تصدر ياسر الدوسري، تريند جوجل؛ وذلك بعد شائعت اعتقاله بسبب تغريدة كتبها عبر منصة “إكس” - تويتر سابقًا - ظهر خلالها دعمه لأهالي غزة فى ظل الأزمات التي يعانون منها.

حقيقة اعتقال ياسر الدوسري 

نفى مصدر رسمي في المملكة العربية السعودية الشائعات المتعلقة باعتقال الشيخ ياسر الدوسري إمام الحرمين، بعد دعمه لأهالي غزة ضد العدوان الإسرائيلي، مؤكدا أن هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، وأن الشيخ ياسر الدوسري يمارس حياته الطبيعية دون أي مشاكل.

ياسر الدوسري معلومات عن ياسر الدوسري 

ياسر بن راشد بن حسين الودعاني الدوسري إمام وخطيب المسجد الحرام وقارئ قرآن سعودي، من مواليد محافظة الخرج السعودية. (6 أغسطس 1980م -) (24 رمضان 1400هـ -) وأحد أئمة الحرم المكي منذ (12 أكتوبر 2019م - 13 صفر 1441هـ) وكان قبلها إمامًا لصلاة التراويح والتهجّد فقط لمدة خمس سنوات منذ قرار تعيينه في 15 يونيو 2015م - 28 شعبان 1436هـ، وكان سابقًا إمامًا للعديد من الجوامع والمساجد في الرياض ومنها، مسجد عبد الله الخليفي عام 1995م - 1416هـ، ثم مسجد الكوثر، ثم جامع الإمام عبد الله بن سعود لمدة خمس سنوات، ثم جامع الشيخ عبد العزيز بن باز، ثم جامع الدخيل عام 2005م - 1426هـ وكان المشرف على مناشطه وشغل منصب مشرف عام على مدرسة الهمم النسائية لتحفيظ القرآن في نفس الجامع. وقد تتلمذ على يد مجموعة من العلماء والمشايخ ومنهم: "عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وصالح الفوزان، وعبد الله بن جبرين، وقرأ القرآن على جمع من المشايخ والمقرئين، منهم الشيخ بكري الطرابيشي، وإبراهيم الأخضر.

ياسر الدوسري 

حاصل على شهادة البكالوريوس في الفقه من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء من نفس الجامعة، وحصل في 6 يونيو 2022 على درجة التأهل للأستاذية في الفقه من جامعة أم القرى. وله أكثر من ثلاثة وثلاثون مؤلّف ودراسة وبحث في علوم القرآن الكريم والفقه المقارن والبيوع، وقد شارك في مجموعة من الندوات العلمية، وله عضويات عديدة ورئس الكثير من لجان المسابقات القرآنية والعلمية، وألقى عدد كبير من المحاضرات والكلمات التوجيهية داخل السعودية وخارجها، وقد صنف ضمن أكثر الشخصيات تأثيرًا بالمجتمع بحسب مجلة جمعية إنسان.

 

شغل مناصب عديدة منها، عضو في الجمعية العلمية الفقهية السعودية، والجمعية العلمية القضائية السعودية، وعضو سابق بهيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية في جامعة الملك سعود ومحاضر وأستاذ مساعد وأستاذ مشارك فيها، وعمل كأمين عام لجمعية الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالدفاع الجوي السعودي، ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة آيات الإعلامية القرآنية، وعضو حالي في الهيئة الاستشارية لرئاسة شؤون الحرمين منذ أغسطس 2020، ويشغل حاليًا مناصب أستاذ مشارك في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى ومستشارًا لمدير الجامعة.

