يأمل قطاع العملات المشفرة في أن تتمخض الانتخابات الرئاسية الأميركية عن فوز رئيس أكثر مرونة حيال الأصول الرقمية، وبالتالي إنهاء معارك طويلة مع الجهات الناظمة في وول ستريت، وفق ما ذكرت وكالة بلومبيرغ.

وتودد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى قطاع العملات الرقمية التي تبلغ قيمتها 2.5 تريليون دولار، حتى إنه دعا مؤيديه إلى حملة لجمع التبرعات، تركّز على بتكوين في 27 يوليو/تموز الحالي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تراجعات في بورصة تل أبيب بعد غارة إسرائيلية على ميناء الحديدةlist 2 of 2الصين تخفض وارداتها من النفط السعودي بنسبة 14%end of list

ورغم أن المرشح الجمهوري انتقد العملات المشفرة أثناء وجوده في سدة الرئاسة، فإن تعليقاته الأخيرة كانت أكثر إيجابية، ويتوقع المحامون ذلك، فإذا فاز ستتوقف لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية عن ملاحقة مجال الأصول الرقمية بقوة.

إعادة ضبط

وقال الشريك في شركة ويلكي فار آند غالغر للمحاماة مايكل سيليج "من المرجح أن تسعى إدارة ترامب إلى إعادة التفكير، وإعادة ضبط السياسة التنظيمية للعملات المشفرة الخاصة بهيئة الأوراق المالية والبورصات.. ستتضمن حل إجراءات التنفيذ والتحقيقات الجارية التي أجرتها الإدارة السابقة".

وكثفت هيئة الأوراق المالية والبورصات، في عهد الرئيس جو بايدن، تحقيقاتها بشأن هذا القطاع، خاصة بعد انهيار بورصة العملات الرقمية إن تي إكس عام 2022.

ورفعت الهيئة العشرات من القضايا بشأن العملات المشفرة، وغالبا ما تتهم البورصات وتجار الوسطاء بعدم التسجيل بشكل صحيح بموجب قانون الأوراق المالية.

ويؤكد رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات، غاري جينسلر، أن معظم العملات المشفرة هي أوراق مالية، وبالتالي يجب تسجيلها لدى الوكالة، وتجادل العديد من شركات العملات المشفرة بأن رموزها ليست أوراقا مالية أو تقول إن متطلبات التسجيل غير واضحة.

وسوّت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بعض القضايا، لكن الدعاوى القضائية التي تشمل شركات، بما في ذلك كراكن وكوينبيز وبينانس، لا تزال مقيدة في المحكمة.

وأغلقت هيئة الأوراق المالية والبورصات بعض تحقيقاتها، بما في ذلك تحقيق يتعلق بعملة إيثريوم وآخر يتعلق بعملة بي يو إس دي (BUSD)، التي تحمل علامة شركة بينانس، والصادرة عن شركة باكسوس التي يقع مقرها في نيويورك.

وتركت النتائج المتنوعة مسألة ما إذا كانت العملات الرقمية المميزة بمثابة أوراق مالية أم لا، ويمكن أن تساعد الدعوى القضائية التي رفعتها هيئة الأوراق المالية والبورصات ضد شركة ريبل لابس، ومديريها التنفيذيين في إنهاء الأمر.

انهيار بورصة إف تي إكس تسبب في فتح العديد من التحقيقات بشأن العملات المشفرة (غيتي) عرض

وتعتقد هيئة الأوراق المالية والبورصات أن شركة ريبل أجرت عرضا غير مسجل للأوراق المالية من خلال بيع عملات (ريبل XPR)، وجمعت أكثر من 1.3 مليار دولار، وفيما اعتبره الكثيرون انتكاسة للجنة الأوراق المالية والبورصات، حكم قاضٍ اتحادي في يوليو/تموز الماضي بأن مبيعات العملة المشفرة لمستثمري التجزئة في البورصات لا ترقى إلى مستوى عقود الاستثمار.

ونقلت بلومبيرغ عن الرئيس التنفيذي لشركة ريبل براد غارلينغهاوس توقعه التوصل إلى حل "قريبا جدا".

