استكملت الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية برئاسة  أحمد الوكيل تدريبات مشروع "سوق اليوم الواحد للمزارعين والمنتجات الغذائية" في إطار مشروع Mami، وذلك بحضور وفد إيطالي متخصص في أسواق المزارعين مكون من ريتشارد مكارثي - رئيس مجلس إدارة WorldFMC، وروبين مون المدير التنفيذي، وجوزيف بي أحد أعضاء WorldFMC، وعدد من المزارعين والنحالين ومنتجي الألبان بالإسكندرية.

 

وخلال التدريبات قدم ريتشارد مكارثي - رئيس مجلس إدارة WorldFMC، نبذة تعريفية عن أسواق المزارعين في الولايات المتحدة الأمريكية، وشرح من خلالها أهمية تطبيق الاشتراطات الصحية، كما تم عرض نماذج للأسواق في دولتي بنجلادش والتشيك.

 

وأوضح مكارثي أن السوق في بنجلاديش تم تأسيسه منذ عامين، واليوم هناك ١٥ سوق للمزارعين يعملون على مدار الأسبوع بشكل منتظم، كما أشار إلى أهمية أن تكون المواد المستخدمة في الأسواق عملية وذات مظهر جاذب وملفت للمستهلكين.

 

وأكد أن نجاح فكرة أسواق المزارعين ترجع إلى التكامل بين المزارعين والمستهلكين، وبناء علاقات قوية، وذلك يتحقق بالاستمرارية، والحصول على سعر عادل للمنتجات. 

 

كما أشار إلى أهمية التسويق المناسب لأسواق المزارعين، خاصة وأنها تعد فكرة جديدة في مصر، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال إنشاء أفكار إبداعية ومختلفة، وفيديوهات ترويجية لفكرة أسواق المزارعين.

 

 

في نفس السياق - أكد جوزيب ستوكي أحد أعضاء WorldFMC أهمية خلق التوعية عن فكرة أسواق المزارعين قبل البدء في تنفيذ المشروع، للوصول إلى أكبر قدر من الجمهور المستهدف. 

وأضاف أن فكرة اختيار الموعد المناسب لبدء المشروع من حيث اليوم المناسب والوقت والمكان، فهذا يرجع إلى ثقافة البلد التي يقام بها السوق، والعادات والتقاليد التي تحكمهم، ويتم مراجعة المعاد والأيام واختبار حجم البيع، للوصول إلى الوقت واليوم المناسبين.

 

وأشار إلى أن فكرة تحديد الأسعار في السوق من الضروري أن يتم تنظيمها ووضع أسعار عادلة للطرفين، المزارعين والمستهلكين، كتحديد متوسط سعر للمنتج.

 كما عرض تصوره حول شكل سوق المزارعين، وأهمية توفر الثلاجات المخصصة لحفظ المنتجات لحمايتها، إضافة إلى المعدات اللازمة لمنع لمس المنتجات بشكل مباشر من قبل المستهلكين.

 

من جانبها، طرحت روبين مون خمسة أسئلة للمزارعين، كبداية لوضع خطة عمل لبدء تنفيذ السوق، وشملت الأسئلة، ما هي الاحتياجات الأساسية للمشروع، وما هي مخاوف المزارعين؟، وما أكثر شيء يحمسهم على مثل ذلك المشاريع؟، وما هي متطلبات المزارعين من "غرفة الإسكندرية"، وتناول السؤال الأخير، القرارات الرئيسية التي سنتخذها معاً.

يذكر أن المشروع بالتعاون مع محافظة الإسكندرية، ووزارات التموين والتجارة الداخلية والتعاون الدولي والزراعة واستصلاح الأراضي والتجارة والصناعة، وبدعم من المعونة الإيطالية والمركز الدولي للدراسات الزراعية لدول البحر الأبيض، واتحاد الزراعة الإيطالي، ومنظمة أسواق المزارعين الإيطالية، والتحالف الدولي لأسواق المزارعين، وبتمويل من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية وينفذه CIHEAM Bari بالتعاون مع تحالف سوق المزارعين العالمي ويروج له COLDIRETTI من خلال مؤسسة Campagna Amica. 

 

ويهدف البرنامج إلى تقديم الدعم الفني لتطوير أسواق المزارعين الجدد كأدوات فعالة لتنشيط المجتمعات الريفية وتحسين سبل العيش للزراعة الأسرية وتعزيز دور الزراعة متعددة الوظائف في توليد فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية.

 

وعلى وجه التحديد، يلتزم المشروع بتعزيز ازدهار المجتمعات والاقتصادات في منطقة البحر الأبيض المتوسط والمناطق الأفريقية، مثل ألبانيا ومصر ولبنان وكينيا وتونس، والهدف الرئيسي هو تعزيز نظام غذائي مستدام من خلال دعم أسواق المزارعين المدارة بكفاءة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية سوق اليوم الواحد للمزارعين أسواق المزارعين وفد إيطالي أسواق المزارعین

إقرأ أيضاً:

المقاومة: سلاح الأمة في مواجهة التحديات

المقاومة في ذاتها ليست مجرد رد فعل عابر على الظلم أو الاحتلال، بل هي حالة إنسانية متجذرة في تاريخ الشعوب التي تسعى إلى التحرر والحفاظ على هويتها وكرامتها. عبر العصور، أثبتت المقاومة أنها ليست فقط سلاحا في يد الثوار، بل مشروعا حضاريا يعكس إرادة الأمة بأكملها. ولكن كيف يمكن أن تتحول المقاومة من فعل فردي أو جماعي محدود إلى مشروع أمة شامل؟ وكيف يمكن لأفراد الأمة أن يكونوا قوة إسناد حقيقية لهذا المشروع؟

المقاومة كفكرة تتجاوز السلاح:

فالمقاومة ليست محصورة في البندقية أو المواجهة العسكرية المباشرة، إنما هي منظومة متكاملة تشمل الأبعاد الفكرية، والثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية. عندما تصبح المقاومة مشروع أمة، فإنها تتجاوز حدود المواجهة الميدانية المتعارف عليها لتشمل كل أدوات القوة الناعمة والصلبة التي يمكن أن تسهم في تحقيق أهدافها.

البعد الثقافي والفكري:

تبدأ المقاومة من الوعي، فالأمة التي تدرك حقوقها وتعي حجم التحديات التي تواجهها تكون أكثر قدرة على الصمود. ونشر ثقافة المقاومة عبر التعليم، الإعلام، والفنون يعزز من قدرة الشعوب على مواجهة محاولات الطمس الثقافي والتهميش.

البعد الاقتصادي:

يعتبر الاقتصاد هو عصب أي مقاومة ناجحة. الاعتماد على الذات، ودعم المنتجات الوطنية، ومقاطعة اقتصاد العدو، هي أدوات فعالة تجعل الأمة شريكا مباشرا في دعم مشروع المقاومة.

البعد الاجتماعي:

يعد تماسك المجتمع هو خط الدفاع الأول لأي أمة تواجه تحديات وجودية. تعزيز قيم الوحدة والتضامن بين أفراد الأمة يجعلهم أكثر قدرة على الصمود أمام الضغوط الخارجية.

إذا فكيف تكون المقاومة مشروع أمة؟

لتحويل المقاومة إلى مشروع أمة شامل ومستدام، يجب أن تتوفر عدة شروط أساسية:

1- الرؤية الاستراتيجية الواضحة:

تحتاج المقاومة الناجحة إلى رؤية بعيدة المدى تحديد الأهداف وآليات تحقيقها. هذه الرؤية يجب أن تكون شاملة وتراعي جميع مكونات الأمة، بحيث يشعر كل فرد أنه جزء من هذا المشروع.

2- إشراك الجميع في المشروع:

ليست المقاومة مسؤولية النخب السياسية أو العسكرية فقط؛ إنها مسؤولية الجميع. فإشراك الشباب والنساء والمثقفين في المشروع يضمن استمراريته ويعزز من قوته.

3- بناء منظومة إعلامية قوية:

يعتبر الإعلام هو سلاح العصر الحديث، وبناء منظومة إعلامية تدعم مشروع المقاومة وتنقل رسالتها إلى العالم يساهم في كسب التعاطف الدولي وفضح ممارسات العدو.

4- التكامل بين العمل العسكري والمدني:

حتى لو كانت المقاومة المسلحة ضرورية في بعض الأحيان، فإنها لا تكفي وحدها لتحقيق التحرر الكامل. التكامل بين العمل العسكري والمدني يضمن استدامة المشروع ويعزز من شرعيته.

5- المقاومة كقوة ضغط على الحكومات واللوبيات العالمية:

تحويل المقاومة إلى مشروع أمة لا يقتصر على تحرير الأرض أو الدفاع عن الحقوق، بل يتعدى ذلك ليصبح أداة ضغط فعالة على الحكومات واللوبيات العالمية، بما في ذلك اللوبي الصهيوني الذي يتمتع بنفوذ واسع في العديد من الدول. هذا الجانب الاستراتيجي يعزز من قدرة المقاومة على التأثير في السياسات الدولية ودعم القضية التي تناضل من أجلها.

دور الأفراد كقوة إسناد للمقاومة:

1- الوعي بالقضية:

لمعرفة موقعك من أي قضية فالخطوة الأولى لدعم أي مقاومة هي فهم القضية التي تناضل من أجلها. عندما يكون الأفراد على دراية بتفاصيل القضية وأبعادها التاريخية والسياسية، يصبحون أكثر استعدادا لتقديم الدعم اللازم، ويكونون هم رسل هذه القضية، وما الطوفان عنا ببعيد، وكيف أثرت الحرب الأخيرة على وعى الناس من الأوروبيين والأمريكان وغيرهم.

