كتب ابراهيم حيدر في" النهار":من الآن وصاعداً ستتجه الأمور إلى مزيد من المواجهات واتخاذها طابعاً إقليمياً. ومع التصعيد الإسرائيلي بتوجيه ضربات كبيرة تمتد من اليمن إلى لبنان وسوريا، ستزيد عمليات"حزب الله" ومحور الممانعة وستفتح المنطقة على الاشتعال مع تهديد الحوثيين بتوسيع المعركة من البحر الأحمر إلى إسرائيل.

هذا التصعيد الإسرائيلي وما يقابله من محور الممانعة على مختلف الساحات، يفتحان على مرحلة جديدة من الحرب. وقد سبق المواجهات الجديدة تحذيرات دولية ورسائل إلى لبنان تفيد أن إسرائيل ستلجأ إلى تغيير في طبيعة عملياتها بحرب متغيّرة. وقد رد "حزب الله" على هذه الرسائل بمزيد من التمسك بموقفه ووسّع دائرة عملياته واستخدم أسلحة جديدة لتأكيد أنه مستمر بمعركته على الرغم من الاغتيالات التي طاولت كوادره الميدانيين وأخيراً مخازن أسلحته. وتشير مصادر سياسية متابعة إلى أن إسرائيل تستدرج "حزب الله" أكثر إلى حرب واسعة، كتأكيد أنها مستعدة لشنها ضد لبنان، وأن نتنياهو سيحاول الحصول على الضوء الاخضر لتوسيع حربه ضد "حزب الله"، وهو يسعى إلى تكريس معادلة على الحدود تفصل جبهة لبنان عن غزة، وبذلك يمنع إعادة الوضع لما قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر). ويعني ذلك وفق المصادر أن نتنياهو سيتسلح بما يعتبره رفض "حزب الله" للمبادرات والوساطات الخارجية للتوصل الى حل ديبلوماسي يُبعده عن الحدود وفي الوقت ذاته يستمر بربط جبهة الجنوب بغزة. ولذا يتبين من وجهة نتنياهو أنه يحاول فرض واقع جديد ومختلف جنوباً عبر التصعيد الناري، بغض النظر عما ستؤول إليه الأوضاع في غزة.
 
ولعل ابلغ تعبير عن الموقف الإسرائيلي بتمديد الحرب هو ما أعلنه وزير الخارجية يسرائيل كاتس لـ"وول ستريت جورنال" بإن الحرب الشاملة أصبحت وشيكة للغاية وطريقة منعها هي الضغط على إيران. ويقول إن وقف إطلاق النار في غزة واتفاق الرهائن لن يمنع الحرب مع "حزب الله" على الجبهة الشمالية، وإسرائيل لن توافق على "الهدوء مقابل الهدوء" بعد الآن. 
 
الواضح أن الجبهات باتت ملتهبة، وبالنسبة إلى محور الممانعة، فهو يريد أن يثبت معادلة ما يسميه الردع، والرد بضربة أو أكثر مقابل ضربة، وهو ما يطبقه "حزب الله" في جبهة الجنوب، لكنه يضغط من أجل وقف اطلاق النار في غزة مع الأخذ بالاعتبار كل السيناريوات المحتملة للتصعيد، والهدف إعادة الامور الى الستاتيكو الذي كان قائماً قبل "طوفان الأقصى". لكن الأمور قد تتفلت في أي وقت، مع إصرار إسرائيل على تغيير المعادلات خصوصاً على الجبهة الشمالية، بمواصلة الحرب وتوسيعها في مواجهة وحدة الساحات. ويبدو أن التوسع يأخذ مسارات مختلفة مع ضرب الحديدة اليمينية، ما يزيد الخطر أكثر باتجاه لبنان إذا قررت إسرائيل قصف مرافق حيوية في المدن اللبنانية، قد تؤدي إلى إشعال الحرب.
 
