حكاية الشوق للزمن الجميل، زمن الطيبين
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
كثيرة جداً الفيديوهات التي تستعرض الحياة الماضية في جميع أشكالها من منازل وأثاث ومأكولات ومشروبات وبضائع ونمط حياة بالكامل الغريب أنه حتى الشباب الذين لم يعيشوا شيئاً من ذلك الماضي يتغنون به ويتداولون مقاطعه وذكرياته بكل إعجاب.
ناهيكم عما يعتري الكبار وما يخالج نفوس وخواطر الذين عاشوا ذلك الزمن وتربعوا على عرش ذكرياته وهؤلاء لا نستغرب عشقهم وولههم على الزمن الجميل الذي كما يحلو لهم ولنا جميعاً تسميته لأنه بالفعل قمة الجمال فقد اقترن الماضي خلال الأربعة أو الخمسة والستة عقود الماضية بمرحلة سلسة سهلة رغم ما فيها من صعوبات، أحيانا أتساءل عن سبب انجذاب الناس كباراً وصغاراً، من عاشوه ومن لم يعيشوه ما سبب شدة الميل للماضي ونمط الحياة فيه حتى أنهم أصبحوا ينقبون عن التراث في حياتهم وحياة عائلاتهم وكبارهم وحكاياتهم! ولو بحثنا عن سر عشقنا للماضي والدموع التي تمتلئ بها عيوننا حين نعرج على ملفاته وعلى صور الذكريات، على المنازل والأثاث ،على الولائم والمناسبات،ونردد (الله ياوقت مضى لو هي بأيدينا ما يروح) .
كل تلك الصور الجميلة العالقة في أذهاننا والتي يتداولها الجميع بشوق ، جميعها تتسم بطابع (البساطة والعفوية والصدق) إذاً فالسر هو تلك العناوين التي تميز بها الزمن الجميل كانت الحياة بسيطة وغير متكلفة علاقات الناس نابعة من القلب شفافة رغم عمقها حنونة رغم صلابتها،حكاية الناس في الزمن الجميل بكل تفاصيل حياتهم لم تتسم بالتعقيد بل كانت غاية في البساطة فكانت ولائمهم كريمة وفي نفس الوقت دافئة جمعاتهم كأصدقاء وصديقات وجيران غاية في الود واليسر لقاءات ممتعة ثرية بالمحبة قرارها يتخذ قبلها بساعة أو أقل من خلال مكالمة هاتفية من هاتف إذا سمعنا رنينه كأننا نسمع أعذب لحن لأنه ينبئنا بأن هناك من يريد السؤال عنا أو تهنئتنا أو دعوتنا ، العلاقات الاجتماعية في الزمن الجميل كانت مختلفة تماماً حين يجتمع الأهل والأصدقاء في مكان واحد عقولهم وقلوبهم معاً لا يشغلهم عن بعضهم شيء كما هو اليوم مجتمعين لكن كل واحد منهم في عالم خاص به تجمعنا غرفة ويفرقنا جوال، لم تعد مجالسنا (في غالبها) كما كانت عامرة بالحكايات والأحاديث الودودة تلك المجالس التي كان يتعلم منها الصغار القيم والأخلاق والأدب ، مجالسنا في الزمن الجميل ومع أهله الذين صنعوا جماله كان أدب الاصغاء يسودها فلا يمكن أن يتحدث اثنان في نفس الوقت الأحاديث متبادلة بأصول جميلة كجمال أهل الزمن الجميل ! ذاك الزمن بحق يستحق تسميته بالزمن الجميل وأهله يستحقون تسميتهم بالطيبين لأن الطيبة كانت عنوانهم (مع أن الطيبين في كل زمان ومكان موجودون) لكنهم في ذاك الزمن كانوا الغالبية لأنهم يرون الطيبة خلق كريم . لم يكن الجار يبخل على جاره بمشاركته همومه وأفراحه وأتراحه ووقفات مساندة والأخ كان يفدي أخيه ويضع أخته تاجاً على رأسه والعائلة كانت عائلة متماسكة تلتقي على وجبات ثلاث يعرف كل منهم عن الآخر كل شيء تجمعهم جلسات عائلية بعد المغرب من كل يوم كانت (الحارة) بمثابة بيت العائلة الكبيرة (أهلها) الكل يتشارك في تربية الأبناء حين كنت صغيرة كنت أحسب رجال الحارة كلهم أعمامي ونسائها خالاتي لقوة العلاقة بينهم وبين أمي وأبي وأكن لهم من الهيبة والحب مثلما لأهلي . اليوم قد لايجروء العم والعمة أو الخال والخالة على محاسبة أبناء العائلة ناهيكم عن الجار! وأين هو الجار اليوم ؟ يقال أن أحد الأثرياء في جلسة عشاء مع أصدقائه رصد مكافأة مئة ألف ريال لمن يعرف عشرة من جيرانه لكن للأسف لم يحصد أحد الجائزة! الزمن الجميل صنعه أهله الطيبون (نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيب سوانا) ولتكن البساطة والشفافية والطيبة وحسن الظن والاحترام ،هي دائرة علاقاتنا الاجتماعية ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).
