انتقال السلطة في واشنطن: تأثير محتمل لصعود هاريس على الوضع بالعراق
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
22 يوليو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: أشادت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، بالقرار “الوطني” الذي اتخذه الرئيس جو بايدن بعدم الترشح لولاية ثانية، وتعهدت بالفوز بترشيح الحزب الديمقراطي وهزيمة دونالد ترامب.
وهذا القرار يحمل في طياته احتمالات عديدة بالنسبة للعراق والشرق الأوسط، حيث يمكن أن تتأثر السياسات الخارجية الأميركية بشكل كبير تحت قيادة هاريس.
السياسة الخارجية وأولويات هاريس
كامالا هاريس، المعروفة بتوجهاتها الليبرالية والتزامها بحقوق الإنسان، قد تعيد تشكيل السياسة الخارجية الأميركية نحو نهج أكثر دبلوماسية وتعاوناً مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن تركز على تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول العربية ودعم الاستقرار في المنطقة من خلال القنوات الدبلوماسية بدلاً من التدخلات العسكرية المباشرة.
العراق: فرص وتحديات
فيما يخص العراق، قد تشهد الفترة المقبلة تعزيزاً للدعم الأميركي في مجال الامن وضبط السياسيات المتعلقة بالارهاب، ولن تتدخل كثيرا في الأزمات الاقتصادية والمالية التي يعاني منها العراق، وسوف تركز على دعم الحكومة العراقية في محاربة الارهاب وتعزيز المؤسسات الديمقراطية، ومع تمدد النفوذ الايراني في العراق بنفس اسلوب بايدن في التعامل مع الملف العراقي.
ومع ذلك، يمكن أن تواجه هاريس تحديات كبيرة في إدارة العلاقة مع إيران، والتي لها نفوذ كبير في العراق. سياسة هاريس تجاه إيران، والتي قد تشمل العودة إلى الاتفاق النووي مع بعض التعديلات، ستؤثر بشكل مباشر على التوازن السياسي والأمني في العراق.
وبالنسبة للشرق الأوسط بشكل عام، قد تسعى هاريس إلى إعادة ضبط العلاقات مع الشركاء التقليديين مثل المملكة العربية السعودية وإسرائيل، مع التركيز على قضايا حقوق الإنسان وحل النزاعات من خلال الدبلوماسية. هذا النهج قد يؤدي إلى تقليص التوترات في بعض الملفات الساخنة، مثل الحرب في اليمن والنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
في الوقت نفسه، قد تواجه هاريس ضغوطاً من الكونغرس والجماعات المؤثرة في السياسة الأميركية لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الأنظمة التي تُعتبر منتهكة لحقوق الإنسان. هذا التوازن الدقيق بين المصالح الاستراتيجية والمبادئ القيمية سيكون تحدياً كبيراً أمام إدارتها.
وبشكل عام، قيادة كامالا هاريس المحتملة قد تجلب للشرق الأوسط نهجاً مختلفاً يعزز التعاون الدبلوماسي والتنمية الاقتصادية، مع الاستمرار في مواجهة التحديات الأمنية. العراق قد يستفيد من هذا التوجه من خلال تعزيز الاستقرار والتنمية، لكن نجاح هذه السياسة سيعتمد بشكل كبير على كيفية تعامل هاريس مع القضايا الإقليمية المعقدة، خصوصاً العلاقة مع إيران والتوترات الداخلية في العراق.