التطورات خلال الأسبوعين المقبلين مفتوحة على كل الاحتمالات، خصوصاً بعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن، وما إذا كان المحور الحليف لإيران سيرد على هجوم الحديدة بعمليات نوعية، أو أنه سيكتفي برسائل تؤكد قدرته على قلب الأمور في المنطقة، أو تحسباً لتصعيد إسرائيلي كبير ضد "حزب الله"، وما بين الاحتمالين قد تستمر المواجهات على النحو ذاته من الاستنزاف إلى ما بعد الانتخابات الأميركية. ولذا ينعقد رهان نتنياهو على فوز ترامب، الامر الذي لا أحد يمكن أن يتنبأ بمساراته المقبلة للمنطقة وبينها لبنان الذي يستمر في حالة استنزاف لا فكاك منها في ظل الانسداد القائم والمقفل أمام التسويات.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

في شهر آب... زيادة عدد الإطلاقات من لبنان على إسرائيل بنسبة %20

أفادت الإذاعة الإسرائيلية اليوم الخميس، بأن عدد الإطلاقات من لبنان على إسرائيل سجل زيادة بلغت 20% خلال شهر آب المنصرم.


ولفتت الإذاعة إلى أن شهر آب يعد أكثر الشهور من حيث عدد الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقت من لبنان على إسرائيل منذ انطلاق الحرب في تشرين الاول من العام الماضي 2023، حيث جرى إطلاق 1307 صواريخ وطائرات مسيرة من لبنان تجاه إسرائيل في خلال هذا الشهر، أي بزيادة %20 مقارنة بتموز وبـ80% مقارنة بشهر كانون الثاني الماضي.

وأكدت الإذاعة، أنه أمس الأربعاء وحده، شهد تنفيذ 115 عملية إطلاق صواريخ ومسيرات من لبنان تجاه شمال إسرائيل.

وفي هذا السياق، قال موقع "واينت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إنه مع اتساع نطاق هجمات حزب الله في الأشهر الأخيرة، دخلت المزيد من المستوطنات في الشمال إلى خط النار، لافتا إلى أن النتيجة المباشرة لذلك، هو زيادة كبيرة في الطلبات المقدمة إلى مراكز المساعدة لسكان الشمال من أجل الحصول على الدعم العاطفي.

وأشار الموقع إلى البيانات التي لا يمكن تصورها حيث طلب أكثر من 4400 شخص العلاج بعد نوبة قلق أو صدمة.

ونقل "واينت" عن سكان الشمال تأكيدهم أن "تلكؤ الحكومة الإسرائيلية في استعادة الأمن في الشمال يضعنا جميعا في صدمة مستمرة، وستكون لذلك عواقب وخيمة قد تؤثر على الأجيال القادمة"، وفق تعبيرهم.

وتشهد الحدود شمال إسرائيل اشتباكات مستمرة منذ 8 تشرين الاول 2023، على خلفية اندلاع الحرب في غزة، بعدما أعلن حزب الله أن جبهة جنوب لبنان ستكون بمثابة "جبهة إسناد للمقاومة في غزة".

وتشن القوات الإسرائيلية بشكل يومي غارات جوية وقصفا مدفعيا على قرى وبلدات جنوب لبنان، كما تنفذ اغتيالات في عمق البلاد، عبر غارات من مسيرات تستهدف مركبات لقياديين بحزب الله أو في الفصائل الفلسطينية داخل لبنان، في المقابل يواصل حزب الله استهداف مراكز ومواقع للجيش الإسرائيلي على طول الحدود. (روسيا اليوم)

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يواصل غاراته على جنوب لبنان.. وحزب الله يهاجم موقعا إسرائيليا
  • وزير إسرائيلي: الحرب يجب أن تنتهي فقط عند القضاء على حماس وحزب الله
  • قصف إسرائيلي جنوبي لبنان وحزب الله ينعى أحد عناصره
  • في شهر آب... زيادة عدد الإطلاقات من لبنان على إسرائيل بنسبة %20
  • جهوزية أميركية لإنهاء ملف الحدود بعد وقف النار.. ولقاء أميركي - إسرائيلي لخفض التصعيد
  • أكسيوس: مسؤولون أميركيون وإسرائيليون بحثوا الحل الدبلوماسي بين إسرائيل وحزب الله
  • «القاهرة الإخبارية»: مسؤولون أمريكيون بحثوا منع الحرب بين إسرائيل وحزب الله
  • إسرائيل تواصل عدوانها على جنوب لبنان.. وحزب الله يتأهب للرد
  • كيف تستمر سطوة نتنياهو رغم الحراك الشعبي والضغوطات الدولية؟
  • تعزيزات ضخمة في جبال صعدة: هل يستعد الحوثيون لجولة جديدة من التصعيد؟