 

وُلِدَ ياسر بن راشد بن حسين الودعاني الدوسري في محافظة الخرج السعودية الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوب الرياض في (6 أغسطس 1980م - 24 رمضان 1400هـ) وهو متزوج وله ولدان وأربع بنات. بدأ في تعلم علوم القرآن وحفظه في عمر السادسة عام 1986م حيث حفظ جزء عم بتشجيع من والده، وكانت والدته تتولى متابعة الحفظ والمراجعة، وقد حصل من والده على جهاز حاسب آلي كهدية عندما أتم حفظ جزء عم، وكان ذلك قبل أن يلتحق بالمدارس النظامية، وإلتحق بأول حلقة لتحفيظ القرآن في الصف الرابع ابتدائي عام 1991م في جامع الأمير بندر في غرب الرياض، وكان أستاذه «الشيخ عبد الرحمن الدوسري» والذي كان إمامًا وخطيبًا آنذاك، وكانت طريقته في التدريس أن يقرأ مقطع من آية والطلبة يرددون وراءه المقطع وذلك من أجل ضبط الآيات بشكلها الصحيح، وجاء تأخره في الالتحاق بحلقات التحفيظ التركيز على دراسته وحفظه في مدارسة تحفيظ القرآن الحكومية وكان قد ألحقه والده لاحقًا بمدرسة زيد بن ثابت لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة الخرج وهي مدرسة حكومية تابعة لوزارة المعارف آنذاك، ودرس فيها سنة واحدة أنهى فيها دراسة الصف الأول الابتدائي، انتقل في هذه الأثناء مع أسرته من محافظة الخرج إلى مدينة الرياض للاستقرار والعيش فيها ويكمل دراسته ومشوار حياته فيها وتابع في حفظ القرآن في مدرسة تحفيظ القرآن الحكومية في «مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الأولى الابتدائية» حتى أثم حفظه في عمر الخمس عشرة سنة في الصف الثالث متوسط عام 1995م، ثم أعاد كرته في الحفظ والمراجعة في المرحلة الثانوية في عمر الثامن عشرة سنة عام 1998م، في نفس المدارس واستغرق ذلك تسع سنوات وذلك حسب الخطة الدراسية التي وضعتها المدارسة، وذلك ضمن مقررات مدارس تحفيظ القرآن الكريم التابعة لوزارة التربية والتعليم، وكانت أول ختمة على يدي «الشيخ فهد الطويل» ثم توالت عدد منها على يد عدد من القراءة أمثال: الشيخ محمود عمر سكر، والشيخ أحمد خليل شاهين، والشيخ سعد سنبل، والشيخ بكري الطرابيشي، والشيخ محمد تميم الزعبي، والشيخ إبراهيم الأخضر، والشيخ عبد الله الجار الله.

ياسر الدوسري 

أكمل مرحلة الدراسة الجامعية وكانت البداية بالتحاقه بالكلية العسكرية عام 1999م في كلية الملك عبد العزيز الحربية، وبعدما أكمل سنة فيها قرر الخروج من الكلية العسكرية والالتحاق بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل منها عام 2002م - 1424هـ على شهادة البكالوريوس في الفقه، ليتابع بعدها دراسة الماجستير في المعهد العالي للقضاء في نفس الجامعة، بعد انقطاع دام سبع سنوات من بعد حصوله على البكالوريوس، وكان حينها يعمل كأمين عام جمعية الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ليكمل هذه المرحلة الدراسية وينال شهادة الماجستير بدرجة امتياز مع درجة الشرف الأولى عام 2008م - 1430هـ، وكانت رسالة الماجستير بعنوان «الضوابط الفقهية في السبق والجعالة» وتابع بعدها دراسة الدكتوراه وحصل عليها بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى عام 2013م - 1435هـ، في الفقه المقارن من نفس الجامعة والمعهد، وكانت رسالة الدكتوراه بعنوان «الفروق الفقهية عند الحنفية في البيوع».

 

