لم تكن الاحتجاجات الطلابية التي اجتاحت بنغلادش وخلفت أكثر من مئة قتيل والمئات من الإصابات وليدة نظام المحاصصة في الوظائف الحكومية فقط٬ ولكن نار تحت الرماد كانت تشتعل من سنوات ضد نظام الشيخة حسينة واجد٬ رئيسة وزراء بنغلادش لخمس فترات.

بدأت الاحتجاجات في الدولة التي يبلغ عدد مواطنيها نحو 170 مليون نسمة٬ ويمثل الشباب الذي يعاني من معدلات مرتفعة من البطالة خمس عدد المواطنين٬ اعتراضا على نظام الحصص الذي يخصص أكثر من نصف وظائف الخدمة المدنية والحكومة لمجموعات محددة، بينها أولاد المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب الانفصال عن باكستان عام 1971.



???? Bangladeshi police killed a student, put his body on top of police vehicle and drove around the streets before dumping the body on the street. #Bangladesh #QuotaReform #QuotaProtest #SaveBangladeshiStudents #Dhaka #QuotaReformMovement pic.twitter.com/CasUpFnRNh — DOAM (@doamuslims) July 18, 2024
ورغم تراجع المحكمة العليا بتقليص نظام الحصص في الوظائف العامة بعد الاضطرابات التي أوقعت 151 قتيلا٬ إلا أن الطلاب أعلنوا استمرارهم في التظاهر حتى تصدر الحكومة أمرا قانونيا يعكس مطالبنا والإفراج عن كل المعتقلين في المظاهرات٬ واستقالة المسؤولين الذين أمروا بإطلاق النار على المحتجين.

البداية من الجامعة
في الخامس من حزيران/ يونيو الماضي٬اندلعت مظاهرات عندما أمرت المحكمة العليا بإعادة حصة الـ30 ٪لأحفاد المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب الاستقلال عن باكستان عام 1971.

لكن أعمال العنف تصاعدت بداية الأسبوع الماضي بعد تعرض الطلاب المتظاهرين لهجوم من قبل نشطاء من رابطة "تشاترا البنغلادشية"، الجناح الطلابي لحزب رابطة عوامي الذي تتزعمه رئيسة الوزراء الشيخة حسينة.
Hero of Bangladesh, hero of human race ????#AbuSaeed pic.twitter.com/AlzoNhPCIf — Survivor (@Wasim_wazir) July 20, 2024
وبعد هذا الاعتداء أخذت المظاهرات شكلا آخرا من التصعيد ضد الحكومة٬ وبعد رفضهم التراجع، أمرت الحكومة الأربعاء الماضي بإغلاق جميع الجامعات التي كان يتمركز فيها الطلاب٬ لكنهم رفضوا إخلاء الحرم الجامعي وسط توتر مواجهات مع النظام.

وفي الخميس الماضي، انفجر التوتر وتحول إلى أعمال عنف مميتة، فقد اشتبك آلاف الطلاب مع الشرطة المسلحة في العاصمة دكا. ورفضوا دعوة رئيسة الوزراء التحلي بالصبر وانتظار قرار المحكمة العليا.
This is how police handles rioters in Bangladesh. ???????? pic.twitter.com/uchokCIVs2 — Incognito (@Incognito_qfs) July 21, 2024
وقالت مصادر في الشرطة إن 11 شخصا قتلوا خلال هذه الاشتباكات بينهم سائق حافلة وطالب. وذكرت مصادر صحفية أن 39 شخصًا قتلوا حتى الجمعة الماضية، 32 منهم قتلوا في الخميس الماضي فقط.

واستمرت أعمال العنف حتى الجمعة الماضية في ظل قطع شامل للإنترنت والاتصالات. بحلول المساء، أعلنت الحكومة أنه سيتم فرض حظر التجول اعتبارًا من منتصف الليل، مما يجعل أي تجمع للمتظاهرين غير قانوني. ووفقا لمنظمات حقوقية فإن السلطات قطعت خدمات الهاتف المحمول والإنترنت لقمع الاحتجاجات.

كما أصدرت الشرطة الجمعة بيانا اتهمت فيه المتظاهرين بحرق وتخريب المباني، بما في ذلك مكاتب الشرطة والمكاتب الحكومية. وشمل ذلك المقر الرئيسي لهيئة الإذاعة والتلفزيون البنغلادشية في دكا، والذي لا يزال غير متصل بالإنترنت.

اختراق مجهول
تعرضت العديد من المواقع الرسمية في بنغلادش للاختراق من قبل مجموعة تحمل اسم "THE R3SISTANC3". وتشمل المواقع التي تم اختراقها مواقع البنك المركزي ومكتب رئيسة الوزراء والشرطة.

وعلى الموقع الإلكتروني لمكتب حسينة، ظهرت رسالة تقول: "أوقفوا قتل الطلاب"، وبعد ذلك، بأحرف كبيرة حمراء اللون: "لم يعد هذا احتجاجًا بعد الآن. إنها الحرب الآن". ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاختراق.

 ويرى المنتقدون أن هذه القوانين تصب في مصلحة أولاد المؤيدين للشيخة حسينة البالغة 76 عاما وتحكم البلاد منذ عام 2009 وفازت بانتخاباتها الرابعة تواليا في كانون الثاني/يناير في غياب أي معارضة حقيقية.

كما يؤدي هذا القانون إلى غياب الكفاءات عن المناصب القيادية والعليا في الدولة التي يعاني سكانها من البطالة والفقر المدقع٬ في بلد يوجد فيه ما يقرب من 32 مليون شاب عاطلين عن العمل أو لا يتعلمون، من إجمالي عدد السكان.

