موقع النيلين:
2024-09-06@15:54:36 GMT

الشمال يحتفل والجنوب في حداد

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

في العشرين من يوليو، مرت الذكرى الخمسون للغزو التركي لقبرص، الذي قسم الجزيرة إلى شطرين، وتأتي هذه الذكرى وسط تناقض حاد، حيث يشهد الجنوب حدادًا بينما يحتفل الشمال.

مع بزوغ الفجر في الشطر الجنوبي المعترف به دوليًا، دوت صافرات الإنذار عند الساعة 5:30 صباحًا، وهي ساعة بدء الغزو التركي في عام 1974، المعروف باسم “عملية أتيلا”.

وذكرت صحيفة “الغارديان” أن هذه الصافرات أعادت إلى ذاكرة القبارصة اليونانيين وصول آلاف القوات التركية الغازية إلى الجزيرة الواقعة شرقي البحر الأبيض المتوسط، قبل خمسة عقود.

في المقابل، كان الحدث في الشمال، الذي تحتله تركيا، مدعاة للفرح. فقد سافر الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى الشطر الشمالي من قبرص، حيث أعلنت أنقرة في عام 1983 قيام “جمهورية شمال قبرص التركية” غير المعترف بها دوليًا.

وأعلن الرئيس التركي، الذي حضر عرضًا عسكريًا في الجانب الآخر من المنطقة العازلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة، أن بلاده مستعدة لإقامة قاعدة عسكرية بحرية في شمال قبرص “إذا دعت الحاجة”، متهماً اليونان بالسعي إلى إقامة قاعدة مماثلة في الجزيرة.

وفي خطاب، وصف إردوغان المنطقة الانفصالية، التي لم تعترف بها سوى أنقرة منذ إعلان الاستقلال من جانب واحد، بأنها “قرة أعيننا، وجزء من روحنا”.

من جانبه، أكد الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، الذي يسعى لإقامة اتحاد فدرالي في إطار اقترحته الأمم المتحدة، أن إعادة توحيد الجزيرة هو المسار الوحيد للمضي قدما.

وقال خريستودوليدس، بعد مراسم دينية إحياء للذكرى في الشطر الجنوبي لنيقوسيا، آخر عاصمة أوروبية مقسمة: “مهما قال أو فعل السيد إردوغان وممثلوه في المناطق المحتلة، فإن تركيا، بعد مرور 50 عاما، لا تزال مسؤولة عن انتهاك حقوق الإنسان للشعب القبرصي بأكمله وعن انتهاك القانون الدولي”.

وفي وقت سابق السبت، نشر رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، صورة لخريطة قبرص ملطخة بالدماء على صفحته على موقع “لينكد إن” مع عبارة: “نصف قرن منذ المأساة الوطنية لقبرص”.

وبمناسبة ما وصفته بـ “الذكرى المأساوية”، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، دعم الكتلة لآخر دولة عضو منقسمة في الاتحاد الأوروبي. وكتبت على “أكس”: “يستحق القبارصة العيش في بلد موحد في ظل ظروف من السلام والتعايش والاستقرار والازدهار”.

وتم تقسيم قبرص إثر غزو تركي للجزيرة، عام 1974، ردا على انقلاب دعمته اليونان، وشنت تركيا عملية أتيلا، بعد 5 أيام من أمر انقلاب أصدره المجلس العسكري في أثينا، وبدأ في تنفيذه بهدف ضم قبرص إلى اليونان.

لكن بذور الانقسام تعود إلى الستينيات عندما انهارت اتفاقية لتقاسم السلطة بين القبارصة اليونانيين والأتراك بعد استقلال البلاد عن بريطانيا عام 1960.

وخلال الهجوم التركي، الذي استمر لمدة شهر منذ 20 يوليو 1974، تعرض آلاف الأشخاص للتعذيب والاغتصاب والقتل وبات آخرون في عدد المفقودين، وفق “الغارديان”.

وبحلول 16 أغسطس، كانت القوات الغازية قد استولت على 37 في المئة من شمال الجزيرة، مما أدى إلى نزوح حوالي 200 ألف قبرصي يوناني، و45 ألف قبرصي تركي، في هذه العملية.

