كريمة الشوملي.. منحوتات فنية معاصرة بطابع تراثي
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
تمتاز الفنون البصرية في الإمارات بحضور تراثي وثقافي حافل بالغنى والتنوع والتجديد المتواصل، ومن خلال هذا الحضور التشكيلي المهم، يطيب للجمهور مواكبة هذه الأعمال المتجددة دائماً بريشة وبراعة كل فنان إماراتي.. هنا نلمس التجديد الذي عملت عليه الفنانة الإماراتية د. كريمة الشوملي، حيث بدأت تجربتها الفنية بتصميم «البرقع»، وتوصلت إلى إبداع لوحات ومنحوتات مختلفة جعلتها حاضرة وبقوة بأهم المعارض العالمية، وهناك نماذج من أعمالها تأخذ مكانها اللائق والجميل في معرض فيينا لعام 2024، ومع هذه التجربة الفنية المتميزة في عالم التشكيل تحدثنا الشوملي عن هذا الإنجاز الفني.
البرقع والأقمشة
قالت د. كريمة الشوملي: بدأت من البرقع الإماراتي الذي يعتبر عنصراً مكملاً من عناصر زينة المرأة، حيث بحثت وتعمقت في دراسة الأشياء الأخرى التي تتعلق بالمرأة وجمالها، ثم تطرقت إلى جماليات الأقمشة ونوعيتها، ولها مسميات متعددة من خلال الرسومات المتعارف عليها، في ظل حرص المرأة الإماراتية على لباسها، وهي أقمشة مصنوعة من القطن والحرير والصوف ذات ألوان زاهية برّاقة، ولها مسميات متعددة، منها: «بو طيرة، البوتيلة، سلطاني، وبو بريج، وبو كازوة»، وغيرها من الأقمشة المتعارف عليها في الإمارات، والتي ترتديها المرأة وتخيط منها «الجلابية» (الثوب) بقصته على الخصر.
وأضافت «هذه جميعها جعلتني أتابع تلك الثقافة الشعبية الجميلة، وأحببت أن أترجمها في صورة منحوتات فنية ملونة لتبقى في ذاكرة الجيل الجديد، مبينة أنها صورت لقطات لارتداء الفتاة الثوب التراثي، وهي تحمل أجهزة حديثة، مثل آيفون أو آيباد، أو وهي تلعب رياضة، وترتاد المطاعم والجيم والكوفي شوب، وكانت خلفية هذه الصور من الأقمشة التقليدية المنتشرة حتى الآن».
تراث بصري معاصر
تابعت الشوملي أن مشروعها الفني قائم على عناصر التراث وأنواع الحلي التي تتزين به المرأة، حيث إن كل هذه الأشياء تمثل وحدة متكاملة لدى المرأة، وقد اشتغلت عليها عبر صور فوتوغرافية ومنحوتات ملونة تم عرضها في «جاليري الاتحاد للفنون» بأبوظبي.
وعن ربط مقتنيات التراث باللوحات الحديثة، أكدت الشوملي أن كثيراً من الفنانين عملوا على تسجيل التراث والأسواق والحياة اليومية من خلال صورة أو لوحة فنية، ومن جانبي أنجز أعمالي الفنية بشكل تراثي بصري معاصر، وبشكل لا يمل المشاهد من رؤيته، سواء كانت اللوحة تمثل جملاً أو صحراء أو بيوت قديمة أو حرف يدوية، حيث أرسم التراث ليجمع بين الحداثة والتشويق.
تراثنا.. إلى العالمية
عن مشاركتها في معرض فيينا لعام 2024، وكيف استطاعت أن تصل بالتراث الإماراتي إلى المعارض العالمية، قالت الشوملي: مشاركتي كانت من خلال المركز الأوروبي الثقافي، حيث قمت بعرض أفلام وصور فوتوغرافية ومنحوتات، وجميع هذه الأعمال كانت تدور حول زينة المرأة باستخدام الحلي أو ارتداء الأقمشة التقليدية، وغيرها من مفردات تراثنا الإماراتي.
وعن جديدها، قالت الشوملي، إنها دائماً تنظم ورش عمل لطباعة وقص البرقع بأشكال عدة، كما أنها ستشارك في معرض بباريس قريباً، يضم صوراً فوتوغرافية للملابس التقليدية والتراثية في دولة الإمارات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الثقافة فيينا التراث من خلال
إقرأ أيضاً:
قيعان المحيطات تختزن تراثا ثقافيا تهدده الأنشطة التعدينية
شدّدت منظمات غير حكومية وشعوب أصلية على أن قيعان المحيطات تخفي تراثا ثقافيا غنيا، قوامه مثلا سفن غارقة وحطام طائرات أُسقطت خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، داعية إلى حماية هذا المخزون من الأنشطة المنجمية تحت الماء على غرار حماية النظم البيئية.
وقالت هينانو مورفي من الجمعية البولينيزية "تيتياروا سوسايتي" لوكالة الأنباء الفرنسية "جاب أسلافنا المحيط لآلاف السنين، ونقلوا المعلومات من جيل إلى جيل".
وأضافت "نحن أبناء شعب المحيط، وعلينا حماية هذا التراث" من خلال "تبني مبدأ أن قيعان البحار مكان مقدس، وحاضنة الحياة".