2- المشاركة الفعالة:

يستطيع كل فرد أن يكون جزءا من مشروع المقاومة بطريقته الخاصة. البعض يشارك عبر العمل التطوعي، والبعض الآخر عبر الكتابة أو التبرعات المالية أو حتى نشر الوعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

3- التضحية والصمود:

تحتاج المقاومة إلى أفراد مستعدين للتضحية والصمود أمام التحديات. التضحية ليست بالضرورة مادية أو جسدية؛ قد تكون التضحية بالوقت والجهد لدعم المبادرات التي تخدم القضية، ولدينا نماذج كثيرة سواء كانت منظمات مدافعة عن المقاومة في حقها المشروع أو أفراد أصبحوا ملء السمع بكلمات مدافع عن القضية الكبرى.

4- نقل الرواية الحقيقية للعالم:

يمكن لأي إنسان في عصر الإعلام الرقمي أن يكون صحفيا ينقل الحقيقة للعالم (فهناك المواطن الصحفي) وينشر الرواية الصحيحة عن القضية التي تناضل من أجلها الأمة ويساهم في كسب الدعم الدولي ويضعف من تأثير الدعاية المضادة.

أمثلة تاريخية: عندما أصبحت المقاومة مشروع أمة

1- الثورة الجزائرية (1954-1962):

تعد الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي نموذجا بارزا لتحول المقاومة إلى مشروع أمة. الشعب الجزائري بأسره كان جزءا من هذه الثورة، سواء عبر الكفاح المسلح أو الدعم اللوجستي أو حتى التضامن الشعبي الذي عزز من صمود الثوار.

2- الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993) والانتفاضة الثانية:

كانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية مثالا حيا على كيف يمكن للأفراد أن يكونوا قوة إسناد للمقاومة. الحجر الذي حمله الأطفال والشباب كان رمزا للإرادة الشعبية التي دعمت القضية الفلسطينية عالميا.

3- حركة التحرر الهندي بقيادة غاندي:

على الرغم من أنها كانت مقاومة سلمية، إلا أن حركة التحرر الهندي بقيادة المهاتما غاندي أثبتت أن الأمة بأكملها يمكن أن تكون جزءا من مشروع مقاومة شامل يعتمد على اللاعنف والمقاطعة الاقتصادية والسياسية.

التحديات التي تواجه تحويل المقاومة إلى مشروع أمة:

1- الانقسامات الداخلية:

إن الاختلافات السياسية والأيديولوجية داخل الأمة تعيق تحول المقاومة إلى مشروع شامل يجمع الجميع تحت مظلة واحدة.

2- الحرب النفسية والإعلامية:

غالبا يستخدم الأعداء الإعلام والحرب النفسية لتشويه صورة المقاومة وإضعاف الروح المعنوية للأفراد.

3- الضغوط الدولية والإقليمية:

تحويل المقاومة إلى مشروع أمة قد يواجه ضغوطا دولية وإقليمية تهدف إلى إفشاله أو تقويضه.

نحو مقاومة مستدامة ومشروع حضاري:

المقاومة ليست مجرد فعل مؤقت ينتهي بتحقيق هدف معين؛ إنها حالة دائمة تعكس إرادة الأمة في الحفاظ على حقوقها وكرامتها وهويتها. لتحويل المقاومة إلى مشروع أمة حقيقي ومستدام، يجب أن تتضافر جهود الجميع من القادة إلى الأفراد العاديين في إطار رؤية استراتيجية واضحة وشاملة. عندما يدرك كل فرد دوره ومسؤوليته تجاه هذا المشروع، تصبح الأمة بأكملها قوة إسناد لا تُقهر لمقاومتها.

مقالات مشابهة

  • نائبة التنسيقية تؤكد أهمية مشروع تحسين البنية التحتية للمركز الثقافي القومي بدار الأوبرا
  • الكشف عن مشروع كورنيش سيدي علي بن حمدوش على ضفاف واد أم الربيع
  • تدريبات تأهيلية واستشفائية في مران الزمالك اليوم
  • الزمالك راحة من تدريبات اليوم
  • أسعار الخضراوت والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الإثنين
  • المقاومة: سلاح الأمة في مواجهة التحديات
  • الأمير سعود بن نهار يشارك منسوبي الغرفة التجارية الإفطار الرمضاني
  • "المركزي" التركي يجتمع مع البنوك التجارية لبحث أزمة السوق
  • نقيب المحامين بالإسكندرية يعلن موعد الجمعية العمومية لزيادة المعاشات
  • اجتماع بالغرفة التجارية بالإسكندرية لتطوير منظومة الجمارك وتخفيف الأعباء عن المستوردين