قالت صحيفة عبرية، إن الغارات الإسرائيلية على اليمن لفتت الانتباه مجددًا إلى التاريخ المعقد للمنطقة، بما في ذلك الوجود الطويل الأمد لليهود في الحديدة (غرب اليمن).

 

وذكرت صحيفة "جورزليم بوست" في تقرير لها ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن الحديدة تاريخيًا، كانت مدينة ساحلية رئيسية حيث لعب اليهود أدوارًا مهمة في التجارة والحرف اليدوية، وساهموا في تصدير البضائع مثل القهوة والقطن.

 

وتطرق التقرير إلى وصول اليهود لأول مرة إلى الحديدة، الوقعة غرب البلاد والمطلة على البحر الأحمر.

 

وأكدت الصحيفة أن الحديدة كانت مركزًا مهمًا للتجارة والثقافة منذ أيامها الأولى. وبحسب المكتبة الافتراضية اليهودية، فإن الجالية اليهودية في اليمن، بما في ذلك الحديدة، تعود إلى العصور القديمة، مع وجود ازدهر بشكل خاص خلال فترة العصور الوسطى.

 

تضيف "واجه اليهود في اليمن تحديات مختلفة، بما في ذلك فترات التحول القسري والاضطهاد، كما هو الحال أثناء حكم عبد النبي بن مهدي في أواخر ستينيات القرن الحادي عشر وتطبيق مرسوم اليتيم في القرن الثامن عشر".

 

وأفادت أن يهود الحديدة كانوا جزءًا لا يتجزأ من الحياة الاقتصادية والثقافية للمدينة. وفقًا للموسوعة البريطانية، كانوا معروفين بمشاركتهم في التجارة والحرف والأنشطة الحرفية.

 

وتابعت الصحيفة العبرية "الموقع الاستراتيجي للمدينة جعلها مركزًا صاخبًا للتجارة، خاصة في تصدير القهوة والقطن والجلود. ساهم التجار والحرفيون اليهود بشكل كبير في هذه الصناعات، مما ساعد على ترسيخ الحديدة كلاعب رئيسي في شبكات التجارة الإقليمية".

 

وأردفت "على الرغم من مساهماتهم، واجهت الجالية اليهودية في الحديدة، كما هو الحال في أماكن أخرى في اليمن، صعوبات كبيرة. كان تطبيق مرسوم اليتيم، الذي فرض التحول القسري للأيتام اليهود إلى الإسلام، فترة قاسية بشكل خاص بالنسبة لليهود اليمنيين".

 

وكما ذكر موقع Aish.com، تم تطبيق هذا المرسوم بقوة في عهد الإمام يحيى في أوائل القرن العشرين، مما دفع العديد من اليهود إلى الهجرة إلى فلسطين (لاحقًا إسرائيل) وبلدان أخرى.

 

وعن أسباب مغادرة اليهود الحديدة في منتصف القرن العشرين، ذكرت الصحيفة أن منتصف القرن العشرين شهد انخفاضًا كبيرًا في عدد السكان اليهود في اليمن، بما في ذلك الحديدة، بسبب الاضطهاد المتزايد وعدم الاستقرار السياسي.

 

 وفقا للمكتبة الافتراضية اليهودية، سهلت عملية البساط السحري (1949-1950) هجرة غالبية السكان اليهود في اليمن إلى إسرائيل.

 

وقالت "بحلول أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين، لم يبق سوى عدد قليل من اليهود في اليمن، مع استمرار العديد منهم في مواجهة التهديدات والتهجير القسري بسبب الصراعات المستمرة، وخاصة من المتمردين الحوثيين خلال الحرب الأهلية اليمنية".

 

وأضافت "الجالية اليهودية اليوم في الحديدة واليمن على وشك الانقراض". وفقًا للموسوعة البريطانية، واجه اليهود القلائل المتبقين اضطهادًا شديدًا، مما أدى إلى المزيد من الهجرة.

 

وخلصت صحيفة "جورزليم بوست" إلى أن المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون شهدت استهدافًا وطردًا ممنهجًا لليهود، مما أدى فعليًا إلى محو الوجود اليهودي طويل الأمد في المنطقة.

