خبراء.. الضربة الإسرائيلية تزيد بؤس اليمنيين وتأثير صفري على الحوثيين
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
يمن مونيتور/ عدن/ ترجمة خاصة:
قال خبراء يمنيون ودوليون إن الهجوم الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على الحوثيين، والذي أشعلوا النار في ميناء يمني حيوي، لن يفعل الكثير لردع الميليشيات فالضرر ينصب على المدنيين اليمنيين-حسب ما أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية في الحديدة عن مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة 87 آخرين بجروح.
وقال خبراء يمنيون ومسؤولون أمريكيون سابقون يدرسون شؤون البلاد إن الضربات الإسرائيلية لن تلحق ضررا كبيرا بالحوثيين. وأضافوا أن الهجوم من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم المعاناة في اليمن، التي تشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بعد عقد من الحرب.
وقال آدم كليمنتس، الملحق العسكري الأميركي المتقاعد وعمل في اليمن، إن “هدف الضربة يضر المواطن اليمني العادي أكثر من قدرة الحوثيين على شن هجمات على البحر الأحمر أو إسرائيل”.
لم ينجو الحوثيون من الحرب الطاحنة التي استمرت عشر سنوات، بل ازدهروا أيضًا، وأنشأوا شبه دولة فقيرة يحكمونها بقبضة من حديد . كانت الحديدة موقعًا لقتال عنيف خلال تلك الحرب، حيث حاول التحالف الذي تقوده السعودية انتزاع السيطرة على المدينة الساحلية الاستراتيجية من الحوثيين. لكنهم أجبروا على الانسحاب تحت الضغط الدولي بسبب مخاوف انزلاق اليمن إلى مجاعة شبه كاملة.
لماذا الحوثيون سعداء للغاية بالهجمات الإسرائيلية؟! البحر الأحمر وعملية السلام اليمنية.. لعبة الأمن البحري رافعة الحوثيين السياسية الجديدة (تحليل)وقال هشام العميسي، المحلل السياسي اليمني الذي سجنه الحوثيون في عام 2017، إن الضربات الإسرائيلية “لن تردع أو تؤثر على عمليات الحوثيين”.
وقال إن الميليشيات لطالما صاغت روايتها حول المعارضة لإسرائيل والولايات المتحدة وكانت “تريد دائمًا جر إسرائيل إلى مواجهة مباشرة”.
وأضاف العميسي أن الهجوم الإسرائيلي يمنح زعماء الحوثيين فرصة لتأجيج خطاب “العدو الأجنبي” وإضفاء الشرعية على ادعائهم بأنهم المدافعون عن العرب والمسلمين، مما يعزز عمليات تجنيدهم وقبضتهم على السلطة.
وكتب المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام على موقع التواصل الاجتماعي اكس “X” أن قصف البنية التحتية للطاقة دليل على رغبة إسرائيل في “تكثيف معاناة الشعب”.
ويشكل ميناء الحديدة مصدرا رئيسيا لإيرادات الضرائب بالنسبة للحوثيين. ولكنه يشكل أيضا جزءا حيويا من البنية الأساسية التي يعتمد عليها اليمنيون المقيمون في الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون للحصول على المساعدات وواردات الغذاء والسلع الأخرى.
وأفاد متحدث باسم الحوثيين ومسؤولان إقليميان تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالتحدث علناً، بأن الضربات الإسرائيلية أصابت محطة كهرباء بالإضافة إلى مستودعات للغاز والنفط حول الميناء.
وقال محمد الباشا، الخبير البارز في شؤون الشرق الأوسط في مجموعة نافانتي للأبحاث، إن إعادة بناء هذه الهياكل من المرجح أن تكون مكلفة وتستغرق وقتا طويلا. وتوقع “نقصا حادا في الوقود في جميع أنحاء شمال اليمن” مما قد يضر بالأساسيات مثل مولدات الديزل للمستشفيات.
وأضاف أن إلحاق الضرر بمحطة الطاقة في الصيف، عندما تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة، “سيؤدي إلى تفاقم معاناة السكان المحليين”.
وقال منير أحمد (46 عاما)، وهو أب لخمسة أطفال في الحديدة، مساء السبت، إن طوابير طويلة تشكلت بالفعل أمام محطات الوقود في أنحاء المدينة، بسبب المخاوف من نقص الوقود.
وقال أحمد “كانت الضربات شديدة لدرجة أنها ذكّرتنا بالأيام الأولى للحرب”.
بايدن يطلب قائمة بقادة الحوثيين لاستهدافهم معهد إسرائيلي: الغارات على اليمن رسالة للعرب والتحالف الأمريكي قبل أن تكون لإيرانوبعد الهجوم، سارع إلى نقل والده المسن، الذي كان بالقرب من موقع الضربات، إلى مكان آمن. وقال إن الصيادين وغيرهم من الذين يكسبون رزقهم في الميناء فروا بينما كانت سيارات الإطفاء وسيارات الإسعاف تتجه بسرعة إلى مكان الحادث.