بدأ مشوار إمامة المساجد في عمر 16 سنة في الصف الأول الثانوي عندما أنشئ مسجدًا في حي الفاروق الذي كان يقيم فيه في الرياض، فَاقْتُرِحَ عليه أن يكون إمامًا له فرفض هذا استثقالًا للمسؤولية، وكان يرى أنه صغير على هذا الأمر، حتى أصر على هذا الأمر "الشيخ فهد النغيمش" وقد ضغط عليه وأقنع والده بهذا، فكانت أول إمامة له لمسجد آن ذاك عام 1995م - 1416هـ وأصدر في نفس العام أول قرآن بصوته ولمدة سنتين كان إمام في "مسجد الخليفي" بحي الفاروق، وقد أُجريت معه مقابلة في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد قبلها، وقد تميزت قراءته بنوع معين حيث يبدأ قراءة الفاتحة بطريقة "الشيخ محمد أيوب" وبعدها يكمل بطريقته الخاصة، ثم انتقل إلى "مسجد الكوثر" في حي العريجاء الغربي عام 2000م واستمر فيه سنتين، ثم إلى "جامع الإمام عبد الله بن سعود" في حي السويدي عام2002م واستمر فيه سنتين، ثم انتقل عام 2004م - 1425هـ إلى "جامع ابن باز في حي الغدير واستمر فيه سنة، في هذه الفترة من العام توفي والده، ثم تولى إمامة جامع الدخيل عام 2005م - 1426هـ بحي غرناطة واستمر فيه خمسة عشر سنة والذي شكل له الشهرة الحقيقية، وكان يشرف على جميع أعمال ومناشط الجامع الدعوية والعلمية والاجتماعية، كما كان يشرف على دار الهمم النسائية التابعة للجامع، كما وقد تولى في وقت سابق إمامة المصلين في صلاة التراويح في بعض دول الخليج ومنها الكويت والإمارات وقطر وحتى قرار تعيينه كواحد من أئمة الحرم المكي في 12 أكتوبر 2019.

 

أمضى حتى الآن أكثر من 23 سنة في إمامة المساجد و18 سنة في الخطابة، وصدر له عدد كبير من الصوتيات القرآنية كان أولها في عام 1995م - 1416هـ وقد بلغ عددها حتى الآن حوالي 49 إصدارًا صوتيًا. وأَلْقَى دروسا علمية في المسجد الحرام والمسجد النبوي والعديد من المحاضرات والدروس العلمية والكلمات التوجيهية في بعض الجهات الحكومية داخل السعودية، وله جولات في عدد من الدول العربية والأوروبية والتي كانت بدعوات من المراكز الثقافية الإسلامية ومنها كانت في إيطاليا وسويسرا وفرنسا وتونس، وله مشاركات محلية ودولية في عدد من المؤتمرات العلمية ومنها، المشاركة في تحكيم مسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز لحفظ القرآن للقطاعات الأمنية، والمشاركة في تحكيم التصفيات لجائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود لحفظ القرآن الدولية للعسكريين، وقد أشرف على الكثير من الدورات الخاصة بالأمن الفكري والتي أقيمت في وزارة الدفاع السعودية وأعد لهم مناهج الثقافة الإسلامية، وشارك في إلقاء المحاضرات التوجيهية في دورات المبتعثين في وزارة الدفاع السعودية، وشارك في مؤتمر الأزمة المالية وانعكاساتها على العالم في الرياض، ورئس عدد من اللجان والجمعيات منها، رئاسة اللجنة التحكيمية في مسابقة أمير الرياض لحفظ القرآن وتفسيره، وفي المسابقة المحلية لحفظ القرآن في القوات المسلحة السعودية، وفي مسابقة الوحيين للقرآن والسنة في ليفربول بالمملكة المتحدة.

 

شغل سابقًا مناصب عديدة منها، عضو في الجمعية العلمية الفقهية السعودية، والجمعية العلمية القضائية السعودية، والجمعية السعودية للدراسات الدعوية، وعضو في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، والذي كان مشرفًا على حلقات تحفيظ القرآن الكريم التابعة لها في لجنة أوروبا الشرقية بالندوة، وعضو في جمعية البر بمدينة الخرج، وعمل كأمين عام سابق لجمعية الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود لتحفيظ القرآن الكريم في الدفاع الجوي الملكي السعودي عام 2003 ولمدة 7 سنوات، وعضو سابق بهيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية في شعبة الفقه وأصوله بجامعة الملك سعود ومحاضر وأستاذ مساعد وأستاذ مشارك فيها، وعضو أيضًا في جمعية البر الخيرية في محافظة الخرج، وعمل عضوًا في الإرشاد الديني بوزارة الدفاع والطيران، وهو أحد أعضاء مجلس إدارة مؤسسة آيات الوقفية للقرآن، وعضو حالي في الهيئة الاستشارية لرئاسة شؤون الحرمين منذ 13 أغسطس 2020، ويشغل حاليًا مناصب أستاذ مشارك في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى ومستشارًا لمدير الجامعة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ياسر الدوسري الشيخ ياسر الدوسري قناة الشيخ د الدوسري الأمیر سلطان بن عبد العزیز لتحفیظ القرآن الکریم تحفیظ القرآن الکریم محافظة الخرج یاسر الدوسری کلیة الشریعة لحفظ القرآن القرآن فی مشارک فی عبد الله فی الفقه بن سعود فی نفس إمام ا مسجد ا فی عمر عدد من سنة فی

