بوابة الوفد:
2025-04-18@03:26:50 GMT

طعام «شعب» غزة

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

أكلوا الحلزون وورق الشجر وأعلاف الحيواناتآية صوليلا لـ«لوفد»: دموع أطفالنا أقسى من الجوع.. والأمراض تحاصرنا

إذا عطشنا نعصر الصخر ونأكل التراب إن جعنا.. ولا نرحل، وبالدم الزكى لا نبخل هنا لنا ماضٍ وحاضر ومستقبل كأننا عشرون مستحيل هذا ما كتبه توفيق زيادة وكأنه جاء من الماضى ليسطر واقع غزة المؤلم، لم يكن وحده الذى وصف صبر هؤلاء المثابرين.

لينضم سميح القاسم حينما قال ربما أبحث، فى روث المواشى، عن حبوب ربما أخمد عريانا، وجائع يا عدو الشمس لكن لن أساوم وإلى آخر نبض فى عروقى سأقاوم.

هذا هو حال شعب غزة الذى يعيد للأذهان حصار الكفار لشِعب أبى طالب، ولكن جاء الزمن بأناس لم يرتقوا إلى الإنسانية فحتى الكفار قالوا « أنأكل وبنى هاشم جوعى ؟!» فدفعوا ٢ مليون محاصر بينهم 3,500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء لتناول الأطعمة غير المألوفة لهم وأطفالهم

يتهافت شعب غزة على أرغفة الخبز الحاف المغموسة بالصبر على الابتلاء، كما لو أنها تتهافت على أشهى أنواع اللحم وسط تهافت الكلاب المسعورة، وسط كومة قمامة يقف الأطفال باحثين عن بقايا الطماطم والبطاطس والخضار الهالك بعد تدافع عربات المساعدات الإنسانية المقدمة إلى الشعب المكلوم.

حكايات كثيرة بين منشور وآخر على مواقع التواصل الاجتماعى تطالعها يومياً، تكاد لا تصدق تلك الحواديت المبالغ فيها من هول ما وصلوا إليها, تتساءل هل يعقل أن يأكل أحد لحم حمير عن طيب خاطر، هل نصدق أن أحدهم أكل ورق الشجر وحشى ورق التوت راضياً!، كيف لأم أن تطعم ابنها خبزاً أصابه العفن، هل بالفعل ما نراه فى الفيديوهات بطهى الحلزون.

تلك المأساة لا ترصدها منشورات فيسبوك وتويتر وحدهم بل فيديوهات نقلتها وكالات الأنباء الكبرى لتوثق جرائم الاحتلال الصهيونى بحق غزة بعد حرب تجويع استمرت ما يقرب من الـ٣٠٠ يوم إلا قليلاً.

تحكى آيه صوليلا لـ«الوفد» عن حقيقة تلك الأكلات غير المعتادة أن كل ما يتداول من غرابة عن الأطعمة التى اضطر المحاصرين لتناولها حقيقية مضيفة «باستثناء الحمير لم أشاهد ذلك».

وتضيف «قمنا بطهى العنب والرمان النى أيضاً، تأتى الأفكار دوماً من الأشياء المتوافرة، ونتناقل التجارب فيما بيننا».

والأصعب من ذلك هو رحلة إقناع الأطفال بتناول هذه الأكلات يكون الدموع هى رده الفعل المعتادة والحلقة الأصعب، كما أشارت إلى الأمراض التى تحدث نتيجة هذا الطعام وخاصة النزلات المعوية فى ظل غياب المناعة.

وكان قد انتشر منشور لها تحاول إقناع ابنها بتناول الزعتر بالعجين، ويعبر عن رفضه ويتمنى أكل الكيك أو أى شىء آخر لكن دون جدوى فلا سبيل لذلك.

ويؤكد الصحفى الفلسطينى محمد دالو لـ«الوفد» ما جاء بالفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعى، لافتاً إلى ندرة الطعام الطبيعى واضطرار سكان القطاع المحاصرين بتناول طعام غير آدمى والمعلبات المليئة بالمواد الحافظة ذات الأبعاد الصحية الخطيرة.

بينما نفى الصحفى الفلسطينى ما تداول عن ذبح الحمير، وأوضح أن النساء تلجأ لتقليل كميات الأكل المطهو حتى لا يفسد نتيجة عدم وجود مبردات وتضطر أحياناً إلى الخبز مرتين فى اليوم خوفاً من تلك الأزمة، فضلاً عن شرب الماء ساخناً نظراً لارتفاع تكاليف المياه المبردة.

