمة العدل الدولية، بشأن الأراضي الفلسطينية، وضع "إسرائيل" أمام حقيقة، أنها لم تعد تستطيع الادعاء بأن "الاحتلال مؤقت" وأنه يمكن أن يستمر الى حين التوصل في المستقبل غير المنظور الى اتفاق.

وأضافت أنها في الحقيقة لا تتصرف في المناطق كما هو مطلوب وأنها تقوم بضمها على الاقل فعليا وتجريد السكان المحليين من ممتلكاتهم وطردهم، وتخضعهم لنظام تمييزي، وهذه حقيقة غير جديدة.

ولكن الآن اعطيت مصادقة قانونية بأن هذا الوضع غير قانوني ولا يمكن أن يستمر "الى حين التوصل إلى اتفاق".

وأشارت الصحيفة، إلى أنه في العام 1971 عندما قررت المحكمة الدولية بأن استمرار وجود جنوب افريقيا في ناميبيا غير قانوني، كتبت "المحكمة تعترف بأن قول "وضع غير قانوني" لا يؤدي بحد ذاته الى انهائه. هذا القول يمكن أن يكون فقط الخطوة الاولى، الحيوية، في الجهود لانهاء الوضع غير القانوني". هذه الاقوال تدوي وهي ذات صلة ايضا الآن.

ولفتت هآرتس، إلى أنه أثناء عمله كمستشار قانوني لحكومة الاحتلال، قال مئير شمغار الذي أصبح بعد ذلك رئيس المحكمة العليا بأن "الاحتلال هو وضع واقعي، في ظل غياب أي بديل سياسي أو عسكري يمكن من ناحية قانونية أن يستمر بشكل غير محدد بزمن".



قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي أول أمس رفض هذا الموقف ومعه الادعاء القانوني الاسرائيلي بشأن "مؤقتية" الاحتلال، التي تسمح له بأن يواصل العثور على تسوية. تجدر الاشارة الى أنه تم التخلي عن هذا الادعاء بدرجة كبيرة، حتى من قبل الحكومة الحالية التي تعبر عن الرغبة في السيطرة على المناطق الى الأبد وليس بشكل مؤقت.

وأضافت "لكن قانونيا كان هذا الاساس لسيطرة اسرائيل على المناطق، الفتوى الاستشارية التي تناولت الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة التي تسمى في القانون الدولي الاراضي الفلسطينية المحتلة نصت على أنه في حين عدم وجود قيد زمني على الاحتلال فانه لا يمكن أن يكون صورة من السيطرة غير المحددة زمنيا. الاحتلال يجب أن يكون مؤقت، أكدت المحكمة. هذا وضع مؤقت جاء نتيجة احتياجات عسكرية، ولا يعطي السيادة للدولة المحتلة. اضافة الى ذلك يجب على الدولة المحتلة ادارة المنطقة لصالح السكان المحليين".

المحكمة قامت بقلب كل حجر في الطريق من اجل التوصل الى استنتاج بأن اسرائيل تقوم بخرق هذه القوانين. فقد قامت بفحص الطريقة التي فيها سياسة الاستيطان لاسرائيل، التي تخرق الحظر الذي يوجد في ميثاق جنيف على الدولة المحتلة لنقل سكانها الى الاراضي المحتلة، هي جزء من نظام يضم على الاقل جزء من المناطق لاسرائيل.

هذا الضم ينعكس في أن اسرائيل تفرض القوانين بصورة جزئية في الضفة الغربية بالنسبة للمستوطنين والمستوطنات، وفي شرقي القدس الذي تعتبره المحكمة جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة. المحكمة قالت إن سياسة الضم تناقض مباديء القانون الدولي التي تطالب بأن يكون الاحتلال مؤقت، وتحظر على الدول السيطرة على مناطق جغرافية بالقوة.

المصادرة الواسعة للاراضي من قبل الاحتلال، وسياسة المياه المميزة، تعتبر سلبا للفلسطينيين وتخرق واجب إدارة المنطقة لصالح السكان المحليين. المحكمة تطرقت أيضا الى سياسة التخطيط المميزة لاسرائيل وهدم بيوت الفلسطينيين. وحقيقة أن اسرائيل لا تقوم بمنع أو معاقبة عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين احتلت مكانا رئيسيا في تحليل الطريقة التي تخرق فيها اسرائيل واجبها في العمل من اجل السكان المحليين.