إقرأ أيضاً:

الروائية السعودية هيلانة الشيخ: الأعمال الأدبية جسدت المعاناة الفلسطينية بعمق وبلاغة

في معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث تتلاقى الأصوات القادمة من مختلف العوالم، تحمل كل منها عبقها الخاص، تمتد أغصان الإبداع على أرض مصر، فتتمازج الحروف كما تتناغم ألوان الربيع في حدائق الضوء.. من فلسطين، تنبعث الكلمات مشبعة بروح المقاومة ونكهة الزيتون، تنبض بالحلم رغم الألم، ومن السعودية، يتدفق الإبداع بجذوره الراسخة في الصحراء، ممتدا نحو آفاق التجديد، حيث تلتقي الأصالة بالحداثة في لغة متوهجة.وعلى أرض مصر التي يهمس تاريخها لكل زائر، تتعانق هذه الأصوات لتشكل بحرا من الفكر والجمال، يستخرج رؤى تتجاوز الحدود، وتترجمها الروائية هيلانة الشيخ إلى حكايات نابضة بالحياة، في حوار خاص مع «الوطن»، تفتح الكاتبة نوافذ روحها، كاشفة عن رحلتها الأدبية، ورؤيتها للإبداع الذي يوحد الإنسان رغم تباين المسافات.

- في روايتكِ «وفي الموت فتن»، تتناولين مواضيع معقدة مثل الدين والحب والفلسفة.. كيف يمكن للقراء التعامل مع هذه القضايا؟

الرواية بسيطة في أسلوبها، فهي «حدوتة» يمكن لأي قارئ أن يستمتع بها، بغض النظر عن خلفيته أو مستوى قراءته، ربما تكون هذه أسهل رواياتي، فهي لا تحتوي على تعقيدات فنية، ولا على مشاهد فانتازية، ولا تعتمد على تقنيات سردية معقدة، إنها تسير وفق السرد التقليدي، أو الواقعية الاشتراكية إن جاز التعبير، بالطبع، أُمرّر من خلالها بعض الرسائل وأطرح قضايا مثل الطبقية، العنصرية، الاغتراب، والغربة، كما تتناول الرواية حقبة 2008-2009، وهي فترة انتهت رسميا، ولكن لا تزال آثارها قائمة في بعض الطبقات الاجتماعية.

- أتعتقدين أن المجتمع العربي المعاصر قادر على التفاعل مع المراجعات النقدية للممارسات الخاطئة، أم هناك مقاومة ثقافية لهذا النوع من الأدب؟

هذا يعتمد على نوع القارئ وفئته العمرية، فالتوجه الديني للقارئ يلعب دورا كبيرا، هناك قرّاء يرفضون تماما أي نقاش أو تساؤل حول الدين، ويعتبرونه من المحرمات، أما البعض الآخر، فيتقبل النقد والمراجعات الفكرية، ويتفاعل معها بوعي وانفتاح.

- في كثير من الأحيان يكون للمؤلف وجهة نظر حتى وإن لم تكن ظاهرة في العمل.. أترين أنه يجب أن يمرر قناعاته الخاصة في أعماله؟

أرى أن هذا خطأ كبير، الكاتب ليس من وظيفته فرض وجهة نظره على القارئ، بل يجب أن يطرح الأسئلة، يسلط الضوء على القضايا، ويترك المجال مفتوحا أمام القارئ، ليختار موقفه بنفسه، مهمتي ليست تلقين الناس آراء معينة، بل تحريك المياه الراكدة، وفتح أبواب النقاش حول القضايا المختلفة، الاختلاف أمر طبيعي، والتحدي الأكبر هو أن نتقبل الآخر دون أن نحاربه أو نبغضه لمجرد أنه يحمل رأيا مختلفا.