ومنذ ذلك الحين، فشلت جهود إعادة التوحيد التي جرت بوساطة الأمم المتحدة على مدى عقود.

وتحظى الحكومة القبرصية اليونانية باعتراف دولي، وتعتبر ممثلة للجزيرة بأكملها وممثلة لقبرص في الاتحاد الأوروبي. ولا تعترف بجمهورية قبرص التركية سوى أنقرة.

وأصبح التوصل إلى تسوية للقضية القبرصية أمرا أكثر إلحاحا منذ اكتشاف كميات ضخمة من الغاز الطبيعي في المنطقة البحرية بين قبرص وإسرائيل، في السنوات الماضية، وتزايدت أهمية ذلك في ظل الأزمة الأوكرانية وتأثيرها على واردات الغاز الروسية إلى أوروبا.

وفي خطاب السبت، وصف الرئيس القبرصي الذكرى بأنها مناسبة كئيبة للتأمل وتذكر الموتى. وقال: “مهمتنا هي التحرير وإعادة التوحيد وحل المشكلة القبرصية… إذا أردنا حقا أن نبعث برسالة في هذه الذكرى المأساوية… فهي أن نفعل كل ما هو ممكن لإعادة توحيد قبرص”.

وتوقفت المحادثات منذ انهيار المفاوضات في منتجع كران مونتانا في جبال الألب السويسرية عام 2017، إثر تصاعد التوترات على طول خط وقف إطلاق النار.

وفي حديثه قبل العرض العسكري، السبت، بدد إردوغان الآمال في استئناف سريع لعملية السلام، مؤكدا من جديد دعمه لحل الدولتين الذي يرفضه القبارصة اليونانيون والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشكل قاطع.

وقال إردوغان إنه لا فائدة من استئناف المحادثات برعاية الأمم المتحدة بشأن مستقبل قبرص “من حيث تركناها”، وطلب تفاوضا مباشرا مع الجانب القبرصي اليوناني.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

تعزيز التعاون اللوجستي مع قبرص

البلاد – الرياض

اختتم وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر، والوفد المرافق زيارته الرسمية لجمهورية قبرص، التي استهدفت تعزيز سبل التعاون بين البلدين في مجال النقل والخدمات اللوجستية، ومناقشة تشغيل رحلات جوية مباشرة بين البلدين، بالإضافة إلى تعزيز الخط الملاحي، واستكمال العمل للحصول على الاعتراف المتبادل بشهادات البحارة.

وشهد جدول الأعمال، لقاء الوزير مع نظيره القبرصي، وزيارته لميناء ليماسول؛ للاطلاع على سير الأعمال والقدرات التشغيلية واللوجستية في الميناء، وتبادل التجارب والخبرات والمعارف؛ للإسهام بتطوير أعمال منظومة النقل والخدمات اللوجستية، بما يعزز من تحقيق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للقطاع؛ وفق رؤية المملكة 2030، نحو أن تصبح المملكة مركزًا لوجستيًا عالميًا.

مقالات مشابهة

  • تساقطات مطرية رعدية مصحوبة بحبات برد منتظرة غدا بهذه المناطق المغربية
  • الذكرى الثالثة والخمسين في معتقل شرق المتوسط ـــ قصر النهاية
  • هزيمة “إيديولوجيا الإخوان”.. إردوغان يغلّب مصالح بلده ويعقد اتفاقيات استراتيجية مع السيسي
  • الأرصاد الجوية: أمطار غزيرة في الغرب والجنوب هذين اليومين وندعو إلى الحذر من مسارات الأودية
  • في الذكرى المئوية لميلاد فؤاد المهندس.. ما لا تعرفه عن مهندس الكوميديا الذي صنع تاريخًا لا يُنسى
  • خلال زيارة السيسي.. توقيع 18 مذكرة تفاهم بين مصر وتركيا
  • زلزال يضرب قبرص بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر
  • بقوة 4.9 درجة.. زلزال يضرب قبرص
  • تعزيز التعاون اللوجستي مع قبرص
  • «الدبيبة» يحدد يوم حداد وطني من كل عام