هذه حقيقة مغادرة آلاف السيّاح بعد أحداث عين الحلوة والتحذيرات الخليجية
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
أتت أحداث مخيم عين الحلوة التي اندلعت قبل أكثر من أسبوع، وبعدها طلب عدة دول خليجية من رعاياها عدم السفر إلى لبنان أو مغادرة الموجودين فيه أو الحذر في تنقلاتهم، لتعكّر الموسم السياحي الذي يعوّل عليه لبنان الكثير، لاسيما واننا نشهد هذا الصيف "فورة كبيرة". فعدد كبير من العاملين في هذا القطاع يؤكدون ان هذا الصيف من أفضل المواسم التي مرت على لبنان في السنوات الأخيرة أي منذ بدء الأزمة المالية وانتشار جائحة كورونا.
وأعلن وزير السياحة وليد نصار مؤخرا ان عدد الوافدين إلى لبنان منذ بداية شهر تموز حتى اليوم لامس المليون وافد، 30 بالمئة منهم هم أجانب، يأتي الأوروبيون في المرتبة الأولى، وفي المرتبة الثانية سيّاح من الأردن، مصر والعراق وهو أمر لافت جداً، والباقي هم من المغتربين اللبنانيين.
ويكشف نصار انه "إذا استمرينا بالوتيرة نفسها سننتهي في منتصف شهر أيلول بتسجيل مليوني وافد إلى لبنان، ما يعني أن الكتلة النقديّة التي ستدخل إلى البلد ستتجاوز الـ 10 مليارات دولار نقداً، بحسب قوله.
ولكن بعد تحذيرات الدول الخليجية كثُرت الشائعات، وتردد ان الآلاف غادروا لبنان وان مطار رفيق الحريري الدولي شهد حركة مُغادرة كثيفة في الأيام الأخيرة وتمّ إلغاء حجوزات، وهذا ما نفاه المدير العام للطيران المدني فادي الحسن، مؤكّداً أنّ هذه المعلومات غير صحيحة وأنّ الأمور لا تزال على حالها.
وتبعا لهذه التطورات من أحداث مخيم عين الحلوة إلى تحذيرات بعض دول الخليج كان لا بد من استطلاع الحركة السياحية وذلك بعدما أصبحنا في منتصف الموسم السياحي الصيفي، فهل فعلا تأثر القطاع جراء التطورات الأخيرة في البلد؟
لا داعي للهلع
رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر طمأن عبر "لبنان 24" الى ان "الموسم السياحي لم يتأثر بالأحداث الأخيرة في مخيم عين الحلوة"، وأكد أنه "لم تحصل أي الغاءات للحجوزات في الفنادق الكبرى وان الأمور تسير بالشكل الصحيح".
وأوضح الاشقر انه "في الأساس السعودية والإمارات تمنعان رعاياهما من القدوم الى لبنان، ومن المحتمل وجود عدد قليل من الكويتيين والقطريين"، مشيرا إلى ان "المواقف الأخيرة لن تغيّر من واقع الأمور الحاصلة منذ فترة طويلة بالنسبة لقدوم الأشقاء الخليجيين الى لبنان". وقال: "لم يُغادر أحد ولا داعي للهلع".
ولفت إلى ان "كل التقارير التي تصدر عن الأجهزة الأمنية والجيش تؤكد بشكل قاطع ان الأمن في لبنان ممسوك ولا خوف من حصول اي خضات أمنية".
وأكد الأشقر ان "نسبة القادمين إلى لبنان هذه السنة أفضل من العام الماضي وان الموسم السياحي الحالي هو الأفضل منذ 3 سنوات"، لافتاً إلى "تحسن لافت بأعداد السياح الأوروبيين".
الحجوزات على حالها
من جهته، أكد نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري خالد نزهة لـ "لبنان 24" ان "البلد لم يتأثر سياحيا بالتطورات الأخيرة وان نسبة قدوم المغتربين والسياح لا يزال مرتفعا ولم يحصل أي إلغاء لحجوزات وبالتالي الأعداد نفسها تدخل عبر مطار بيروت الدولي منذ تموز وحتى هذا التاريخ ".
ولفت نزهة إلى ان "الخرق الأمني حصل في منطقة جغرافية معينة ومنذ 3 أيام عاد الهدوء إلى مخيم عين الحلوة"، وأمل في ان "يبقى الموسم السياحي مزدهرا".
وتابع: "اللبنانيون اعتادوا الخضات الأمنية وكنا نتمنى عدم حصول هذه الاشتباكات، خاصة وان معظم القادمين إلى لبنان هم من المغتربين وهناك نسبة لا بأس بها من العرب والأجانب".
ودعا نزهة وسائل الإعلام اللبنانية لتصويب البوصلة نحو مصلحة البلد، مشيراً إلى ان "القطاع السياحي هو الأمل الوحيد والقاطرة الأساسية لكل القطاعات الأخرى في لبنان ويعوّل عليه الكثير".
شائعات لضرب الموسم
من جانبه، أعلن الرئيس السابق لنقابة الأدلاء السياحيين وصاحب إحدى وكالات السفر هيثم فواز عبر "لبنان 24" ان "تحذير الرعايا العرب من القدوم إلى لبنان ليس بجديد"، وقال: "لا سياح خليجيين في لبنان وهذا التحذير برأيي هو بمثابة ضغط سياسي وما حصل في عين الحلوة بقي محصورا داخل المخيم والهدوء عاد إليه منذ أيام ولا واقع أمنيا خطيرا في لبنان".