 

وأمس السبت، شنت مقاتلات إسرائيلية غارات على ميناء الحديدة غربي اليمن وخزانات الوقود ومحطة الكهرباء فيه؛ ما أسفر عن 6 قتلى و3 مفقودين و83 جريحا، حسب إعلام الجماعة.

 

وتبنى الجيش الإسرائيلي الغارات على الحديدة، واعتبرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ردا على هجوم بطائرة مسيّرة شنه الحوثيون على مدينة تل أبيب فجر الجمعة؛ ما قتل إسرائيليا وأصاب 4 آخرين.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحديدة اسرائيل يهود اليمن غارات جوية الیهود فی الیمن القرن العشرین فی الحدیدة بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

متحدث أممي: الغارة الإسرائيلية على مستشفى جنوب غزة تصيب النظام الصحي الهش "بمزيد من الشلل"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الثلاثاء، إن عددا من الموظفين؛ بينهم ممرضتان، أصيبوا في الغارة الإسرائيلية على المستشفى الميداني الكويتي في خان يونس.

الرعاية الطبية 

وأضاف المتحدث الأممي -في تصريح صحفي خلال المؤتمر الصحفي الدوري في نيويورك- أن أدت إلى زيادة تقويض الوصول المحدود بالفعل للرعاية الطبية المنقذة للحياة في القطاع الممزق بسبب الحرب.

وأشار مركز أنباء الأمم المتحدة إلى أن هذه الحادثة تأتي في أعقاب غارة منفصلة أمس الأول الأحد على المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة، والذي كان منشأة رئيسية تعالج ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية في الشمال.

الغارات الإسرائيلية

وقال دوجاريك: "إن الغارات الأخيرة على المستشفيات تزيد من شلل النظام الصحي في غزة"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد حاليا سوى عدد قليل جدا من الأسرة المتاحة في المستشفيات ويتم إيواء المرضى في خيام".

وأضاف أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لا يزال 21 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة "يعمل جزئيا فقط"، وقد لحقت بجميعها تقريبا بعض الأضرار خلال النزاع، وأن هناك حاجة ملحة لآلاف وحدات الدم لإجراء عمليات إنقاذ حياة، بالإضافة إلى مخاوف جدية من أن مخازن الأغذية قد وصلت إلى "مستويات منخفضة للغاية" حيث لم تدخل أي مساعدات إلى غزة منذ أسابيع.

إطلاق سراح جميع الرهائن

وجدد دوجاريك دعوة الأمم المتحدة لجميع الأطراف إلى ضمان احترام المدنيين وحمايتهم دائما، وحصولهم على الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، وقال "يجب إطلاق سراح جميع الرهائن فورا ودون قيد أو شرط، ويجب استعادة وقف إطلاق النار وتجديده دون تأخير".

مقالات مشابهة

  • باحثة فرنسية: اليمنيون مواقفهم موحدة بشأن القضية الفلسطينية.. بينما الانتقالي يتحفّظ على ذلك (ترجمة خاصة)
  • صحيفة عبرية: السلطة الفلسطينية تستعد لمرحلة ما بعد الحرب بطلب فرنسي
  • مجلة "داون" تسلط الضوء على "الزينيبات" في اليمن.. الجناح النسائي العسكري للحوثيين وأنشطتهن (ترجمة خاصة)
  • واشنطن ترسل رسالة لروسيا والصين وإيران في البحر الأحمر.. هل هي قوية بما فيه الكفاية؟ (ترجمة خاصة)
  • تقارير تكشف نشر الإمارات رادات إسرائيلية قبالة سواحل اليمن ومخاوف من حرب باردة جديدة (ترجمة خاصة)
  • متحدث أممي: الغارة الإسرائيلية على مستشفى جنوب غزة تصيب النظام الصحي الهش "بمزيد من الشلل"
  • أمريكا تستخدم قاذفات بي-2 الأكثر فتكا لقصف الحوثيين فما هي هذه القذائف وما مواصفاتها (ترجمة خاصة)
  • هآرتس: مكافحة الإرهاب اليهودي تثير التوتر وانعدام الثقة بين الشاباك والشرطة الإسرائيلية
  • استشهاد 71 مدنيًا لبنانيًا جراء الغارات الإسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار
  • صحيفة عبرية: استهداف دقيق يصيب قطاع السياحة الصهيوني بالشلل”اليمنيون يضربون في الخاصرة الاقتصادية”