لا يبدو مسار الحملة الانتخابية للحزب الديقراطي الأميركي واضحا حتى بعد إعلان مرشح الحزب، جو بايدن انسحابه من سباق الرئاسة، ودعمه نائبته، كاملا هاريس، للمنصب، لكن يبدو أن حظوظها ستكون قوية رغم ذلك، وفق خبراء.

وتصف وكالة أسوشيتد برس الوضع الحالي بأنه "تحول غير مسبوق في هذا الوقت المتأخر من عام الانتخابات".

ويوضح موقع أكسيوس أن دعم بايدن لهاريس لا يعني أنها سوف تحصل على أصوات المندوبين المتلزمين بدعمه تلقائيا في مؤتمر الحزب الديمقراطي، المقرر في شيكاغو، يومي 19 و22 أغسطس، والذي كان من المفترض أن يكون تتويجا رسميا لبايدن مرشحا للحزب، لكنه الآن أصبح سباقا مفتوحا لما يقرب من 4700 مندوب مسؤولين عن اختيار حامل لواء جديد لتحدي المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.

هذا يعني أن هاريس يجب أن تعمل على كسب الدعم قبل المؤتمر الذي سيحدد مرشح الحزب رسميا.

الباحث والمحلل السياسي الأميركي، القريب من الحزب الديمقراطي، إيريك هام، قال لموقع "الحرة" إن الوضع "متقلب للغاية"، مشيرا إلى أن "المانحين والديمقراطيين في الكونغرس نجحوا في دفع رئيس الولايات المتحدة الحالي إلى الانسحاب، لكن من غير الواضح ما إذا كانوا سيقدرون على تحديد مسار لفوز هاريس بالترشيح".

وبعد إعلانه الانسحاب من السباق، قال الرئيس الأميركي في تغريدة لاحقة: "أقدم دعمي الكامل وتأييدي لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام. أيها الديمقراطيون. لقد حان الوقت للتجمع معا وهزيمة ترامب. دعونا نفعل ذلك".

ومن المفترض أن يختار المندوبون مرشح الحزب رسميا في المؤتمر، وعادة ما يختارون الفائز في الانتخابات التمهيدية.

ومع انسحاب بايدن، سيكون جميع مندوبيه افتراضيا أحرارا في اختياراته.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن مندوبي بايدن ليسوا ملتزمين بدعم الشخص الذي يؤيده، لكنهم قد يميلون إلى ذلك، خاصة إذا اختار نائب الرئيس.

والخطوة التالية، وفق الصحيفة، هي قيام زعماء الحزب بإقناع المندوبين بالتجمع حول مرشح واحد.

كان بايدن قد فاز بمعظم أصوات المندوبين في الانتخابات التمهيدية، في وقت سابق من هذا العام، وقد تعهد ما لا يقل عن 3896 مندوبا بدعمه.

ولا تسمح قواعد الحزب الحالية لبايدن بتمرير المندوبين إلى مرشح آخر، لكن من الناحية السياسية، قد يكون تأييده لهاريس مؤثرا، وفق أسوشيتد برس.

وتنص قواعد العمل داخل الحزب الديمقراطي على أنه في حال انسحاب المرشح قبل انعقاد المؤتمر، فإن القرار بشأن من سيحل محل مرشح الرئاسة يترك للمندوبين.

ومع مغادرة بايدن السباق، يفترض أن يكون المؤتمر "مفتوحا"، أي سيشهد منافسة مفتوحة.

ويقع العبء المباشر على عاتق هاريس لإقناع نحو 4 آلاف مندوب، بالإضافة إلى أكثر من 700 ممن يسمون بالمندوبين الكبار الذين يشملون قادة الحزب وبعض المسؤولين المنتخبين والرؤساء السابقين ونواب الرؤساء.

وقد تواجه هاريس منافسة.

وحتى قبل أن يعلن بايدن قراره، طرح الديمقراطيون اسم حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، وحاكمة ميشيغان، غريتشن ويتمير.

ومع ذلك، جادل بعض الديمقراطيين بأنه سيكون من البديهي ترقية أول امرأة وأول امرأة سوداء وأول شخص من أصل جنوب آسيوي لتولي منصب الرئاسة.

وبالنظر إلى مدى أهمية الناخبين السود  والنساء السود بشكل خاص في ترشيح بايدن واختياره لهاريس لمنصب نائب الرئيس، سيكون من المخاطرة، على أقل تقدير، أن يتجاهلها الديمقراطيون.

ومع ذلك، لا تحظى هاريس بشعبية كبيرة.

وأفضل سيناريو بالنسبة لها وللديمقراطيين هو حشد الدعم بسرعة وتشكيل جبهة موحدة. ويمكن للديمقراطيين أيضا المضي قدما في خططهم لإجراء تصويت افتراضي، قبل المؤتمر، وهي خطوة خططوا لها بالفعل للتأكد من اختيار بايدن قبل الموعد النهائي للاقتراع المبكر في الانتخابات العامة في أوهايو.

وهناك معضلة أخرى في الاختيار هي أن ملايين الدولارات الموجودة في صندوق تبرعات بايدن-هاريس يمكن نقلها بسهولة إلى هاريس، ولكن ليس لأي مرشح محتمل آخر.

وكشفت حملة بايدن مؤخرا عن وجود 91 مليون دولار نقدا. ورفعت لجان الحملة الديمقراطية المتحالفة المبلغ الإجمالي تحت تصرفه إلى أكثر من 240 مليون دولار. 

ويتفق خبراء تمويل الحملات بشكل عام على أن هاريس يمكنها التحكم بكل تلك الأموال لأنه تم إنشاء الحملة باسمها وكذلك باسم بايدن. 

لكن إذا رشح الديمقراطيون شخصا آخر غير هاريس، ستكون هناك قيود على حساب بايدن-هاريس. 

ومن المؤكد أن أي تغييرات في الحملات الرئاسية ستستدعي رفع دعاوى قضائية على مستوى الولايات وعلى المستوى الفيدرالي بشأن قانونية ذلك.

ومع ذلك، فإن قوانين الولايات لا تحدد عادة كيفية اختيار الأحزاب لمرشحيها لمنصب الرئيس. 

خبير شؤون الحزب الديمقراطي، وليام لورانس، توقع في تصريحات لموقع "الحرة" أن تحصل هاريس على أصوات المندوبين، لأنها حصلت بالفعل على 90 في المئة من المندوبين الذين تم التعهد بهم لبايدن دون أن تفعل أي شيء.

وقال إنها قد تواجه تحديات، لكن 90 في المئة من المندوبين ملتزمون بدعم بايدن. لذا، فمن المحتمل أن 90 في المئة من الـ 90 في المئة الملتزمين بدعم بايدن، إن لم يكن أكثر، سيدعمون هاريس. 

وبشأن قواعد التمويل، قال: "يمكنها استخدام كل الأموال في حسابهما لأنه تم جمعها لها ولبايدن.

وبات بايدن أول مرشح ينسحب في وقت متأخر من الحملة الانتخابية، لكنها لن تكون المرة الأولى التي يقرر فيها رئيس حالي سحب ترشيحه أو عدم السعي لإعادة انتخابه، ففي عامي 1952 و 1968 قرر الرئيسان السابقان هاري ترومان، وليندون جونسون، الانسحاب من سباق الترشح قبل نحو ثمانية أشهر من الانتخابات.

وتؤكد الوقائع التاريخية أنه لم ينسحب أي مرشح على الإطلاق بعد حصوله على عدد كاف من أصوات المندوبين في الانتخابات التمهيدية الرئاسية ليكون المرشح، وفقا لمجلة "تايم".

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الحزب الدیمقراطی فی الانتخابات فی المئة

إقرأ أيضاً:

عرّاف فرنسي يحيّر الأمريكيين حول الفائز في انتخابات الرئاسة

كشف العراف الفرنسي الذي يطلق عليه لقب "نوستراداموس" توقعاته بشأن الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقال آلان ليشتمان في بث مباشر على يوتيوب إنه يقترب من "توقعه النهائي" لانتخابات البيت الأبيض. 

وانتقد ليشتمان أحد  المنافسين له نيت سيلفر، الذي قال مؤخراً إن "ترامب هو المفضل لديه"، وعلق ليشتمان "لقد رأيت اليوم للتو التنبؤ الأكثر سخافة".

تنبأ بالفائز 9 مرات 

ليشتمان، الذي أعلن بشكل صحيح عن 9 من أصل 10 انتخابات سابقة، ويشار إليه بأنه المتنبئ الذي تنبأ بالفائز الرئاسي لمدة 40 عاماً. 


سلسلة توقعات تحققت!

قبل انسحاب الرئيس جو بايدن ، كان ليشتمان يقول إن الديمقراطيين سوف يرتكبون " خطأً فادحاً " إذا قرروا استبداله، وقال أيضاً إن إدانة ترامب بـ 34 جريمة جنائية من غير المرجح أن تؤثر على الانتخابات بأي شكل.
جاء أول توقع لليشتمان في عام 1984 عندما قال إن رونالد ريغان سيفوز بالرئاسة، كما توقع فوز ترامب في عام 2016 قبل شهر من الانتخابات، ثم توقع بدقة أن بايدن سيزيحه من منصبه في عام 2020.
إن نظام ليشتمان للتنبؤ بالانتخابات الرئاسية، والذي يطلق عليه اسم "المفاتيح الثلاثة عشر"، موجود منذ ثمانينيات القرن العشرين.
ويقول إن هذه التقنية تمكنه من "التنبؤ بنتائج التصويت الشعبي بناء على عوامل تاريخية فقط، وليس باستخدام استطلاعات الرأي حول تفضيلات المرشحين أو التكتيكات أو أحداث الحملة".

Polling 'Nostradamus' hints at who might win the 2024 election https://t.co/Mnue2ajWwb via @MailOnline

— FRANCISCO (@francisco120282) September 2, 2024

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: عمليات إسرائيل بالضفة عبثية وعلى هاريس الابتعاد عن بايدن
  • هاريس تصفع ترامب وتغادر نهج بايدن
  • بوتين يقول إنه يدعم هاريس في انتخابات الرئاسة الأميركية
  • بوتين يدعم كامالا هاريس ضد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية
  • مرشح لرئاسيات تونس: هيئة الانتخابات تسعى لتغيير هيئة الدولة (شاهد)
  • مع احتدام المنافسة بين ترامب وهاريس.. هذه تواريخ مهمة في سباق الانتخابات الأمريكية
  • هاريس وسياسات بايدن الاقتصادية والخارجية
  • تونس.. النيابة العامة تأمر بسجن مرشح للانتخابات الرئاسية
  • عرّاف فرنسي يحيّر الأمريكيين حول الفائز في انتخابات الرئاسة
  • الولايات المتحدة تدين إصدار مذكرة اعتقال بحق مرشح المعارضة جونزاليس في فنزويلا