واعتبر فواز ان "ثمة حرب شائعات في البلد لضرب الموسم السياحي ولجعل المغتربين يقطعون إجازاتهم ويغادرون لبنان علما انهم العصب الرئيسي للموسم السياحي في البلد".
وعن مغادرة أعداد كبيرة من السياح والمغتربين في الأيام الأخيرة، أكد فواز ان "هذا الكلام غير صحيح وهناك شائعات منتشرة وللأسف مواقع التواصل الاجتماعي تنشر الأخبار غير الدقيقة من دون حسيب أو رقيب".
وكشف ان "ما حصل في مخيم عين الحلوة دفع بالشركات السياحية الأجنبية التي تنظم رحلات إلى لبنان في أيلول وتشرين الأول والثاني للاستفسار عن الوضع الأمني وما إذا ثمة أي خطر على السياح الأجانب ولاسيما من الجنسيات الأوروبية الذين يزورون لبنان في هذه الفترة من السنة، مؤكدا انه "لم يحصل أي إلغاء لحجوزات".
إذا الموسم السياحي لا يزال بخير وهو مستمر بالزخم نفسه حتى منتصف شهر أيلول المقبل، على أمل ألا تعكر صفوه أحداث جديدة أو خروقات أمنية حتى يتمكن لبنان من الاستفادة من الأموال التي ستدخل البلد من خلال هذه القطاع علّها تخفف من وطأة الأزمة المالية والاقتصادية عليه وعلى اللبنانيين.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مخیم عین الحلوة إلى لبنان فی لبنان لبنان 24 إلى ان
إقرأ أيضاً:
الراعي في عيد الميلاد: الأحداث الأخيرة زادت القناعة بأهمية حياد لبنان
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الميلاد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة".
بعد الإنجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان :"المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر"(لو 2: 14)، جاء فيها: "إنّ أحداث لبنان الأخيرة والمتغيّرات التي جرت في سوريا زادت القناعة الداخليّة والدوليّة بحياد لبنان. فالحياد اللبنانيّ لا يقيم جدارًا بين لبنان ومحيطه والعالم. فإنّه لا يعني الاستقالة من "الجامعة العربيّة" ومن "منظّمة المؤتمر الإسلاميّ"، ومن "منظّمة الأمم المتّحدة"، بل يعدّل دور لبنان ويفعّله في كلّ هذه المؤسّسات وفي سواها، ويجعله شريكًا في إيجاد الحلول عوض أن يبقى ضحيّة الخلافات والصراعات. وبديهيّ هنا أنّ اعتماد الحياد لن يحول دون مواصلة التصدّي للتوطين الفلسطينيّ على أرض لبنان". وأضاف: "لا حياد بدون سيادة واستقلال وأمن وحريّة. دستور الدولة المحايدة يردع الغرائز الداخليّة والأطماع الخارجيّة، فيسمح للدولة أن تشارك في حلّ مشاكل الآخرين، من دون أن يتدخّل الآخرون في شؤونها، ويخلقون لها مشاكل عصيّة الحلّ. ما أحوج لبنان إلى مثل هذه الضوابط لكي يستعيد استقلاله ووحدته وقوّته. إنّ جوهر نشوء دولة لبنان في الشرق هو مشروع دولة حياديّة بفعل مميزاته الخاصّة. إنّ صيغة "لا شرق ولا غرب" جسّدت رمزًا حياديًّا بين الوحدة العربيّة والاستعمار الغربيّ. وكرّست "صيغةُ مع العرب إذا اتفقوا، ومع الحياد إذا اختلفوا" التي أرادها لبنان مبدأ سياسته داخل الجامعة العربيّة. وعنى الشعار اللبنانيّ "لا غالب ولا مغلوب" في عمقه تحييد التسويات بعد كلّ أزمة. ولكنّه لم يُطبّق بعد لا داخليًّا ولا خارجيًّا. وثبّت احترام لبنان اتفاقيّة الهُدنة مع إسرائيل التزام الحياد العسكريّ فقط في الصراع العربيّ-الإسرائيليّ. وبفضل هذا الموقف، نجح لبنان عمومًا في الحفاظ على سلامة أراضيه رغم كلّ الحروب العربيّة-الإسرائيليّة".
وتابع الراعي: "إنّنا نتطلّع إلى اليوم التاسع من شهر كانون الثاني المقبل، حيث يقوم المجلس النيابيّ بانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة بعد مرور سنتين وشهرين من الفراغ المخزي، إذ كيف تركوا البلاد من دون رأس فتعثّرت المؤسّسات الدستوريّة: المجلس النيابيّ فقد صلاحيّة التشريع لكونه أصبح هيئة ناخبة، ومجلس الوزراء فقد الكثير من صلاحيّاته وانقسم على ذاته، وجميع التعيينات إمّا كانت بالإنابة أو لم تحصل. فنأمل أن يصار هذه المرّة إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة: مؤهّلٍ لصنع الوحدة الداخليّة، ولتحقيق اللامركزيّة والإصلاح الإداريّ والماليّ والاقتصادي -الاجتماعي، ولضبط إيقاع قيادة الدولة وعملها وتفعيل مؤسّساتها، والتواصل مع الدول الفاعلة. فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، ملتمسين من الفادي الإلهيّ، في تذكار ميلاده مخلّصًا للعالم وفاديًا للإنسان، أن ينعم علينا بالسلام، ويحيي فينا فضيلة الرجاء، وينير المجلس النيابيّ ليختار رئيسًا".
وتلقى الراعي سلسلة من الاتصالات الهاتفية للتهنئة بالأعياد أبرزها من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان.