التصعيد الميداني يتمدَّد جنوبا وماكرون يعاكس الحرب
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
التصعيد الميداني في الجنوب بين حزب الله واسرائيل بلغ مستويات متقدمة في الايام الاخيرة وترددت صداه في اتجاهات ديبلوماسية مختلفة. فيوم الأربعاء المقبل سيتم عقد جلسة إحاطة في المشاورات حول تنفيذ القرار 1701، والمقدمان المتوقعان هما المنسقة الخاصة للبنان جينين هينيس بلاسخارت ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا.
وأفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدرس تعزيز القوة الفرنسية في اليونيفيل في الجنوب بزيادة عديدها الى حوالى 1000 جندي أو اكثر من أصل 750 كما هي الان. وكانت القوة الفرنسية في السابق بعدد 1000 جندي مع تحسين تجهيزات القوة على أن تكون جاهزة بشكل افضل عندما تحتاج الى التدخل في القرى وأن تكون مجهزة بالوسائل الالكترونية المتقدمة لكي تمكن فرق اليونيفيل من معرفة مكان انطلاق القصف.
ويدرس الرئيس الفرنسي حالياً الموضوع مع رئيس الأركان الفرنسي الجنرال أوركارد وقد يعلن عن ذلك في الأسابيع المقبلة. في راي الرئيس ماكرون أن تعزيز القوة الفرنسية يقوي صدقية اليونيفيل خصوصاً في ظل احتمال أن تشن إسرائيل هجوماً على لبنان إذ يصبح أصعب على الإسرائيليين أن يتحركوا إذا كانت القوة معززة مع إمكان معرفة نقاط انطلاق القصف وسيكون في إمكان اليونيفيل أن تنشئ معادلة قوة مختلفة مع "حزب الله" في تحديد المسؤوليات.
لكن في اعتقاد ماكرون حسب مصدر فرنسي رفيع أنه ما زال هناك إمكان لتجنب الأسوأ في لبنان، وفرنسا لا تنوي تغيير مهمة قوة اليونيفيل التي يصفها المصدر بأنها مهمة صلبة حسب قرار انتشارها.
ويضيف المصدر في حديثه لـ"النهار" أن ماكرون ما زال يتابع عن قرب الوضع في لبنان ويهتم به وهو ما زال عازماً على زيارة لبنان ويتساءل عن الوقت المناسب ما إذا كانت في نهاية السنة أو في وقت آخر.
وكان متوقعا اًن يعقد في 25 تموز الجاري، عشية افتتاح دورة الألعاب الأولمبية اجتماع في باريس حول غزة انطلاقاً من سعي فرنسا إلى صيغة لوقف النار في القطاع والتصويت على قرار في مجلس الامن يتيح انتشار قوة من السلطة الفلسطينية والعرب مع بعض الدول على أن تكون قوة دولية عربية مهمتها توفير الاستقرار في غزة والمطالبة بحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية في مقابل التزام دول عربية والشركاء الدوليين بإعادة اعمار غزة.
لكن إسرائيل شنت حملة قصف شديدة مجدداً على غزة ما أدى الى تأجيل الاجتماع الى الخريف. وراى المصدر أن المخاطر كبيرة جداً على لبنان نتيجة استمرار الحرب في غزة واصفاً السيناريو الأميركي بأنه منطقي ولو انه متسم بالتشاؤم. فالمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين عبر عنه منذ اشهر وهو أن "حزب الله" لن يوقف القصف في كل الأحوال طالما الحرب مستمرة في غزة ويجب أولاً الاهتمام بوقف النار وبعد ذلك الاهتمام بلبنان. لكن فرنسا راهنت على غير ذلك إذ أنها ارادت الاتفاق مع "حزب الله" واقناعه بوقف النار لتجنيب لبنان هجوماً إسرائيلياً، إنما إذا استمر الوضع كما هو فإن إسرائيل قد تشن هجوماً بشكل او بآخر في رأي المصدر.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
زاهي حواس: موسوعتي الجديدة حول الأهرامات موجهة للأطفال وتعكس عمق العمل الأثري الميداني
نظمت ندوة في قاعة "فكر وإبداع" ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لمناقشة موسوعة عالم الآثار الشهير الدكتور زاهي حواس تحت عنوان "اسأل سلسلة الأهرامات - اسأل عالم الآثار"، والتي أدارتها الكاتبة الصحفية نشوى الحوفي.
وشارك في الندوة كل من الدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي السابق، والدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
استهلت الكاتبة نشوى الحوفي الندوة، بالتحدث عن مسيرة الدكتور زاهي حواس الطويلة، التي تضم نحو 60 كتابًا، إضافة إلى العديد من الاكتشافات الأثرية المهمة، وكتاباته العلمية المستمرة في مجال الآثار.
