وكالة الصحافة المستقلة:
2025-02-07@02:28:03 GMT

يقتلون ولا يقاتلون!

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

يوليو 21, 2024آخر تحديث: يوليو 21, 2024

د. علي عزيز أمين

أن تلجأ بعض الجيوش إلى الاستعانة بالمرتزقة والشركات الأمنية والقتالية الخاصّة في عملياتها الهجومية خارج حدود أوطانها فهذا امر مُستوعَب، وأن تستغل هذه الجيوش هؤلاء المرتزقة ومنتسبي تلك الشركات ليُشكّلوا دروعاً لهم و”بوز مدفع” في الخطوط الأمامية والمهام الصعبة فهذه قضية فيها وجهة نظر.

. أما أن يعتمد ما يسمّى زوراً وبهتاناً “جيش الدفاع الإسرائيلي” في عملياته الإجرامية على المرتزقة وشركات التجنيد والقتال الخاصّة من كافة أصقاع الأرض للقتال بَدلاً عنه للدفاع عن “أرض الميعاد” المزعومة فهذه إحدى المسائِل الكبرى التي تستوجب التوقّف عندها مليّاً كظاهرة منهجيّة تاريخية ليست وليدة ومستجدّة بفعل “طوفان الأقصى” المتواصل.

لقد نسجت الحركة الصهيونية اللادينيّة أحابيلها على جملة من الافتراءات التاريخية المزوَّرة، أهمها: فِرية تحويل الجماعات اليهودية المتناثرة والمتباينة وحتى المتناحرة إلى “شعب” بل “شعب الله المختار” المسكين الضحية الذي لا وطن له، ثمّ رست أخيراً بالتوافق مع الاستعمار الغربي وبعد جدال طويل على أن تكون فلسطين لاعتبارات استعماريّة غربية صرفة هي “أرض الميعاد” المزعومة في الأساطير التوراتيّة  التي اكتتبها “الكتبة والفرّيسيّون” ـ العدو اللدود للمسيح والمنكرون لرسالته والمتآمرون على شخصه أيضاً ـ وذلك باعتبار فلسطين “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.. ثمّ كان ما كان وحلّت النكبة المتواصلة بالشعب الفلسطيني الأصيل في وطنه المتجذّر فيه منذ آلاف السنين، والذي احتضن وآوى سيدنا إبراهيم وبَنيه الأطهار. وغُرس الكيان الصهيوني بالحديد والنار فوق التراب الفلسطيني وعلى حساب أصحابه الحقيقيين وتواصلت الافتراءات لدرجة حلول الإله “إله إسرائيل” في “شعب إسرائيل”  و”أرض إسرائيل”، مسبغة عليهما عباءة “القدسي ” المزعومة، ومتوّجة ذلك بأقدس الأقداس “جيش الدفاع الإسرائيلي المقدّس”، والذي يقاتل “إله إسرائيل” عنه ويفرض على “الأغيار” العبيد من شتى بقاع المعمورة واجب القتال طوعاً أو كرهاً دفاعاً ونصرة لشعبه كي يرضى عنهم ولا يحلّ عليهم غضبه، وهو الذي خلقهم على هيئة بشر رأفة بشعبه “المختار” وسخّرهم لخدمته وليكونوا طوع أمره؟!

ولعل ما سبق يفسّر نظرة الصهاينة في “الكيان الإسرائيلي” لكلّ مَن يخالفهم ويقاومهم من الشعب الفلسطيني واللبناني واليمني والعراقي والقائمة تطول، باعتبارهم فئران وصراصير وأفاعي وحشرات ضارّة، وفي أحسن الأحوال “وحوش بشرية” تستحق الإبادة كعِبادة، وعلى “الأغيار” المرتزقة فعل ذلك وقتال المقاومين المسلّحين، في حين يكتفي “الجيش المقدّس” بقتل المدنيين العُزّل بالقصف جوّاً وبرّاً وبحراً أو تنكيلاً وتجويعاً وتعطيشاً.  وهو ما نراه بوضوح في صناعة الإعلام الإسرائيلي لبطولات وانتصارات لهذا “الجيش” المغوار على المدنيين الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال حتى الرُّضَّع منهم، وفي ما يبثّه   جنوده وضباطه من فيديوهات مصوّرة وهم يتسلّون بقنص ما تقع عليه أعينهم من مدنيين، وما يحرقونه ويفجّرونه من منازل مدنيّة ومساجد وكنائس ومدارس مقهقهين منتشين يحاولون إشباع نَهَم شهوتهم في القتل والحرق والتدمير والتي لا تعرف معنى الشبع. مقابل الفرار من ساحات المواجهة وترك آلياتهم المدمّرة وعُدّتهم وعتادهم الباهظة الثمن.