لم يكن الأمر مقتصراً على الطعام الذى لم يعد متوافراً بشكل كافٍ بسبب حصار المعابر وعدم كفاية الأسواق لسد حاجات الآلاف من الجوعى بل الماء أيضاً فتحكى أحدهن عن أزمة المياه «تقف دوراً طويلاً عشان تعبى مية حلوة، فى وقت الظهر والشمس حامية والجو نار !! وتخيل بعد ما تعبى المية وتاخدها لأطفالك العطشانين فى البيت، يحكولك: ليش هيك طعم المية مش زاكى»؟!!

وتتابع «وتخيل بعد كم يوم تخلص المية الحلوة، وما تلاقى حد يعبيلك تضطر تشرب أطفالك مياه غير صالحة للشرب»..

وهنا أيضاً حكاية آكلى ورق التوت ذلك الرجل الذى يقف بين المنازل المقصوفة ليقطف مع أبنائه أوراق التوت فى محاولة بائسة لسد جوع أطفاله الثمانية رغم خطورة ذلك عليهم بسبب استمرار القصف الإسرائيلى واستهدافه المدنيين، حيث قال أخذت أولادى لأننى مضطر لذلك، فلدى إصبع مُركب وآخر متضرر، لو كنت قادراً لما جعلتهم يتسلقون الشجر فى هذه الظروف» بحسب ما نقلت بى بى سي.

وتحاول الأم تخفيف حدة طعم ورق التوت عن طريق حشوه بالأرز الذى حصلوا عليه من المساعدات، إضافة إلى التوابل، لتذكرهم بأكلات شعبية مشابهة حُرموا منها بسبب الحرب، مثل الملفوف وورق العنب.

ويضيف هنا أحد نازحى شمال القطاع إلى جنوبه، إن سكان الشمال يتناولون وجبة واحدة مكونة «من رغيف واحد من علف الحيوانات فقط، لأن المواد الغذائية نفدت تماماً من الشمال.

ونقلت إحدى وسائل الإعلام العالمية رحلة البحث عن طعام فى بقايا أكل المستشفيات الذى يتبقى من موظفى المستشفى ويتابع أنهم يقولوا بإعادة طهيها لأطفالهم سواء كان الطعام أرزاً أو عدساً.

وكتبت آمنة صلاح: تخيلوا الناس شمال غزة نفسها نشوف حبه بندورة تخيل كده إنك عايش بدون طعام ولا حتى مياه صالحه للشرب ولا حتى كهرباء ولا اى مقومات الحياة شمال غزة يموت ع البطىء أمنياتنا صارت بس حبة طماطم و بطاطا وخيار سبحان الله.

ويبدو أن أعلاف الحيوانات كطعام انتشر بين سكان القطاع حيث مدرب اللياقة البدنية الذى تبدل حاله ماهر سليم يحكى «اضطريت أطبخ علف الحيوانات لأبنائي».

ويجلس مروان عويضة (53 عاماً) لإطعام صغاره فى بلدة بيت لاهيا شمالى قطاع غزة من أوراق نبات الصبار الشوكي.

يقشر الفلسطينى الصبار من الشوك الخارجى داخل منزله، ثم يطعمه لأطفاله فى محاولة يائسة لإسكاتهم عن طلب الطعام الذى أصبح بعيد المنال.

وعن الرضع الذى لم يتوافر لهم الحليب تقوم الأمهات بخلط الخبز الجاف بالماء الدافئ بفعل حرارة الجو لإطعام الصغار الذى تأبى تناوله لمرارة طعمه فى حقهم فيصابوا بنوبة بكاء على حالهم وحال آبائهم وأمهاتهم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أنواع اللحم شعب غزة

إقرأ أيضاً:

بحضور محافظي الدقهلية ودمياط.. افتتاح أكبر معرض للاستثمار العقاري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

افتتح  الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط، واللواء طارق مرزوق محافظة الدقهلية،  معرض "دى بلس العقارى" فى دورته الثانية الذى تُقيمه شعبة التطوير العقاري بالغرفة التجارية بدمياط بالتعاون مع الغرفة التجارية بالدقهلية بفندق رمادا بمدينة المنصورة، في الفترة من ١٧ إلى ١٩ إبريل الجاري.

