سواليف:
2025-02-04@20:05:37 GMT

روسيا تبعثر الأوراق الأفريقية

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

روسيا تبعثر الأوراق الأفريقية

#روسيا تبعثر #الأوراق_الأفريقية / د. #منذر_الحوارات

منذ اكتشاف رأس الرجاء الصالح عام 1488م على يد فاسكودي جاما لم تنعم أفريقيا بالاستقرار، فهي تلقت دوماً أسوأ ما في أخلاق الأمم الأخرى، فمنذ اكتشافها وهي أسيرة العبودية والاستعمار والفقر والامتهان، ولم يتغير ذلك كثيراً بعد تحررها من الاستعمار فقد بقيت تخضع للهيمنة الجيوسياسية والثقافية واللغوية والاقتصادية لفرنسا وغيرها من الدول، فكانت ثرواتها وموقعها بمثابة الحظ العاثر الذي يصيب بعض الأمم بلعنته، فهي عندما أفاقت من الاستعمار فتحت باب الصراعات العرقية والقبلية.

بينما تحوي القارة السمراء 70 ٪ من الفسفور العالمي و86 ٪ من اليورانيوم و60 ٪ من ذهب العالم، ومساحة من الصحراء يمكنها أن تضيء العالم بالطاقة الشمسية و65 ٪ من الأرض الصالحة للزراعة عدا عن كل العناصر الكيماوية النادرة واللازمة لاستمرار التطور التقني العالمي، مع ذلك ما تزال أسماك البحر المتوسط المفترسة تنتظر جثث الغارقين الأفارقة على طريق الهجرة الى الغرب بحثاً عن أمل في الحياة بينما تمتلك بلادهم كل ما ذُكر، ورغم تقاطر وتسابق زعماء الدول العظمى عليها بحثاً عن المكاسب في نفس الوقت الذي تمنع قوات خفر سواحلهم آلاف اللاجئين من الدخول، إنها مفارقة عجيبة لا تجدها إلا بين أفريقيا السمراء ومغتصبي ثرواتها، لقد ظهر جلياً خلال السنوات الأخيرة حجم ذلك الصراع وشراسته، ففي البدء كان نصف القارة فرنسياً وأوروبياً ومع موجات الإرهاب دخلت أميركا بقواعد عسكرية ومساعدات شبه إنسانية، ومع تطور الصين وصعودها الاقتصادي انضمت الى الركب وأخيراً ها هي روسيا تظهر بقوة ولكن بشكل عاصف.

طبعاً لم تكن أفريقيا ومصلحتها هي الهدف، بل المكاسب هي من جعل كل هؤلاء يتسابقون نحو القارة السمراء، ونكتشف ذلك من تكدس قواعدهم العسكرية في دول القرن الأفريقي جيبوتي وإريتريا والصومال وأثيوبيا فهناك 12 قاعدة عسكرية في هذا القرن وحده، فالهدف بالنسبة للصين هو اقتصادي مرحلياً بينما روسيا هو جيوسياسي أمني ومعدني، وهو أمني وطاقوي بالنسبة لأميركا، إذ تعتبر منطقة الساحل الأفريقي وخليج غينيا (غرب أفريقيا) جزءا من البدائل التي يتم إعدادها في قطاع الطاقة أضيف إليها المخاوف من التوسع المتسارع للصين في القارة، والتي تمكنت من ذلك بسبب جسارتها من التقدم سريعاً هناك، وهي بذلك تحولت إلى مصدر للقلق الغربي والأميركي، أما روسيا فكانت قناعة أميركا أن إمكاناتها الاقتصادية لا تسمح لها بالوجود المؤثر بشكلٍ كبير وأنها أقل من أن تزعزع النفوذ الغربي.
لكن كل ذلك تغير منذ ثمانية عشر شهرا مع تكون حزام الانقلابات الذي ضم دول غرب ووسط أفريقيا وهي مالي وتشاد وغينيا وبوركينا فاسو وبيساو والسودان، والتي أدت إلى خلع الحزام الفرنسي أو كادت، وها هو الدور يأتي على النيجر والتي كانت قبل أسبوع حجر الزاوية في إستراتيجية البنتاجون الإقليمية يتمركز فيها ما لا يقل عن 1100 جندي أميركي، إذاً ها هي النار وصلت إلى الهشيم الأميركي، ولم يعد الأمر يحتمل السكوت أميركياً ولا فرنسياً وربما صينياً، ها هي روسيا تقلب طاولة أفريقيا على رؤوس الجميع، وعلى ما يبدو أنها تنتظر تطوراً سيئاً في الحرب الأوكرانية، لذلك تستعد جيوسياسياً لوضع الجميع في مأزق طالما أن فاغنر جاهزة للعمل وطالما الذاكرة الاستعمارية والعبودية تخدش أعماق الأفارقة وتدفعهم إليها، ويمكن أن يطال الأمر حلفاء الصين فأزمة الديون وطريق الحرير قابلة للنسف طالما أن الصين تصر على البقاء نصف حليف لروسيا.
إذاً ها هي روسيا تعيد من جديد شبح الانقلابات العسكرية وتجعلها ترفع رأسها القبيح في مواجهة طموحات القارة والآخرين وهي التي حلمت بأنها ستكون قارة القرن الواحد والعشرين، لكن يبدو أن لروسيا رأياً آخر فهي تبدد كل ذلك وتعيد بعثرة الأوراق في وجه الجميع.