@almethag
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الزمن الجمیل
إقرأ أيضاً:
بمشروعات ضخمة.. البحر الأحمر تسابق الزمن استعدادًا للاحتفال بالعيد القومي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يشهد ساحل البحر الأحمر تحولات جذرية، حيث تتسابق المحافظة على مدار الساعة لإنجاز مشروعات ضخمة قبل الاحتفال بالعيد القومي. ففي ظل التحديات الاقتصادية العالمية، تبرز هذه المشروعات كشواهد على الإصرار على التنمية والتطوير، آملة في رسم مستقبل جديد وواعد لهذه المنطقة السياحية الحيوية.
يعتبر مشروع المثلث الذهبي أحد أبرز المشاريع التي تشهدها المنطقة. ويهدف هذا المشروع الطموح إلى تحويل المنطقة إلى مركز عالمي للسياحة والاستثمار، من خلال إنشاء فنادق فارهة، ومراكز تسوق عالمية، ومرسى عالمي لليخوت، بالإضافة إلى مناطق سكنية راقية.
كما يشهد سوق العرب أيضًا عملية تطوير شاملة، حيث يسعى المسؤولون إلى تحويله إلى وجهة سياحية تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. ومن المتوقع أن يضم السوق الجديد مجموعة متنوعة من المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي، والتي تقدم تجربة تسوق فريدة من نوعها.
مشروعات أخرى واعدة
بالإضافة إلى المشروعين السابقين، هناك العديد من المشروعات الأخرى التي تشهدها المحافظة، والتي تهدف إلى تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات المقدمة للسائحين والمواطنين على حد سواء. ومن أبرز هذه المشاريع: العمل علي تطوير الموانئ البحرية، والمطارات، وذلك بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية، وتحسين كفاءة عمليات الشحن والتفريغ.
بينما يتم إنشاء شبكة طرق حديثة تربط بين مختلف مناطق المحافظة، مما يساهم في تسهيل حركة المرور، وتنشيط الحركة الاقتصادية، فيما يتم العمل على تطوير قطاع السياحة، من خلال تنويع المنتجات السياحية، وتقديم عروض.
أعرب العديد من المواطنين عن تفاؤلهم الكبير بنجاح هذه المشاريع، مؤكدين أنها ستساهم في خلق فرص عمل جديدة، وتحسين مستوى المعيشة، وتعزيز مكانة البحر الأحمر كوجهة سياحية عالمية.
"في الذكري ال 55 لمعركة شدوان الخالدة،للموافقة الثاني والعشرون من يناير الجاري، تحتفل اهالي المحافظة بعيدنا القومي ونستذكر تضحيات أبطالنا.
وتعد معركة شدوان البداية، الحقيقيه لمحافظة البحر الأحمر للاستمرار في التقدم والازدهار. لنعمل جميعاً للحفاظ على هذا الإرث العظيم وبناء مستقبل مشرق لمحافظتنا."
كما تعد معركة شدوان إلى يومنا هذا، قصة نجاح وبنورما تحكي تاريخ عظيم بين تلاحم قواتنا المسلحة مع ابنا الوطن " صيادين البحر الاحمر" وذلك لادارة معركة تعد من اعظم المعارك الحربية علي مر العصور، حيث انتهت بانسحاب القوات الاسرائيلية من جزيرة شدوان وعدم قدرتهم علي احتلالها بفضل التحام الجيش والصيادين علي قلب رحل واحد.
وهذه المعركة تدعو للفخر والانتماء، مما تجعل اهالي المحافظة فخورون بانتمائهم إلى هذه المحافظة العظيمة، لنحتفل معاً بعيدنا القومي ونستذكر تضحيات شهدائنا."
تشهد البحر الأحمر تحولات كبيرة، حيث تسعى المحافظة جاهدة لتحقيق طموحاتها في التنمية والتطوير. ورغم التحديات التي تواجه هذه المشاريع، إلا أن الإصرار على المضي قدمًا يعكس الإرادة القوية لبناء مستقبل أفضل لهذه المنطقة الحيوية.