وخلال الدورة الحالية للهيئة الدولية لقاع البحار في جامايكا، دعا ممثلو الشعوب الأصلية إلى الاعتراف بتراثهم الثقافي وعلاقتهم الروحية بالمحيطات ضمن قانون التعدين الذي سيضع قواعد لاستثمار قاع البحر في المياه الدولية.
وبدأ علماء ومدافعون عن المحيطات التنبيه -منذ مدة طويلة- إلى المخاطر التي يشكلها هذا الاستثمار الصناعي المستقبلي على النظم البيئية البحرية.
لكنّ "التراث الثقافي تحت الماء هو الذاكرة الحية للأجيال التي سبقتنا، وحمايته يجب أن تكون لها الأولوية على قدم المساواة مع حماية التنوع البيولوجي البحري" حسب ما قال خلال المناقشات ممثل المغرب سليم لحسيني متحدثا نيابة عن الدول الأفريقية.
وينص مشروع النص الحالي، الذي لا يزال موضع خلاف شديد، على حماية "التراث الثقافي تحت الماء".
وينبغي تاليا -على الشركات المستثمرة لقاع البحر- إخطار الهيئة الدولية لقاع البحر في حال اكتشافها رفاتا بشريا أو أشياء أو مواقع أثرية. ويمكن أن يؤدي اكتشاف كهذا، اعتمادا على نتائج المفاوضات، إلى تعليق الأنشطة.
إعلانولكن ثمة خلافات بشأن الإجراءات والتعاريف.
وقالت أبريل نيشيمورا ممثلة إحدى قبائل شعب جيتكسان في كندا للوكالة الفرنسية "يبدو لي أن اقتصار تعريف التراث الثقافي على حطام السفن محزن جدا" مؤكدة ارتباط شعبها بالبحر من خلال أسماك السلمون التي تسبح في الأنهار.
وقد اقترحت مجموعة من الدول بقيادة ميكرونيزيا تحديد هذا التراث على أنه يشمل التراث المادي (البقايا البشرية والتحف وحطام السفن وحمولتها وما إلى ذلك) والتراث "غير المادي" كالمعرفة المرتبطة بالملاحة التقليدية أو الممارسات الروحية المرتبطة بالمياه.
ويبدو حتى الآن أن التكنولوجيات اللازمة لاستخراج العقيدات المتعددة، للمعادن الموجودة بالمحيط الهادي، هي وحدها المتطورة بما يكفي للنظر في الانتقال إلى نطاق صناعي.
لكنّ المحيط الأطلسي قد يكون معنيا أيضا في ظل وجود نوع آخر من الرواسب.
ويحتضن هذا المحيط السفن والطائرات الغارقة التي أسقطت خلال الحربين العالميتين، فضلا عن آثار قرون من تجارة الرقيق بين قارتَي أفريقيا وأميركا.
وذكّر لوكاس ليكسينسكي الأستاذ في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن سفنا عدة كانت تحمل العبيد غرقت أثناء عبوره "وكان الكثير منهم الذين يموتون أثناء الرحلات يُلقَون في البحر".
ورأى أنه "تاريخ مهم للتراث تحت الماء وارتباطاتنا الحالية به".
وقد تعاون مالكو السفن والتجار والبحارة والمسؤولون "الفاسدون" الأميركيون المتمركزون إلى حد كبير بمدينة نيويورك مع الحلفاء الأجانب، لمواصلة شحن الأفارقة الأسرى عبر الممر الأوسط حتى ستينيات القرن الـ19.
إعلانولم تتسبب هذه الممارسة في معاناة رهيبة للأفارقة المستعبَدين فحسب بل أدت أيضا إلى تعميق الانقسام الوطني حول العبودية، وهو شقاق ساعد في تمهيد الطريق إلى أكثر الصراعات دموية في تاريخ الولايات المتحدة (الحرب الأهلية).
وفي حين يبدو وقف عملية الاستخراج في حال اكتشاف حطام سفينة أمرا بسيطا إلى حد ما من حيث المبدأ، فإن حماية الجوانب "غير المادية" لهذا التراث أكثر تعقيدا.
وتوقع ليكسينسكي أن يضع قانون التعدين "قائمة تقويم" مسبق، وخصوصا من خلال سؤال المجتمعات المعنية وعلماء الأنثروبولوجيا عما إذا كان النشاط في منطقة معينة قد "يؤثر سلبا على الروابط الثقافية بطريقة تدخلية جدا ومدمرة".
وقد أوصت مجموعة العمل -التي تقودها ميكرونيزيا- بإنشاء لجنة متخصصة تضم ممثلين عن الشعوب الأصلية لمساعدة مجلس الهيئة الدولية لقاع البحر في اتخاذ قراره بشأن خطة للاستغلال.
وفي ما يتعلق بحماية التراث المادي، أكدت شارلوت جارفي عالمة الآثار البحرية وممثلة منظمة "ذي أوشن فاونديشن" غير الحكومية -لوكالة الصحافة الفرنسية- أنّ ثمة حلولا، مضيفة "نحن مدربون على تحديد موقع حطام سفينة من خلال بيانات عن قاع البحر والتصرف بناء على هذه البيانات" لإنشاء "منطقة عازلة" على سبيل المثال.