كما أشارت إلى الجولات والبعثات التي قام بها حول العالم بحثًا عن كل جديد في علم الآثار الحديث.
وأوضحت أن موسوعته الجديدة تتوجه بشكل خاص للأطفال، حيث تقدم محتوى علميا أثريا مبسطا باللغتين العربية والإنجليزية، وتتناول الأهرامات من منظور مختلف يناسب الفئة العمرية، وقد تم تقسيم الموسوعة إلى ثلاثة أجزاء وتم طباعتها مؤخرًا.
وفي حديثه، قدم الدكتور زاهي حواس نبذة مختصرة عن موسوعته، مشيرًا إلى أنه يُعتبر من المتخصصين في الحفريات. وتطرق إلى فترة عمله في منطقة الجيزة مع صديقه الأثري مارك لينز، موضحًا أن تلك التجربة كانت أساسًا لعدد من كتبه العلمية.
وانتقد حواس أساتذة الآثار المعاصرين الذين يقتصرون على الكتابة عن الاكتشافات الحديثة دون التعمق في العمل الأثري الميداني، كما طالب بضرورة إنشاء مكتبات متخصصة في مجال الآثار على غرار المكتبات الإلكترونية في الولايات المتحدة.
وأوضح حواس أن موسوعته الأخيرة حول الأهرامات تكتب للأطفال، وهي مبنية على معلومات علمية مؤكدة، حيث تم تناول كل جزء من الأهرامات من خلال مجموعة متنوعة من الآراء العلمية.
ووجه الشكر إلى دار "نهضة مصر" التي قامت بطباعة الموسوعة، مشيرًا إلى أن جميع مؤلفاته كتبها أثناء انشغاله في عمليات الاكتشاف الأثرية. كما تطرق إلى كتابه الذي يتحدث عن سيرته الذاتية ويعرض فيه قصص تلاميذه الذين عملوا معه في فترات مختلفة من حياته المهنية.
وأضاف حواس أيضًا أنه تلقى العديد من الانتقادات عبر البريد الإلكتروني، من بينها اتهام صحفي من كاليفورنيا له بابتكار "نفق خاص" لإخفاء الأدلة.
وأشار إلى اكتشاف مقابر العمال الذين بنوا الأهرامات، واستعرض كيفية استخدام التقنيات الحديثة في الحفر الأثري، مؤكدًا أن عام 2025 سيكون عامًا مليئًا بالاكتشافات الأثرية الجديدة.
من جانبه، تحدث الدكتور هاني هلال عن التحديات التي تواجه العاملين في مجال الاكتشافات الأثرية، مشيرًا إلى صعوبة البحث عن الآثار دون الإضرار بها.
وأوضح أن ذلك يتطلب فرضية علمية دقيقة لتفادي التأثير على المواقع الأثرية. وأشار إلى دور جامعة القاهرة في تقديم الدعم العلمي من خلال كرسيها في علوم التكنولوجيا، مؤكدًا أن هذه التحديات تتطلب تعاونًا دوليًا في هذا المجال، كما هو الحال في العمل المشترك الذي تم داخل هرم خوفو، الذي شاركت فيه فرق من مصر واليابان وفرنسا وألمانيا.
وأشار هلال إلى استخدام تقنيات متطورة مثل الأشعة فوق الحمراء، الرادار، السونار، وتصوير الصوت لاكتشاف المساحات المجهولة داخل المواقع الأثرية، موضحًا أن هذه التقنيات ساعدت في تحديد الفراغات داخل هرم خوفو.
من ناحيته، أعرب الدكتور محمد إسماعيل عن سعادته بحضور الندوة، مشيرًا إلى جهود المجلس الأعلى للآثار في الحفاظ على الآثار المصرية. كما أكد أن عام 2025 سيكون عامًا مليئًا بالاكتشافات الأثرية الجديدة، وأنه سيتم الإعلان قريبًا عن كشف أثري مهم.
وأضاف أن موسوعة الدكتور زاهي حواس تسلط الضوء على الأهرامات، والتي ما زالت تحمل الكثير من الألغاز، حيث أن كل هرم يحمل قصة فريدة ويتطلب تفهمًا عميقًا بناءً على متغيرات اقتصادية، اجتماعية، ودينية.
وتحدث إسماعيل عن فترة عمله في منطقة أبو صير وهرم "ساحورع"، موضحًا التحديات التي واجهت فريق العمل أثناء ترميم هذا الهرم، وكيف تم تجاوز تلك الصعوبات دون التأثير على الهيكل الأثري.