قال المحلل الاستخباري والإستراتيجي الإسرائيلي يوسي ميلمان، إن هناك قلقا متزايدا في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية من حرب استنزاف في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وفي جبهة لبنان، واليمن.

وأشار إلى أن الهجوم الذي شنه سلاح الجو الإسرائيلي على ميناء الحديدة اليمني أمس السبت يمثل في جانب منه تعبيرا آخر عن الخطر، الذي يتزايد كل يوم، من حملة متعددة الجبهات ضد إسرائيل، حسب وصفه.

وذكر أن القيادة العليا للجيش الإسرائيلي تدرك ذلك وترغب في أن يقطع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما وصفها بـ"العقدة الغوردية" -(وهو مصطلح يستخدم عادة للدلالة على مشكلة صعبة الحل يتم حلها بشكل جريء)- بين الجبهات العديدة في غزة ولبنان والضفة الغربية والجولان والعراق واليمن، في حين أن إيران توجد وراء الكواليس، تساعد وتحث وتنسق، وفق قوله.

وينقل عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله إن المعركة في غزة وصلت إلى نقطة حرجة، بعد أن حقق الجيش إنجازات نوعية ضد حماس، كما يتحدث عن ما يصفها بإنجازات عسكرية كبيرة حققها الجيش في قطاع غزة.

ولكن الكاتب يشير تعليقا على تلك المزاعم بالقول إن البيانات التي قدمها الجيش الإسرائيلي طوال أشهر الحرب (289 يوما حتى الآن) ليست دائما متسقة بل ومتناقضة، مما يثير الشكوك حول مصداقية التقارير.

ويتحدث عن أن دخول قوات الاحتلال إلى رفح كان من المفاجآت الكبيرة في الحرب، حيث قدرت حماس أن قوات الجيش الإسرائيلي لن تجرؤ على دخول المدينة، التي يسكنها حوالي 1.5 مليون شخص، معظمهم من اللاجئين الذين تركوا منازلهم في شمال قطاع غزة بناء على أوامر عسكرية إسرائيلية.

كما اعتقدت حماس أن الخوف من سقوط ضحايا مدنيين والضغط الدولي والرفض المصري من شأنه أن يردع إسرائيل عن دخول المدينة، ولكن ذلك لم يحدث.

ويضيف أن هيئة الأركان العامة الإسرائيلية تدرك الآن أن معظم أهداف الحرب قد تحققت، وأنها إذا استمرت، فستتحول إلى حرب استنزاف. وبالفعل، فإن حماس تعمل على تغيير عقيدتها القتالية من الأطر شبه العسكرية إلى حرب العصابات الكلاسيكية القائمة على الكر والفر.

ويشير إلى أن الخوف الأكبر هو أن حرب الاستنزاف في غزة، إلى جانب الاستنزاف المتبادل والمستمر بين حزب الله وإسرائيل، ستمتد إلى الجبهة الثالثة في الضفة الغربية، حيث تتزايد الهجمات الفلسطينية ويتزايد عنف المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين.

وأكد أن من شأن هذا التصعيد أن يؤدي أيضا إلى زيادة ما وصفه بالأعمال العدائية ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان.

كما أكد أنه من المشكوك فيه للغاية ما إذا كان الهجوم الكبير على ميناء الحديدة ومواقع أخرى في اليمن سيردع الحوثيين عن الاستمرار في إطلاق الطائرات دون طيار والصواريخ على إسرائيل.

وأوضح أنه لا يمكن لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي أن تمنع -وعلى نحو دائم وبإحكام- اختراق المسيّرات حدود إسرائيل، كما أثبت ذلك الحوثيون ليس فقط في إيلات ووادي عربة، ولكن أيضا في تل أبيب.

وذكر أن الجيش الإسرائيلي ومؤسسة الدفاع بأكملها يدركان أن السبيل المنشود للخروج من الفوضى التي تجد إسرائيل نفسها فيها هو التوصل إلى اتفاق، يبدأ بصفقة إطلاق سراح المحتجزين.

وهي الصفقة التي يدعمها رئيس الأركان ورئيس الموساد ورئيس الشاباك، وكذلك الحاخام يتسحاق يوسف، وعدد من الوزراء.

