بعد عدة أشهر من العمليات اليمنية على عدة مواقع مستهدفة في كيان العدوّ “الإسرائيلي”، وحظر مرور سفن الكيان التجارية عبر البحر الأحمر، ومنع أي سفن متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، قرر العدوّ “الإسرائيلي” أن يشن عدوانه ردًّا على ما قال إنها أكثر من 200 عملية يمنية طوال الفترة الماضية، آخرها عملية المسيّرة “يافا”.

بعد اجتماع سري لمجلس الوزراء السياسي الأمني الصهيوني، استمر أربع ساعات بطريقة غير عادية، وافق على خطة العدوان، لتنطلق 20 طائرة مع طائرات التزود بالوقود، وتقصف هدفًا مدنيًّا في الحديدة قابلاً للاشتعال بصورة واضحة.

ليس المهم هنا حجم الحريق، بقدر أهمية لماذا اختار قادة الكيان المجرم هذا الهدف؟ التعليق الرسمي “الإسرائيلي” على العدوان، يؤكد أنه كان يبحث عن الصورة، وليس عن إنجاز عسكري له معنى، لأن الهدف بطبيعة الحال في ميناء الحديدة ينطوي على صفة مدنية خالصة، ولهذا قال وزير الدفاع الصهيوني غالانت في أول تعليق له إن الحريق الذي اندلع في الميناء يمكن رؤيته من الشرق الأوسط، وهو بهذا يحدد مدى قدرة جيش العدوّ على انتقاء الأهداف.

من الواضح أن العدوّ “الإسرائيلي” حرص على إظهار القوّة، وحجم الفعل، باختيار هذا الهدف السهل، في أطراف البلاد الساحلية، حرصًا على تحقيق هدفين، الأول صناعة الصورة، والثاني عدم التورط في التوغل في الأراضي اليمنية وأجوائها.

عدم اختيار أهداف عسكرية ذات قيمة، له سببان أيضًا، الأول هو أن أي هدف عسكري كموقع أو منشأة عسكرية، لن يحصد الصورة التي رأيناها في الحديدة، وبالتالي سيفقد الكيان الهدف الأول لعملية العدوان.

الثاني هو أن الولايات المتحدة وبريطانيا لم توفرا جهدًا في استهداف الأهداف العسكرية والمواقع والمنشآت، وكلّ ما يتوهمون أنه يمكن أن يؤثر على عمليات إسناد غزّة، على مدى أكثر من ثمانية أشهر، بأكثر من 570 غارة جوية وبحرية، فشلت فشلًا ذريعًا في منع عمليات اليمن، ولهذا فقد جرت مواجهة بايدن في الكونجرس الأمريكي نتيجة الفشل في وقف عمليات اليمن، بأنه يقصف أهدافًا فارغة.

صباح اليوم التالي للعدوان، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، عن عملية نوعية بصواريخ باليستية وصلت إلى أم الرشراش “إيلات”، واعترف كيان العدوّ “الإسرائيلي” بالعملية وادعى أن المنظومات الدفاعية تصدّت لصواريخ باليستية في الأجواء.

التقديرات في الكيان وحالة الاستنفار التي دخل فيها تحسبًا لرد القوات المسلحة اليمنية، والاستعداد من قبل القوات البحرية والجوية للعدو ورفع حالة التأهب في قطاعات استراتيجية، وتوجيه عدة مؤسسات، من بينها تلك المسؤولة عن القطارات والموانئ والمطارات، للاستعداد لكل السيناريوهات، كلها تؤكد على حالة القلق والرعب التي خيمت على الكيان بانتظار الرد اليمني.

بالمحصلة، مهما كانت الحرائق في الحديدة، فإن العملية العدوانية الصهيونية، لم ولن تستعيد الأمن، كما أنها لم تحقق هدف ترميم الردع، مرة أخرى، الدليل هو الصواريخ التي وصلت إلى أم الرشراش، وحالة الخوف والترقب، فأين الردع إذًا، والشرق الأوسط يدرك جيّدًا أن العدوّ دخل مرحلة أخرى، قد تستمر طويلًا، كما يقول جنرالات الكيان المؤقت.

ختامًا، إذا كان العدوّ قد حقق نجاحًا شكليًّا في إظهار صورة الحرائق، فإن من المهم النظر والتدقيق في صورة نتنياهو في كواليس العملية العدوانية، والتي ظهرت بأسوأ حال، لا يمكن أن يكون حال المنتصر، فضلًا عن حال من يعتقد أنه ينفذ عملية لها مغزى، فبدا مقطب الوجه، متدلي الحاجبين، غائر العينين، فمن يتأمل تلك الصورة يجدها بالضبط حالة المنكسر المهزوم.

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

كيف نفذت القسام عملية ثانية بمكان “كسر السيف”؟ الدويري يجيب

#سواليف

قال الخبير العسكري اللواء #فايز_الدويري إن #كتائب_القسام -الجناح العسكري لحركة #المقاومة_الإسلامية ( #حماس )- نفذت عملية هجومية ثانية في نفس مكان كمين ” #كسر_السيف “، وجرت في عمق “القوات المنفتحة” بالمنطقة الأمنية العازلة.