وهناك معلومات مؤكدة على استجلاب مرتزقة من إقليم كردستان العراق ومن تركيا وهو ما ناقشه البرلمان التركي مؤخراً، وكذلك استخدام عملائها السابقين في لبنان الذين لحقوا بأذيال قوات الاحتلال المنسحبة جبراً عام 2000 ليقاتلوا في غزّة. فضلاً عن وحدات من القوات النظامية والمرتزقة الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين وغيرهم من دول الغرب الاستعماري. ومحاولات الكيان المحمومة لاستدراج هذا الغرب لقتال لبنان واليمن والعراق وإيران.

وقد بلغت ببعض قيادات الكيان الوقاحة لدرجة مطالبة العرب المطبّعين منهم والراغبين في ما يُسمّى “التطبيع”، بضرورة المشاركة في حروب الكيان، وتهديدهم بفضحهم ونشر غسيلهم الوسخ، وكشف المستور، إن هم أحجموا عن فعل ذلك. فهل هناك مَن يجرؤ على الردّ على هكذا وقاحة واستعلاء وعنجهية لا مثيل لها، ولو بالأقوال؟!

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

ناشطة يهودية: إسرائيل أكذوبة صهيونية والعلم الفلسطيني يمثلني (فيديو)

في الوقت الذي تؤيد فيه الغالبية في إسرائيل الجرائم ضد الفلسطينيين، تبرز أصوات إسرائيلية رافضة تدعو لوقف القتل، وخير مثال على ذلك الناشطة اليهودية غايا دان، البالغة من العمر 24 عامًا.

وتعتبر “دان” واحدة من هذه الأصوات التي تعارض الصهيونية وتدافع عن الحقوق الفلسطينية، وتسعى من خلال مشاركتها المستمرة في المسيرات والوقفات الاحتجاجية إلى المطالبة بحرية الشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات الإسرائيلية.

19 رسالة حازمة من السيسي على مقترح ترامب ومخططات الصهيونية .. فيديو الفلسطينيون يحطمون مخططات الصهيونية ويعودون لشمال غزة بالآلاف.. شاهد

وتحدثت جادان خلال حوارها مع قناة “المشهد” عن تجربتها، مشيرة إلى أن معظم اليهود في فلسطين المحتلة يدعمون انتهاك حقوق الفلسطينيين، لكنها لا ترى نفسها تمثل اليهودية، بل تعتبر نفسها صوتًا من بين قلة تعارض الصهيونية، وتقول إن الصهيونية هي حركة استعمارية تحاول فرض سيطرتها.

وكشفت دان عن كيفية تشكل أفكارها، مشيرة إلى أنها نشأت في بيئة صهيونية، لكن تجربتها في الجيش كانت نقطة تحول. بعد هروبها من الجيش، بدأت بإعادة تثقيف نفسها واكتشفت أن ما تعلمته كان مليئًا بالأكاذيب.

وتواجه ادان مضايقات من المجتمع المحيط بها، حيث ينظر إليها البعض باستغراب ويتهمونها بالخيانة، ورغم أنها لا تعتبر نفسها فلسطينية، إلا أنها تجد نفسها في موقف معقد، مما يعرضها لمضايقات من الشرطة والمدنيين.

تحدثت أيضًا عن حادثة اقتحام الشرطة لمنزل عائلتها أثناء محاولتها عرض فيلم عن غزة، حيث واجهت عنفًا غير طبيعي من قبل المجتمع، ورغم محاولات القمع، تؤكد جادان أنها لن تتوقف عن رفع صوتها من أجل حقوق الفلسطينيين.

في النهاية، تعبر ادان عن اعتزازها برفع العلم الفلسطيني، مشيرة إلى أنها تشعر أنه يمثلها، بينما لا تشعر أن العلم الإسرائيلي جزء من هويتها.

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: إيطاليا تدعم حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • الشعب الفلسطيني يدحر العدوان الإسرائيلي برفض مخططات الاستيطان على أرضه
  • “الخارجية الفلسطينية” تُحذِّر من إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ مشاريع تهجير الشعب الفلسطيني
  • أستاذ علوم سياسية: الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني
  • جوبا: مواطنون من دولة الجنوب يقاتلون مع الجيش السوداني لم يذكرهم ياسر العطا
  • «المصريين الأحرار»: المخطط الأمريكي الإسرائيلي ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني
  • من غزة إلى جنين.. صورة واحدة للصمود الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي
  • رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني: نتنياهو يريد أن يصبح ملك إسرائيل المتوج
  • ناشطة يهودية: إسرائيل أكذوبة صهيونية والعلم الفلسطيني يمثلني (فيديو)
  • مؤامرة التهجير تتحطم على صخرة الصمود الفلسطيني.. المقترح الأمريكي الإسرائيلي يعيد للأذهان ذكريات "النكبة".. والقاهرة حجر عثرة أمام حلم "إسرائيل الكبرى"