- ماذا عن مستوى تقبل المجتمع السعودي لمثل هذه القضايا مقارنة بالمجتمعات العربية الأخرى؟

ألاحظ أن المجتمع السعودي أصبح أكثر انفتاحا وتقبلا للنقاش، خاصة في السنوات الأخيرة هناك وعي متزايد ومرونة في التعامل مع المختلف، سواء على المستوى الثقافي أو الفكري، في السابق ربما كانت بعض الموضوعات تُقابل بتحفظ، أما الآن فأرى تغيرا كبيرا، مقارنة ببعض المجتمعات العربية الأخرى، أجد أن السعودية شهدت نقلة نوعية في هذا الجانب، بالطبع، هناك تفاوت بين الدول، فمثلًا في مصر، نجد نفس مستوى التقبل، بينما في العراق أو اليمن، لا يزال هناك تأثير كبير للطائفية والانقسامات الاجتماعية.

- غالبا ما تركزين في أعمالك على الطبقة الكادحة.. أيمكن القول إن هذه الفئة مهمشة في الأدب؟

أنا لا أسميها طبقة كادحة، بل «طبقة مجتهدة»، فهي الفئة التي تبني نفسها من الصفر وتسعى للحياة رغم كل التحديات، هذه الفئة موجودة في كل المجتمعات، وليس فقط في الدول العربية، أركز على هذه الفئة لأنها تعبر عن النضال اليومي للبشر، عن الحلم والطموح، وعن مقاومة الظروف القاسية.

- كيف تقيمين تأثير الأدب على تغيير الوعي الاجتماعي؟

في الماضي، كان الأدب هو المؤثر الأول على الوعي الاجتماعي، أما اليوم، ومع ظهور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، فقد تراجع تأثيره بشكل كبير، لم يعد الأدب وحده قادرا على تشكيل وعي الأجيال الجديدة، بل أصبح مرتبطا بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني وحتى الإذاعي، القراءة نفسها لم تعد مطلوبة كما كانت، فالناس اليوم يفضلون المحتوى السريع، مثل مقاطع الفيديو القصيرة على «ريلز» إنستجرام و«تيك توك»، في ظل هذا الواقع، من الصعب جدا إعادة توجيه جيل مدمن على السوشيال ميديا نحو القراءة التقليدية.

- بالنظر إلى خلفيتكِ الثقافية المتنوعة بين فلسطين والسعودية.. كيف أثّرت هذه الهوية المزدوجة في تشكيل صوتكِ الأدبي؟ وهل تجدين صعوبة في التعبير عن نفسكِ بين ثقافتين مختلفتين؟

لم أجد صعوبة تُذكر، بل كان الأمر أبسط مما تخيلت، ولا يستحق العناء، الوجع واحد، مهما اختلفت أساليبنا في التعبير عنه، لكنه يظل واحدا، اكتشفت أن الكتلة العربية، رغم اختلاف أنماط الحياة بين شعوبها، تظل متحدة في جوهرها الإنساني، الإنسان في كل مكان هو إنسان، يختلف فقط في معاييره الأخلاقية، لكنه يحتفظ بقيمه الأساسية، في النهاية، نحن متشابهون إلى حد التطابق في الألم والمعاناة.

- في روايتكِ «وفي الموت فتن» تظهر المرأة كشخصية فاعلة في التغيير الاجتماعي والفكري.. أترين أن الأدب يمكن أن يساهم في تغيير الصورة النمطية للمرأة في المجتمع العربي خاصة في ما يتعلق بقضايا الدين والحرية الشخصية؟

