كان السيد القائد واضحاً وشفافاً، وهو يدشن تفاؤل العام الهجري الجديد، بأنباء منعشة للشعب اليمني، على صعيد تحقيق آماله وتطلعاته المستقبلية، بعد عقد من الزمن، حفِل بصنوف شتى من الألم والصمود والمعاناة، وكانت كلماته كما هي العادة، عميقة المعاني، يسيرة الفهم، على المواطن البسيط، قبل المسؤول والمختص، وصاحب الشأن والقرار.
– الشعب اليمني، الذي سطّر صموداً إعجازياً أمام قوى الشر والطغيان، التي تكالبت عليه من كل حدب وصوب، قهر بتضحياته أعتى إمبراطوريات الفساد في العالم، وسطّر خلال العدوان الصهيوني الأمريكي المتواصل على الشعب الفلسطيني، موقفاً مشرفاً، لا شك سيسجله التاريخ في أنصع صفحاته، وقد أصبحنا في معركة مفتوحة وطويلة المدى مع الكيان الصهيوني، كما أعلنت القوات المسلحة أمس الأول، بعد عدوانه الهمجي على منشئات مدنية بمدينة الحديدة.
-في اليوم المفصلي، لتعزيز وتأكيد الموقف اليمني، في نصرة الأشقاء في غزة، جاء الشعب في جموع هادرة، تقاطرت من كل فج عميق، ملبياً دعوة القائد، رغم كل البؤس والمعاناة والأثقال، التي ألقاها العدوان والحصار على كاهله، طوال السنوات الماضية، ليجدد الولاء والعهد بنصرة القدس وفلسطين والمقدسات، وليكون شاهداً ومفوّضاً لقائده، في اتخاذ ما يراه من خطوات وإجراءات، لردع العدو الخارجي، وأذرعه وتشكيلاته، وأخرى لا تقل أهمية، على الصعيد الداخلي، وهي التي باتت ضرورية، لا تحتمل التأجيل، مهما كانت حجم التحديات ، في سبيل الحد من المعاناة، وتوظيف المتاح من الإمكانيات والموارد في خدمة الناس، وتحسين مستوى معيشتهم، وتوفير الحياة الكريمة، كما يؤكد على ذلك السيد القائد مراراً، وآخر ذلك ما أعلن عنه ضمن روزنامة أولويات العام الهجري الجديد، بهدف الانتقال إلى واقع أفضل، يلمس خيراته كل الناس ويتحقق فيه الإنصاف، وتتجسد العدالة الاجتماعية الغائبة، بفعل تراكمات وأخطاء سنوات طويلة من السلبيات، والنظرة القاصرة إلى حقيقة المناصب الرسمية، وطبيعة وظائفها وأنها ليست ملكاً لشخص أو فئة أو جماعة أو حزب، وإنما وسيلة لخدمة المواطنين، وحل مشاكلهم ورفع مستوى حياتهم.
– شَعَر الشعب بشيء من الانتعاش والأمل والتفاؤل وهو يستمع إلى قائده، لكن مع كل ذلك، مازال يعتريه أمشاج من الخوف والقلق والترقب، وهو الذي كان على الدوام، الضحية الأولى لعقود من الفساد والترهل والإخفاقات في مؤسسات الدولة، التي تحولت إلى عبء على عاتق مواطنيها، وجعلت غالبيتهم يعيشون تحت خط الفقر، وينتظرون المساعدات من الخارج، للبقاء على قيد الحياة، مع أن بلدهم من أغنى بلدان المنطقة، على صعيد الموارد والثروات الطبيعية، والإمكانيات البشرية والمادية.
-يستحق هذا الشعب العظيم الكثير من حكومته، ولا يجب أن يُخذل مجدداً، خصوصا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بعد تضحياته الجسيمة، وعلى حكومة الكفاءات المنتظرة، أن تكون عند حسن ظن الشعب والقائد معاً، وأن تضع خططاً وبرامج آنية، وأخرى استراتيجية طويلة المدى، الأولى تعنى بابتكار الحلول والمعالجات السريعة للوضع الإنساني المتأزم، وفي طليعة ذلك توفير ما أمكن من مرتبات موظفي الدولة، ومحاولة تأمين صرفها شهرياً، وفق الإيرادات المتاحة، فصرف الراتب هو أقصر الطرق، لتحقيق الاستقرار المعيشي، والقضاء على الركود الاقتصادي، في الداخل، ومواصلة البحث، عن حقوق الشعب اليمني وثروته المنهوبة، عبر مختلف الوسائل الدبلوماسية وغير الدبلوماسية.
