المنصات تتفاعل مع قصف الحديدة وتراه محاولة إسرائيلية لاستعادة الردع المفقود
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
وقال جيش الاحتلال إنه اعترض صاروخًا أرض – أرض أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، وأُسقِط قبل أن يدخل أجواءها، ونشرت القناة 12 الإسرائيلية فيديو للحظة إطلاق صاروخ دفاع جوي لصد الصاروخ الذي أطلقته جماعة أنصار الله.
وجاء هذا الصاروخ الحوثي ردًا على غارات إسرائيلية استهدفت مدينة الحديدة الساحلية، ونُفِّذت بواسطة 20 طائرة حربية من طراز إف-15 وإف-35، انطلقت جميعها من صحراء النقب، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن المسافة الإجمالية التي قطعتها هذه الطائرات ذهابًا وإيابًا بلغت 3400 كلم، ورافقتها طائرة من طراز "رام بوينغ 707" لتزويدها بالوقود.
وأشارت تقارير إلى أن المقاتلات أسقطت 10 أطنان من المتفجرات على 12 هدفًا، أهمها خزانات النفط في ميناء الحديدة، ومكاتب تابعة لشركة النفط اليمنية، والمحطة الرئيسية لتوليد الكهرباء في الحديدة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لجماعة أنصار الله أن الهجوم تسبب في مقتل 3 أشخاص، وإصابة 87 آخرين، معظمهم إصاباتهم شديدة.
استعرضت حلقة 21-7-2024 من برنامج "شبكات" أبرز تعليقات النشطاء، والتي أشار بعضها إلى أن العملية تعكس حرص الاحتلال على استعادة أسطورة "الردع" التي تهاوت منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
بث الرعب
وبحسب المغرد محمد حامد، فإن العملية تهدف إلى بث رسائل محددة، وأن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول بقصفه اليمن، وبالتحديد المنشآت النفطية، استعادة الردع وبث الرعب في كل من يحاول أن يقصف الاحتلال أو أن يكون له ندًّا بالمنطقة".
واتفق الناشط سعيد زياد مع حامد في بعض رأيه وغرد أن "استهداف الحديدة بهذا الشكل الوحشي يدلل على عمق الجرح الذي سببته مسيّرة تل أبيب في وجه إسرائيل، وعلى استماتة إسرائيل لاستعادة الردع المتمزق منذ يوم الطوفان".
ومن ناحيته، أكد الناشط هاني الدالي على انتهاء حقبة التسامح مع العدوان الأميركي والإسرائيلي، وقال "إن زمن عدم الرد على الاعتداءات الأميركية والإسرائيلية ولَّى، وقوة الردع الإسرائيلية سقطت منذ 7 أكتوبر وإلى الأبد، والدليل على ذلك الضربات التي تحدث من الساحات كافة لأهداف إسرائيلية".
وأوضح المغرد صلاح قعشة أن الجماعة تتبع خطة معينة في الرد وكتب "إستراتيجية السقف الأعلى هي الإستراتيجية التي تتبعها أنصار الله في هذه الحرب، وهو ما جعل لتدخلها ثقلا كبيرا على الكيان، وهو ما سيجعل ردها على قصف اليوم ذا وطء ثقيل".
بينما يرى الناشط رياض الدبعي أن جماعة أنصار الله مستعدة لدفع أي ثمن في سبيل تحسين سمعتها وقال "هذه الجماعة تتفنن في جلب الخراب والدمار والمعاناة، ولا تتردد في تحويل مدننا إلى رماد من أجل تلميع صورتها".
حرب طويلةوفي كلمة مسجلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال "لدي رسالة لأعداء إسرائيل، لا تخطئوا بشأننا، سنحمي أنفسنا بكل الطرق وعلى كل الجبهات، ومن يلحق بنا الأذى سيدفع ثمنًا باهظًا لعدوانه".
وأضاف "أن الميناء الذي هاجمناه ليس ميناءً بريئًا، فقد استخدم لأغراض عسكرية، وكان يستخدم مدخلًا للأسلحة الفتاكة التي تزود بها إيران الحوثيين".
ومن جهتها، كذبت جماعة أنصار الله كلام نتنياهو، وقالت "إن جميع الأهداف التي قصفتها المقاتلات الإسرائيلية هي منشآت مدنية، وإن الجماعة تعد العدة لحرب طويلة مع هذا العدو حتى وقف عدوانه".
يبدو أن التصعيد العسكري بين الحوثيين وإسرائيل قد فتح بابًا جديدًا للصراع في المنطقة، مع تباين الآراء حول دوافع وتداعيات هذا التطور، وفي ظل التهديدات المتبادلة، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة الطرفين على تحمل تبعات هذا التصعيد وتأثيره على المشهد الإقليمي ككل.