مقالات ذات صلة نيَّة طرح الأسئلة..  والجرائم الإلكترونية 2023/08/08

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: روسيا

إقرأ أيضاً:

وكالة الصحة الأفريقية: غوما الكونغو بؤرة انتشار جدري القردة في 21 دولة

قال رئيس المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن وضع مدينة غوما بجمهورية الكونغو الديمقراطية يمثل "حالة طوارئ صحية عامة واسعة النطاق" محذرا من أن القتال الدائر هناك قد يؤدي إلى تنفشي الأوبئة.

وتتقدم جماعة "23 مارس" المسلحة المعروفة باسم "إم23" عبر شرق هذه الجمهورية المضطربة التي شهدت تفشي العديد من الأمراض المعدية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، سيطرت "إم 23" على معظم أنحاء غوما عاصمة شمال كيفو، وهي مدينة ذات كثافة سكانية عالية يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة، من بينهم مليون نازح.

وقال جان كاسيا رئيس المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن "هذه الظروف القصوى، إلى جانب انعدام الأمن والنزوح الجماعي، مما غذى طفرة فيروس جدري القردة".

وقد ظهر المتحوّر "بي1" من الفيروس -الذي رصد في العديد من البلدان خلال الأشهر الأخيرة- لأول مرة في مقاطعة جنوب كيفو المجاورة عام 2023.

وقال كاسيا في رسالة بعث بها الجمعة إلى الزعماء الأفارقة "أصبحت غوما بؤرة انتشار جدري القردة في 21 دولة أفريقية".

وأضاف "إنها ليست مسألة أمنية فحسب، بل حالة طوارئ صحية عامة واسعة النطاق أيضا".

وتابع "يجب أن تنتهي هذه الحرب. وإذا لم يتم اتخاذ إجراء حاسم، فلن يكون الرصاص وحده الذي يحصد الأرواح، بل سيكون الانتشار غير المحدود لتفشي أمراض وأوبئة محتملة (..) ستدمّر اقتصادات ومجتمعات عبر قارتنا".

إعلان

وقد أدت الظروف أيضا إلى "انتشار الحصبة والكوليرا وأمراض أخرى على نطاق واسع، مما أدى إلى مقتل آلاف آخرين".

مقالات مشابهة

  • تبدأ من 36 ألف جنيه.. أسعار عمرة رمضان 2025
  • حل لغز الغبار المشع الذي جاء إلى أوروبا من إفريقيا
  • خطوات استخراج جواز السفر لأول مرة.. الأوراق المطلوبة والرسوم
  • قنابل نووية.. الكشف عن سبب الغبار المشع الذي جاء من أفريقيا إلى أوروبا
  • الأوراق المطلوبة لاستخراج «جواز سفر» أول مرة.. والرسوم
  • أبو ريدة يفتتح الدورة التدريبية للرخصة الأفريقية A5
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإكواتوري تعزيز السلم والأمن في القارة الأفريقية
  • هاتفيا.. وزير الخارجية والهجرة يبحث مع نظيره الإكواتوري تعزيز السلم والأمن في القارة الأفريقية
  • وكالة الصحة الأفريقية: غوما الكونغو بؤرة انتشار جدري القردة في 21 دولة
  • بوابة “أفريقيا والذهب”.. عين روسيا على قاعدة مهجورة في ليبيا