كتب محمد شقير في"الشرق الاوسط": يتعامل مصدر نيابي لبناني بارز مع الغارة الإسرائيلية على مستودع للسلاح يعود لـ«حزب الله»، ويقع في بلدة عدلون الساحلية الجنوبية، على أنها تأتي في سياق إصرار إسرائيل على «استدراج» الحزب لتوسعة الحرب. وهذا «لن يحدث»، كما يقول المصدر النيابي لـ«الشرق الأوسط»، مؤكداً أن «رد الحزب يبقى تحت سقف الضغط على إسرائيل لمنعها من تجاوز قواعد الاشتباك التي يحرص على الحفاظ عليها من دون أن يسمح لها بالتمادي في عدوانها باستهدافها بلدات لبنانية غير مشمولة بمنطقة جنوب الليطاني، وقيادات وكوادر عسكرية على امتداد منطقة البقاع».


ويلفت إلى أن استهداف الحزب للعمق الإسرائيلي يأتي رداً على استهداف تل أبيب للعمق اللبناني، ويقول إن «المواجهة المشتعلة في الجنوب لا تزال محكومة بمعادلة توازن الردع، وأن الحزب سيرد بالمثل على خرقها قواعد الاشتباك».
ويكشف المصدر نفسه أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ينطلق في استبعاده لتوسعة الحرب راهناً، من أن الوسيط الأميركي أموس هوكستين، بتواصله معه، ولا يزال يأمل بالتوصل إلى وقف للنار على الجبهة الغزاوية، ويُفترض أن ينسحب تلقائياً على جنوب لبنان، ما يسمح له بالانتقال إلى بيروت للتفاوض معه للبحث في التسوية التي تعيد الهدوء والاستقرار إلى الجبهة الشمالية على قاعدة تطبيق القرار 1701.
ويؤكد المصدر أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي يستعد للتوجه في الساعات المقبلة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، وإلقاء خطاب أمام الكونغرس الأميركي، يسعى إلى فرض أمر واقع في الجنوب لتحسين شروطه، سواء بالتفاوض غير المباشر مع «حماس» للتوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة، أم من خلال الوسيط الأميركي المكلف بتهدئة الوضع في جنوب لبنان. ويقول إن الجميع ينتظرون النتائج التي ستؤول إليها حصيلة المحادثات التي سيجريها نتنياهو مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وستكون موضع مواكبة دقيقة على المستوى الرسمي. ويرى أن وجود نتنياهو في واشنطن يشكل محطة لاختبار مدى استعداد الإدارة الأميركية لترجمة ما تعهّدت به لجهة استبعادها توسعة الحرب لتشمل جنوب لبنان، وهذا ما تنصح به القيادات اللبنانية و«حزب الله»، وإنما بالواسطة، سواء عبر باريس أم من خلال التواصل بين الحزب وألمانيا ممثلة بنائب مدير مخابراتها.
وفي هذا السياق، يؤكد مصدر سياسي بارز أن الحزب يبلّغ كل من يتواصل معه، بدءاً بقيادة القوات الدولية «يونيفيل» في جنوب لبنان وانتهاءً بفرنسا، بأنه لا نية لديه لتوسعة الحرب، لكنه لن يبقى صامتاً في حال تجاوزت تل أبيب الخطوط الحمر، وسيضطر للتعامل معها بالمثل. ويقول إن ما يشهده الجنوب حالياً ما هو إلا عيّنة من توسعة الحرب، رغم أن جهات رسمية رفيعة تستبعد تدحرج الوضع نحو التوسعة الشاملة، وإن كانت تبدي ارتياحها للتطمينات، وتحديداً الأوروبية والأميركية منها بعدم توسعتها، مع أنها ليست قاطعة، على الأقل من وجهة نظرها.
وتراهن هذه الجهات، كما تقول مصادرها لـ«الشرق الأوسط»، على قدرة الحزب في ضبطه للمسار العام للمواجهة العسكرية مع إسرائيل تقديراً منه لدقة الوضع، وبالتالي فإن قيادته الميدانية لن تقدم في ردّها على تمادي إسرائيل في عدوانها على سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى تدحرج الوضع نحو توسعة الحرب.
ولم تستبعد هذه المصادر أن يشهد الجنوب، مع استعداد نتنياهو للتوجه إلى واشنطن، تصعيداً غير مسبوق، انطلاقاً من إصراره على اتباع الدبلوماسية الساخنة لفرض شروطه على جبهتي غزة والجنوب، هذا في حال أنه لن يجنح نحو توسعة الحرب لافتقاده الغطاء السياسي الأميركي، ما دامت واشنطن لا تحبذها، كما تقول، لقطع الطريق على زعزعة الاستقرار في المنطقة، إلا إذا أعادت النظر في موقفها.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: توسعة الحرب جنوب لبنان

إقرأ أيضاً:

خبير بالشؤون الإسرائيلية: الاحتجاجات ضد نتنياهو تزيد إصراره على مواصلة حرب غزة

قال فايز عباس الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن الاحتجاجات والتظاهرات في الشارع الإسرائيلي لم تؤثر على رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل تزيد إصراره بعدم إتمام أي صفقة والتوصل إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة.

نتنياهو لا يريد وقف الحرب في غزة

وأضاف «عباس» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن نتنياهو يظن أنه بانتهاء الحرب على غزة تسقط حكومته، فضلا عن تهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي سموتريتش التي تقول إنه عند التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار على غزة، فإن حكومة نتنياهو ستسقط ما يشوه صورة إسرائيل أمام العالم.

ارتفاع عدد الإسرائيليين المشاركين في التظاهرات

وأوضح أن المظاهرات تساهم في إقناع الشعب الإسرائيلي للمشاركة فيها أكثر من قبل، فضلا عن أن العثور على 6 جثث للمحتجزين وإعادتهم أدى إلى ارتفاع عدد الإسرائيليين المشاركين في المظاهرات.

ولفت إلى أن الشرطة الإسرائيلية استعملت العنف غير المسبوق ضد مواطنيها المتظاهرين، متابعًا أن نتنياهو يحبط كل المحاولات بشأن إتمام صفقة وقف إطلاق النار على قطاع غزة.

وأشار إلى أن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يتهمون بنيامين نتنياهو بأنه المسؤول عن إحباط المحاولات بشأن التوصل إلى صفقة وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • خبير بالشؤون الإسرائيلية: الاحتجاجات ضد نتنياهو تزيد إصراره على مواصلة حرب غزة
  • بوتين ينتقد الموقف الأميركي غير المحايد تجاه فلسطين
  • النازحون في الجنوب تحت السيطرة والخوف من توسع الحرب
  • مصدر: تصريحات نتنياهو رسالة استباقية لواشنطن برفضه مقترحات وقف إطلاق النار
  • مصدر رفيع المستوى: تصريحات نتنياهو رسالة استباقية لواشنطن برفض أي مقترح لوقف إطلاق النار
  • إسرائيل تواصل عدوانها على جنوب لبنان.. وحزب الله يتأهب للرد
  • هآرتس تصدم نتنياهو: إسرائيل تنهار وليست الفصائل الفلسطينية
  • ما الذي يمكن أن يجبر نتنياهو على القبول بوقف إطلاق النار؟
  • أستاذ علاقات دولية: مهمة الإدارة الأمريكية في إقناع نتنياهو بوقف إطلاق النار صعبة
  • مدير وكالة الطاقة الذرية: الموقف في محطة زابوريجيا النووية بأوكرانيا هش للغاية