ورفعت هيئة الأوراق المالية والبورصات هذه الدعوى القضائية في عام 2020، في حين كان ترامب لا يزال في منصبه، ولم يقدم تفاصيل محددة حول آرائه بشأن تنظيم العملات المشفرة، لكن العديد من المحامين والمديرين التنفيذيين في الصناعة، قالوا إنهم يتوقعون نشاطا تنفيذيا أقل إذا تم انتخابه مرة أخرى.

ونقلت بلومبيرغ عن المستشارة العامة في شركة رأس المال الاستثماري إلكتريك كابيتال إميلي مايرز قولها إن قضايا إنفاذ الأوراق المالية عادة ما تكون "غير سياسية"، ولا يوجد سوى القليل من معدل دوران الموظفين نتيجة للتغيرات السياسية.

وأضافت "من غير المرجح أن يتم إسقاط أي قضايا جارية، خاصة تلك التي تمت مناقشتها بالفعل في المحكمة الفدرالية.. من الأرجح أن الإدارة الجديدة، أو حتى إدارة بايدن الثانية، ستحول عددا أقل أو مختلفا من قضايا إنفاذ العملات المشفرة الجديدة إلى المحاكم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أسواق هیئة الأوراق المالیة والبورصات العملات الرقمیة العملات المشفرة

إقرأ أيضاً:

لماذا تزايدت مقاطعة الفرنسيين للمنتجات الأميركية؟ وكيف علق مغردون؟

وفي مؤشر واضح على تغير المزاج الشعبي، طالب أحد النواب الفرنسيين مؤخرا بإعادة تمثال الحرية، الذي أهدته فرنسا للولايات المتحدة عام 1886، معتبرا أن رمزيته لم تعد تتماشى مع قيم أميركا اليوم في ظل عودة ترامب للرئاسة.

وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد "إيفوب" الفرنسي، فإن 26% فقط من الفرنسيين يرون أن هناك تقاربا في القيم بين فرنسا وأميركا ترامب، مقارنة بنسبة 49% كانت تعتقد ذلك عام 2004، في تراجع واضح لمستوى التقارب القيمي بين البلدين.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4باريس: تدخل أميركا غير مقبول في سياسات الإدماج بالشركات الفرنسيةlist 2 of 4ترامب يكرر تصريحاته بشأن غرينلاند وكوبنهاغن ترفض زيارة مسؤولين أميركيينlist 3 of 4وول ستريت جورنال: ما سر كراهية تيار ماغا لأوروبا؟list 4 of 4وول ستريت: منع مارين لوبان من الترشح قد يحدث تحولا زلزاليا بفرنساend of list

وأظهر الاستطلاع أن 25% فقط من الفرنسيين يؤيدون ترامب، مقارنة بتأييد 65% للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عام 2010، مما يعني تراجعا في شعبية الرئيس الأميركي في فرنسا بنحو 40 نقطة.

ولم يقتصر الأمر على عدم الرضا فقط، بل إن 62% من الفرنسيين يؤيدون مقاطعة المنتجات الأميركية، في حين يقاطع بالفعل واحد من أصل كل 3 فرنسيين منتجا أميركيا واحدا على الأقل، بحسب نتائج الاستطلاع.

واللافت للانتباه أن تأييد المقاطعة يتجاوز الانقسامات الحزبية التقليدية في فرنسا، فهي تحظى بشعبية أكبر بين ناخبي اليسار بنسبة 72%، وتدعمها نسبة 65% من ناخبي يمين الوسط، بينما تصل إلى 49% حتى بين أنصار أقصى اليمين.

إعلان

وتتصدر 3 علامات تجارية أميركية بارزة قائمة المنتجات المستهدفة بالمقاطعة وهي تسلا وكوكا كولا ومكدونالدز، باعتبارها رموزا للاستهلاك الجماعي الأميركي، وقد خصصت صحيفة ليبراسيون الفرنسية صفحتها الأولى لهذا الموضوع بعنوان: "تسلا ومكدو وكوكا.. المقاطعة رائجة".