21/7/2024المزيد من نفس البرنامجإسرائيلية تقتل ابنها وكلبها وتهاجم المارة في الشارع.. ما دور "طوفان الأقصى"؟تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أنصار الله
إقرأ أيضاً:
خمس مصالح إسرائيلية مزعومة مع المنطقة العازلة في سوريا.. ما هي؟
مع تسارع التطورات الإقليمية عموما، والسورية خصوصا، تتزايد الدعوات للاندماج في التحركات الجارية في المنطقة، من خلال مزيج من القوة العسكرية والأدوات الدبلوماسية، وبالتنسيق مع واشنطن، بزعم تثبيت منطقة أمنية عازلة في سوريا، ومنع السيطرة التركية الكاملة، واستغلال الوضع الذي نشأ لتعميق ضائقة القوى المعادية للاحتلال.
الجنرال الإسرائيلي عيران ليرمان نشر مقالا في معهد القدس للاستراتيجية والأمن، ذكر فيه أن دولة الاحتلال "لم يعد بإمكانها تجاوز زيادة النفوذ التركي في سوريا، لاسيما في ضوء تصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة خلال لقائه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حين أشاد بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، عقب نجاحه بالسيطرة على سوريا، وتهنئته على ذلك، مما يستدعي من الاحتلال التوصل لتفاهمات مع أنقرة، بدعم من واشنطن، ومساعدة الركيزة الخامسة، أذربيجان، وإرسال إشارة للنظام السوري الجديد إلى بأن لديه ما يخسره إذا شرع في مسار المواجهة، وأن الاحتلال لديه مصلحة بأن يحافظ على درجة من حرية العمل في مواجهة تركيا".
وزعم في مقال ترجمته "عربي21"، أن الاحتلال "لديه مصالح هامة في المنطقة العازلة على الحدود السورية، أولها المصلحة الأمنية الواضحة التي تتطلب الاستعداد لسيناريوهات واحتمالات تفاقم تفكك الدولة السورية، أو تزايد العداء من جانبها، بدعم من وجود عسكري تركي كبير، فهو ثاني أقوى جيش في حلف الناتو، بكل ما يعنيه هذا، ومن هنا تأتي الحاجة لتعزيز المنطقة العازلة الجديدة، ليس لأغراض توسعية، بل كدرع ضروري وضمانة ضد التطورات الخطيرة".
وأوضح أن "المصلحة الإسرائيلية الثانية تهدف لزيادة تآكل عناصر القوة التي لا تزال قائمة كبقايا من قدرات النظام السوري القديم، وفي الوقت نفسه، خلق الظروف السياسية والاستراتيجية التي تسمح للنظام الجديد في دمشق بالحفاظ على قدر من الحكم الذاتي، وتجنب تحويل بلاده لولاية عثمانية جديدة".
وأشار أن "المصلحة الإسرائيلية الثالثة تتعلق بتقديم المساعدة للقوى التي ترى في دولة الاحتلال مرساة استراتيجية، وعلى رأسهم الدروز، الذين عبر بعضهم عن هذا الموقف علانية، استناداً لعلاقاتهم بإخوانهم الدروز في الجولان المحتل والجليل والكرمل، ورغم الصعوبة الجيوسياسية واللوجستية، فمن المهم النظر للأكراد كشركاء في الرؤية الاستراتيجية طويلة الأمد لسوريا كمساحة غير متجانسة، لا تخضع لهيمنة قوة إقليمية طموحة".
وأضاف أن "المصلحة الإسرائيلية الرابعة تتعلق بتشديد الخناق حول حزب الله، والحرص على بقاء طرق إمداده مغلقة، بالتزامن مع تضرر وضعه داخل لبنان بسبب غياب الدعم الحكومي عبر الحدود، حتى لو استمرت إيران بالبحث عن سبل مساعدته من خارج المنطقة كليا".
وأشار إلى أن "المصلحة الإسرائيلية الخامسة ترتبط بضمان عدم دفع الطائفة العلوية في شمال سوريا لموقف دفاعي بمواجهة تهديد وجودي مزعوم، عبر تعاونها مع حزب الله لتقويض النظام الجديد".
واستدرك بالقول إن "إقامة هذه المنطقة العازلة باستخدام القوة العسكرية الإسرائيلية، تتطلب في المقابل جهدا دبلوماسيا مكثفا على ثلاث قنوات متوازية: الولايات المتحدة، وتركيا، وسوريا ذاتها، صحيح أن تعبيرات ترامب الإيجابية تجاه أردوغان تشكل تحديًا للاحتلال، لكنها قد تشكل أيضًا فرصة، في ضوء العلاقة الشخصية التي تربط ترامب مع أردوغان ونتنياهو معاً، بحيث تصبح قناة لتحييد نقاط التوتر الساخنة".
وأوضح أنه "على المستويات المهنية العليا، من الضروري التوضيح الإسرائيلي للإدارة الأمريكية ما هي خطوطها الحمراء، أهمها نشر القوات الجوية والبرية التركية في جميع أنحاء سوريا، ولكن ما دام جيش الاحتلال يواصل العمل بشكل مكثف، بما يتجاوز استراتيجية المعركة بين الحروب المعمول بها في سوريا بين 2013-2024، فمن المهم تجنب سيناريوهات التصعيد مع تركيا بسبب حوادث غير متوقعة قدر الإمكان، لأن المصلحة المشتركة لأنقرة وتل أبيب، رغم الاختلافات الحادة، تكمن في عدم انزلاقهما لصراع قد يكون كارثياً لكليهما".