نظام الحصص الوظيفية
ويحتفظ نظام الحصص في بنغلادش بأكثر من نصف وظائف الخدمة المدنية ذات الأجور الجيدة، والتي يبلغ مجموعها مئات الآلاف من الوظائف الحكومية، لمجموعات محددة، بما في ذلك أطفال المقاتلين في حرب استقلال البلاد عن باكستان عام 1971.

ونظام الحصص معمول به منذ عام 1972 وألغته حسينة في عام 2018 نتيجة لاحتجاجات الطلاب قبل أن تعيده المحكمة في يونيو/حزيران.


ويقول الطلاب إن الوظائف المخصصة للمحاربين القدامى تفيد مجموعة صغيرة من الأشخاص المنتسبين إلى رابطة عوامي، التي قادت حركة الاستقلال.

وتتفشى البطالة في بنغلادش، حيث لا يعمل 40% من الشباب ولا يدرسون في الجامعة.

وعلقت المحكمة العليا إعادة المحكمة العليا للحصص بعد استئناف الحكومة. وحددت يوم 7 اب/أغسطس القادم موعدًا لسماع طعن الحكومة على حكم المحكمة العليا.

وتقول حكومة حسينة إنها تتفق مع الطلاب على إلغاء الحصص، وهو موقف من المتوقع أن تكرره أمام المحكمة العليا. لكن الطلاب المحتجين يطالبون بتعديل قانوني ضد الحصص. يقولون إنهم لا يثقون بالحكومة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتجاجات الطلابية بنغلادش المحاصصة احتجاجات طلاب بنغلادش المحاصصة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة العلیا نظام الحصص فی بنغلادش

إقرأ أيضاً:

آلاف البنغاليين يحتشدون في العاصمة دكا احتفاء بمرور شهر على تنحي الشيخة حسينة

تظاهر الآلاف بعاصمة بنجلاديش في ذكرى مرور شهر على الإطاحة برئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة من الحكم بانتفاضة شعبية قادها بالبداية الطلاب احتجاجا على نظام حصص الوظائف الحكومية.

وهتف المحتجون بشعارات مثل "أين حسينة؟ ادفنوها، ادفنوها!" و"حسينة- مودي، تحذير، احذرا" كان المحتجون ينددون بناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، "لإيوائه حسينة بعد فرارها".

وبدأت المسيرة الرئيسية التي أطلق عليها "مسيرة الشهداء" من حرم "جامعة دكا" بالعاصمة دكا إلى الشوارع، وبالإضافة إلى رفع علم بنغلاديش، رفع بعض المشاركين أيضا علم فلسطين.

وانضم عشرات الآلاف إلى تظاهرات ومسيرات في أنحاء الدولة ذات الأغلبية المسلمة التي يبلغ تعداد سكانها 170 مليون نسمة.

وفي حي أوتارا بالعاصمة دكا، سار الآلاف من طلاب المدارس بزيهم المدرسي مشاركين في المسيرات، هاتفين بشعارات مناهضة لحسينة.

ورفع البعض لافتات وصورا كتب على بعضها "نريد إعدام حسينة" و"نريد إصلاح الدولة".

وفي 5 أغسطس أعلن قائد الجيش في بنغلادش وقر الزمان استقالة الشيخة حسينة من رئاسة الوزراء، ومغادرتها العاصمة دكا على متن مروحية.

وفي 7 أغسطس الماضي أعلن في بنغلاديش تكليف محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام والملقب بـ "مصرفي الفقراء" برئاسة الحكومة الانتقالية، خلفا للشيخة حسينة المستقيلة إثر الاضطرابات التي اجتاحت البلاد.

ونقلت صحيفة "Dhaka Tribune" في ذلك الوقت عن مسؤولين قولهم إن تعيين يونس كان نتيجة اجتماع بين رئيس البلاد محمد شهاب الدين، وقيادات الحركة الطلابية المناهضة للتمييز.

وفي 9 أغسطس، نقلت صحيفة تايمز أوف إنديا، عن نجل الشيخة حسينة قوله: "إنها موجودة حاليا في الهند وستعود إلى بنغلاديش بمجرد أن تقرر الحكومة المؤقتة إجراء انتخابات في البلاد".

وفرت حسينة إلى الهند في 5 أغسطس بعد أسابيع من العنف الذي خلف أكثر من 600 قتيل، بينهم طلاب، وفق وكالة "أسوشيتد برس"

مقالات مشابهة

  • ما العقبات التي تحول دون عودة زخم الحركة الاحتجاجية في جامعات أمريكا؟
  • ما العقبات التي تعوق عودة زخم الحركة الاحتجاجية في الجامعات الأمريكية؟
  • آلاف البنغاليين يحتشدون في العاصمة دكا احتفاء بمرور شهر على تنحي الشيخة حسينة
  • ما العقبات التي تعوق عودة زخم حركة الاحتجاجية في الجامعات الأمريكية؟
  • مظاهرة لمئات الضباط وتهديد بعصيان يسقط الحكومة.. ماذا يحدث في تركيا؟
  • لماذا رفضت المحكمة تعويض أستاذة جامعية بعد قرار إحالتها للمعاش؟ تفاصيل
  • هروب قيادات حوثية من العيار الثقيل عبر مطار صنعاء.. بينهم عم عبدالملك الحوثي وشخصية مثيرة للجدل.. ماذا يحدث؟
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول البرجر والبطاطس لمدة 3 أسابيع؟
  • ماذا تعني مظاهرة الضباط الجدد في حفل التخرج بتركيا؟
  • إسرائيل في حالة تأهب قصوى بسبب الضفة الغربية .. ماذا يحدث؟