كل ذلك قاد المحكمة للتقرير بأن استمرار الوجود غير المحدد زمنيا والضم وتمييز اسرائيل في المناطق، يخرق حق الفلسطينيين في تقرير المصير، ويخرق حظر امتلاك منطقة جغرافية بالقوة. لذلك، جوهر القرار واضح جدا وهو أن التواجد المستمر لاسرائيل في المناطق غير قانوني، وأنه يجب عليها العمل على انهاء هذا التواجد "في أسرع وقت" ووقف "على الفور" أي نشاطات استيطانية جديدة.

وشددت على أن التناقض بين هذين التأكيدين واضح. من جهة، المحكمة رفضت قول أن اسرائيل يمكنها مواصلة السيطرة في المناطق بشكل غير محدد زمنيا، وأن الاحتلال يمكن أن يستمر الى أن يوجد حل سياسي أو عسكري بديل أو التوصل الى اتفاق بين الفلسطينيين واسرائيل.         

في المقابل، المحكمة "لم تأمر اسرائيل بانهاء الاحتلال بشكل فوري، بل "في أسرع وقت"، وهذه صيغة ربما حتى أنها تعكس تسوية بين القضاة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية العدل الدولية الاحتلال الضفة غزة الاحتلال الضفة العدل الدولية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السکان المحلیین فی المناطق غیر قانونی أن اسرائیل أن یستمر یمکن أن أن یکون

إقرأ أيضاً:

ترامب يقر عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إسرائيل

أعلن مسؤول في البيت الأبيض، الخميس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقع أمرا يقضي بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية.

وفي وقت سابق من الخميس، قال مسؤول أميركي بارز إن سبب قرار ترامب هو أن المحكمة "استهدفت الولايات المتحدة وحلفاءها مثل إسرائيل".

وأضاف المسؤول أن العقوبات مالية وأخرى متعلقة بالتأشيرات على الأفراد وأسرهم، الذين يساعدون في تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية بشأن مواطنين أميركيين أو حلفاء للولايات المتحدة.

وتأتي الخطوة بعد أن عرقل الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع الماضي، جهودا يقودها جمهوريون لمعاقبة المحكمة، احتجاجا على مذكرتي اعتقال أصدرتهما ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بسبب حرب غزة.

ويزور نتنياهو واشنطن حاليا، وشهدت العاصمة الأميركية احتجاجات من مؤيدين للفلسطينيين يطالبون باعتقاله.

ولم ترد المحكمة الجنائية الدولية على طلب للتعليق بعد.

وقالت مصادر لـ"رويترز" الشهر الماضي، إن المحكمة اتخذت إجراءات لحماية موظفيها من عقوبات أميركية محتملة، إذ دفعت رواتب 3 أشهر مقدما واستعدت لقيود مالية قد تعرقل جهودها.

وفي ديسمبر الماضي، حذرت رئيسة المحكمة القاضية توموكو أكاني من أن العقوبات من شأنها أن "تقوض عمليات المحكمة في جميع المواقف والقضايا سريعا، وتهدد وجودها ذاته".

والعقوبات الأميركية الجديدة هي الواقعة الثانية من نوعها، إذ فرضت واشنطن خلال إدارة ترامب الأولى في 2020 عقوبات على المدعية العامة آنذاك فاتو بنسودا وأحد كبار مساعديها، بسبب تحقيق المحكمة في جرائم حرب مزعومة ارتكبتها قوات أميركية في أفغانستان.

ويبلغ عدد الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية 125 دولة، وهي محكمة دائمة يمكن لها مقاضاة أفراد بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم العدوان على أراضي الدول الأعضاء أو العدوان من قبل مواطنيها.

ويشار إلى أن الولايات المتحدة والصين وروسيا وإسرائيل ليسوا أعضاء بالمحكمة.

مقالات مشابهة

  • ترامب يقر عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إسرائيل
  • ترامب يقر عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
  • العفو الدولية: مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة جريمة حرب ضد الإنسانية
  • عودة: التهجير لن يمرّ على الغزيين.. والمُحتل يلاحق الفلسطينيين في أراضي الـ48
  • ترامب سيفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية.. تشمل تقييد السفر
  • نتنياهو يلتقي بمشرعين أمريكيين لبحث فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
  • العدل الدولية تسمح بمشاركة “التعاون الإسلامي” في دراسة التزامات الاحتلال في الأرض الفلسطينية
  • وزير العدل الإيطالي: المحكمة الجنائية ارتكبت “فوضى متسرعة” في قضية “أسامة نجيم”
  • البيت الأبيض: نتوقع من الأردن ومصر قبول الفلسطينيين مؤقتًا حتى إعادة بناء وطنهم
  • "حماس" تدين تصريحات ترامب حول احتلال غزة وتهجير الفلسطينيين