العدوان “الإسرائيلي” على الحديدة.. لا ترميم للردع
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
بعد عدة أشهر من العمليات اليمنية على عدة مواقع مستهدفة في كيان العدوّ “الإسرائيلي”، وحظر مرور سفن الكيان التجارية عبر البحر الأحمر، ومنع أي سفن متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، قرر العدوّ “الإسرائيلي” أن يشن عدوانه ردًّا على ما قال إنها أكثر من 200 عملية يمنية طوال الفترة الماضية، آخرها عملية المسيّرة “يافا”.
بعد اجتماع سري لمجلس الوزراء السياسي الأمني الصهيوني، استمر أربع ساعات بطريقة غير عادية، وافق على خطة العدوان، لتنطلق 20 طائرة مع طائرات التزود بالوقود، وتقصف هدفًا مدنيًّا في الحديدة قابلاً للاشتعال بصورة واضحة.
ليس المهم هنا حجم الحريق، بقدر أهمية لماذا اختار قادة الكيان المجرم هذا الهدف؟ التعليق الرسمي “الإسرائيلي” على العدوان، يؤكد أنه كان يبحث عن الصورة، وليس عن إنجاز عسكري له معنى، لأن الهدف بطبيعة الحال في ميناء الحديدة ينطوي على صفة مدنية خالصة، ولهذا قال وزير الدفاع الصهيوني غالانت في أول تعليق له إن الحريق الذي اندلع في الميناء يمكن رؤيته من الشرق الأوسط، وهو بهذا يحدد مدى قدرة جيش العدوّ على انتقاء الأهداف.
من الواضح أن العدوّ “الإسرائيلي” حرص على إظهار القوّة، وحجم الفعل، باختيار هذا الهدف السهل، في أطراف البلاد الساحلية، حرصًا على تحقيق هدفين، الأول صناعة الصورة، والثاني عدم التورط في التوغل في الأراضي اليمنية وأجوائها.
عدم اختيار أهداف عسكرية ذات قيمة، له سببان أيضًا، الأول هو أن أي هدف عسكري كموقع أو منشأة عسكرية، لن يحصد الصورة التي رأيناها في الحديدة، وبالتالي سيفقد الكيان الهدف الأول لعملية العدوان.
الثاني هو أن الولايات المتحدة وبريطانيا لم توفرا جهدًا في استهداف الأهداف العسكرية والمواقع والمنشآت، وكلّ ما يتوهمون أنه يمكن أن يؤثر على عمليات إسناد غزّة، على مدى أكثر من ثمانية أشهر، بأكثر من 570 غارة جوية وبحرية، فشلت فشلًا ذريعًا في منع عمليات اليمن، ولهذا فقد جرت مواجهة بايدن في الكونجرس الأمريكي نتيجة الفشل في وقف عمليات اليمن، بأنه يقصف أهدافًا فارغة.
صباح اليوم التالي للعدوان، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، عن عملية نوعية بصواريخ باليستية وصلت إلى أم الرشراش “إيلات”، واعترف كيان العدوّ “الإسرائيلي” بالعملية وادعى أن المنظومات الدفاعية تصدّت لصواريخ باليستية في الأجواء.
التقديرات في الكيان وحالة الاستنفار التي دخل فيها تحسبًا لرد القوات المسلحة اليمنية، والاستعداد من قبل القوات البحرية والجوية للعدو ورفع حالة التأهب في قطاعات استراتيجية، وتوجيه عدة مؤسسات، من بينها تلك المسؤولة عن القطارات والموانئ والمطارات، للاستعداد لكل السيناريوهات، كلها تؤكد على حالة القلق والرعب التي خيمت على الكيان بانتظار الرد اليمني.
بالمحصلة، مهما كانت الحرائق في الحديدة، فإن العملية العدوانية الصهيونية، لم ولن تستعيد الأمن، كما أنها لم تحقق هدف ترميم الردع، مرة أخرى، الدليل هو الصواريخ التي وصلت إلى أم الرشراش، وحالة الخوف والترقب، فأين الردع إذًا، والشرق الأوسط يدرك جيّدًا أن العدوّ دخل مرحلة أخرى، قد تستمر طويلًا، كما يقول جنرالات الكيان المؤقت.
ختامًا، إذا كان العدوّ قد حقق نجاحًا شكليًّا في إظهار صورة الحرائق، فإن من المهم النظر والتدقيق في صورة نتنياهو في كواليس العملية العدوانية، والتي ظهرت بأسوأ حال، لا يمكن أن يكون حال المنتصر، فضلًا عن حال من يعتقد أنه ينفذ عملية لها مغزى، فبدا مقطب الوجه، متدلي الحاجبين، غائر العينين، فمن يتأمل تلك الصورة يجدها بالضبط حالة المنكسر المهزوم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“جوجل” تؤكّد حذف تطبيقات لديها أكثر من 56 مليون عملية تنزيل من متجر “جوجل بلاي”.. ما القصة؟
المناطق_متابعات
قررت شركة “جوجل” الأمريكية حذف نحو 180 تطبيقاً تمتلك أكثر من 56 مليون عملية تنزيل من متجرها الإلكتروني “جوجل بلاي” على نظام تشغيل “أندرويد”.
وأرجعت “جوجل” هذه الخطوة، إلى ما وصفته بـ”هجوم سيبراني” يهدّد نظام “أندرويد” بالكامل، ومتجر “جوجل بلاي” على وجه التحديد.
أخبار قد تهمك “جوجل” تكافح أجهزة التتبع المجهولة بتحديث جديد 13 ديسمبر 2024 - 8:02 صباحًا جوجل تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في خدمتي الخرائط وويز 3 نوفمبر 2024 - 10:38 صباحًاواكتشفت “جوجل” تورُّط هذه التطبيقات في خطة احتيال إعلاني يتم من خلالها زرع “فيروس طروادة” الخطير في أجهزة المستخدمين للتحكم فيها.
وأشارت “جوجل” إلى أن جميع هذه التطبيقات كانت تابعة إلى برنامج خبيث يتبع مجموعة من الهاكرز من كوريا الشمالية.
وحذّرت الشركة الأمريكية من أن برنامج التجسس المكتشف حديثاً يمكنه “جمع بيانات واسعة النطاق، مثل الرسائل النصية القصيرة، وسجلات المكالمات، والموقع، والملفات، والصوت، ولقطات الشاشة”.