بوابة الوفد:
2024-11-18@00:46:16 GMT

طعام «شعب» غزة

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

أكلوا الحلزون وورق الشجر وأعلاف الحيواناتآية صوليلا لـ«لوفد»: دموع أطفالنا أقسى من الجوع.. والأمراض تحاصرنا

إذا عطشنا نعصر الصخر ونأكل التراب إن جعنا.. ولا نرحل، وبالدم الزكى لا نبخل هنا لنا ماضٍ وحاضر ومستقبل كأننا عشرون مستحيل هذا ما كتبه توفيق زيادة وكأنه جاء من الماضى ليسطر واقع غزة المؤلم، لم يكن وحده الذى وصف صبر هؤلاء المثابرين.

لينضم سميح القاسم حينما قال ربما أبحث، فى روث المواشى، عن حبوب ربما أخمد عريانا، وجائع يا عدو الشمس لكن لن أساوم وإلى آخر نبض فى عروقى سأقاوم.

هذا هو حال شعب غزة الذى يعيد للأذهان حصار الكفار لشِعب أبى طالب، ولكن جاء الزمن بأناس لم يرتقوا إلى الإنسانية فحتى الكفار قالوا « أنأكل وبنى هاشم جوعى ؟!» فدفعوا ٢ مليون محاصر بينهم 3,500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء لتناول الأطعمة غير المألوفة لهم وأطفالهم

يتهافت شعب غزة على أرغفة الخبز الحاف المغموسة بالصبر على الابتلاء، كما لو أنها تتهافت على أشهى أنواع اللحم وسط تهافت الكلاب المسعورة، وسط كومة قمامة يقف الأطفال باحثين عن بقايا الطماطم والبطاطس والخضار الهالك بعد تدافع عربات المساعدات الإنسانية المقدمة إلى الشعب المكلوم.

حكايات كثيرة بين منشور وآخر على مواقع التواصل الاجتماعى تطالعها يومياً، تكاد لا تصدق تلك الحواديت المبالغ فيها من هول ما وصلوا إليها, تتساءل هل يعقل أن يأكل أحد لحم حمير عن طيب خاطر، هل نصدق أن أحدهم أكل ورق الشجر وحشى ورق التوت راضياً!، كيف لأم أن تطعم ابنها خبزاً أصابه العفن، هل بالفعل ما نراه فى الفيديوهات بطهى الحلزون.

تلك المأساة لا ترصدها منشورات فيسبوك وتويتر وحدهم بل فيديوهات نقلتها وكالات الأنباء الكبرى لتوثق جرائم الاحتلال الصهيونى بحق غزة بعد حرب تجويع استمرت ما يقرب من الـ٣٠٠ يوم إلا قليلاً.

تحكى آيه صوليلا لـ«الوفد» عن حقيقة تلك الأكلات غير المعتادة أن كل ما يتداول من غرابة عن الأطعمة التى اضطر المحاصرين لتناولها حقيقية مضيفة «باستثناء الحمير لم أشاهد ذلك».

وتضيف «قمنا بطهى العنب والرمان النى أيضاً، تأتى الأفكار دوماً من الأشياء المتوافرة، ونتناقل التجارب فيما بيننا».

والأصعب من ذلك هو رحلة إقناع الأطفال بتناول هذه الأكلات يكون الدموع هى رده الفعل المعتادة والحلقة الأصعب، كما أشارت إلى الأمراض التى تحدث نتيجة هذا الطعام وخاصة النزلات المعوية فى ظل غياب المناعة.

وكان قد انتشر منشور لها تحاول إقناع ابنها بتناول الزعتر بالعجين، ويعبر عن رفضه ويتمنى أكل الكيك أو أى شىء آخر لكن دون جدوى فلا سبيل لذلك.

ويؤكد الصحفى الفلسطينى محمد دالو لـ«الوفد» ما جاء بالفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعى، لافتاً إلى ندرة الطعام الطبيعى واضطرار سكان القطاع المحاصرين بتناول طعام غير آدمى والمعلبات المليئة بالمواد الحافظة ذات الأبعاد الصحية الخطيرة.

بينما نفى الصحفى الفلسطينى ما تداول عن ذبح الحمير، وأوضح أن النساء تلجأ لتقليل كميات الأكل المطهو حتى لا يفسد نتيجة عدم وجود مبردات وتضطر أحياناً إلى الخبز مرتين فى اليوم خوفاً من تلك الأزمة، فضلاً عن شرب الماء ساخناً نظراً لارتفاع تكاليف المياه المبردة.