ربما يكون التأثير أقل مما نطمح إليه، لكنه موجود ولا يمكن إنكاره، التأثير يكون أقوى عندما يكون القلم نسائيا، لأن تأثير المرأة على المرأة غالبا ما يكون أعمق من تأثير الرجل عليها، من وجهة نظري عندما تحظى الكاتبة بقبول نفسي وتأثير إيجابي بين القارئات، فإن ذلك يعزز فرص إيصال رسائلها، والحمد لله، أغلب قرّائي من النساء، ما يجعلني أعتقد أن تأثير الأدب النسائي على المرأة قد يكون أقوى من تأثير الأدوات الأخرى.الأدب بالتأكيد يؤثر، لا سيما عند الفئة المهتمة باللغة العربية والسرد الأدبي، سواء عبر الرواية أو القصة، والتأثير، إن شاء الله، يكون إيجابيًا وليس سلبيًا، في كل مجتمع، هناك اختلافات في توجهات النساء أنفسهن، فمثلا، لن تجد اثنتين متبرجتين تحملان بالضرورة الفكر نفسه أو نفس رد الفعل تجاه القضايا المطروحة، الكتابة يمكن أن تقرّب هذه الفئات المختلفة من بعضها، وفي أعمالي أحاول دائمًا خلق توليفة تجمع بين الشخصيات المتنوعة، على أمل أن يساعد ذلك في تعزيز التفاهم والتقبل بينهن.

- الكتابة عن المهمشين.. برأيكِ هل يجب أن تكون موجهة ومباشرة إليهم، أم أن الأفضل طرحها من منظور فلسفي يثير التساؤلات؟

عندما نكتب عن الفقر، لا نوجه الخطاب للفقير، بل لمن يعيش في رفاهية، كي يدرك معاناة الآخرين، لا نقول للفقير: «أنت بحاجة إلى سكن» أو «أنت بحاجة إلى دعم»، بل نخاطب الطبقة المرفهة لنحثها على التنازل عن جزء من رفاهيتها والتفكير في قضايا الفئات الأقل حظا، أحيانا، نخدع أنفسنا عندما نقول إننا نكتب عن الفقر أو المرض أو الموت لأننا نعيش هذه المعاناة، بينما في الحقيقة، قد يكون ذلك مجرد استعراض لقدراتنا في الكتابة عنها، وللأسف، في بعض الأحيان، نقع في فخ المتاجرة بهذه القضايا.

- برأيكِ.. أتمكنت الكاتبة العربية من تحرير نفسها من القوالب الجندرية في الإبداع؟

الأمر يختلف من كاتبة إلى أخرى، على سبيل المثال، الكاتبة الفلسطينية شيخة حسين تفوقت على الرجل في كتاباتها القصصية، وعند قراءتها، لا يشعر القارئ للحظة بأنه يقرأ نصًا لامرأة، وهذا هو الإنجاز الحقيقي أن يتجاوز الكاتب ذاته الجندرية، سواء كان رجلا أو امرأة.

أما إذا قرأتَ رواية وشعرت أن الصوت المتحدث أنثوي بوضوح، فهذا يعني أن الكاتبة لم تنتصر بعد على ذاتها الأنثوية في الكتابة، بالطبع، هناك العديد من الكاتبات اللواتي نجحن في تجاوز هذا التحدي، مثل إنعام كجة، وغيرها من الكاتبات البارعات، ومع ذلك، لا أرى أن حفاظ الكاتبة على أنوثتها في الكتابة يُعدّ عيبا، بل قد يكون ميزة قوية في بعض الأعمال، أحيانًا، يكون الحفاظ على كينونة المرأة أثناء الكتابة عنصرا مميزا يضفي على النص طابعا خاصا، بعض الكاتبات استطعن تحقيق هذا التوازن، لكنهن في الوقت ذاته قَلّلن من قيمتهن الأدبية بسبب نظرة المجتمع النقدية التي تفضل التجريد من الهوية الجندرية.

- أين تقف المرأة العربية اليوم في مجالي الثقافة والفن؟

لم يعد هناك فارق جوهري بين المرأة والرجل، خاصة في المجالات التي تفوقت فيها المرأة، وأحيانا تفوقت حتى على ذاتها، في بعض الميادين، لا يمكن ربط النجاح أو الإبداع بكون الشخص رجلا أو امرأة، لأن التميّز يعتمد على جودة الإنتاج وليس على جنس المبدع، سواء في الأدب أو المسرح أو الرسم أو غيرها من الفنون، لم يعد معيار التفوق مرتبطا بالتصنيفات الجندرية، بل بالقدرة على الإبداع والتجديد.

