الأسبوع:
2025-04-17@13:44:41 GMT

ناصر و"يوليو".. الحنين لا يموت

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

ناصر و'يوليو'.. الحنين لا يموت

"إن لعبد الناصر حسابًا آخر مع الجماهير لا يعتمد على المعارك السياسية أو العسكرية التي خاضها وما كسبه فيها أو ما خسره.. .إنه أكثر من أنصف الفقراء.. .وما لم يستطع تحقيقه أعطاه لهم أملًا، لذلك فالناس لا تنساه أبدًا لأن الأمل لا يموت".. عبارة بليغة لأديب مصر الكبير نجيب محفوظ وردت في كتاب الأستاذ/ محمد سلماوي "في حضرة نجيب محفوظ"، وفيها تجلت موضوعية محفوظ رغم ليبراليته ومعارضته للتجربة الناصرية في أكثر من موضع، وذلك لأن الحقيقة لا تضيع والشمس لايمكن لأحد أن يطفئ وهجها مهما دار الزمن.

في الثالث والعشرين من يوليو الجاري، تحل الذكرى الثانية والسبعين لقيام ثورة يوليو المجيدة 1952م بقيادة الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر ومعه رفاقه من "الضباط الأحرار"، إذ تأتي ذكرى الثورة الأبرز في تاريخ مصر والعرب الحديث في وقت تُستنزف فيه الأمة العربية بصورة مروعة، ويكفي أن نرى المشهد في غزة الجريحة، وفي السودان وليبيا وسوريا، لندرك إلام وصلنا من مأساة.

والحديث عن ثورة يوليو وزعيمها الملهم هذه الأيام ربما يعيد لنا بعض الأمل في زمن تخطفت أمتنا أيادي أعدائها.. أمريكان كانوا، أم صهاينة، أم أصحاب مشاريع إقليمية معادية للعرب.. بما يذكرنا بزمن "الاستعباد الاستعماري" الذي جثم على وطننا العربي من المحيط إلى الخليج لعشرات السنين، وهو الاستعباد الذي أجهز عليه عبد الناصر ليس فقط في وطننا العربي وفي أفريقيا، بل في العالم الثالث برمته.. بالدعم المادي - مالًا وسلاحًا (ثورة الجزائر نموذجًا)- والدعم المعنوي اللا محدود بأسلحة الإعلام والمعارك السياسية في أروقة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، فضلًا عن إنشاء حركة عدم الإنحياز، وغيرها.

ولكل ما سبق، يظل الحنين لعبد الناصر وثورة يوليو قائمًا، فالحنين لمن رفع رأس أمته لا يموت، وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال: "الناس صنفان: موتى في حياتهم// وآخرون ببطن الأرض أحياء".

وقد أصاب شاعر العامية الكبير الخال عبد الرحمن الأبنودي كبد الحقيقة حين قال عن عبد الناصر في قصيدته الماتعة "موال لجمال" ما يلي: "وألْف رحمة على اللى لِسَّه (قُلْنا وقال)// اللى مَضَى وذمِّته.. مَثَل جميل.. يتقال// ما هى نادْرة فى مصر حاكم.. يطلع ابن حلال-// حاكم.. يِدادى الجميع.. ويبوسْ رقيق الحال// وده عِشْقِتُه: فلاحين.. طلَبة.. جنود.. عُمّال". رحم الله جمال عبد الناصر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: عبد الناصر

إقرأ أيضاً:

فلسطين الشهيدة.. أقدم كتاب مصوَّر لبعض فظائع اليهود والإنجليز في حق الفلسطينيين

 