لم يكن الأمر مقتصراً على الطعام الذى لم يعد متوافراً بشكل كافٍ بسبب حصار المعابر وعدم كفاية الأسواق لسد حاجات الآلاف من الجوعى بل الماء أيضاً فتحكى أحدهن عن أزمة المياه «تقف دوراً طويلاً عشان تعبى مية حلوة، فى وقت الظهر والشمس حامية والجو نار !! وتخيل بعد ما تعبى المية وتاخدها لأطفالك العطشانين فى البيت، يحكولك: ليش هيك طعم المية مش زاكى»؟!!

وتتابع «وتخيل بعد كم يوم تخلص المية الحلوة، وما تلاقى حد يعبيلك تضطر تشرب أطفالك مياه غير صالحة للشرب»..

وهنا أيضاً حكاية آكلى ورق التوت ذلك الرجل الذى يقف بين المنازل المقصوفة ليقطف مع أبنائه أوراق التوت فى محاولة بائسة لسد جوع أطفاله الثمانية رغم خطورة ذلك عليهم بسبب استمرار القصف الإسرائيلى واستهدافه المدنيين، حيث قال أخذت أولادى لأننى مضطر لذلك، فلدى إصبع مُركب وآخر متضرر، لو كنت قادراً لما جعلتهم يتسلقون الشجر فى هذه الظروف» بحسب ما نقلت بى بى سي.

وتحاول الأم تخفيف حدة طعم ورق التوت عن طريق حشوه بالأرز الذى حصلوا عليه من المساعدات، إضافة إلى التوابل، لتذكرهم بأكلات شعبية مشابهة حُرموا منها بسبب الحرب، مثل الملفوف وورق العنب.

ويضيف هنا أحد نازحى شمال القطاع إلى جنوبه، إن سكان الشمال يتناولون وجبة واحدة مكونة «من رغيف واحد من علف الحيوانات فقط، لأن المواد الغذائية نفدت تماماً من الشمال.

ونقلت إحدى وسائل الإعلام العالمية رحلة البحث عن طعام فى بقايا أكل المستشفيات الذى يتبقى من موظفى المستشفى ويتابع أنهم يقولوا بإعادة طهيها لأطفالهم سواء كان الطعام أرزاً أو عدساً.

وكتبت آمنة صلاح: تخيلوا الناس شمال غزة نفسها نشوف حبه بندورة تخيل كده إنك عايش بدون طعام ولا حتى مياه صالحه للشرب ولا حتى كهرباء ولا اى مقومات الحياة شمال غزة يموت ع البطىء أمنياتنا صارت بس حبة طماطم و بطاطا وخيار سبحان الله.

ويبدو أن أعلاف الحيوانات كطعام انتشر بين سكان القطاع حيث مدرب اللياقة البدنية الذى تبدل حاله ماهر سليم يحكى «اضطريت أطبخ علف الحيوانات لأبنائي».

ويجلس مروان عويضة (53 عاماً) لإطعام صغاره فى بلدة بيت لاهيا شمالى قطاع غزة من أوراق نبات الصبار الشوكي.

يقشر الفلسطينى الصبار من الشوك الخارجى داخل منزله، ثم يطعمه لأطفاله فى محاولة يائسة لإسكاتهم عن طلب الطعام الذى أصبح بعيد المنال.

وعن الرضع الذى لم يتوافر لهم الحليب تقوم الأمهات بخلط الخبز الجاف بالماء الدافئ بفعل حرارة الجو لإطعام الصغار الذى تأبى تناوله لمرارة طعمه فى حقهم فيصابوا بنوبة بكاء على حالهم وحال آبائهم وأمهاتهم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أنواع اللحم شعب غزة

إقرأ أيضاً:

بنك الإمارات للطعام يوزع 25 مليون وجبة في 9 أشهر

بتوجيهات ومتابعة حرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة بنك الإمارات للطعام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة بنك الإمارات للطعام؛ نظّم البنك التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية حفله السنوي، حيث تم تكريم الشركاء الاستراتيجيين والداعمين والمتطوعين.