- من خلال تجربتك في الكتابة.. أتشعرين بأن الأدب العربي يعاني من تصنيفات ضيقة تقيّد حرية الكاتب قبل الكتابة؟

نعم، هذا موجود للأسف، هناك تصنيفات تُفرض على الكاتب مسبقا، وكأن عليه أن يضع حسابات معينة قبل الشروع في الكتابة، على سبيل المثال يتم تصنيف كاتب بأنه «كاتب أوروتيك» أو «كاتب اجتماعي» أو غير ذلك، دون أن يكون القارئ قد قرأ جميع أعماله، هذه التصنيفات قد تكون ظالمة، لأنها تحصر الكاتب في قالب معين، بينما في الواقع، قد يكون أفقه الإبداعي أوسع من ذلك بكثير، شخصيا، عانيت من هذه المسألة، حيث وجدت أن بعض التصنيفات تضع قيودا غير مبررة على الكاتب وتحدّ من تلقائيته الإبداعية.

- أيمكن للأدب أن يتوافق مع العصر الرقمي دون فقدان عمقه الفلسفي؟

هناك أمور فطرية وأساسية في الإنسان لا يمكن تجاوزها، سواء عبر الذكاء الصناعي أو أي وسيلة رقمية أخرى، قد تتغير أدوات الكتابة وطرق النشر والتلقي، لكن جوهر الأدب وقيمه الفكرية والفلسفية ستظل ثابتة، لأنها متجذرة في الإنسان منذ البدائية.

- أنستطيع القول إن الأدب الفلسطيني ينقل صورة حقيقية عن المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في كل مكان؟

بالتأكيد، لقد نجح الأدب الفلسطيني في ذلك، بل لم يقتصر الأمر على الكتاب الفلسطينيين فقط، فهناك كتاب عرب استطاعوا أن ينغمسوا في هذه القضية ويعبّروا عنها بصدق، على سبيل المثال، سليم بركات، غسان كنفاني، وغيرهما قدّموا أعمالًا جسّدت المعاناة الفلسطينية بعمق وبلاغة، كذلك، في مجال الشعر، نجد محمود درويش الذي عبّر عن القضية الفلسطينية بأساليب متنوعة، سواء في الشعر العمودي أو شعر التفعيلة أو النثر، وهناك أسماء أخرى لا تقل أهمية، مثل سميح القاسم، مريد البرغوثي، وغيرهم، الأدب الفلسطيني ثري جدا لدرجة أنه لا يمكن اختصاره في بضعة أسماء أو أعمال، وهو جزء لا يتجزأ من الأدب العربي بشكل عام.كما أنني أؤكد أن الأدب العربي لم يكن يوما منفصلا عن القضية الفلسطينية، فقلّما تجد كاتبا عربيا لم يتناول معاناة الفلسطينيين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، في أحد أعماله.

- وماذا عن الأدب السعودي؟ هل تعتقدين أنه تعرّض للظلم؟

إلى حدٍّ ما، نعم، لكنه أدب ثري للغاية، لدينا في السعودية خيال خصب ولغة قوية، خاصة عند الكاتبات، للأسف، الأقلام النسائية انحصرت في ثلاثة أو أربعة أسماء معروفة، رغم وجود أعمال قيمة جدا تستحق الانتشار والاهتمام.

مقالات مشابهة

  • الروائية السعودية هيلانة الشيخ: الأعمال الأدبية جسدت المعاناة الفلسطينية بعمق وبلاغة
  • نصائح لا غنى عنها عند تأدية العبادة في المسجد الحرام خلال الشتاء
  • الشيخ خالد الجندي: أنصح الشباب بقراءة كتاب «كليلة ودمنة»
  • موعد الاختبارات التمهيدية لأئمة وقراء كفر الشيخ الراغبين في صلاة التهجد
  • حقيقة طلب السعودية استضافة قمة الأهلي والزمالك
  • انطلاق اختبارات المرحلة الثانية بمسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ
  • عبد الشافي الشيخ: القرآن الكريم ثابت لكن فهم التفسير يتغير طبقا للتغيرات الحديثة
  • الاحتلال يفرج عن الشيخ رائد صلاح.. ماذا نعرف عنه؟
  • تركيا.. اعتقال 45 من عناصر داعش في إسطنبول
  • شاهد.. لحظة اعتقال الاحتلال لـ الشيخ رائد صلاح في أم الفحم الفلسطينية