وأوضح الدويري -في حديثه للجزيرة- أن القوات المهاجمة تفضل تنفيذ عمليات بالقوات المنفتحة وليس المتمركزة على الحافة الأمامية، التي يكون فيها درجة الاستعداد والانتباه في أقصى حالاتها، مقابل أريحية للقوات المنفتحة التي تبتعد عن خط التماس.

ووفق قراءة عسكرية للدويري، فإن #جيش_الاحتلال أجرى عملية #تفتيش للأرض بعد #كمين ” #كسر_السيف “؛ بحثا عن الأنفاق وأي مدلولات تعقب لمقاتلي #المقاومة.

مقالات ذات صلة السعودية تُحدد ضوابط دخول مكة لموسم حج 2025.. وعقوبات مشددة للمخالفين 2025/04/25

وأعلن جيش الاحتلال مساء أمس الخميس مقتل قائد دبابة من الكتيبة 79 في معارك شمال قطاع #غزة، وكشف أيضا عن إصابة من وحدة يهلوم وجندي من الكتيبة ذاتها بجروح خطيرة.

وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن الجندي القتيل أصيب بنيران #قناص في بيت حانون قرب موقع عسكري بالمنطقة العازلة.

وخلص الدويري إلى أن القسام استمرت في عملية المراقبة بعد كمين “كسر السيف” وتوصلت لقناعة بأن “الاحتلال خدع بنتائج بحثه وتعقبه”.

وبناء على هذه الخلاصة، استخدم مقاتلو حماس “المكان ذاته، ولكن ليس بالضرورة من خلال عين النفق ذاته الذي استخدم بالعملية الأولى”.

من جانبها، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري أن عملية القنص التي قتل فيها قائد الدبابة وقعت في المنطقة العازلة شمال غزة.

وحسب هذا المصدر، فإن القنص وقع على بعد مئات الأمتار من مكان مقتل قصاص الأثر السبت الماضي، في إشارة إلى كمين “كسر السيف”، لافتا إلى أن “الجيش يحقق في ما إذا كانت نفس الخلية تقف وراء هذه العملية”.

ووفق الدويري، فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير دخل إلى غزة تحت مقاربة تصفير الخسائر البشرية، لكن جيشه تكبد بالعملية الأولى ببيت حانون قتيل و5 جرحى إلى جانب انسحاب المهاجمين، وكذلك قتل جندي وأصيب آخرون في العملية الثانية.

وخلص إلى أن المنطقة العازلة ستكون “عبئا ووبالا مستقبليا على جيش الاحتلال”، وستصبح “ورقة لصالح القسام وفصائل المقاومة”.

وتمكن المنطقة العازلة فصائل المقاومة من الوصول لأهدافها -وفق الدويري- في ظل خوضها حرب استنزاف وعصابات، مؤكدا أن جيش الاحتلال يتعامل مع أشباح “تظهر في المكان والزمان غير المتوقعين”.

والأحد الماضي، قالت كتائب القسام إنها نفّذت السبت كمين “كسر السيف” شرق بلدة بيت حانون، وبدأته بإطلاق قذيفة مضادة للدروع ضد عربة تابعة لقيادة كتيبة جمع المعلومات القتالية في فرقة غزة التابعة للجيش الإسرائيلي.

وحسب القسام، فإنه فور وصول قوة الإسناد التي هرعت للإنقاذ، تم استهدافها بعبوة مضادة للأفراد وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح. كما استهدف عناصر القسام موقعا مستحدثا لقوات الاحتلال في المنطقة بـ”4 قذائف (آر بي جي)، وأمطروه بعدد من قذائف الهاون”.

مقالات مشابهة

  • قاعدة “نيفاتيم” الصهيونية في مرمى الصواريخ اليمنية
  • القوات المسلحة تنفذ عمليات عسكرية ضد هدفين للعدو الإسرائيلي وحاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”
  • منى زكي توضح حقيقة البوستر المتداول لفيلم “الست” عن أم كلثوم
  • مسيرات حاشدة بمأرب تحت شعار “ثابتون مع غزة رغم أنف الأمريكي وجرائمه”
  • طيران العدو الأمريكي يشن سلسلة غارات على مديرية باجل في الحديدة
  • مسيرات حاشدة في الحديدة تحت شعار “ثابتون مع غزة.. رغم أنف الأمريكي وجرائمه”
  • كيف نفذت القسام عملية ثانية بمكان “كسر السيف”؟ الدويري يجيب
  • معركة الثقافة والمصطلحات.. ما سر انزعاج العدو الإسرائيلي من الأسماء الأصلية للمدن الفلسطينية؟
  • مؤكداً فشل العدوان الأمريكي.. السيد القائد: حاملة الطائرات “فينسون” باتت تتدرب على عمليات الهروب أثناء المواجهة مع القوات اليمنية
  • درك المغير يحجز 14850 قرص “بريغابالين”