وبحسب مذكرة داخلية صاغها مسؤولون عسكريون واطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز، زعم “مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن الميناء كان هدفا عسكريا مشروعا وأن أغلب المساعدات الإنسانية التي تصل إلى ذلك الميناء كانت تحت سيطرة الحوثيين، الذين استخدموها لشراء الدعم السياسي ومعاقبة المعارضين”. وزعموا أن المجتمع الدولي يجب أن يعيد توجيه المساعدات من الحديدة إلى ميناء عدن الجنوبي.
واتهمت منظمات الإغاثة الإنسانية الحوثيين بتحويل المساعدات في الماضي، لكنها واصلت إرسال المساعدات رغم ذلك، مشيرة إلى الحاجة الماسة. ونفى الحوثيون سرقة المساعدات.
وقالت نيويورك تايمز: إن أي خطة لتوزيع المساعدات على شمال اليمن عبر عدن سوف تواجه عقبات كبيرة. فميناء الحديدة مجهز بشكل أفضل لاستقبال كميات كبيرة من السلع وهو أقرب إلى المراكز السكانية.
في حين تخضع عدن لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، فإن المدينة تحكمها فعليا جماعة انفصالية مسلحة تدعمها الإمارات. وتعتبر كل من الحكومة والجماعة الانفصالية نفسها في حالة حرب مع الحوثيين، ولا تتدفق المساعدات بحرية عبر الحدود.
ويأتي الهجوم الإسرائيلي بعد حملة قصف مستمرة منذ أكثر من ستة أشهر نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة، استهدفت مواقع للحوثيين في أنحاء اليمن.
وقال فارع المسلمي، الباحث اليمني في مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن، إن الضربات الإسرائيلية “لن يكون لها تأثير كبير على الأسلحة الباليستية أو قدرات الطائرات بدون طيار لدى الحوثيين”.
وأضاف أن الحوثيين من المرجح أن يردوا بمزيد من الهجمات على إسرائيل وربما على حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، بما في ذلك الإمارات والبحرين.
وعلى غرار غيره من الباحثين الذين يدرسون اليمن، قال إن الهجوم الإسرائيلي من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم محنة المدنيين، ووصف النهج بأنه مماثل للحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة على حد تعبيره، “أحرقوا الغابة على أمل قتل الثعبان”.
قالت دانا سترول، المسؤولة السابقة عن سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون، وهي الآن باحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “إن تدمير البنية التحتية للطاقة لن يساعد بالتأكيد في تخفيف محنة المدنيين اليمنيين. من المهم أن نتذكر أن الحياة تحت حكم الحوثيين بائسة بالفعل”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةسلام الله على حكم الامام رحم الله الامام يحيى ابن حميد الدين...
سلام الله على حكم الامامه سلام الله على الامام يا حميد الدين...
المذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...
ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...
الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الضربات الإسرائیلیة الصحفیین الیمنیین معهد إسرائیلی على الحوثیین من المرجح أن فی الیمن أکثر من
إقرأ أيضاً:
العليمي يلتقي في ميونخ مبعوث واشنطن السابق لدى اليمن ويدعو المجتمع الدولي الالتحاق بأمريكا في قرار تصنيف الحوثيين
أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بقرار الادارة الاميركية اعادة تصنيف مليشيات الحوثي منظمة ارهابية اجنبية، مشددا على اهمية التحاق المجتمع الدولي بمثل هذه الاجراءات العقابية كخيار سلمي لتجفيف مصادر تمويل وتسليح المليشيات، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وفي التفاصيل، استقبل الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم السبت، مساعد وزير الخارجية الاميركي بالوكالة لشؤون الشرق الادنى تيموثي ليندركينج مبعوث واشطن السابق الى اليمن، على هامش فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي الذي انطلقت اعماله امس الجمعة.
وتطرق اللقاء، الى العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ومستجدات الاوضاع في اليمن، والتحديات المتشابكة التي تواجه الحكومة، وفي المقدمة الازمة الاقتصادية، والخدمية، والانسانية التي فاقمتها هجمات المليشيات الحوثية الارهابية على المنشآت النفطية، والشحن البحري، وفق كالة سبأ.
كما تطرق اللقاء، الى مخاطر استمرار تهديد المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الايراني على الأمن الإقليمي والدولي، فضلاً عن انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان، والضغوط المطلوبة لدفعها الى الافراج عن موظفي الامم المتحدة ومجتمع العمل الانساني والمدني دون قيد او شرط، والتعاطي الجاد مع جهود السلام الشامل وفقاً لمرجعياته المتفق عليها وخصوصاً القرار 2216.
وفي اللقاء، اشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بجهود المسؤول الاميركي خلال فترة عمله كمبعوث لليمن، متمنياً له التوفيق في منصبه الجديد، والتطلع للعمل الوثيق معه في خدمة العلاقات الثنائية على مختلف المستويات.