النسف، الحرق، التخريب، النهب، تدمير المدن والقرى، التشويه، التعذيب، قتل النساء والأطفال والشيوخ، هدم المنازل والمساجد وتخريبها، هذه بعض من الجرائم الفظيعة التي ارتبكها الإنجليز ومعهم العصابات اليهودية الذين جلبتهم الحكومة الانجليزية من أصقاع الأرض لتمنحهم حق التصرف والتملك في أرض فلسطين التي هي في الأصل لا تملكها وبدون وجه حق، وإنما بدافع استعماري واستيطاني وتحت مظلة مؤامرة دولية.
لقد رافق التوثيق لهذه الجرائم منذ عشرينيات القرن الماضي، حيث صدر كتاب “فلسطين الشهيدة” وهو عبارة عن سجل مصور لبعض فضائع الإنكليز واليهود من الجرائم التي ارتكبوها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل خلال الفترة (1921 – 1938م).
وكعادة الشعب الفلسطيني العربي الحر المناضل فقد أبى كل السياسات الإنجليزية في سلب وطنه وإعطائه لليهود، وجاهد واستبسل وثبت على أراضيه واحتمل التضحيات الجسام التي لم يحتملها أي شعب على هذه المعمورة وعلى مدى التاريخ، ولا يزال يجاهد ويتحمل كافة الأعباء، ويقدم من الفداء أعزه وأعظمه.
لقد تتابعت الثورات في فلسطين منذ الاحتلال الإنجليزي لها عقب الحرب العالمية الأولى، فالكتاب يسلط الضوء على هذه الثورات خلال العشرين العام الأولى من بداية الاحتلال الإنجليزي وما رافقته من مقاومة ومقارعة لهذا الاحتلال وحجم التضحيات التي قدمها الفلسطينيون.
يسلط الكتاب الضوء على ما تيسر الوصول إليه في تلك الظروف الحرجة من الصور التي تنطق ببعض ما قدمت “فلسطين الشهيدة” في جهادها الطويل من تضحية وفداء وما لقيت من عذاب وبلاء، والتي تسجل بعض ما يرتكب الانجليز فيها من فظائع وآثام، أقلها التقتيل والتمثيل، وأهونها النسف والتدمير.
ما إن ظن الانجليز أنهم قد سيطروا على فلسطين وبدأوا بتنفيذ مخططاتهم حتى بدأ الفلسطينيون بانتفاضاتهم وثورتهم ضد المحتل، فكانت أول الثورات قد وقعت في القدس في الرابع من ابريل 1920م، ومن ثم تلتها الثورة الثانية في مدينة يافا وما جاورها في 1 مايو 1921م، وامتدت حتى مدينة طول كرم، وكانت موجهة ضد اليهود، وقد ارتكب اليهود خلالها الكثير من الفضائع فاعتدوا على النساء والأطفال، واستعملوا ماء الفضة يحرقون به الوجوه ويشوهونها، وقضوا على الجرحى من الرجال.
ثورة البراق
لم يتوقف الفلسطينيون عن المقاومة بل استمروا في مواجهة القوات الإنجليزية والعصابات اليهودية الصهيونية، وكذلك في المظاهرات والاضرابات في الكثير من المدن الفلسطينية في القدس وحيف وغزة وبيسان ونابلس، حتى انطلقت ثورة عامة تم تسميتها بـ”ثورة البراق” شملت فلسطين كلها في 23 أغسطس عام 1929م، وحدثت أهم وقائعها في القدس والخليل وصفد ويافا وحيفا وغزة، ونشأت عندما اعتدى اليهود على المسجد الأقصى والبراق الشريف، فكانت الضحايا بالمئات، وعلى إثرها قام الانجليز بإعدام القافلة الأولى من الشهداء وهم فؤاد حجازي، عطا الزير، محمد جمجوم.
ثورة المظاهرات
وفي العام 1933م شعر الفلسطينيون بأن الخطر اليهودي قد استفحل، بسبب تضخم الهجرة اليهودية والاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، فقرر الشعب العربي الفلسطيني إقامة مظاهرات عامة دورية، كل أسبوع في مدينة احتجاجاً على ذلك، فكانت المظاهرة الأولى في القدس 13أكتوبر 1933م، والمظاهرة الثانية في يافا 27أكتوبر 1933م، وحصلت صدامات دامية بين المتظاهرين وبين الانجليز، ووصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 27 رجلاً وتعدى عدد الجرحى المائة.
الثورة الكبرى
استمر الفلسطينيون في المقاومة والمظاهرات حتى بدأت الثورة الكبرى في 19 ابريل 1936م، حيث بدأت بالإضراب العام الدائم الذي استحال إلى ثورة طاحنة واستمرت حتى تأليف هذا الكتاب، وقد ارتكب الجيش الإنجليزي للقضاء على هذه الثورة أقسى الفضائع وأشدها هولاً وإغراقاً في الهمجية.
ومن الجرائم التي ارتكبها الجيش الإنجليزي هو هدم المنازل والبيوت العامرة نسفاً بالديناميت، وكذا أحراق الكثير منها، فبلغ به الأمر أن قام بقصف أحياء وبأكملها وقرى بأكملها فكانت الخسائر فظيعة كثيرة.
ومن الفظائع التي ارتكبها الانجليز أيضاً عمليات التفتيش التي كانت ترافقها ترويع الأهالي وإيذائهم ويصل بهم الأمر إلى قنص العديد من الأفراد، وأثناء عمليات التفتيش يتم اتلاف الكثير من الأدوات والأثاث ونهب ما تصل إليه أيديهم من الأشياء الثمينة كالمجوهرات وغيرها.
لقد شاركت العصابات الصهيونية اليهودية الانجليز في تلك الفظائع، فقد وضعواً ألغاماً وألقوا القنابل على أماكن تجمع المواطنين الفلسطينيين كالأسواق وغيرها في حيفا والقدس ويافا استشهد فيها الرجال والنساء والأطفال.
يكشف لنا الكتاب من خلال الصور مدى الفضائع التي ارتكبها الجيش الإنجليزي وبمساعدة العصابات الصهيونية اليهودية ضد المواطنين الفلسطينيين أصحاب الأرض، والتي أصبحت سياساتهم بعد خروج الانجليز وسيطرة هذه العصابات على المدن الفلسطينية والقيام بتهجير أهلها، لكن مقاومة الفلسطينيين لا تزال مستمرة حتى يأتي وعد الحق جل في علاه في عودة الأراضي المقدسة وفلسطين كلها إلى أهلها، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.

مقالات مشابهة

  • ثورة في أبحاث ألزهايمر.. اكتشاف أدوية بواسطة الذكاء الاصطناعي
  • برّي: الحق لا يموت
  • ثورة في أبحاث ألزهايمر.. تسريع اكتشاف أدوية بواسطة الذكاء الاصطناعي
  • ثورة في أبحاث الزهايمر.. تسريع اكتشاف أدوية بواسطة الذكاء الاصطناعي
  • السوكني: البلاد “تبي” ثورة ثانية
  • فلسطين الشهيدة.. أقدم كتاب مصوَّر لبعض فظائع اليهود والإنجليز في حق الفلسطينيين
  • تطورات الحالة الصحية لعبد الرحمن غريب
  • الخشب يدخل عالم الطب: غرسات خشبية قد تُحدث ثورة في علاج كسور العظام
  • أين حراك الجامعات العربية؟
  • الجيم يجتاح بغداد.. ثورة نسائية على طريق الرشاقة (صور)