وتشهد مقاطعة شركة تسلا استمرارا منذ أسابيع في عدة دول أوروبية، حيث اتهم متظاهرون أمام مقر الشركة في باريس مالكها إيلون ماسك ودونالد ترامب بتدمير الديمقراطية الأميركية، ودعوا لعدم شراء سيارات تسلا والضغط على ماسك اقتصاديا.

ووفقا لمدير استطلاعات الرأي في مركز إيفوب، فإن من يقود حملة المقاطعة هم المستهلكون الأكبر سنا والأغنى والأكثر تعليما، وهي مجموعات تنفق عادة أكثر وتؤثر في سلوك السوق بشكل عام.

جدل رغم تراجع الشعبية

ورصد برنامج شبكات (2025/3/31) تغريدات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلت مع نتائج استطلاعات الرأي، ومنها ما كتبه لوكاس: "من غير المفاجئ أن ينخفض التأييد لترامب في فرنسا. الرجل لم يكن فقط بعيدا عن قيمنا الديمقراطية، بل أيضا أضعف الصورة العالمية لأميركا. أرقام استطلاع إيفوب تعكس عدم الثقة في سياسة العزلة والأنانية التي تبناها".

وغرد ساشا: "رغم كل الجدل الذي يحيط بترامب، يظل يمثل قوة سياسية لا يمكن تجاهلها. المقاطعة لا تعد حلا بل قد تؤدي إلى تعطيل سلاسل الإمداد العالمية وزيادة التكاليف على المستهلكين".

وكتب نول: "إذا كانت السياسات الاقتصادية لترامب تؤثر سلبا على مصالحنا وحقوقنا، فلا بد أن يكون لدينا الخيار في التعبير عن استيائنا. المقاطعة رسالة واضحة بأننا نرفض السياسات التي تضر بالعدالة والاقتصاد العالمي".

في المقابل، يرى جوستين أن "ما نشهده من دعوات للمقاطعة على منصات التواصل هو موجة عاطفية للجيل الجديد لا يعي عمق الأزمة الاقتصادية والسياسية. علينا أن نتعامل بحذر وحزم، فالوضع في أوروبا معقد ويحتاج إلى حلول إستراتيجية بعيدة عن تعقيد الأمور".

إعلان

ومن أبرز الأسباب وراء تزايد تأييد حملة مقاطعة المنتجات الأميركية في فرنسا، المواقف السياسية لترامب التي أغضبت الأوروبيين، وعلى رأسها موقفه من أوكرانيا وتخفيض الدعم لكييف، إضافة إلى تهديداته بالاستحواذ على غرينلاند.

كما أثارت تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على أوروبا وكندا مخاوف الفرنسيين والأوروبيين بشكل عام من تبعات سياساته على الاقتصاد العالمي، مما عزز من الميل نحو المقاطعة كوسيلة للتعبير عن الرفض لهذه السياسات.

31/3/2025

مقالات مشابهة

  • الربع الأول: بداية مثيرة لسوق العملات الرقمية
  • هيئة السوق المالية تفتح باب التسجيل في برنامج تأهيل الخريجين
  • لماذا يستحيل على ترامب الترشح لولاية ثالثة؟
  • لماذا يشجع بوتين طموحات ترامب بشأن جرينلاند؟
  • لماذا تزايدت مقاطعة الفرنسيين للمنتجات الأميركية؟ وكيف علق مغردون؟
  • رئيس هيئة الأركان: المرحلة القادمة ستشهد تحولات كبرى والأمم التي يتمسك أبناؤها بالقرآن الكريم هي أمم لا تُقهر
  • الرقابة المالية: 12.2 مليار جنيه حجم الأوراق المخصمة خلال يناير الماضي
  • تمويل الإرهاب في الظل.. كيف يستخدم "داعش" غرب إفريقيا العملات المشفرة لإخفاء أمواله
  • العملات الرقمية في قلب فضيحة الفساد بإسطنبول.. تفاصيل مثيرة
  • دولة جديدة تعتزم منح العملات المشفرة وضعا قانونيا