وشملت قائمة التكريم مجموعة من الدوائر والمؤسسات الحكومية، والجمعيات الخيرية، والفنادق، والقطاع الخاص، إلى جانب قائمة ضمت متطوّعين من مختلف الأعمار وفئات المجتمع.
وأعلن البنك توزيع 24 مليوناً و586 ألفاً و367 وجبة على المستحقين خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بزيادة بنحو 93% عن السنوات السابقة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث بلغ معدل التوزيع اليومي 90 ألف وجبة، متجاوزًا المُستهدف السنوي لمؤسسة بنك الإمارات للطعام، وذلك ضمن جهوده ورسالته في تنفيذ الأعمال الخيرية والإنسانية.
وبلغ عدد المستفيدين من مبادرات البنك خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري أكثر من 24.5 مليون مستفيد داخل الدولة وخارجها، وجرى خلال هذه الفترة توفير 416,750 وجبة، بما يعادل 166.7 طنًا من الغذاء، فيما وصل عدد الشركاء الاستراتيجيين والداعمين إلى 925 شريكًا استراتيجيًا ومتبرعًا من المنشآت الغذائية والفنادق والشركات، إضافةً إلى مشاركة أكثر من 5٫000 متطوع في تنفيذ أعماله ومبادراته.

الاستدامة البيئية

كما أعلن بنك الإمارات للطعام أن كمية الأغذية التي حوّلها عن مسار الطمر بلغت أكثر من 9 ملايين وجبة، ما يعادل 3٬700 طن من الطعام، محققاً بذلك أثرًا بيئيًا إيجابيًا يدعم أحد مستهدفاته في تعزيز الاستدامة البيئية عبر الحدّ من الانبعاثات الكربونية وتقليل نفايات الطعام.
وتعاونت مؤسسة بنك الإمارات للطعام مع مبادرة "نعمة"، المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء من أجل تحسين الثقافة الاستهلاكية، وأثمرت هذه المبادرة عن تقليل نفايات الطعام في الفنادق المشاركة بنسبة 47% بين عامي 2022 و2024.
وشهدت مبادرة "لا هدر للطعام" الرمضانية تنظيم برامج تدريبية وتوعوية لـ 63 فندقًا عالميًا، استفاد منها 400 موظف وعامل، لتعزيز المسؤولية المجتمعية وتقليل نفايات الطعام كما ساهمت بتوزيع 300 سلة لفرز نفايات الطعام في مطابخ الفنادق، وتحويل 401,266 كيلوغراما من فائض الطعام عن مسار الطمر، مما أسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية فضلًا عن إعادة تدوير 232,946 كيلوغراماً من الطعام غير الصالح للاستهلاك، وإنتاج 46,589 كيلوغراما من السماد العضوي لدعم أكثر من 50 مزرعة محلية وساهمت هذه الجهود مجتمعة في تقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 1,003,166 كيلوغراما.

نهج إنساني

وأكد داوود الهاجري، نائب رئيس مجلس أمناء بنك الإمارات للطعام، أن هذه النتائج تُعبّر عن النهج الراسخ لدولة الإمارات في العمل الإنساني، ومدى أصالة قيم الخير والعطاء بين أفراد المجتمع الإماراتي، كما تعكس أثر البنك وأهدافه كمؤسسة ومنظومة متكاملة تعمل وفق إطار ونهج إنساني ومؤسسي على تخطيط وإدارة فائض الطعام، والحدّ من هدره بالأسلوب الأمثل، والتعامل الحكيم مع الطعام، وتوفيره بأعلى جَودة لأكبر شريحة من المستحقين.
وقال: "نثمّن جهود كافة الشركاء الاستراتيجيين والمتبرعين والمتطوعين الذين شاركوا في مبادرات البنك، مما يعكس مسؤوليتهم المجتمعية وحسهم الإنساني والتطوعي لدعم الأعمال الخيرية والإنسانية، ولما كان لهم من أثر إيجابي ساهم في نجاح البنك بتحقيق غاياته السامية في توفير الطعام والغذاء إلى مستحقيه".

مقالات مشابهة

  • تعرف على مخاطر الإفراط في تناول الطعام
  • مخاطر الإفراط في تناول الطعام.. لا تقتصر على السمنة
  • طبيبة توضح أضرار الإفراط في تناول الطعام
  • بنك الإمارات للطعام يوزع 25 مليون وجبة في 9 أشهر
  • نعمة الأكل
  • بعد انتشارها.. أسباب الإصابة بـ النزلة المعوية
  • عدنان الروسان يكتب .. انهم يقصفون حيفا ..!!
  • تناول الأسماك والدجاج المشوي يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم
  • آداب الطعام في الإسلام.. احذر من امتلاء البطن
  • 6 إجراءات تساعد الطفل على التخلص من الوزن الزائد