ومن المنتظر -وفق قول الكاتب- أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، سيكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، وسيوقف حزب الله أيضا صواريخه كما سيوقف الحوثيون -على ما يبدو- طائراتهم المسيّرة.

وأضاف أن وقف القتال في جميع الساحات يمكن أن يساعد اقتصاد إسرائيل وصورتها في العالم ويجدد ثقة الجمهور ببلده، ولكن شخصا واحدا ما زال يمثل العقبة الرئيسية أمامها، وهو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفي محاولة لتفسير أسباب استمرار نتنياهو في رفض الصفقة؛ قال الكاتب إن صفقة إطلاق سراح المحتجزين، والتي ستطلق عملية تدريجية من الهدوء، تمثل في نهاية المطاف حكما بالإعدام السياسي (بالنسبة لنتياهو).

ويهدد الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وعدد من أعضاء الكنيست من حزب الليكود بحل الحكومة، وسيؤدي حلها -إن تم- إلى إجراء انتخابات جديدة ورحيل نتنياهو عن الحياة العامة.

وخلص إلى أن الملاذ الوحيد لنتنياهو لمواصلة بقائه السياسي هو مواصلة الحرب، وبأي ثمن تقريبا، بل وحتى على حساب أرواح المحتجزين وتدمير الاقتصاد وفقدان الأمل لدى العديد من الإسرائيليين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب واستمرار الإبادة الجماعية بغزة

أكد أحمد محارم، الكاتب والباحث السياسي، أن التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، حول وقف إطلاق النار على قطاع غزة تبدو وكأنها قد أعدت من قبل القادة الإسرائيليين وليس في واشنطن، حيث إنها تدعم إسرائيل بشكل كامل، مشيرًا إلى أن ميلر يدعي أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها.

جدل واسع في إسرائيل إثر تصريحات نتنياهو حول محور صلاح الدين (فيلادلفيا) تأكيد على دورها القيادي في عملية السلام.. مصر ترفض تصريحات نتنياهو حول محور صلاح الدين

وأضاف "محارم"، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تزعم أن وقف تصدير بعض أنواع الأسلحة لتل أبيب لن يسهم في وقف إطلاق النار على قطاع غزة.

وأوضح، أن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، يمارس ضغوطًا على الإدارة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لا تقوم بأي دور سوى دعم إسرائيل وتنفيذ كل ما يطلبه نتنياهو، لافتًا إلى أن "نتنياهو" يرفض إخلاء محور فيلادلفيا ويتهم مصر بمساعدة الفلسطينيين، مؤكدًا أن نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي تشير إلى أنه لا يرغب في الانسحاب أو حل الدولتين أو إطلاق سراح الرهائن، بل يسعى لإطالة أمد الحرب واستمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

ولفت، إلى تزايد أعداد المتظاهرين في إسرائيل ضد نتنياهو، في الوقت الذي توجد فيه مجموعات أخرى من المتظاهرين تؤيد موقف نتنياهو في مواصلة الحملة ضد حركة حماس.

مقالات مشابهة

  • أسير إسرائيلي بغزة يناشد بايدن وبلينكن لوقف الحرب وإعادته إلى منزله
  • تقرير إسرائيلي: نتنياهو أمر الجيش بالاستعداد لتولي مهمة توزيع المساعدات في غزة
  • دول عربية تدعم مصر وسط رفض متزايد لأكاذيب نتنياهو حول «فيلادلفيا»: تصعيد خطير
  • باحث سياسي: نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب واستمرار الإبادة الجماعية بغزة
  • الأمم المتحدة: الجيش الإسرائيلي منع وصول بعثة تقييم إلى مدينة جنين
  • جنرال إسرائيلي متقاعد: الذي ينهار ليس حماس وإنما إسرائيل
  • خبير عسكري: الاحتلال بدأ حرب استنزاف وتجنب الاشتباك المباشر مع المقاومة
  • الحكيم: تصريحات إسرائيل بشأن معبر رفح أكاذيب لعرقلة جهود وقف الحرب بغزة
  • كاتب إسرائيلي: محور فيلادلفيا طريق نتنياهو المعبّد بجثث الأسرى
  • كاتب صحفي: نتنياهو اعتاد الأكاذيب والادعاءات لتحقيق مصالحه الشخصية