العدو معروف منذ الأزل، بمراوغاته وألاعيبه ومماطلاته، وأما الخطط الاستراتيجية، التي يجب ان تضطلع بها الحكومة المقبلة، فيكون أهدافها وفقاً لتأكيدات السيد القائد التي ما فتئ يرددها، تحويل اليمن من مستهلك إلى بلد منتج، ومن مستورد إلى مصدّر، والوصول إلى تنفيذ كل أهداف التغيير المنشود، الذي يختزله السيد القائد ببضع كلمات “توظيف إمكانيات الوطن لخدمة أبنائه وتوفير الحياة الكريمة للشعب”.
على المجتمع، بكل فئاته وتوجهاته وانتماءاته، أن يتحلّى بأعلى درجات الوعي واليقظة، فالظرف حسّاس وخطير، ولابد من دعم القيادة، والالتفاف حولها ومساندتها، لبلوغ هذه الأهداف والغايات النبيلة، على مختلف الأصعدة والمستويات
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
السيد القائد : تمر الأمة العربية والإسلامية بعصر يسوده انهيار قيمي وأخلاقي
متابعات/الأسرة
يؤكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في معظم خطاباته الأسبوعية على الموقف الإيماني المبدئي والثابت تجاه قضية الأمة المركزية والأولى “فلسطين”.
هذا الموقف لا تحكمه العواطف بقدر ما تحكمه ثوابت إيمانية وإنسانية في معركة “الفتح الموعود والجهاز المقدس”، التي يخوضها اليمن ضد العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”.
السيد القائد يشير دائما في خطاباته إلى استمرار عمليات البحار وقصف المواقع العسكرية والحساسة في فلسطين المحتلة بالصواريخ والمسيرات ويؤكد استعداد اليمن موجهة أي تصعيد أمريكي، بريطاني وصهيوني.
تعرضت الثورة الفلسطينية منذ قيامها لانتكاسات كبيرة من جهتين الأولى من محتل الأرض الكيان الصهيوني وداعميه “أمريكا وبريطانيا وأوروبا” الغربية والثانية وهي الأشد والأقسى من محيطها العربي والإسلامي.
وجهت للقضية الفلسطينية طعنات قاتلة من أخوة العروبة والإسلام تمثل ذلك بهرولة العديد من الأنظمة العربية والإسلامية للتطبيع المذل وبدون كوابح، ابتدأ هذا التطبيع من أكبر الدول العربية جمهورية مصر العربية بتوقيعها اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني في مطلع السبعينيات تبعها في ذلك المملكة الأردنية الهاشمية ثم أنظمة دول الخليج العربي التي انضمت للتطبيع مع كيان العدو، وكانت البداية بدولة الإمارات التي تخلت عن انتمائها العربي والإسلامي فالبحرين والمغرب ثم قطر والسعودية اللتان قطعتا أكثر من نصف مسافة التطبيع والمسألة مسألة وقت لاكتمال ذلك العمل المشين.
تمر الأمة العربية والإسلامية بعصر يسوده انهيار قيمي وأخلاقي ومبدئي في المنظومة السياسية العربية وزوال ما كان يسمى بالعمل العربي المشترك بعد أن نجحت الاستخبارات الأمريكية والصهيونية والأوروبية الغربية بتدميره، الأمر الذي أدى إلى إفراغ الأنظمة العربية من محتواها.
وبموجب ذلك لم تعد القضية الفلسطينية قضية ذات أولوية عربية وإسلامية في أجندة الأنظمة السياسية العربية إلى أن جاءت عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023م التي شكلت عملية فارقة في التاريخ العربي الحديث والمعاصر بعد سنين طويلة ساد فيها الجمود والمراوغة والتدجين الممنهج للأنظمة العربية وإرغامها على التطبيع مع الكيان الصهيوني بضغط أمريكا ودول أوروبا الغربية لتصفية القضية الفلسطينية التي تعد العائق الوحيد أمام شرق أوسط جديد رسمت معالمه منذ فترة ويجري تنفيذه ببطء.
ظلت حماس تقاتل العدو الصهيوني دون إسناد ودعم من محيطها العربي والإسلامي إلا من المواقف الداعمة من الجمهورية اليمنية التي أعلنت بشكل رسمي الدخول في المعركة عبر سلسلة ضربات مركزة لأهداف عسكرية صهيونية بوابل من الصواريخ الباليستية وأسراب من الطائرات المسيرة، والمطلوب من الدول العربية اليوم تغيير موقفها من هذه الأزمة التي سوف تمسها حتما إذا انتصر فيها العدو الصهيوني.