يترقب العالم العربي، وخاصة العراق، كيف ستترجم كامالا هاريس رؤيتها وسياساتها على الأرض، وكيف ستتعامل مع الإرث الثقيل الذي تتركه الإدارات السابقة في المنطقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: کامالا هاریس فی العراق
إقرأ أيضاً:
هل المعرفة متاحة للجميع في العراق؟
1 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: انوار داود الخفاجي
المعرفة هي حجر الأساس في تطور أي مجتمع، فهي تفتح الأبواب أمام الفرص الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، والسياسية. في العراق، الذي يمتلك تاريخًا طويلًا من الحضارات العريقة التي أسهمت في إنتاج المعرفة الإنسانية، تظل قضية إتاحة المعرفة للجميع موضع تساؤل. فهل يتمتع جميع العراقيين بإمكانية الوصول إلى المعرفة بشكل متساوٍ؟
يعتبر التعليم الوسيلة الأساسية لنقل المعرفة وتعميمها، لكن في العراق، يواجه النظام التعليمي تحديات كبيرة تعيق وصول الجميع إلى المعرفة. تعاني المدارس والجامعات من ضعف البنية التحتية، ونقص التمويل، وتفاوت جودة التعليم بين المناطق الحضرية والريفية. فبينما يستطيع طلاب بغداد أو أربيل الوصول إلى مدارس وجامعات أفضل نسبيًا، يواجه الطلاب في المناطق النائية أو التي تضررت بسبب النزاعات صعوبات في الحصول على تعليم لائق.
إضافة إلى ذلك، فإن الفجوة الرقمية تلعب دورًا مهمًا في مدى إتاحة المعرفة. فرغم انتشار الإنترنت في المدن الكبرى، إلا أن العديد من المناطق الريفية ما زالت تفتقر إلى اتصال جيد بالشبكة، مما يحرم سكانها من الوصول إلى المصادر التعليمية الإلكترونية والبحث العلمي.
كما لعبت الأوضاع السياسية غير المستقرة والاقتصادية المتدهورة دورًا كبيرًا في تقييد انتشار المعرفة في العراق. فقد أثرت الحروب والصراعات المتكررة على المؤسسات التعليمية والثقافية، وتسببت في هجرة الكفاءات العلمية والأكاديمية، مما أدى إلى تراجع مستوى البحث العلمي والإنتاج المعرفي المحلي.
وايضا التحديات الاقتصادية دفعت العديد من الأسر إلى التركيز على تأمين الاحتياجات الأساسية بدلًا من الاستثمار في التعليم، مما يزيد من معدلات التسرب المدرسي، خاصة بين الفئات الفقيرة. وهذا بدوره يؤثر على قدرة المجتمع على الوصول إلى المعرفة والاستفادة منها.
وبرغم وجود مؤسسات أكاديمية ومراكز بحثية، فإن حرية الوصول إلى المعلومات في العراق ليست مضمونة بالكامل. إذ يواجه الباحثون والصحفيون أحيانًا صعوبات في الوصول إلى مصادر المعرفة بسبب الرقابة أو القيود المفروضة على تداول المعلومات.
إضافة إلى ذلك، تعاني المكتبات العامة من الإهمال، مما يقلل من فرص الأفراد في الوصول إلى الكتب والمواد البحثية. وحتى مع توفر الإنترنت، فإن نقص المحتوى الرقمي المحلي وضعف ثقافة البحث العلمي تحدّ من قدرة العراقيين على الاستفادة الكاملة من المعرفة المتاحة عالميًا.
ورغم التحديات، هناك مبادرات تهدف إلى توسيع نطاق المعرفة في العراق. فقد بدأت بعض المؤسسات التعليمية في تطبيق التعليم الإلكتروني، وهناك جهود لدعم المكتبات الرقمية والمصادر المفتوحة. كما أن المجتمع المدني يلعب دورًا متزايدًا في تعزيز المعرفة من خلال ورش العمل، والمنتديات الثقافية، والمبادرات الشبابية التي تسعى إلى نشر الوعي والتعليم.
في المجمل، لا تزال المعرفة في العراق غير متاحة للجميع بشكل متساوٍ، حيث تؤثر العوامل الاقتصادية، والسياسية، والتكنولوجية، والتعليمية على إمكانية الوصول إليها. ومع ذلك، فإن هناك جهودًا تُبذل لتقليص الفجوة، ويظل الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا والسياسات الداعمة للمعرفة هو الحل الأمثل لضمان وصول الجميع إليها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts