السباق على ابواب الإمارات وتل ابيب والمعنى الخفي لدويلة الشر!

رشا عوض

” العصابة الكيزانية” طرقت الابواب الخلفية لدولة الامارات العربية المتحدة مرارا خلال هذه الحرب، عارضين صفقات كلها تدور حول انهم على اتم استعداد لان يلبوا للامارات اي طلب ( موانيء ، ذهب، اراضي) لو رفعت يدها عن الدعم السريع، ومجموعة البرهان الطامع في الانفراد بالسلطة ايضا تتزاحم معهم في تلك الابواب سرا وعلانية!

طبعا هناك دراويش مساكين في صفوف الكيزان يحسبون ان المعركة غايتها الانتصار للاسلام السياسي! و لا يعلمون ان تنظيمهم الاجرامي الآن هو مجرد مافيا غايتها السلطة السياسية لتحصين المال المنهوب ونهب المزيد والإفلات من اي عقوبة او مجرد مساءلة على جرائم الثلاثين عاما، وفي سبيل هذه المصالح الدنيوية الدنيئة هم على اتم استعداد للركوع سواء للامارات او غيرها.

بل وعلى استعداد للتخلص من اي حمولة ايدولوجية تقف في وجه المصلحة، والقوم اصحاب سوابق في ذلك! فقد سبق ان ادخلوا شيخهم الترابي الى السجن ، وتخلصوا من المقاتلين الشرسين والمتعصبين ايدولوجيا في حرب الجنوب! ففي الجنوب حدثت تصفيات ” لمجاهدين” ثم اقيمت لهم اعراس شهيد!

كشف مقال منشور بصحيفة بلجيكية ترجمه الاستاذ عبد الرحمن الامين عن مشاركة مستشار للحكومة الحالية ودبلوماسي اسلاموي في عهد البشير وبتنسيق مع مدير جهاز الامن والمخابرات الحالي الفريق ابراهيم مفضل، في “منتدى حوار ” الذي يرعاه مركز موشي ديان، وكانت هذه مشاركته السادسة حسب الصحيفة! وهذا معناه ان المنظومة الأمنية لحكومة الامر الواقع في بورتسودان ماضية في اتجاه مواصلة العلاقات الايجابية مع اسرائيل بشرط ان تتضغط الاخيرة على الامارات لايقاف امدادات السلاح للدعم السريع، والكوادر الامنية والدبلوماسية التي تنفذ ذلك هي كوادر اسلاموية!

وستكشف الايام كثيرا من اوراق اللعبة الجارية حاليا ومن هو اللاعب الرئيس فيها من التيارات “العسكركيزانية” المتنافسة على السلطة.

والجدير بالذكر ان التسلل الى تل أبيب من الأبواب الخلفية ليس امرا استجد بسبب الحرب الدائرة حاليا بل هو قديم منذ عهد البشير، اذ كشفت الصحف الإسرائيلية عددا من زيارات برلمانيين كيزان الى الدولة العبرية. فضلا عن زيارات سرية لقيادات كبيرة في المؤمر الوطني لتل ابيب كشف عنها منشقون عن الحزب لبعض الصحفيين مع التشديد على عدم نشر المعلومة منسوبة اليهم.

كل هذا يدل على ان الصراع الدائر في السودان محض صراع سلطة ومصالح في سبيلها تطرق كل الابواب.

الباب الوحيد الذي لم يفكروا في طرقه حتى الآن -ونتمنى ان يفعلوا- هو “باب الحرية والسلام والعدالة للشعب السوداني، باب الانتقال التاريخي من الوضعية المأزومة للدولة السودانية التي انتجت الحروب الى وضعية تؤسس لسلام مستدام قوامه تعاقد سياسي اجتماعي يكفل حرية وكرامة ورفاه الشعب في ظل حكم مدني ديمقراطي صديق للأمن والسلم الاقليمي والدولي، بدلا من مطاردة الصفقات السرية في الخارج والمفصلة على مصالح ضيقة لافراد او عصابات اختزلت السودان كله في ذواتها الفانية”

هذه الحرب تافهة وقذرة ووارد جدا ان تنتهي على اساس صفقة تشبه تهافت مشعليها!

المواطن السوداني الواعي يجب ان يعلم ان الغاية النهائية لهذه الحرب هي قهره ونهب موارده الاقتصادية في خاتمة المطاف، ولذلك يجب ان يسحب المشروعية من كل الاطراف وعلى رأسهم الطرف الاطول لسانا والاكثر فجورا في الخصومة والمزايدات ممثلا في “العصابة الكيزانية”! فهذه العصابة ما زال لديها رصيدا تحسد عليه من الجرأة والبجاحة يجعلها لا تخجل من اعتلاء منصة القضاء الوطني لتوزيع احكام الادانة والبراءة وصكوك الغفران! واحكام الطرد النهائي لخصومها السياسيين من سودان المستقبل رغم انها مهزومة عسكريا هزيمة اقنعتها باستبدال هدف الحسم العسكري للدعم السريع بحسم القوى المدنية الديمقراطية واستئصال اجندة الثورة واهدافها والعودة الى احضان الشريك القديم ان رضي بذلك وان لم يرضى تتم محاصرته إقليميا بصفقات مع الإمارات واسرائيل !

وهنا يتضح أن مصطلح ” دويلة الشر” الذي تردده الابواق العسكركيزانية له معنى باطني! فدويلة الشر التي يعاديها الكيزان والعسكر هي الدولة المدنية الديمقراطية! هي الدولة التي تجسد قيم الثورة! هي دولة الحكم الراشد القائم على المشاركة الشعبية الحقيقية وعلى المساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون، هي الدولة التي يكون شعبها رقيبا على موارده عبر برلمان يمثله تمثيلا حقيقيا، باختصار دويلة الشر من وجهة نظر الكيزان هي “الدولة الحلم” المرسومة بفكر وابداع الوطنيين و الممهورة بدماء الثوار ونضالات الشرفاء.

مهما يكن من أمر سنظل نبذر بذور الوعي الديمقراطي ولن ننكس راية “الدولة الحلم” ابدا ! هذه الدولة سوف تأتي نساؤها ورجالها ذات يوم يرونه بعيدا ونراه قريبا.

الوسومالإمارات تل أبيب دولة الشر رشا عوض

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإمارات تل أبيب دولة الشر رشا عوض

إقرأ أيضاً:

قائمة الدول التي علقت أو قيّدت تصدير الأسلحة لإسرائيل

انضمت بريطانيا لقائمة من الدول التي علقت أو قيدت صادرات الأسلحة لإسرائيل على خلفية الحرب في غزة والمخاوف من إمكان استخدام تلك الأسلحة في انتهاك القانون الإنساني الدولي.

وجاء قرار بريطانيا إثر انتهاء مراجعة تراخيص الأسلحة المصدرة إلى إسرائيل والتي طلبها وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بعيد توليه منصبه في بداية يوليو الماضي.

وعلى الرغم من أن بريطانيا تشكل جزءا صغيرا فقط من مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، فقد انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو القرار، قائلا إنه "مع أو بدون الأسلحة البريطانية، ستنتصر إسرائيل في هذه الحرب وتحفظ مستقبلنا المشترك".

في الوقت ذاته، وصفت منظمة العفو الدولية الخطوة بأنها "محدودة للغاية" ودعت إلى وقف كامل لمبيعات الأسلحة.

وهذه أبرز الدول التي علقت أو قيدت صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

بريطانيا

قالت بريطانيا، الاثنين، إنها ستعلق فوريا حوالى 30 من أصل حوالي 350 ترخيصا لصادرات الأسلحة إلى إسرائيل من بينها مكونات مستخدمة في الطائرات العسكرية وطائرات الهليكوبتر والطائرات المسيرة بالإضافة إلى العناصر المستخدمة لاستهداف الأرض.

وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن قرار الحد من التراخيص جاء نتيجة المخاوف من احتمال استخدام العتاد العسكري في انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي.

ويشمل الحظر الجزئي عناصر "يمكن استخدامها في النزاع الحالي في غزة" بين إسرائيل وحركة حماس، وفق ما أوضح الوزير.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تأييد واسع النطاق في بريطانيا لإنهاء مبيعات الأسلحة لإسرائيل تماما. ووجدت مؤسسة (يوغوف) في نهاية يوليو أن أكثر من 50 بالمئة من البريطانيين يؤيدون القرار مقابل معارضة 13 بالمئة فقط.

إيطاليا

أعلنت إيطاليا في أواخر العام الماضي أنها توقفت عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، رغم أن بعض صادرات الأسلحة استمرت.

وقالت الحكومة الإيطالية إنها ستلتزم بالطلبات الحالية بشرط عدم استخدام الأسلحة ضد المدنيين، وفقا لوكالة رويترز.

وكانت إيطاليا ثالث أكبر مصدر للأسلحة إلى إسرائيل بين عامي 2019 و2023، حيث بلغت 0.9 في المئة من واردات إسرائيل خلال تلك الفترة، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

إسبانيا

قالت وزارة الخارجية الإسبانية في فبراير إن البلاد لم توافق على أي مبيعات أسلحة لإسرائيل منذ 7 أكتوبر.

ومع ذلك، أفادت صحف محلية بأن صادرات الأسلحة التي تمت الموافقة عليها قبل الحرب أُرسلت إلى إسرائيل بعد اندلاع الحرب.

هولندا

أمرت محكمة الحكومة الهولندية بوقف تصدير أجزاء من طائرات" F-35" إلى إسرائيل بسبب المخاطر الواضحة لانتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني، وذلك ردا على دعوى قضائية قدمتها منظمة أوكسفام نوفاب واثنتان من مجموعات حقوق الإنسان الأخرى.

وستنظر المحكمة العليا هذا الأسبوع في الاستئناف الذي قدمته الحكومة الهولندية ضد القرار.

بلجيكا

في فبراير، علق إقليم والونيا في بلجيكا رخصتين لتصدير البارود إلى إسرائيل، وفقا لما أوردته وسائل إعلام محلية، وذلك على خلفية قرار صادر من محكمة العدل الدولية يطلب من إسرائيل بذل المزيد من الجهود لتفادي سقوط مدنيين في غزة.

كندا

قالت وزارة الخارجية الكندية في مارس إن البلاد لم توافق على أي تصاريح لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل منذ 8 يناير وأن التوقف سيستمر حتى تتمكن من ضمان "الامتثال الكامل" من قبل إسرائيل لضوابط التصدير.

وتابعت أن التصاريح الممنوحة قبل 8 يناير ستظل سارية.

كذلك مرر مجلس العموم الكندي في مارس قرارا غير ملزم يقضي بوجوب وقف أي تفويض آخر لنقل صادرات الأسلحة إلى إسرائيل.

واندلعت الحرب في غزة بعد أن شن مسلحو حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.

وردا على ذلك بدأت إسرائيل حملة عسكرية على غزة تسببت في تدمير جزء كبير من القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون شخص، ومقتل أكثر من 40 ألف شخص، بحس وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

مقالات مشابهة

  • حرب السودان …المرض المناعي في امبراطورية الشر !
  • حرب السودان.. المرض المناعي في امبراطورية الشر!
  • النَّكف: سلاح القبيلة العُرفي الذي تتنازعه أطراف الحرب باليمن
  • نقابة الصَّحفيين السُّودانيين تنعي المصور التلفزيوني حاتم مأمون الذي مات متأثراً بإصابته في حادث المسيرة التي استهدفت منطقة “جبيت” العسكرية
  • قائمة الدول التي علقت أو قيّدت تصدير الأسلحة لإسرائيل
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في كابول
  • العميد طارق الهادي: لم أتوقع غدر “حميدتي” الذي تبدل بعد زيارة فولكر بالجنينة
  • برعاية المطية للاستثمار.. نادي رحالة الإمارات ينظم بطولة “تحدي الرمضى”
  • جنرال إسرائيلي متقاعد: الذي ينهار ليس حماس وإنما إسرائيل
  • ما الذي تفعله أوكرانيا في حرب السودان؟