جاء ذلك بحضور الدكتور عمرو حنفي مستشار محافظ دمياط لنظم المعلومات المكانية والمتحدث الرسمي للمحافظة والدكتور أحمد العدل نائب محافظ الدقهلية، و محمد فايد رئيس الغرفة التجارية بدمياط وأحمد رعب رئيس الغرفة التجارية بالدقهلية والدكتور محمد العرابى رئيس شعبة التطوير العقارى بالغرفة التجارية بدمياط.

وعلى هامش الافتتاح عقد محافظى دمياط والدقهلية، لقاء،بمقر ديوان عام المحافظة، ناقشا خلاله أوجه التعاون وعقد توأمة بين الجانبين لعقد المعرض بشكل دورى بالمحافظتين للترويج للفرص الاستثمارية بهما،  كما تسلم محافظ دمياط درع الغرفة التجارية بمحافظة الدقهلية وعلى الجانب الآخر تسلم محافظ الدقهلية درع الغرفة التجارية بدمياط، تقديرًا لهذا التعاون.

وخلال الافتتاح، تفقد الدكتور الشهابى واللواء مرزوق، أجنحة المعرض الذى شارك خلاله ٢٢ عارض من المطورين والمستثمرين العقاريين، لعرض مشروعاتهم وبالأخص داخل مدينتى دمياط الجديدة والمنصورة الجديدة، وذلك بتخفيضات تصل إلى ٢٥%، وتسهيلات فى السداد، وتفقدا كذلك جناح ادارة الاستثمار بمحافظة دمياط الذى يتم من خلاله عرض الفرص الاستثمارية المتنوعة التى تتمتع بها محافظة دمياط.

وعلى هذا الصعيد، أشاد " الدكتور أيمن الشهابى " بما يستهدفه معرض " دى بلس العقارى "،الذى يضم نخبة من العارضين بهذا القطاع الاقتصادي الهام الذى يُعد من أهم المحاور التنموية، مؤكدًا على أهمية هذا المعرض الذى لاقى نجاحًا كبيرًا فى نسخته الأولى التي انطلقت بمهرجان دمياط حاجة تانية الذى انعقدت أيضًا دورته الأولى فى نوفمبر من العام الماضى وحقق حجم مبيعات مليار جنيه خلال الثلاثة أيام مدة انعقاد المعرض، ولفت إلى أن انطلاق الدورة الثانية من المعرض بمدينة المنصورة يُعد انطلاقة جديدة لتسويق الفرص الاستثمارية خارج المحافظة والترويج لها مما يدعم، استراتيجية المحافظة بجذب الاستثمارات  وتحقيق التنمية الاقتصادية.

فيما وقد توجه " الدكتور أيمن الشهابى " بخالص الشكر والتقدير إلى اللواء طارق مرزوق على تعاونه الدائم مع محافظة دمياط، معربًا عن تطلعه إلى تحقيق المزيد من التعاون المشترك بين الجانبين لدعم الرؤى التنموية

ومن جانبه، أعرب " محافظ الدقهلية " عن سعادته بزيارة محافظ دمياط للدقهلية، واستضافتها معرض التطوير العقاري على أرض محافظة الدقهلية واعرب عن تقديره للجهود الملموسة لمحافظ دمياط وعن تقديره لأهالي وأبناء دمياط، وأكد على دعمه لكل المشروعات والفاعليات التي تساعد على خلق فرص عمل جديدة لمختلف الفئات العمرية، وتوفير منتج محلي ينافس في الأسواق العالمية.

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: قاموس للرطانة القادمة
  • هل شرع من قبلنا مُلزم لنا؟ .. خالد الجندي يجيب
  • محافظا دمياط والدقهلية يفتتحان معرضا للعقارات لتسويق الفرص الاستثمارية
  • بحضور محافظي الدقهلية ودمياط.. افتتاح أكبر معرض للاستثمار العقاري
  • تجربة طعام فاخرة في مطعم "لوسيانو" بـ"الحبتور جراند أوتوجراف كولكشن"
  • سكان غزة يعانون من أجل الحصول على وجبة طعام واحدة
  • حشود النازحين عند تكية توزع الطعام بمخيم النصيرات
  • ظهير أيسر بتروجت يرحب بالإنتقال إلى الأهلى
  • افتتاح معرض ديارنا للحرف التراثية والصناعات اليدوية بالمتحف الزراعى بالدقى
  • محافظ القاهرة يتابع تطبيق المنظومة الجديدة لتقنين أوضاع المستثمرين بشق الثعبان